الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٣٧

ضياء الشكرجي

2022 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٣٧
انظُر كَيفَ يَفتَرونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثمًا مُّبينًا (٥٠)
قول غريب. إذا ما ثبت لنا أن الله لم يرسل رسولا، ولم ينزل كتابا، فهذا ينطبق على الجميع، فلماذا يدين دين افتراء أتباع دين آخر؟ ورثة الدين على الأعم الأغلب لا يمكن اتهامهم بالافتراء، فإذا كان هناك افتراء على الله فهم ورثوه، دون أن يعلموا أنه افتراء، بل صدقوا به كحقيقة، لكن المؤسسين يعلمون أن دينهم إنما هو اجتهادهم، ولم يأتهم من الله، لكن هناك بعض رجال الدين من كل الأديان يمارسون الافتراء عن علم، بعد أن يتحول الدين عندهم إلى مهنة يمتهونها ويرتقون بها، فيمررون الأكاذيب على بسطاء المؤمنين بذلك الدين.
أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ أوتوا نَصيبًا مِّنَ الكِتابِ يُؤمِنونَ بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ وَيَقولونَ لِلَّذينَ كَفَروا هاؤُلاءِ أَهدى مِنَ الَّذينَ آمَنوا سَبيلًا (٥١) أُلائِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَّلعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصيرًا (٥٢)
الدين نفسه، أي دين كان، يمكن أن يكون مصداقا للطاغوت، لأنه يمثل ندا لله، يوجب ويحرم ويبيح الكثير مما لم يوجبه الله ولم يحرمه ولم يبحه. والغريب أن يلعن أتباع الأديان بعضهم بعضا، فإما أن يؤمن الآخر المغاير بما يؤمن كل منهم، وإما فعليه لعنات الله وملائكته والناس أجمعين.
أَم لَهُم نَصيبٌ مِّنَ المُلكِ فَإِذَن لّا يُؤتونَ النّاسَ نَقيرًا (٥٣) أَم يَحسُدونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إِبراهيمَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَآتَيناهُم مُّلكًا عَظيمًا (٥٤) فَمِنهُم مَّن آمَنَ بِهِ وَمِنهُم مَّن صَدَّ عَنهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعيرًا (٥٥)
لا يفهم ما هي العلاقة بين ما مر عن أهل الكتاب الذين لم يقتنعوا بترك دينهم والتحول إلى الدين الجديد، وبين محاججتهم ما إذا كانوا يملكون حصة من الملك، ثم التعقيب، بأنهم لو كانوا كذلك لكانوا شحيحين، بحيث لا يكونون مستعدين للإنفاق نقرة التمرة. وهنا يشكل على اليهود بالذات على أن سبب عدم اتباعهم للنبي الجديد، كونه ليس منهم، وفسر القرآن هذا بالحسد، إذ حسدوا محمدا وقريشا، متمنين لو كان قد بعث الله واحدا منهم نبيا. وهذا قد ينطبق على بعض اليهود، قل أو كثر هذا البعض، لكننا لا ندري هل هو الحسد، أم كونهم باعتبارهم من سلالة يعقوب (إسرائيل) يعتقدون بأنهم شعب الله المختار، وأن النبي الجديد، أو المخلص الموعودون به لا بد أن يكون منهم، أي من بني إسرائيل، وأن يكون يهوديا، فقد يكون هذا بسبب الحسد، وقد يكون بسبب اعتقادهم بصحة ما ورثوه عن دينهم، ورفض كل ما يتعارض معه، حالهم حال أتباع أي من الأديان، الذي يعتبر كل منهم دينه وحده يمثل الحق والصواب والهدى. ثم كالعادة تتوعد الآية في نهايتها كل من لا يصدق بما يروي القرآن، بحسب تصورات مؤلفه أو مؤلفيه، في حال اشترك أكثر من واحد في تأليفه؛ تتوعدهم بسعير جهنم.
إِنَّ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِنا سَوفَ نُصليهِم نارًا كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدَّلناهُم جُلودًا غَيرَها لِيَذوقُوا العَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزيزًا حَكيمًا (٥٦)
فكل من لم يؤمن بالقرآن وحيا إلهيا وبمحمد نبيا مرسلا، وبالإسلام دينا ارتضاه الله للناس وختم به الأديان ناسخا لما قبله، نافيا بإمكان نسخه بدين بعده؛ كل من لم يؤمن بذلك، فيصلى نارا، بأشد ما يكون الوجع الذي يسببه حرق نار جهنم لهم، وذهب فريق من المسلمين يستشهد بهذه الآية على الإعجاز العلمي للقرآن، كون الوجع من الحرق يكون في الذروة عندما يحترق جلد الإنسان المحترق بالنار، ولذا ومن أجل أن يتعذب المحروق بنار الله بأقصى درجات العذاب والوجع، فكلما وصلت جلودهم إلى مرحلة النضوج عبر الطبخ أو الشيّ على النار، استبدلت جلودهم بجلود جديدة، ليتجدد الألم والعذاب، ويبقى دون التراجع عن درجة الذروة. وتختم الآية بوصف الله بالعزة أي القوة والحكمة. ذكر الله حسب التصور القرآني بالعزة والقوة يناسب الوعيد بالعذاب، لكن لا ندري ما هي علاقة الحكمة بالتعذيب.
وَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَنُدخِلُهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا لَّهُم فيها أَزواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَّنُدخِلُهُم ظِلًا ظَليلًا (٥٧)
وفي مقابل ذلك تأتي البشارة للذين اتبعوا الدين الجديد ونبيه، خاصة إذا ما اقترن إيمانهم بعمل الصالحات، بأنهم سيدخلون جنات تجري من تحتها الأنهار، كما يبشرون بالخلود فيها، وتعدهم بأزواج مطهرة، بمعنى لم يمسسهن من قبل لا إنس ولا جان، كما يذكر في آية أخرى، لأن الكلام عن الأزواج أو الحور العين أو ما شابه يختص القرآن به على الأعم الأغلب وحسب السياقات الرجال، ولو إن البعض فسرها لكلا الجنسين. أما الظل الظليل، أو ما ذكر في آية أخرى أن الذين يدخلون الجنة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا، مما يدل على أن الجنة قد وصفت في القرآن في ضوء رغبات عرب الجزيرة، فلكون الشمس هناك شديدة الحر، مما تسبب أذى للناس، خاصة في موسم الصيف، وعدوا أن في الجنة لن تكون هناك شمس، ولم يعلم مؤلف القرآن أن هناك من سيدخل الإسلام أناس يتمنون مزيدا من الشمس التي حرموا منها في مناطقم ذات الطقس البارد غالبا والغائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah