الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذبابة مايو والحيوان وفلسفة الموت!

محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)

2022 / 12 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ربما تجد نفسك مجبراً على صراع حميدٍ مع ذبابة عاثت فساداً في مطعمك،تتحرك بغريزتها لاشباع متطلبات نفسها وادراك مايبقيها على ظهر الحياة. ياترى ماهي حالتك واوليات ضجرك لو علمت ان تلك الذبابة ربما تكون ذبابة مايو التي لاتعيش سوي أربعة وعشرين ساعة فقط؟.
أتساءل هل تعرف تلك الذبابة انها ستموت بعض ساعات معدودة ومع ذلك يحركها وعيها الغريزي طلباً للحياة؟!.
ام هي لا تعرف انها لن ترى مرة أخرى ذلك الصراع مع ذلك الرجل الذي لم يتغير فيه سوى لون ثوبه ؟!.
طبيعة الاختلاف المسيطرة على الإنسان ونفسه واحواله قد تجعله يتخبط ملتفاً حول الحقائق النسبية له إلا أنه لا يمكنه إنكار انه سيموت.
لن تجد إنساناً ينكر الموت الا مجنوناً..
الكل يعيش في صراع نكد قبيح الملامح لادراك متاع حياة هش تتهاوى من حوله انفس ودمعات واحزان.
ان مبدأ الصراع يستدعي المنقصة والحسرة والحزن و الحرمان على حساب كل لحظة فرح ونيل واستحواز..
ما اقبحه من مضمار سباق لا يتوج فيه الفائز الا على حساب الف خاسر.
قد تحسب ان أفعالك هي التي تحدد أحوالك متناسياً دوائر التأثير عليك من شتى صنوف قيود جذورك واوراقك.
نعم؛ فكسل والدك سيجعلك محروماً لسنين وجيناته الوراثية تجعلك مريضا مهرولاً وراء الطبيب دون أن تدرك الشفاء.
ترث والدك في ماله وترثه في مرضه ويئن هو لحزنك ويتعب من أجلك لتكون انت امتداداً لعمره ومتسعاً لضيق عمله.
ان هندسة الحياة تلك تفور حقيقة الزوال والمحدودية من حروفها المهندمة لمحبيها الغافلين.
فوران يعمى عنه الغافل ويراه كل بصير القى السمع وهو شهيد .
انزع منك غلك وارم ثوب سباق اعياك بداء الظلم وسيشقيك عندما تلقى الله العدل الحكيم.
مهندس الحياة يشتاق لان تخلع رداء الوله بحياة تشتاق أرضها وسماؤها لان تضحك وتتوقف بكاءً من انين المحتاج وأصحاب الحزن والحرمان والضيق.
لم تمنع الساعات القليلة ذبابة مايو من ان تتصارع لادراك غرضها من الحياة كما أن آلاف السنين التي تعيشها الحيتان لم تمنعها من ان تشتاق للانتحار!
ربما تجهل الحيتان انها معمرة لالاف السنين شانها شأن أسماك القرش !.
تعددية صور الحياة والتي تلهث جميعها وراء قطار واحد ذو مظهر واحد مكتوب عليه كلنا نحرص على الحياة لهي خير دليل على وجود المنظم الحكيم.
ولتكن على يقين ان غضب الله يتسرب للكون حسرة عليك وعلى من في الأرض وان رضاه تستنشقه انت سعادة ومن في الأرض.
طالما تربع مفهوم الاشباع بقمته في داخل النفس البشرية فلن ترى ضحكات أطفال أفريقيا الجياع !
وطالما تسابق الجميع متباهين محاولين دائماً اعتلاء تلالٍ واهرام التسلسل الاجتماعي الخبيث فلن تستنشق جمال امطار العدل في الأرض.
ستدرك بهاء وجهك المطير ببهاء رضا الله حينما تلقاه ويشع في وجهك معنى" سلام قولاً من رب رحيم" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ثمن الاتفاق الدفاعي بين السعودية وأمريكا وهل ستصبح الرياض


.. تونس: الحكم بالسجن سنة على إعلاميين اثنين على خلفية تصريحات




.. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تتلقى تقريرا عن واقعة


.. أوروبا ستبني قبة حديدية في وجه بوتين والناتو قد ينشر قوات في




.. رئيس الوزراء البريطاني: حانت اللحظة المناسبة لتختار بريطانيا