الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورة الحشر؛ الإحلال والإبدال الديمغرافي

بدر الدين العتاق

2022 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تمهيد Preface
في إطار بحثي عن القرآن الكريم وبالتحديد سورة الحشر موضوع هذه الكلمة : سورة الحشر؛ الاحلال والابدال الديمغرافي Surat Al-Hashr demographic substitution ؛ إذا بي أجدها تتكلم عن ذاك الموضوع بصورة تتفق ايجابياً مع حركة الحياة البشرية في تاريخها الطويل الممتد لأكثر من سبعين لمائة ألف سنة حسب تقديرات علماء الآثار تنقص أو تقل قليلاً ؛ وفي نقطة التحول الجوهرية لحركة التنقل البشري من موضع لآخر أثبتت وثبَّتَتْ هذه السورة مجريات التاريخ الإنساني الطويل من مهده إلى لحده في القرن السابع الميلادي عند المبعث الشريف في شِعاب مكة وصحاريها وما تاخمها من أصقاع كوكبية أطَّرت بما يُعرف في التاريخ الإسلامي بالهجرة من مكة إلى بلاد الحبشة؛ وقد أطلت الشروح في هذه الهجرة بما فيه غنى لطالب معرفة فلتراجع في موضعها حيث كانت / راجع كتابنا : " الفكرة الإنسانية العالمية" تحت الإعداد؛ وكلمتنا : "الهوية السودانية" ؛ على موقع الحوار المتمدن بالنت / ثم من الحبشة إلى المدينة المنورة أو قل يثرب؛ الاسم القديم للمدينة المنورة قبل الإخراج النبوي الشريف في السنة الثالثة عشر من المبعث الموافق سنة ٦٢٤ للميلاد؛ باعتبارهما هجرتين؛ الأولى كانت في السنة الخامسة من المبعث النبوي الشريف 616 للميلاد وفي ذات السنة الأولى منهم مَنْ عاد من الحبشة إلى مكَّة حين بلغهم أنَّ قريشاً أسلمت / راجع الآتي : البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير الدمشقي؛ وكتاب : السيرة النبوية لابن هشام؛ وسير أعلام النبلاء ؛ للإمام الذهبي؛ والسودان دار الهجرتين للدكتور حسن الفاتح قريب الله؛ وكتيب : أسرار هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ؛ للدكتور عبد الله الطيب؛ وخلافهم / والهجرة الثانية بعد فتح خيبر وقدوم سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض الصحابة رضوان الله عليهم في السنة السابعة منها على الأرجح كما ذكره الواقدي وابن اسحاق ، الموافق لسنة 631 للميلاد ، مع اختلاف فيها أي السنة السادسة من الإخراج النبوي فيما ذهب إليه الامام مالك ، ويثرب الأرض ذات النخل الكثير كما جاءت صفتها في الكتب القديمة وبالتحديد التوراة وكتب أحبار يهود الذين كانوا يعلمون بقدوم نبي آخر الزمان يكون مهبطه في أرض ذات نخل كثير .
خلفية تاريخية Historical background
يسوقني هذا الاستطراد إلى الخلفية التاريخية المعروفة - راجع المصادر السابقة - والواقعتين اللتين وقعتا في السنة الرابعة " واقعة الأحزاب وتبعتها واقعة بني النضير ، إذ خانوا العهد مع النبي عليه السلام وكانت سبباً في حصارهم وبقيتهم من بني قينقاع وأحلافهم " والسنة الخامسة من الإخراج النبوي " بنو قريظة " لأنَّها كانت مرتبطة بمقتل اليهود في حصونهم [ هذه الرواية غير صحيحة وإن كانت مبسوطة في المراجع السابقة لأنَّها تتعارض مع النص القرآني القائل في حق النبي محمد عليه السلام : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } سورة الأنبياء؛ وأراها محمولة على النصوص بالمراجع آنفة الذكر ولا تخلو من غرض مغرِض وتدليس لليهود يريدون بها إظهار الاضطهاد عليهم واستدرار العاطفة تجاههم؛ ومن قال بذلك أو بصحتها فهو عيال على ما ذهب إليه والتي جاء ذكرها في السورة : { وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله؛ فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } المرجع الأصل؛ وقد حاصرهم النبي عليه السلام والأصحاب في تلك الحصون خمساً وعشرين يوماً في شهر شوال من السنة الخامسة من الإخراج النبوي الشريف وثيمة ربطها بالسنة التي قبلها عند واقعة الخندق ونقض بنو النضير العهد والميثاق ] والخندق إذ كان حصاراً أمنياً واقتصادياً واستنزافاً للقبائل المشاركة في قتال النبي محمد وأصحابه من الناحية المادية والمعنوية؛ مثلها كانت واقعة بني النضير فكان أن تحالفت قبائل يهود وهم : بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة؛ أن لا تعادي محمداً وصحابته إلا أنَّهم خانوا العهد والميثاق - بنو النضير بالتحديد - وقاتلوا جنباً إلى جنب في حلف لهم مع قبائل قريش ومن والاهم لمحاربة المسلمين ونبيهم؛ فعزموا - أي : النبي وصحابته - على النيل منهم ومن والاهم – وقيل : لأسباب ثانية أعرض لها في حينها إن شاء الله - من قبائل أشجع وبني فزارة وبني أسد وبني قريظة وقريش ومُرَّة وسُليم وغطفان وأضرابهم؛ فحاصروهم وضيَّقوا عليهم في حصونهم خمساً وعشرين يوماً حتى استسلموا وخرجوا من ديارهم؛ بل أُخرجوا من ديارهم ولجأوا إلى بلاد الشام وبالتحديد أريحا وأذرعات بفلسطين وكان أول الحشر.
حدثتنا الكتب والمراجع ذات الصلة / المصادر الإسلامية سالفة الذكر / بتفاصيل الواقعة؛ ولا أرتاب في حدوثها طالما ذكرها القرآن لكن مبعث الريب عندي هي قتل اليهود الذين كانوا في الحصون والأُطُم تلك الأكذوبة التاريخية المهولة والتي راجت على ألسن الناس وعقولهم ومخيلاتهم فهي تتعارض مع النص الصريح الذي لا لَبْسَ فيه ولا جدال بأنَّهم أُخرِجوا وأُجلُوا من ديارهم؛ قال تعالى : { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر! ما ظننتم أن يخرجوا ! وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار } ؛ وقد سمى القرآن هذا الإخراج القسري بـــــ ( الجلاء)؛ قال تعالى : { ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار } ولم يذكر القرآن تقتيلهم؛ فكيف يُقَتَّلَوا بتلك الصورة الوحشية التي جاءت في كتب الموروث الإسلامي القديم بالمصادر التاريخية آنفة الذكر في حين أنهم استسلموا وخضعوا للتحكيم ولم تحدث معركة أو تشابك بالسلاح وهم في نظر الإسلام أُسارى لا يحل ولا يحق قتلهم ولا قتالهم / راجع سورة آل عمران ومحمد والأنفال والنساء والتوبة / بحال من الأحوال ؟.
هذا! قالوا : قُتل من اليهود ستمائة وقال بعضهم بل سبعمائة؛ بل قال مكثرهم : بل تسعمائة ( هذه رواية بن كثير الدمشقي في السيرة النبوية طبعة ١٩٨٥ - ١٩٨٧ ج ٣ ) ونسب القول لابن إسحاق بن يسار / محمد بن إسحاق بن يسار؛ هو من كُتَّاب السيرة النبوية ومجهول النسب والنسل؛ وكذلك الواقدي؛ وقد ذكر الخبر في كتابه " المغازي" ؛ وهو مجهول النسب والنسل أيضاً / وهذه المقتلة نصطلح عليها حديثاً بالإبادة الجماعية أو المجازر البشرية أو التطهير العرقي؛ وتعرفها اليهود بالهولوكوست الإسلامي كما فعلها هتلر في الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ وأباد من اليهود حوالي ستة مليون يهودي بالمحرقة وهذا حالهم؛ وبغض النظر عن ضعف الرواية من صحتها فليس ههنا موضع التفصيل لكني أردت الإشارة فقط لجملة الأحداث التاريخية إذ هم موعودون إلى يوم القيامة بالتنكيل؛ قال تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } سورة الأعراف ، لكن يظل الريب عندي قائماً بمجريات التاريخ من القرن السابع الميلادي وأحداث بني قريظة وتقتيلهم ومن والاهم بالتحديد .
تقول المصادر التاريخية : إنَّ غزوة بني قريظة / الصحيح حصار بني قريظة وليس غزوهم؛ لأنَّ الإشارة للغزو تذهب بالبداهة إلى حدوث قتال أو قريب منه حين لم يحدث ذلك وتمت بالتسليم والتحكيم إبَّان الحصار؛ وكان محكَّمهم هو سعد بن معاذ؛ وكانت اليهود تثق به وبرأيه فقضى حكمه عليهم بأن يُقَتَّلُوا؛ وقيل كان من بين القتلى الذين ضُربت أعناقهم "حيي بن أخطب" ؛ كبير اليهود وحبرهم وهو صهر النبي محمد عليه السلام فيما بعد إذ تزوج ابنته صفية بنت حيي بن أخطب؛ وهنا موضع الريب في مجمل الأحداث؛ لأنَّه صهر النبي فما ينبغي لنبي أن يقتل صهره حين كان الأولى أن يقتل عمَّه أبا جهل أو أبا طالب أو أي أحد من صناديد قريش الذين قاتلوه وصدوا العرب عنه وعن دعوته وآذوه ولم يفعل ذلك حتى بعد الإذن بالقتال في السنة الخامسة من المبعث الموافق لسنة 616 للميلاد ، فآية الإذن بالقتال والهجرة من مكَّة إلى الحبشة نزلت في هذه السنة من سورة الحج : { أُذن للذين يقاتلون بأنَّهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير } ، زيادة على ما جاء أعلاه من تشكيك في حدوث القتل أصلاً؛ وقيل إنَّ الذي كان يضرب رقاب القوم الزبير بن العوام وعلياً بن أبي طالب؛ وهذا موضع التشكيك الثالث إذ جعلت اليهود أو الذين لهم غرض مُغْرِض في دسِّ هذا الخبر أن يجعلوا الخيانة في أصحاب رسول الله وشخوص الذين كانوا يتناوبون ضرب الرقاب ومنهم السابقون الأولون بالإسلام كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويصيبوا الإسلام والمسلمين في مقتل الاشاعة والتشويه والتمثيل ، وعلى رأسهم سعد بن معاذ أحد من أسلم بعد بيعة العقبة الأولى قبل الإخراج النبوي الشريف بين سنتي 623 – 624 للميلاد باختلاف التدقيق بين البيعتين لكُتَّاب السيرة حين كانوا يثقون فيه وفي رجاحة عقله ؛ فأجد تضارباً في معقولية أمر قتل يهود بني قريظة من هذه الوجوه ؛ إذ كيف يثقون في رجل وهم دهاة الناس وأنكرهم ( تقول العرب : دهاة العرب وأنكرهم يعني أكثر ذكاء وحدة ورجاحة عقل وكانوا يصفون الصحابي الجليل عمرو بن العاص بهذه الصفة ، راجعها مشكوراً في المصادر السابقة في خبر الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة من المبعث الموافق لسنة 616 للميلاد بينه والنجاشي وعمارة بن الوليد مبعوث قريش في اللحاق بهم وتسليمهم إليهم راجعين ثم خبره مع أبي موسى الأشعري عند التحكيم بعد واقعة صفين " 657 م / 37 ه " ) وهو سعد بن معاذ ويجعلونه حكماً لهم ليقضي بما قضى ؟ لعمري إنَّما راموا الطعن في أصحاب رسول الله كما طعنوا فيه ذاته عليه السلام ليضعف أمرهما فيما بعد والله تعالى أعلم / في السنة الخامسة من الإخراج النبوي الموافق سنة ٦٢٧ للميلاد وهذا خطأ! والصواب إن شاء الله : الموافق لسنة ٦٢٩ للميلاد؛ ما لم يكن تأريخ الإخراج مضطرباً .
سبب آخر هو : إنَّ ميلاد النبي محمد عليه السلام كان عام الفيل الموافق سنة ٥٧١ للميلاد؛ وأنَّ مبعثه الشريف كان في سن الأربعين ( ابن عباس وبعض المؤرخين يقولون بأنَّه بُعث في سن الثالثة والأربعين بين زيادة ونقصان ) على أرجح وأصح الروايات الموافق سنة ٦١١ للميلاد؛ ومكوثه بين ظهراني مكَّة المكرمة في أرجح الروايات وأثبتها ثلاثة عشر سنة يعني ما يوافق لسنة ٦٢٤ للميلاد وكان عمره الشريف حوالي ثلاثاً وخمسين سنة؛ وحدوث حصار بني قريظة في السنة الخامسة من الإخراج النبوي ما يوافق سنة ٦٢٩ للميلاد؛ لا سنة ٦٢٧ للميلاد كما ذكرتها المراجع السابقة ؛ مما يعني بالضرورة - عندي على أقلاها تقدير - الاطمئنان لمواضع التشكيك في الروايات والتواريخ أعلاه من جملة الأحداث ولكم مراجعة المصادر التالية لمزيد من البحث والاستقصاء : كتاب " تاريخ الأمم والملوك" للإمام الطبري؛ وكتاب : " الكامل في التاريخ" لابن الأثير؛ وكتاب : " تاريخ مقدمة بن خلدون" لعبد الرحمن بن خلدون ، وكتاب " السيرة النبوية" لابن هشام؛ وكتاب : " البداية والنهاية" لابن كثير الدمشقي والمراجع ذات الصلة.
مدخل البحث search input
يقول الصحافي والباحث في التاريخ الأستاذ / وليد فكري؛ بموقع إضاءات في الانترنت ؛ في مقال جيد طويل له تحت عنوان: ( مقتلة بني قريظة )؛ بتاريخ : ٤ / ٧ / ٢٠١٨ : [ الرسول محمد هنا طبَّق نفس النظام الثقافي العربي القديم في العقاب؛ وإن اختلف في استثناءه منه من ثبت خروجه عن إجماع القبيلة على الغدر ] ويشير الأستاذ لمقتل يهود بني قريظة وكأنَّها حقيقة لا مراء فيها حتى أنه ليعلل مَنْ الذين قتلوا : هل كل المحاربين سكنى يثرب من حصون يهود أم الذين خاضوا الحرب ضد النبي محمد وأصحابه منهم فقط ؟ لأنَّ الفرق بينهما أن ليس كل اليهود شاركت في القتال ضد النبي وأصحابه إذ كان الأمر تم بالإجماع لكن الذين اشتركوا فعلياً في القتال مجموعة بعينها؛ ولذلك برر الأستاذ وليد فكري وأضرابه ما قاله المتقدمون من أهل المصادر التاريخية سابقة الذكر بحقيقة حدوث الابادة الجماعية والمجازر البشرية والتطهير العرقي لليهود بالمدينة حين لم يكن خيار الطرد أو الاسترقاق خياراً مطروحاً لجملة من الأسباب التي ذكرها الباحث كما ليس مقتلهم انتقاماً أو تشفياً وإنَّما هي ما جرت به العادة والعرف والثقافة العربية القديمة؛ راجع كلمته الطويلة بالإنترنت.
قلت : توَّهم الأستاذ / وليد فكري ، حين ذهب ببحثه مذهباً علمياً جيداً – نقد الفكر الديني - ، أنَّ خيارا الطرد والاسترقاق لم يكونا موجودين لكنَّ خيار التقتيل لأيِّهما كان / كل المحاربين من المجتمع اليهودي أم المحاربين فقط منهم ؟ / ضرورة أملتها الثقافة العربية المحلية أو العادات السائدة آنذاك أو ما يمكن تعريفه بقوانين الحروب وذهب إلى عُدَّة مراجع ليثبت فيها قوله هذا من طريق البحث العلمي – يمكن مراجعة كلمته في موضعها من الانترنت - ، ووجه التوهم الذي ساقه ليثبت رأيه العلمي إذ استصحب معه الرأي الغالب بضرورة التقتيل وضرب الرؤوس من رأي أصحاب السير والباحثين واعتبارها حقيقة مفرغ منها ، هي أنَّ واقعة بني قريظة لم تكن واقعة ولا معركة ولم تشهد قتالاً من الأصل بل كانت حصاراً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً / راجع المصادر السابقة وأهمها القرآن الكريم / وأنَّ النبي محمداً منهي عن قتل الأسرى والتنكيل بهم بالنصوص التي سبق ذكرها من سورة محمد وآل عمران والتوبة وخلافهم ، زد عليهم نص الآية من سورة الأنبياء : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } مما يدل عندي بلا ريب أنَّ الخبر مدسوس ولا صحة له وهذ من تلبيس اليهود أو الوضَّاعين الذين تغولوا على النصوص الإسلامية منذ القِدم ، إضافة إلى ما سبق هو عدم ذكر سورة الحشر لهذا التقتيل المزري المكذوب والمدَّعى بغض النظر عن التبريرات التي سيقت له لتأكيده وما يجري مجراه فهذا يدل على التشفي والانتقام والثأر والترصد والتنكيل ولم تكن رسالة الإسلام بهذه القيم السالبة كما ترى وتتعارض مع النصوص القرآنية الصريحة التي بسطناها آنفاً .
أمر مهم جداً هو : إنَّ التحكيم والتسليم الذي أنهى الحصار في خمس وعشرين يوماً لم يكن من دواعي الحروب ولا قوانينها التنكيل بالأسرى والتشفي منهم حين لم يرفع أي واحد من اليهود سلاحاً ليقاتل به النبي محمداً وأصحابه الكرام ما لم تكن حوادثاً فردية تحسب كيفما كانت ولا عبرة بها هنا في هذا البحث، فما الداعي إذاً بذات المنهج العقلاني العلمي الأكاديمي الذي ساقه صاحبنا وليد فكري وأضرابه لتقتيل تسعمائة روح إنسان هريقت بكل سهولة ويسر حين كان الداعي أصلاً من قتال المشركين هو ما جاء في السور سابقة الذكر ترك عبادة الأصنام المتعددة وعبادة الإله الواحد وحتى هذا الأمر الذي جُنِّدَت فيه الجيوش وتسلحت ومُوِّلَت لم تصحبها دماء وكان ذلك في فتح مكَّة في السنة العاشرة من الإخراج النبوي الموافق لسنة 634 للميلاد حين كُسِّرت أصنامها عَنوة فكل جبت بنصيل رديس ؟ ، قال المعري :
مكّة أقوت من بني الدردبيس فما لجنٍ بها من حسيس
وكسرت أصنامها عَنوةً فكل جبت بنصيل رديس
وقام في الصفوة من هاشم أزهر لا يغفل حق الجليس
يضرب في الخمر ويشتد في الأ مر ولا يقبل سؤلة من رئيس
مما سبق ، لا أشك مطلقاً في خطأ رواية خبر تقتيل يهود بني قريظة بحال من الأحوال وإلَّا لذكرها القرآن أو ذكرتها سورة الحشر موضوع هذه الكلمة باعتباره حدثاً كبيراً ومهماً في حياتهم آنذاك وعبرة لنا نحن المتأخرون بعدهم في يومنا هذا من القرن الحادي والعشرين ، كما لا أشك مطلقاً في نحل ووضع هذا الخبر كغيره من الأخبار السالبة في حق النبي عليه السلام والأصحاب رضوان الله عليهم { ليَّاً بألسنتهم وطعناً في الدين } سورة النساء ، مثل خبر موت النبي عليه السلام ودرعه مرهونة عند يهودي لصاع من شعير أو خبر الشاة المسمومة التي أكل كتفها النبي في خيبر وأخبرته بأنَّها مسمومة بعد أن أكل منها وغيرهما الكثير ، فهذه إشارات خبيثة لرهن القرار العقدي المحمدي واتباعه للعقل اليهودي الجمعي والشاهد هنا استدرار العاطفة البشرية تجاه اليهود وأنَّهم مضطهدون في كل الدهور وهذه من مكايدهم بلا ريب وإلَّا لو صح الخبر لعرفها النبي محمد قبل أن يأكل منها لا بعد أن أكل من كتفها وأصابه ألم وكان سبباً في وفاته عليه السلام ثم قال ما قاله على لسان كَتَبَةِ السيرة النبوية : [ أخبرتني أنَّها مسمومة ] مصداقاً لنبوته لا تشكيكاً فيها لأنَّ كبيرهم سلَّام بن أبي الحُقيق قال قولته فيما أخبرتنا الكتب السابقة : { هذا أعددته لرفع الأرض وخفضها } يرومون بها السيادة والرئاسة والسيطرة ففات عليهم ذاك وليس ههنا موضع التفصيل ويُترك في حينه إن شاء الله .
قصدت من سرد هذه الخلفيات التاريخية ما يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله عقلاً ومنطقاً ومقارنة ومقاربة بين الحقائق التاريخية المصاحبة للأحداث في القرن السابع الميلادي وبين معطيات هذا القرن الواحد والعشرين لأنَّ الحق يُقال : إنَّ السورة أرست مبدأ الإحلال والإبدال الديمغرافي في البشرية منذ ذلكم التاريخ 629 للميلاد وحتَّى يوم الناس هذا وإلى أن تقوم الساعة بإذنه تعالى ، فآن تحريك النص تحريكاً عنيفاً لا ليوافق هوى ومزاجاً شخصياً والعياذ بالله بل لأنَّ النص وروحه تقول بذلك وتطلبه طلباً وعقلاً حثيثاً كما سنراه لاحقاً وكما بيَّنَّاه سابقاً كسراً للجمود الذهني الرتيب وغرساً وغرزاً فكرياً جديداً كما ندب القرآن العقل الإنساني لذلك من قوله تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } سورة النساء .
موضوع البحث Research topic
الإحلال والإبدال الديمغرافي البشري Human demographic replacement
تعريف الحشر Definition of insect
الحشر في اللغة يعني : الجمع بين الضدين أو المتناقضين في مكان واحد بحيث يستحيل معهما التعايش أو التآلف أو التوافق وفي ذات الوقت يمكن ذلك ، وبغض النظر عن هذين الضدين فكل منهما يحتفظ بثقافاته وأدبياته وأفكاره ومعتقداته وما أشبه لنفسه ، لذلك سمَّى الله تعالى يوم القيامة بيوم الحشر إشارة من اسم هذه السورة وكما جاء في سورة الأحقاف : { وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } وقال في سورة التكوير : { وإذا الوحوش حُشرت } يعني جمعت مع البشر وخالطتهم في حياتهم الدنيا إذ الوحوش لا تُعاشر ولا تُستأنس لوحشيتها ومسالمة البشر مقارنة بهم ، فالعداوة هنا هي الجمع بين الضديات أو المتناقضات من الحسن والقبيح أو من الموجب والسالب وهكذا ، فأرض المحشر واحدة يُجمع عليها وفيها هذه المتناقضات والمختلفات والضديات بكل مستوياتها ومسمياتها الكثيرة فيُحاسب كل فريق بما فعل وعمل ولا يتدخل فريق في شأن الفريق الثاني أو بتبديل السالب محل الموجب والعكس ، الفجار موضع المتقين أو المتقون موضع الفجار فالقانون والعدالة السماوية تقتضيان برفع عمل كل فريق منفرد دون خلط أو تشابك أو ما أشبه فهذا حشرهم ومحشرهم يعني مكانهم الواحد والمتعدد المتباين الأعمال والأفعال وخلافهما .
مما سبق ، أريد تثبيت نفي العلاقة بين سبب النزول بجملة سور وآي القرآن وهذه السورة بالذات وبين الفهم عن الله من القرآن وبالتحديد فيما سيق وقيل بالقرينة من سورة الحشر وهي أحداث بني النضير ، تلك الواقعة التي زعموا أنَّها كانت سبباً في نزول السورة حين أنَّها لم تكن واقعة بالمعنى المعروف وكان أن رشق اليهود المسلمين بالنبل لكن لم تكن معركة ولا غزوة وقالوا : كانت بسبب / أنا أتكلم هنا عن الواقعة أو الحادثة وليس السورة فافهم / دفع دية لرجلين من بني عامر قتلهما أحد الصحابة بالخطأ وهم حلفاء بنو النضير وكان كعب بن أسد معاهدهم للنبي عليه السلام ، وقد حدثت هذه الحادثة في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للإخراج النبوي الموافق لسنة 628 للميلاد ، كما ذكرنا آنفاً وبعد الرجوع من حادثتي الرجيع أو بني المصطلق وبئر معونة ، وقد شهدت هذه الفترة الكثير من السرايا والغزوات والمعارك وإرسال البعوث للأمصار ، ثم زعموا أن يهوداً حاولت قتل أو اغتيال النبي محمداً شراكة مع حلفائهم من المشركين وتواطأهم معهم ، ثم حاصر المسلمون اليهود بعد أن بلغ النبي خبر محاولة الاغتيال أو القتل / راجع المصادر السابقة / هو وأصحابه لستة ليال من شهر ربيع الأول ثم استسلموا على أن يخرجوا من المدينة إلى أريحا وأذرعات ببلاد الشام وأن يحملوا ما قدروا عليه من المتاع دون السلاح ، قالوا ، أي اليهود : [ أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه ؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش : أنا ! فقال لهم سلَّام بن مشكم: لا تفعلوا ! فوالله ليُخْبَرَنَّ بما هممتم به وإنَّه لنقض العهد الذي بيننا وبينه ] ، فأُخرِجوا وأُجلُوا من ديارهم من ساعتها ، وفي عهد عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أجلا بقيتهم عن المدينة كما أخبرتنا الكتب بذلك .
هذا ! موضع التشكيك عندي ههنا هو تداعيات الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية التي سبقت وشكَّلت النواة لإخراج اليهود وإجلائهم عن المدينة والتراكمات ذات المعايير المزدوجة ما بين صون العهد ونقضه وما بين سياسة توسع نفوذ الدولة المحمدية - إن صح التعبير وهو صحيح - في جزيرة العرب وبين كسر شوكة الإشراك بمكَّة والنفاق بالمدينة وتلاعب اليهود بين الفريقين ، وأكبر يقين عندي هي جملة الأسباب تلك مع مفهوم التوسع السياسي والحاكمية الجديدة بالنسبة لسكَّان الجزيرة العربية آنذاك إذا دققت النظر في جملة المعارك التي كانت من سنة إلى سنة ونصف بين بئر معونة وبني المصطلق وبني النضير وأحداث بني قريظة وخلافهم كلها أدَّت لإبعاد وإجلاء وإبدال الدولة الحاكمة تلك برمتها بدولة جديدة ونظام سياسي جديد أو قل بنظام سياسي وأمني واقتصادي محمدي جديد يحل محلهم ويشكل نواة لما بعدها من الفتوحات ذات الصبغة الإسلامية / وهو ذاته نص الإحلال والإبدال الديمغرافي موضوع البحث إن شاء الله / لأنَّ المعركة الكبرى بين التوحيد والإشراك انجلى ظلها وظلامها بفتح مكَّة دون قتال في السنة العاشرة من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة 634 ميلادية ، فأرادت السماء أن توحي لأهل الأرض بتجدد الحادثات بصورة لولبية متعددة من ناموس الكون والنظام الوجودي المطلق كما يحدث اليوم من هجرات تراتبية نظامية وغير نظامية في السيول البشرية المتدفقة التي نشهدها من أفريقيا إلى أوروبا وبلاد العالم المتقدم إذ أرست السورة بذلك التمهيد المتكرر لجميع الهجرات البشرية من وإلى ، سُنَّة الله التي مضت منذ فجر الخليقة وإلى أن يشاء الله شيئاً وسع ربي كل شيء علماً .
الهجرات البشرية human migrations
النظامية أو قل غير القانونية وعكسهما تماماً كما هو الحال اليوم عندما تفتح أميركا برنامج الهجرة العشوائية بما يسمى اللوتري هي وبريطانيا واستراليا وتشهد تدفقات بشرية هائلة بما يُقَدَّر بحوالي 50.000 ألف مهاجر سنوياً في ظاهرها غير قانوني لكن في باطنها قانوني بحت ودقيق للغاية ولا يعتمد أي مهاجر لهم إلا بعد إجراءات أمنية مشددة وفحوصات طبية وبرامج ثقافية مصاحبة للتعريف بالبلد الجديد الذي سيهاجرون إليه ويقيمون لمدة أطول من حياتهم التي قضوها في بلدهم الأصل ثم تطرح تلك الدول برامجاً اقتصادية بميزانيات هائلة لتستوعب الكم الكبير من المهاجرين وتعمل على نظام الإحلال والإبدال بقصد وبدون قصد كما تعمل تلك الدول في حالة الهجرة النظامية القانونية بتوفير سكن للمهاجر وأسرته وكفالته وإعالته وما إلى ذلك ثم التعليم والصحة بكل مسمياتها ومستوياتها وتفاصيلهما الدقيقة ، وكذلك الهجرات غير النظامية أو غير القانونية التي تعمل في البدء بقبول طلبات الهجرة من السيول البشرية المهاجرة إليها كما يحدث الآن من لجوء الشعب السوري إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي والشعب الفلسطيني وليبيا واليمن والعراق أثر الحروب والتشريد والتقتيل ودولة السودان ودولة جنوب السودان من جملة بلاد أفريقيا بحثاً للاستقرار الأمني والاقتصادي والحياة الأفضل كما هو معروف .
أسباب الهجرات Reasons for migrations
من جملة دواعي الهجرات التي أرست دعائمها سورة الحشر كما سبق تمهيداً للعقل الإنساني الجمعي بطبيعة الحال وقبول تلك التدفقات والسيول البشرية المهاجرة الطالبة لتوفير الحياة الكريمة من بلد المفر إلى بلد المقر / هجرة الصحابة في السنة الخامسة من المبعث 616 للميلاد إلى مملكة إكسوم الحبشية كانت لذات الأسباب التي سيرد ذكرها هنا ويعرفها السواد الأعظم من الناس ، راجع المراجع السابقة / على النحو التالي :
1 / الاقتصاد وسوق العمل ، وهي أبرز سمات هذا العصر وكل العصور التاريخية القديمة والحديثة معاً هو البحث عن توفير لقمة العيش ، مما يتيح فرصة أكبر لوجود فرص عمل مناسبة لكل فرد حسب طاقته التعليمية والمهنية والجسدية وأفكاره التي تمنحه أو تمنعه من الحصول على الوظيفة المناسبة أو غير المناسبة .
2 / الانفجار السكاني ، أو الكثافة السكانية لبلد ما لا تتوفر فيه الموارد الطبيعية ولا البشرية من ناحية الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني ، ومثل هذه الظروف بكل تأكيد تختلف من دولة لأخرى كما هو الحال بالنسبة لدول أفريقيا ودول العالم الثالث الذين يهاجرون من بلادهم للدول الأكثر نمواً واستقراراً وكرامة ، وأقرب تلك النماذج من أفريقيا أثيوبيا واريتريا ونيجيريا الذين يشهدون انفجارات سكانية هائلة لا تتوافق مع مقدراتهم الذاتية المحلية من حيث الانتاج والتصدير والعمل والزراعة وخلافهم .
3 / لم الشمل ، هي أحد الأسباب التي يطلبها المهاجر وتعمل بصورة تلقائية ميكانيكية في المجتمع البديل الذي يلجأ إليه بعض أفراد الأسرة ثم من بعد يطلبون لم شمل أهاليهم وذويهم الأقربين لينضموا إليهم بذات القوانين للبد المضيف وتشكل هذه النقلة عملية الإحلال والإبدال السكاني الديمغرافي Substitution ( استبدال المورِّث ) أو عملية الــــ Replacement & Establishment نواة أولى للمجتمع البديل ، وقد تعترض بعض الدول لهذه السياسات الرامية لتبديل المواطن الأصلي بمواطن بديل لا علاقة له بالأصول المجتمعية من حيث الجذور من الآباء والأجداد كما في دولة ألمانيا إذ يعترض حزب اليمين المتشدد قبول وقوننة دخول جنسيات من بلاد العالم إليهم والذي يقره البرلمان والقانون الألمانيين فهما ما بين شد وجذب كبيرين .
4 / اللجوء ، ويكون اللجوء بموجب اتفاقات دولية أقرتها الهيئة العامة للأمم المتحدة لسنة 1951 ومنظمة الوحدة الأفريقية سنة 1969 بموجب المادتين 31 – 33 اللتين تمنحان حق طلب اللجوء لدواعي إنسانية وحريات عامة ودواعي سياسية أو دينية وخلافهم على النحو التالي :
[ كل شخص اضطر إلى مغادرة – أو البقاء خارج – بلد منشئه / منشأها الأصلي نتيجة لوجود خوف له ما يبرره لديه / لديها من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه / عرقها أو دينه / دينها أو جنسيته / جنسيتها أو آرائه / آرائه السياسية أو انتمائه / انتمائها إلى فئة اجتماعية معينة أو نتيجة لخطر جسيم يهدد حياته / حياتها بسبب الحرب الأهلية أو غزو أو عدوان أجنبي أو العنف السائد أو انهيار سلطة القانون والنظام العام ] عبر مكاتبهم المنتشرة في كل بلاد العالم كمصر ولبنان والأردن وتركيا وسويسرا .
5 / انعدام أو شح التعليم والصحة وغيرهما من الخدمات الضرورية ، وهما أيضاً من أهم أسباب طلب الهجرات واللجوء بغرض تحسين الوضع المزري وتأهيل الإنسان فكرياً وبدنياً للأفضل .
6 / الانقلابات العسكرية وتغيير أنظمة الحكم وتسويف القوانين وتعطيلها ، وهذا ما تشهده أغلب الدول النامية والأفريقية بالذات كالسودان والانقلاب العسكري 25 /10 / 2021 ، الذي قام به الفريق البرهان واجهاض الدولة المدنية الديمقراطية والذي صحبته هجرات لدول الجوار وأوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا .
7 / الاضطهادات الدينية والعرقية والقبلية والصراعات الأهلية وكبت وتضييق الحريات العامة وحرية التعبير والتفكير والصحافة والنشر وعدم احترام الاثنية الدينية لبلد متعدد الديانات كالسودان مثلاً .
8 / الحروب القبيلة والأهلية والانفلات الأمني والحصار والتضييق الاقتصادي والعبودية والاسترقاق وعدم الحريات العامة والمعتقدات الدينية كما كان في شِعب أبي طالب من قِبل المشركين تجاه مخالفيهم من المسلمين ثلاثة سنوات عِجاف والذي اضطرهم للهجرة لبلاد الحبشة أو ما يعرف بمملكة إكسوم الحبشية سنة 616 للميلاد الموافق للسنة الخامسة من المبعث الشريف ، راجع سورة الحج في ذلك .
مشاكل المهاجرين immigrant problems
1 / ترسيم الحدود للدول ، بغرض الحد من الهجرات العشوائية المتزايدة والتي تتسبب في أزمات اقتصادية كبيرة للبلد المضيف إذ كانت من قبل مفتوحة قبل الاستعمار الأوروبي الحديث في القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي .
2 / الخطف والفدية .
3 / الإصابة بالأمراض التي يستحيل شفاؤها في بلد فقير .
4 / العبودية والاسترقاق ، كعمل المافيا في بعض دول أوروبا .
5 / التجنيد العسكري الإجباري بالنسبة للأطفال دون سن الرشد والبلوغ واقحامهم في حروب لا علاقة لهم بها .
6 / التجارة البشرية وبيع الأعضاء .
7 / الإجبار على الأعمال المنافية للأخلاق والقيم الإنسانية العالية والقوانين والأعراف الدولية كالعمل في تجارة الجنس والمخدرات والسلاح وما أشبه .
8 / أزمات النفط والطاقة للبلاد التي كانت تعمل بالموارد الاقتصادية الكبيرة ثم فقدتها وبالتالي فقدت الأيدي العاملة وفقدتها الأيدي العاملة على حد سواء .
الحلول للمشاكل Solutions to problems
1 / منها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 22 / 12 / 1999 برقم : ( 212 / 54 ) باتخاذ تدابير فعَّالة لمنع ومكافحة الجريمة العابرة للقارات .
2 / تعزيز التعاون الدولي في مجال الهجرة الدولية والتنمية .
3 / معالجة الأسباب التي تؤدي للهجرات بشقيها القانوني النظامي وغير القانوني العشوائي في البلاد المتضررة من حكوماتها أو من ضعفها أو لأسباب تخصها بالدعم اللوجستي والفني وخلافهما .
4 / قوننة دواعي الهجرات بالإصلاح القانوني والتشريعي لكل دولة للحد من تدفق اللاجئين ووقف الحروب في المناطق والدول الأكثر تأثراً وهشاشة في النُظُم الحاكمة السياسية منها والأمنية ومعالجة جذور المشكلة المعنية .
5 / تفعيل البرامج الاقتصادية ومعالجة البطالة والفقر والمرض والجهل والاهتمام بالتعليم بكل مستوياته ومسمياته وتفاصيله .
6 / تنمية القدرات بالعمل والانتاج وتفجير الطاقات البدنية والفكرية والتقليل من الأثر السالب برفع الكفاءة والتشغيل .
خلاصة البحث Research summary
1 / أكذوبة هولوكوست الإبادة الجماعية أو المجزرة البشرية أو التطهير العرقي لليهود في حادثة بني قريظة كما رواها أصحاب السِّيَر والكتب والمراجع الإسلامية ذات الصلة والموروثة والموثوقة للمسلمين ويجب مراجعتها بدقة من جديد وبأسرع وقت ممكن .
2 / التشكيك في التواريخ التي يعتمدها أكثر الباحثين في التاريخ الإسلامي ، لهي من أبرز نقاط الضعف فيها وتعدد الروايات هو ما ذهب إلى تضعيفها لا إلى قوتها .
3 / لا تخلو رواية من المصادر المعتمدة للعقل المسلم الجمعي وإلا ظهر فيه خطأ كبير يؤدي إلى تفكيك الفكرة المتعارف عليها من قديم الزمان مما يعني وجود تدليس ونحل وتوضيع لتلك المصادر كما سبق بيانه .
4 / سورة الحشر أطَّرَت لقضية الإحلال والإبدال الديمغرافي لسكَّان الأرض بصورة أساسية وتبادل الهجرات البشرية وكان من أهمها الهجرة الأولى لبلاد الحبشة وكذلك الإخراج النبوي فيما بعد إلى يثرب المدينة .
5 / أسباب ودواعي ودوافع الهجرات متعددة ومتنوعة للقبيل الآدمي لسبب أو لآخر وهذا التنقل له كثير من الدلالات منها : تغيير المنظومة الفكرية لبلد أو لجماعة ما إلى غيرها وتبديل القوانين وتعديلها وإعمار الأرض بشكل متجدد ورؤى خلَّاقة .
6 / تغيير الفهم عن النص القرآني السائد وتفعيل وتحريك النصوص من الجمود والهيبة إلى التفكير والتدبر فالمصحف لا يتحدث وإنَّما يتكلم عنه الرجال .
7 / إبعاد ما يُعرف بأسباب النزول القرينة التي جمَّدت النصوص لدى المفسرين والفقهاء لأنَّها أطرت لقوانين لا تتماشى اليوم مع معطيات العصر الحديث أو الحداثة بعامَّة ووجب التنبيه إليها وتغييرها ما أمكن تماشياً مع روح النص وروح العصر المعاش .
خاتمة Conclusion
هذه جملة ما تشير إليه سورة الحشر وودت أن أطيل لكني أخشى على القارئ العزيز من الملل والنفور فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ ، ولمن أراد المزيد من الاسهاب والشروح فعليه بمراجعة كتابنا " الزمن في الإسلام " تحت الإعداد تأويل سورة الحشر ، لتكملة جوانب الآيات واسقاطها مع معطيات العصر الحديث مما ذهبنا إليه في اختصار هذه الكلمة الطويلة لأنَّ تأويل الآيات تدعم الفهم عن النص بالصورة آنفة الذكر وهذا جهد المقل وما التوفيق إلا من عند الله العزيز الحكيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل