الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء في كهوف مظلمة

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 12 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لا توجد لدينا إحصائية دقيقة للذين أعدموا شنقا أو رميا بالرصاص، أو صهراً في الأفران، أو غرقاً في أحواض التيزاب، أو غدراً بكواتم التصفيات السياسية والطائفية، أو تحت التعذيب، منذ اليوم الذي نال فيه العراق استقلاله عام 1932 وحتى يومنا هذا ونحن على أبواب عام 2023. .
ولا توجد دراسات تخمينية لقوافل الشهداء والمغدورين والمغيبين والمفقودين والمهجرين. لكن الشواهد التاريخية المروّعة توحي بعظمة المآسي والفواجع التي واجهها الشعب في جمهورية الخوف والرعب والتنكيل والذعر. .
اذكر على سبيل المثال لا الحصر، ان المدينة التي كنت اسكنها في البصرة لم يخلو فيها بيتا واحداً من المعدومين والمعتقلين. .
كان رجال الأمن يمارسون هوايتهم بالصيد الجائر لكل الأسماك المتعففة التي تقع في شباكهم، فيلقوا القبض على الأبرياء، دونما سبب، ودونما شبهات، ودونما اتهامات، حتى لو كانوا صغاراً أو دون سن الرشد. .
فالانظمة التي تعاقبت على حكم العراق لديها رغبات اجرامية موروثة لإرتكاب المجازر، التي لم ينج منها احد حتى الذين كانوا يحملون اعلى الدرجات في تنظيمات الأحزاب الحاكمة. وما أكثر الروايات التي تحدث فيها السياسيون القدامى عن تجاربهم الشخصية في دياجير الظلم والتعسف، نذكر منها رواية (لا صدى للكهوف البشرية) للأديب إحسان وفيق السامرائي، ورواية (مشرحة بغداد) لمؤلفها: برهان شاوي. ورواية (النوم في حقل الكرز) لمؤلفها: أزهر جرجيس. واذكر أيضا كتاب (المحرومون في العراق) للكاتب : فارس كمال نظمي. .
يقولون: ما من ظالم إلا سيُبلى بظالمٍ. وهذا ما حدث بالفعل، فقد كانت نهايتهم أبشع مما كانوا يتصورون، لكننا نحن الذين دفعنا الثمن بصبرنا الطويل على المآسي، ولولا الأمل في الغد لما عشنا حتى هذا اليوم. .
ما أكثر الظالمين المستبدين الذين ثارت عليهم شعوبهم، ولو بعد حين، فتحولت ديارهم إلى خرائب. وانقطع نسلهم، ولم يعد لهم أي أثر. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.