الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة سريعة بخصوص اليوم العالمي للغة العربية

محمد علي عبد الجليل

2022 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يمكنني أن أَعُدَّ العربية «لغتي الأم»، وأُحِبُّها كونَها لغةَ ثقافةٍ غنيةً جداً شكَّلَت جزءاً من شخصيتي.
ولكنّ حبي لهذه اللغة «العظيمة» لا يدفعني لتبنّي المغالطات والمبالغات.
فالعربية لغة كغيرها لها ما لها وعليها ما عليها، فهي لها نقاط قوة ولها نقاط ضعف.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر، نشر كثير من العرب حتى اللغويون منهم منشورات ٍ تمتدح العربية بمبالغة مؤسفة وتضم مغالطات وأخطاء لغوية فادحة.
ومن هذه الأخطاء اعتبار هذه العبارة الغربية معجزةً عربية ("ما رأيتُ كُككاً كَكُكَكِكُم")! وقالوا إن الكُكَك جمع كُكّة وهي المركب الكبير.
ومن المغالطات الفادحة قولهم إن اختلاف ترتيب الحروف يعطي معنىً واحداً (مثل: حرب، بحر، رحب، حبر) أو معنىً معاكساً (بحسب «فرضية التضاد في تقاليب الثلاثي»، راجع المقالة: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708411) وأن الكلمات التي تبدأ بحرف «غين» تشير إلى الضبابية والتي تبدأ بحرف «كاف» تشير إلى الاحتواء، وكثير من هذه الخزعبلات المستندة إلى فرضية محمد عنبر (1921 - 1998) وجعفر دك الباب (1937 - 1999).

ومن هذه المغالطات القول بأن عدد كلمات العربية 12 مليوناً !. والرقم في ازدياد طفيف أو في مزاد علني حيث بلغ في آخر منشور 12.3 مليون كلمة!!!
والمغالطة الثانية هي أن العربية هي الوحيدة التي فيها حرف ضاد.

لقد سمّى بعض الشعراء العربية (وأولهم المتنبي) العربية لغة الضاد خطأً فهي ليست الوحيدة التي تضم حرف الضاد. بل قال بعضُ المعجميين أن الأصح تسميتها بِـلُغة الحاء أو الظاء.

أما بخصوص عدد كلمات العربية، فيضمّ معجم تاج العروس للزبيدي على 120 ألف مادة وهو أكبر معجم عربي شامل. بينما يضم لسان العرب على 80 ألف مادة. ويقال إن كل كلمات لسان العرب 160 ألف كلمة مع الجذور والمشتقات.
يعني لا يمكن أن تصل كلمات العربية منذ نشأتها إلى الآن إلى ال400 ألف كلمة لو حسبنا المهمل البائد والمشتقات الجديدة. وهو عدد الكلمات الإنكليزية (400 الف كلمة).
فحتى الرقم مليون بعيد جداً وغير منطقي. فكيف يقال إن عدد كلمات العربية 12 مليون؟!

إن من اقترح هذا الرقم (12 مليون) لعدد كلمات العربية هو على الأرجح كاتب عراقي غير لغوي اسمه جواد علي وهو مؤرخ وليس مختصاً باللغة. ويبدو أن إصابته بداء عقدة النقص كانت كبيرة جداً جعلته يجرؤ على طرح مثل هذا الرقم.
والمصيبة أن بعض القنوات والمواقع العربية قد تبنّت هذا الرقم.

وربما هذا الرقم (12 مليوناً) مأخوذ بشكل خاطئ من كتاب «دراسات في فقه اللغة» لصبحي الصالح ص. 168 (فصل: «بين الدلالة الذاتية والمكتسبة») حيث يقول:
«فما يمكن أن يتألف من حروفنا الهجائية يجاوز 12 مليوناً من الكلمات (...). ولكن المستعمل من الألفاظ لا يكاد يجاوز الثمانين ألفاً». فصبحي الصالح لم يقل إنَّ عدد كلمات العربية 12 مليوناً، بل قال إنَّ الكلمات التي يمكن تأليفها من الحروف العربية يتجاوز 12 مليوناً.
هل أُبالغ إذا قلتُ إنَّ من طبعِ العربِ الغُــلُـــوَّ، أي إنَّ العرب ظاهرةُ غُـلُــوٍّ ومُبالَغةٍ وليسوا فقط ظاهرةً صوتية على حد تعبير الشيخ عبد الله القصيمي؟
محمد علي عبد الجليل، 18 كانون الأول/ديسمبر 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العربية ضحية العقل العربي
أحمد عصيد ( 2022 / 12 / 19 - 17:05 )
للأسف كل من تحدث بموضوعية ونزعة علمية عن العربية يعتبرونه -معاديا- لها، وكل من تحدث بعاطفة جياشة مروجا الأكاذيب والأخطاء المعرفية يعتبرونه -غيورا
لا شك أن العربية من لغات الحضارات الكبرى، لكنها اليوم ضحية الفكر السائد في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إذ لا يمكن للغة ما أن تتطور وتزدهر إذا كان الفكر الذي يُنتج فيها بشكل عام يعاني من تأخر تاريخي كبير، فالنزعة المحافظة واللاعقلانية التي تؤطر الفكر العربي ـ الإسلامي حاليا لا تساهم في نهضة اللغة العربية، بل تقودها رأسا إلى مصير اللغة اللاتينية


2 - للغة العربية مساهمتان اغنت اللغات والحضارات الاخرى
د. لبيب سلطان ( 2022 / 12 / 20 - 10:54 )
سيدي الكاتب
ان اللغة لها استخدامان رئيسيان التخاطب ونقل المعرفة والحضارة الاولى لها صفة محلية ويومية وكذلك ثقافية وأرى ان الشعر العربي هو من جعل العربية تتألق ومايقال الجاهلية عند الاصوليين لهو باطل بدليل اشعارهم الابلغ من كتابهم واما لوقارنا القبائل التي تبدأ شعرها غزلا ورومانسية فلن تجدها في التاريخ لا في القبائل المغولية او الجرمانية أو الغولية او السلافية في لغاتها ، فالعربية لغة العواطف والحب والخيال من خلال شعرها لحد ماظهر نبي لهم وهو ايضا لم يستطع كبحها وماهي خمسون عاما حتى عاد للشعرالعربي تدفقه ،وانا افهم الشعر كونه اعلى شعور عاطفي وخيالي متحضر للمجتمعات
ولكون قواعد العربية مشتقة من اختها الارامية البابلية فورثت اول قواعج للغة في التاريخ و تم نسخها الى جميع اللغات الحية الفرنسية والجرمانية والسلافية ،هذا اول اسهام
والثاني لولا ترجمة الفلسفة اليونانية الى الارامية ومنها الى العربية لكانت قد ضاعت بعد ان اختفى تدوينها الاغريقي الاصلي بحرق المسيحيين المتشددين باعتبارها زندقة
وهربت الى الشرق، البصرة اليوم ، في القرن الرابع ترجمت الى الارامية ثم العربية ثم اللاتينية


3 - اللغة العربية : (من زوايا نظر مغايرة) 1
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 21 - 22:40 )
تحية طيبة
- في كتب التراث الإسلامي / العربي الخرافي ، أن الله عندما جمع البشر في بابل ، تبلبلت ألسنتهم و نسوا لغتهم السابقة (السريانية) . و في إعادة توزيع اللغات ، كانت لغة [ أهل السماء ] من نصيب يعرب بن قحطان ، فكان أول من تكلم العربية ! و هكذا فاللغة العربية - إذن - هي لغة (مقدسة) ، هبطت من السماء !
- بحثيّاً ، لا وجود مطلقا لأي نص باللغة العربية (لغة القرآن) قبل 2000 سنة ، إذ لم يُعثر على أي نقش أو وثيقة أو مخطوط ، مكتوب بالحرف العربي أو باللغة العربية ، قبل فترة ظهور الإسلام .
- أقدم نص ‘‘ نقش النمارة ’’ مكتوب بالحرف النبطي و باللغة النبطية (الشبيهة شيئا ما بالعربية الحالية) ، يعود إلى سنة 328 م ، و هو نقش شاهدة قبر امرؤ القيس ، و منطوق نصه ، منقولا من الحرف النبطي إلى الحرف العربي ، هو كالتالي : ‘‘ تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجأ بزجي في حبج نجرن مدينت شمرو ملك معدو ونزل بنيه الشعوب و وكلهن فرس و الروم فلم يبلغ مبلغه . عكدي هلك سنت 223 يوم 7 بكلول بلسعد ذو ولده ’’ . فابحثوا له عن أقرب ترجمة دقيقة إلى عربيتكم .


4 - اللغة العربية : (من زوايا نظر مغايرة) 2
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 21 - 22:44 )
- في كتابه «في الشعر الجاهلي» ، يجزم عميد اللغة العربية الدكتور طه حسن ، أن ما يسمى بالشعر الجاهلي ، هو شعر مكذوب (منحول) ، تمت فبركته في العصر العباسي . و ينفي طه حسين أية صلة للغة العربية بلغات اليمن (الحميريين و السبئيين و المعينيين) ، مؤكدا ان الصلة بين لغة العرب و لغة اليمنيين ، هي كصلتها بأية لغة أخرى (ص 81 – 83)
- و للتدليل على اختلاف اللغة الحميرية السبئية (اليمنية) ، عن اللغة العربية (لغة القرآن) ، ينقل لنا طه حسين نصا مكتوبا باللغة السبئية و بحرف المسند اليمني . و هاهو النص منقولا بالحرف العربي (لكن بلغته الأصلية الحميرية) ، فحاولوا أن تفهموه دون ترجمة إلى العربية : «اخت امهو وشفرنم بعلتي خمتن يخلف هجرن مريب شمتي وثنن لإل مقه بعا او م حجن وقههمو بمسالهو لوفيهمو» .
- في كتابه (مقدمة في فقه اللغة) انتهى الدكتور لويس عوض ، في ما يخص أصل العرب ، إلى القول بأنهم أمة حديثة نسبيا ، حيث يقول مستنتجاً : ‘‘ فالعرب - إذن - موجة متأخرة من الموجات التي نزلت على شبه الجزيرة من القوقاز و المنطقة المحيطة ببحر قزوين و البحر الأسود ، نحو 1000 ق.م ’’ (ص 60) . و معهم لغتهم الهندو أوربية .


5 - اللغة العربية : (من زوايا نظر مغايرة) 3
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 21 - 22:47 )
- اللغة العربية ، تحتوي - حسب المختصين - قاموسا ضخما من مفردات اللغات الأخرى (و بخاصة الآرامية السريانية) ، و من ذلك : سكر ، قطن ، مشكاة - هندية / قهوة ، قسورة ، زرافة - اثيوبية / استبرق ، زرابي ، أريكة ، قانون ، أباريق - فارسية / فرقان ، قرآن ، إب ، سورة ، حور ، زكاة ، طاغوت - آرامية سريانية / طه - نبطية / مخدة - تركية / كحول - لاتينية / ليمون - أوربية شرقية / قسطاس - رومية . (طبعا كل اللغات تأخذ من غيرها) .
- اللغة العربية تكتظ بالمترادفات ، فللمرأة مثلا نحو 70 مرادفا ، منها : الخرعبة : المرأة حـسنة القد / الدخيمة : المرأة إذا كانت منخفضة الصوت / الخبرنجة : المرأة الحسنة الخلقة / البرمادة : المرأة السمينة / العـطبولة : المرأة طويلة العنق / العيطموس : المرأة الفطنة / الغيلم : المرأة الحسناء . (!)
- العربية لغة العنف الجنسي ، فالألفاظ الدالة على العلاقة الحميمة تقشعر لسماعها الأبدان و ينفر منها الذوق السليم ، و منها : وطء ، فضّْ ، طعْن ، دحْس ، هبْك ، وقْع ، هتْك ، سطْو ، فتْح ، ركْل ، تمزيق ، خرْق ، إصابة ، اقتحام ، دقّْ ، رطْم ، إهلاك ، نتْر ، شجار ، دحْم .. إلخ . و كأنهم في حرب !


6 - ملاحظات
حسين علوان حسين ( 2022 / 12 / 22 - 15:42 )
الأستاذ الفاضل محمد علي عبد الجليل المحترم
الأستاذ الفاضل محمد بن زكري المحترم
ماقاله د. جواد علي صحيح لكون العربية لغة اشتقاق والقواميس لاتورد كل الاشتقاقات الممكنة لكل مفردة.مثال:لاتجد مفردة كِتّيب وكويتب ومكيتب ومكيتيب ومُكاتِب ومستكتب وكَتّاب ومتَكَتّب في القواميس، وقس على ذلك.الدكتور جواد علي يتقن الانجليزية والالمانية ولغات اليمن القديمة وقد فك رموز عشرات نقوش خط المسند. قاموس العربية هو أثرى قاموس لغوي طرا.
ما قاله د.طه حسين لطشه من أساتذته الفرنسيين،وهويصح على كل الشعر القديم المنقول شفاها لكل لغات العالم وبالتالي فهو ليس بشيء.
د. لويس عوض غير متخصص، وقوله حول الأصل القوقازي للعرب نكتة بايخة ، ولو صحت لكنا ننطق اليوم بلغة هندوآرية. العرب سكان ساميون اصليون يشتركون بلغة جزرية قديمة جدا انبثقت منها كل اللغات السامية الشمالية والوسطى والجنوبية التي عرفتها شعوب العالم القديم من اليمن وشبه الجزيرة الى العراق والشام والاحواز والحبشة وقبرص ومالطة، واقرب تشبيه معاصر لهم هي اللغات التمازيغية في شمال افريقيا وهم سكانها الأصليون .
موضوع وجود الضاد في لغات اخرى غير العربية صحيح
كل الحب


7 - ملاحظات /2
حسين علوان حسين ( 2022 / 12 / 22 - 17:12 )
ولكن القاعدة العلمية الثابتة تجريبيا تقول بأن أصوات الناطقين لأي لغة لا تتطابق لفظا بالضبط تماماً في أي لغة أخرى حتى بالنسبة للأصوات المتشابهة. فمثلاً صوت السين العربي تختلف طريقة لفظ شبيهه في الانجليزية والروسية والألمانية، والعكس صحيح. ولهذا نستطيع تمييز الناطق الانجليزي والألماني والروسي بالعربية.. وهو ما يعني أن وجود صوت الضاد في اللغات الأخرى لا يعني أنه يلفظ من طرف الناطقين به مثلما ينطقه العرب بالضبط.
موضوع الرمزية الدلالية للأصوات اللغوية صحيح وموجود في كل اللغات. مثلاً، في اللغة الانجليزية، أغلب الكلمات التي تدلل على العهر الجنسي تبدأ بحرف
(P)
. وعلاقة صوت النون العربية بالإناث واضحة، وأصلها سومري
هذه الظاهرة اللغوية أول من وصفها علميا هو الفراهيدي، أعظم عالم لغة في كل العصور. لاحظ المشترك الدلالي في هذه التعاقبات الصوتية:
ثرم ، شرم، خرم، فرم، برم، صرم
ولكنها محدودة في قواميس اللغة، وأفضل تجلي لها معروف في السومرية
لاحظ علاقة الدلالة على الضوء بالتعاقب الابتدائي لصوتي:
gl
الانجليزيين في المفردات:
glow, gleam, glimmer, glare, glisten, glitter, glacier, and glide
كل الحب


8 - و فيها فضلا عن القولين أقوال 1
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 23 - 19:21 )
تحية للأستاذ الكاتب المحترم ، و نستسمحه هامش تعليق
و سلاما للأستاذ الدكتور حسين علوان حسين المحترم
الموضوع شديد التعقيد و التداخل و الحساسية ، و استغرق الحديث فيه أجيالا وآلافا من الصفحات .. قولا على قول . (كتاب جواد علي ‘‘ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ’’ يقع في 10 مجلدات) ، و القطع فيه - بحثيا - بحكم نهائي هو ضرب من غرور امتلاك الحقيقة . و ما مداخلتي إلا نقاط إضاءة ، و كوجهة نظر لا تدعي الحصانة ضد النقض ، ففي كل يوم يتكشف لنا جانب كان مستترا من المواضيع مدار الجدل :
- د. جواد علي مؤرخ موسوعي و علامة في مجاله ، لكنه ليس مرجعية في مجال بحوث الألسُنية (اللسانيات / Linguistics) و لا في علم فقه اللغة المقارن / philology . فلا اعتداد علميا - في تقديري- برأيه في شأن اللغة العربية ، كحقل دراسة ألسُنية . و الأمر يختلف مع د.طه حسين و د. لويس عوض ، فكلاهما متخصص في ما يتصل ببحوث فقه اللغة ، الأول كعالم عميق المعرفة باللغة العربية و الثاني كمتخصص في آداب اللغتين الإنجليزية و الفرنسية . و كلاهما يفرق بين العرب (كقوم) و بين الآشوريين و البابليين و السريان إلخ ، تماما كما العبرانيين اليهود .


9 - و فيها فضلا عن القولين أقوال 2
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 23 - 19:23 )
- الاشتقاق ليس خاصية تنفرد بها اللغة العربية دون سواها ، فكل اللغات تتوفر على تلك الخاصية ، و الإيطالية مثلا هي لغة اشتقاق و صرف و تقعيد نحوي ، بالغة الثراء و التوسع .. و الجمال أيضا .
- في ما يخص العرب و اللغة العربية ، يقول طه حسين : ‘‘ الحق أن القدماء و المحدثين جميعا مضطربون اضطرابا شديدا في تحديد ما ينبغي ان يفهم من لفظ العرب و ما ينبغي أن يفهم من لفظ اللغة العربية ’’ (ص 81) . و أنا أجد كلامه صحيحا .
- فيما يخص ما يسمى بالشعر الجاهلي ، أنا أصدق ما ذهب إليه طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي ، و كتابه البديل (في الأدب الجاهلي) . و دليلي - على سبيل المثال- هو نص شعر (جاهلي) منسوب إلى الملك الأسطوري حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، الذي عاش 445 سنة (!) ، منها 400 سنة أمضاها في سدة الملك (!) ، و قال عندما بلغ 200 سنة من العمر :
ساميتُ عن مائتين ملكاً باذخا
والعمر لا يبقى مع الأعوامِ
قالوا لحميَر مدة محجوبة
والغيب لا يخفى على العلامِ
و قال عندما بلغ عمره 400 سنة :
وملكتُ من عدد السنين هنيدة
ذا الملك عمرك زينة الأيامِ
وأرى الشباب يميل في لهو الصبى
ومع الشباب غواية الأيامِ


10 - و فيها فضلا عن القولين أقوال 3
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 23 - 19:25 )
فأين هو بحق اللات هذا (الشعر الجاهلي !) اليمني بعربيته (العباسية) ، المنحول للملك الأسطوري حِميَر بن سبأ ، من نص النقش الحِميَري المكتوب بحرف المسند (و باللغة الحميرية السبئية) .. منقولا إلى الحرف العربي : » عبد كللم و شعنهوا ذولي بت اله . لعاد و بنيهمي هنام و هعل الهت قو لم . ناو وهشينن بتهمو يرت بردا رحمنن وصنا . بورخ ذخرق ذثلثن وسبعي وخمس ما تم حيو ل « ؟! و أين منه نقش النمارة - سالف الذكر - المكتوب بالحرف النبطي و اللغة النبطية على شاهدة قبر امرؤ القيس ؟!
- لويس عوض يخص بحديثه سكان شبه جزيرة العرب (بالفصل التام عن الشام و العراق) . ومن غير الممكن إجمال كتاب من 580 صفحة في بضعة أسطر . فهو يقول عن تلك الأقوام القوقازية : »و لعلها لم تستقر في مكان ما في بلاد ما بين النهرين أو في الشام الكبير ، لأنها وجدت في هذه وتلك أقواما منظمة أقوى منها بأسا وأعلى حضارة ، فنفذت إلى الفراغ الكبير في شبه الجزيرة ، من طريق بادية الشام .. أو لعلها آثرت حياة البداوة والرعي والتجارة التي ألِفتها في مهدها الجبلي الأول على حياة الاستفلاح والاستقرار ، ففضلت الحرية في شبه الجزيرة على القيد في وديان الأنهار« .


11 - و فيها فضلا عن القولين أقوال 4
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 23 - 19:27 )
و يضيف لويس عوض : » و لا شك أن (العرب) حين نزلوا شبه الجزيرة العربية ، إنما نزلوا على سكان أصليين كانوا فيها ... » . (ص 60 – 61) . و هو يرى أن بني إسرائيل اليهود هم أيضا من الأقوام القوقازية الوافدة على بلاد الشام .
- و المفاجئ ، تقاطعا مع أطروحة لويس عوض (القوقازية) ، أن دراسة جينومية دقيقة نشرت سنة 2019 ، قام بها فريق بحثي متخصص من البرتغال بإشراف فيرونيكا فرنانديز (Veronica_Fernandes) ، توصلت إلى أن 20% من العرب الحاليين - سكان شبه الجزيرة - منحدرون من موجات هجرة تعود إلى 4000 سنة ، قادمة من شبه القارة الهندية ، و موجات هجرة تعود إلى 2500 سنة قادمة من أفريقيا جنوب الصحراء ؛ فيما نسبة 80% هم هجين موجات هجرة - أو تهجير - وافدة من : الشام ، و (( القوقاز )) ، و شمال أفريقيا ، و أوربا .
- و إضافة عابرة : لا زالت لغات اليمنيين القديمة (و عددها 6 ستة لغات) ، موجودة قيد الاستعمال حتى اليوم . و ليس من صلة لها باللغة العربية (لغة القرآن) ، إلا تشابه أو اشتراك بعض المفردات .
و ليس ثمة - لدى أيّ أحد - من كلمة أخيرة فاصلة في الموضوع .
تحياتي و مودتي


12 - اسعدني تعليقكم
حسين علوان حسين ( 2022 / 12 / 24 - 00:15 )
الأستاذ الفاضل محمد بن زكري المحترم
ت 8-11
تحية حارة
الموضوعات التي أثرتموها مهمة، وتحتاج إلى ردود موثقة في مقال مفصل منفصل .
في هذه المقال سأفصل بصدد طروحات د. طه حسين و د. لويس عوض و أستاذي د. جواد علي ، وعن أصل العرب ، وعن غنى القاموس العربي ، مؤكدا بالادلة الثبوتية ماسبق وأن قلته عن كل واحد من هذه العناوين . . أما بخصوص كون اللغات اليمنية ليست عربية فهي حقيقة معروفة تاريخيا منذ القدم وقد عبر عنها المبرد بعبارة: عربيتهم ليست عربيتنا .
معلوم أن الحقائق نسبية، وضمن هذه النسبية توجد حبات متفق عليها واخرى مختلف فيها؛ كما توجد الآراء والفرضيات .
وسأجتهد في توثيق كل جملة من هذا المقال ، الذي يعود الفضل لجنابكم الكريم في التفكير بكتابته؛ وهو اختصاصي الأكاديمي .
كل الحب والتقدير والاعتزاز

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر