الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى الوطن

صبيحة شبر

2006 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ينادي بعض المواطنين ،، الطيبين بضرورة العودة إلى الوطن الحبيب ،، والمساهمة في بنائه ، وإعادة الاعمار الى ربوعه التي طالتها يد العدوان ، المختلف ، من دكتاتورية بغيضة الى احتلال شرس ، الى تناحر بين أبنائه الأعزاء فترة قد طال أمدها ،، وهؤلاء المنادون بالعودة السريعة ، يطرحون أسبابا منطقية ، تبين أنهم أحق من غيرهم ،،، بإعادة الحياة الطبيعية الى ربوع الوطن ، الذي ابتلي كثيرا ، باحتراب طويل ، لا يعرف احد متى ينتهي ، ولاسيما ان أحدا من المتقاتلين ،، لا يبدو انه يعير انتباها للدعوات الكثيرة ، المنطلقة من أهل الحل والعقد ، تدعو الجميع الى تحكيم العقل ، في بلاد غاب العقل منها ، وأصبح الجميع ضحايا ، للاقتتال اليومي ، الذي يبدو بلا هدف ، سوى ترويع المواطنين الأبرياء ، وتأخير موعد انبثاق النور ، بعد حياة العتمة والظلام التي استمرت طويلا ، وهؤلاء المنادون بعودة سريعة ،، الى الوطن المبتلى ، يبينون ان العصابات المتقاتلة ، همها تأخير يوم الخلاص ،، من ان ينبلج نوره ، لأنها أي العصابات لا تستطيع ان تتمتع بامتيازاتها الكثيرة ، إن تحقق الأمان في البلاد المعانية ،، والتي طال نضالها ، من اجل تحقيق الحياة الكريمة ، دون ان تتمكن من الوصول الى ذلك الهدف السامي ، الذي يتراءى للعين الثاقبة ،،، انه عسير المنال في الوقت الحالي ، على الأقل
نسمع دعوات كثيرة من بعض الناس ، بضرورة الإسراع وفورا الى مغادرة الوطن المظلوم الذي أنهكته الجراح ، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال مشروع :: لو كان جميع الأهل يسارعون ،، الى مغادرة التراب الحبيب ، من يتبقى للوطن العزيز ، ليشفي جراحة الناضحة بالألم الكبير ، والتي استعصت على الشفاء ، أليس المغادرون برحيلهم السريع ، يحققون للعصابات المسلحة ، حلمها الكبير ، في إفراغ العراق العزيز ، من أناسه الطيبين ، الغيارى والشجعان ، ولكن هذه الدعوة الى العودة الى الوطن الحبيب ، الا تتضمن المخاطرة بالأرواح والأموال ، وبما جناه الانسان في عراكه الطويل ،،مع صعوبات الحياة ، رغبة ان يحمي أبناءه من قسوة الحياة ، ومن مشاقها المستمرة ، التي لا يسلم منها إنسان
الرغبة في العودة ،، الى جحيم الوطن المبتلى ، وتفضيله على الجنة المستحيلة ، في بلاد الاغتراب ، تتصارع وفي عقل نفس الإنسان ، مع رغبة أخرى ، لاتقل عنها أوارا ، انه مامن انسان بمفرده ، بقادر الآن ،، في هذا الخضم الأليم من النار المشتعلة ، ان يساهم في إطفاء تلك النار ،، التي أخذت تلتهم كل شيء ،÷، تصادفه في طريقها ، والإنسان العادي المحب لوطنه ، تتصارع في قلبه رغبتان متناقضتان ، يتساءل بإخلاص ، من منكم أيها الأعزاء ، قادر ان يمد لي يده ، لنتمكن جميعنا من العودة الى الوطن والمساهمة في بنائه ،، فان اليد الواحدة لا تستطيع ان تصفق ، فاجعل قدرتك الصغيرة المتواضعة جنب قدرتي ، لنصنع منها قدرات كبيرة ، نستطيع بها ان نفعل شيئا لهذا الوطن الحبيب ، الذي طالما أغدق علينا أنواعا من النعيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa