الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاسفة الأنوار

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


شهدت أوروبا  نهضة فكرية كبيرة في القرن الثامن عشر. بالنسبة للمعاصرين، سمح فكر الفلاسفة أخيرا بالخروج من "ظلام" الجهل، ومن هنا جاء اسم "فلسفة التنوير". من هؤلاء المفكرين؟ ما هو تأثيرهم السياسي؟
أراد فلاسفة التنوير دراسة العالم الملموس وفحص كل شيء في ضوء العقل . الكلمة الأساسية لهؤلاء الفلاسفة هي "الفهم"، الذي يحدد ملكة المعرفة لدى الإنسان.
قاتدهم هذه العقلانية إلى تطوير التفكير العلماني. كان معظمهم ربوبيين، أي أنهم كانوا يؤمنون بوجود إله خارج كل الأديان وينتقدون الخرافات والتعصب الديني.
اهتمت فلسفة التنوير بجميع مجالات المعرفة: فهي موسوعية . الهدفان الرئيسيان لدراسة هما العالم والإنسان. لفهم الأول، لم يعد الأمر يتعلق بتطوير "أنساق" كبيرة من المفترض أن تشرح المرئي وغير المرئي. كان من الضروري، بطريقة أكثر تواضعا، ممارسة المراقبة والقياس والوصف والتصنيف؛ الشيء الذي مثل انتصارا للعلوم التجريبية.
إنما في إنجلترا نعثر على أسلاف حركة التنوير، منهم الفيلسوف جون لوك والفيزيائي الإنجليزي إسحاق نيوتن. الأول اعتقد أن الإنسان يتقدم من خلال التجربة. والثاني، على عكس السابقين، لم يبن دراساته على الحدس أو التجريد، بل على الملاحظة والقياس. هذه هي الطريقة التي اكتشف بها قانون الجاذبية.
اما في فرنسا، فقد ازدهرت أفكار التنوير منذ بداية القرن الثامن عشر . انتقد مونتسكيو الحكم المطلق، وحدد أن الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية هو وحده الذي يضمن الحرية في الدولة. بينما أدان فولتير التعصب والممارسات القضائية التعسفية.
في النصف الثاني من قرن الأنوار، جدد جان جاك روسو فكر التنوير. تخيل مدينة مثالية، وطور فكرة الديمقراطية والميثاق بين صاحب السيادة وشعبه في كتابه "العقد الاجتماعي".
أخيرا، احتل ديدرو الفرنسي مكانه هنا لدوره الرئيسي في تنظيم وتصميم "الموسوعة" .
لم يحدث دائما أجماع بين فلاسفة الأنوار، لكن مع ذلك كانت لديهم حساسية مشتركة. كانوا مدافعين عن الحريات: الحرية الفردية، حرية الفكر والتعبير، ولكن أيضا الحرية الاقتصادية. كما أنهم عارضوا تعسف السلطة. 
انتشرت هذه الأفكار العظيمة عبر  أوروبا في القرن الثامن عشر .
لم تكتف فلسفة التنوير بتجديد الأفكار، بل جددت النظرة إلى الإنسان والعالم من خلال عدة كتابات. 
احتفظت كتاباتهم الفلسفية بأشكال الرسائل والحوارات ولكنها استثمرت كذلك أشكالًا أدبية أخرى مثل القصائد والروايات والحكايات الفلسفية والمسرح أو حتى الأوبرا.
انتشرت أفكار التنوير بشكل رئيسي بين نخبة البرجوازية والنبلاء، في الأكاديميات أو الصالونات الاجتماعية أو المحافل الماسونية.
على الرغم من أن فلاسفة عصر التنوير لم يكونوا بالمعنى الدقيق للكلمة، المبادرين للثورة الفرنسية، فقد كانت أفكارهم حاضرة في كل مكان عبر الخطب والمناقشات والنصوص القانونية للثورة (بهذه الطريقة، هم اليوم منتشرون في جزء كبير من البسيطة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا