الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر التنين العملاق

صالح مهدي عباس المنديل

2022 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لابد من الأشارة الى أن تاريخ الصين كان مسالم اكثر من تاريخ الحضارات الأخرى. نعم كانت هناك صراعات داخلية تنازعت على السلطة على مر العصور و لكن العدوان الوحيد هو احتلال تركستان و ضمها و اذلال شعبها في بداية القرن العشرين. اجتيحت الصين من قبل المغول سابقا و حصنت نفسها بجدار الصين العظيم اصد هجمات المغول و القبائل المحاربة من جهة الشمال و الغرب الصيني.
كذلك اجتيحت الصين من قبل بريطانيا بواسطة شركة الهند الشرقية و اذلت الشعب و جعلت منهم مدني المخدرات التي الحقت ضرر بالغ بالحضارة الصينية في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر،
ثم اجتاحها اليابان في بداية القرن العشرين. كذاك عانت الصين من انفصال تايوان و محاولة انفصال التبت.
امتازت الصين بالسياسة المحنكة الناعمة عبر العصور حتى اخترقتها الشيوعية عند استيلاء الرفيق ماو على زمام الامور عام 1945.
بعد وفاة ماو اصبحت الصين اكثر استقرار و تحسن الأقتصاد و تبنت الصين نوع من الشيوعية المركزية و كذلك تبنت السياسة الأقتصادية الرأسمالية و سمحت للأستثمارات الأجنبية التي جعلت منها في عقود قليلة قوة اقتصادية تنافس اكبر قوة اقتصادية في العالم و هي امريكا. صحيح ان الصين ليس لها تاريخ امبريالي استعماري و لكن سياسة الصين لا تتعامل بطريقة استعمارية تقليدية و لكن باستخدام السياسة الناعمة عن طريق تقديم الهدايا و الأغراءات التي تهدف الى ربط اقتصاد و سياسة الدول النامية باقتصادها من اجل خلق ادمان و اعتماد على الصين في المدى البعيد و ذلك بتكبيل الدول بالديون و المعاهدات التي تجعل من الدولة سوق استهلاكية لا يمكن لها ان تستغني عن الصين لفرض نوع جديد من الأستعمار الأقتصادي . وفي نفس الوقت تحاول الصين استغلال ظلم الدول الغربية ذات التاريخ الأستعماري المشين من اجل بناء علاقات اقوى مع الصين و تخريب العلاقات مع الدول الغربية.
تعمل الصين بصورة حثيثة و مستمرة مع دول العالم على مبدا يعطي ثم يأخذ ثم يأخذ. و اذا تمكن من اقتصاد دولة ما سيكون الخلاص امر غاية في الصعوبة.
لذا يجب الحذر كل الحذر من الأنقياد الى المعسكر الصيني فهو استعمار قادم بلا رحمة.
اقول ذلك لان النظام الصيني شمولي، لا يضع اي اعتبار لحقوق الأنسان، اذ قيدت الحريات و فرضت الرقابة على حركة الناس. و اي حركة للتظاهر سحقت بكل قسوة.
النظام الشيوعي ضد الديانات و شعوبنا العربية متمسكة بالدين و اهميته مما يتنافى مع الشيوعية الشمولية.
النظام الصيني سحق اهل هضبة التبت، اما المسلمين في تركستان فان محنتهم غير معروفة للكثير. اذ قامت السلطات بمنع اي مظاهر علنية الدين و منعت الآذان و اخذت الأطفال عنوة من اهاليهم من اجل غسل عقولهم و برمجتهم بما يتناسب مع الفكر الشيوعي، و زجت بالكثير السجون. و فرضت المراقبة المستمرة بواسطة الكاميرات على حركة الناس و منعتهم من التنقل بدون اذن من السلطة. حيث جعلت الصين الشيوعية من تركستان اكبر سجن مفتوح في العالم لما يزيد عن عشرة ملايين مسلم. وقبل ذلك هجرت الكثير و قامت بتمليك اراضيهم لمواطنين صينيين و منعتهم من تسنم اي منصب حساس في ادارة الدولة.
علينا ان نعرف ان وباء الكورونا جاء من الصين و ذلك كان عن طريق اجراء تجارب على فايروس طبيعي ربما كان يعد للأستعمال كسلاح بايولوجي، من شأنه ايذاء عامة الناس. عندما عادت هونگ كونگ الى الصين هاجر عدد هائل من اهلها الى مختلف دول العالم هربا من نظام قسري لا يعطي لكرامة الأنسان او حريته اي اعتبار.
و هنا اقول اذا عمدت بعض الدول العربية الى ادخال الشركات الصينية او الأستثمارات ما عليها الى الحذر الشديد و هنا لابد ان اقول ان التجارة ناجحة لانه لا تؤدي الى اضرار على المدى البعيد. لكن يجب حفظ علاقات متوازنة و تحديد دخول الشركات الكبرى و عدم السماح باستثمارات كبرى و ارى ابعاد الشركات الصينينة عن الأستثمار في المشاريع الحساسة و البنى التحتية كي لا يؤدي ذلك الى استعمار من نوع جديد و نحن غافلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح