الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ استعباد البيض الأوروبيين بمنطقة الريف المغربي

محمد مقنع

2022 / 12 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عرفت القرصنة الريفية انتعاشا كبيرا في عهد عبد الرحمن بن هشام (1822–1859) نظرا للأهمية التي ‏‏أولاها هذا السلطان للجهاد البحري الذي عطله سلفه سليمان. اذ عمل على إعادة بناء الأسطول المغربي ‏‏وتشجيع القراصنة على استئناف عملية مطاردة السفن الأوروبية لما كان يدره ذلك النشاط من اموال على ‏‏خزينة الدولة. وقد استفاد الريفيون من هذا الدعم الرسمي، نظرا للدور الذي كانوا يلعبونه في حماية ‏‏السواحل المتوسطية من الأطماع الأجنبية. ففي رسالة وجهها المولى عبد الرحمن الى محمد اشعاش قائد ‏‏تطوان، جاء فيها: "وبعد، فإن المجاهدين من أصحاب رباط الكرمة من قلعية قد طلبوا الاستعانة بمدفع، ‏‏وألحوا في ذلك، وذكروا أن عندهم من يعرف الضرب به. فبوصول كتابنا هذا إليك، انظر لهم مدفعا من ثغر ‏‏تطوان على الفرمة التي يطلبون ووجهه لهم مع إقامته".‏

يوم 17 أكتوبر 1849، استولى القراصنة الريفيون على السفينة الإسبانية (‏Joven Emelia‏) واسروا ‏‏طاقمها.‏‎ ‎بتاريخ 5 أكتوبر 1851، اعترضوا السفينة (‏Violet‏) مستحوذين على الحمولة المتكونة من الذرة ‏‏وقاتلين بعض أفراد الطاقم. وسنة 1852، قرصنوا السفينة التجارية الألمانية ‏‎ (Florat)‎التي اضطرت ‏‏للاقتراب من الشواطئ المغربية بسبب مشاكل ميكانيكية.

في عام 1897، نقلت الصحافة الفرنسية خبر تعرض سفينة شراعية إيطالية (‏Trois-mâts‏) لهجوم ‏‏بالبحر الأبيض المتوسط من قبل قراصنة مغاربة أثناء توجهها من أمريكا إلى ميناء مرسيليا‎.‎‏ اذ نشرت ‏‏جريدة (‏Les Échos de Paris‏) انه يوم 14 أغسطس من تلك السنة، اقترب قراصنة الريف من المركب ‏‏الشراعي الإيطالي ‏‎(Fiducia Saltado)‎، واحتجزوا بعض طاقمه كرهائن.‏‎ ‎كان على الطاقم المتكون من ‏‏ثمانية رجال الاستسلام فورا للحفاظ على سلامتهم البدنية. تم نقل ثلاثة منهم إلى البر: القبطان، إيطالي ‏‏الجنسية؛ رئيس العمال، من اصول يونانية؛ والمبتدئ الفرنسي بول باين (‏‎Paul Peinen‎‏)، الذي يبلغ من ‏‏العمر تسعة عشر عاما.‏

والدا الشاب الفرنسي اللذين لم يتلقيا أي أخبار عن ابنهما بدءا يشعران بالقلق ولم يستطيعا تفسير تقاعس ‏‏حكومة بلديهما التي لم تقم بأية مبادرة واضحة، عكس إسبانيا وإيطاليا اللتين أرسلتا طرادًا إلى طنجة للتأكيد ‏‏على حقوقهما. علمت الصحافة مطلع سبتمبر، أن البحار الفرنسي قد نجح بمساعدة مواطنين إسبان ‏‏بالحسيمة في إرسال برقية إلى والديه. تم تناقل هذا الخبر من قبل العديد من المنابر الاعلامية، كالمجلة ‏‏الراديكالية لجورج كليمنصو (‏La Justice‏)، التي نشرت الرسالة بأخطائها الإملائية والنحوية الأصلية ‏‏للحفاظ على المصداقية.‏

والدي العزيزين، ‏ ‏
للأسف، يا لها من مغامرات تقع لي. أنا أسير لدي المغاربة، أي بين ايدي المتوحشين. سأبدأ مغامراتي ‏‏الحزينة. هذه ليست قصة روبنسون، بل انها الحقيقة، الحقيقة المحزنة [...]‏‎.‎‏ على الساعة الحادية عشرة ‏‏والنصف صباحا، أمر قاربان يركبهما رجال مسلحون بالبنادق والخناجر القبطان بوضع أكبر زورقين في ‏‏البحر أو المخاطرة بإطلاق النار علينا. في الوهلة الأولى، رفض القبطان معتقدًا بأنه يتعامل مع أناس ‏‏عاقلين. لكنهم بدأوا بإطلاق النار.‏

Chers parents, ‎
Hélas, quels aventures qu’ils m’arrivent. Je suis prisonnier des Marocains, ‎c’est-à--dir-e chez des sauvages je va vous commencer mes tristes aventures ce ‎n’est pas un racontar de Robinson, mais bien la réalité, triste réalité […].‎
À onze heures et demie du matin, deux embarcations montés par des hommes ‎armés de fusils et de poignards, somment le capitaine de mettre les deux plus ‎grandes de nos embarcations à la mer sous peine de nous tirer.‎
Au premier moment, le capitaine refuse, croyant avoir à faire à des gens ‎raisonnables. Mais sur le refus du capitaine ils commencent le feu. ‎

في نفس الرسالة، أفاد الشاب بأن الأسرى الثلاثة نقلوا بعيدا في زوارق وأخذوا بالقوة إلى قرية القراصنة. ‏‏هناك، أُجبروا على النوم في كوخ - "كازا"، على الأرض‏‎.‎‏ انتهز الشاب الفرنسي الفرصة للإبلاغ عن ‏‏بعض التفاصيل حول نمط عيش والعادات الغذائية لآسريه‎:‎

‏"تم وضعنا في إحدى هذه الاكواخ، حيث أمضينا الليلة الثانية.‏‎ ‎لاطلاعكم على عادات وطريقة عيش هؤلاء ‏‏المتوحشين سيستغرق الامر مني وقتًا طويلاً. ملاحظة سريعة، ان ما يأكلونه هو خبز الشعير الأسود والتين ‏‏ونوع من الفاكهة يشبه الأناناس‎.‎‏ يمكنكم أن تتخيلوا أن هذا الطعام الوحشي بالكاد يكفينا". ‏

On nous plaça dans une de ces casas, où nous passâmes la deuxième nuit. ‎
Vous -dir-e la coutume, l’usage et la manière de vivre de ces sauvages serait ‎prendre trop de temps. Un petit mot pour vous -dir-e que ce qu’ils mangent ‎c’est du pain noir d’orge, des figues et des chambous, espèce de fruits comme ‎l’ananas.‎
Vous pensez bien que cette nourriture de sauvage ne pouvait guère nous ‎accommoder. ‎

في نهاية رسالته، أكد الصبي بإنه متفائل ومليء بالأمل، مطمئنا والديه بقرب إطلاق سراحه.‏

بباريس، حاول والدا البحار الغاضبين الحصول من الحكومة الفرنسية على وعد بالعمل على إطلاق سراح ‏‏ابنهما فورا‎.‎‏ جاء في تقرير صدى باريس ان عائلة‎ Peinen ‎اتصلت بوزارة البحرية لتحرير طفلهم.‏‎ ‎في 6 ‏‏سبتمبر، أبلغ وزير البحرية الأسرة أنه طلب من زميله في الشؤون الخارجية بالعمل مع المغاربة على ‏‏إطلاق سراح المواطن الفرنسي. مؤكدا بأنه بموجب معاهدة مدريد، يتعهد السلطان المغربي بدفع تعويض ‏‏قدره 25000 فرنك عن كل اوروبي يؤسر ببلده. ‏
ومع ذلك، مر الوقت من دون ان تنجح المفاوضات في إطلاق سراحه. بعد شهرين، أبلغت مجلة لاجوستيس ‏‏قرائها بأخبار حزينة. توفي "الولد الصغير"، كما أعتاد الصحفيون تسميته، بالمغرب في 29 أكتوبر 1897 ‏‏إثر مرض أصيب به أثناء أسره.‏


هل تعتقدون يا أيها المصفرين بانكم تستطيعون الاستيلاء على تاريخ السود السكان الاصليون لشمال ‏‏افريقيا، وطمس استعباد البيض الأوروبيين في المنطقة بعشرات الملايين طيلة 13 قرنا؟ اشباه البيض ‏‏المصفرين الموجودين في شمال افريقيا اما ينحدرون من العبيد البيض الأوروبيين الذين استعبدوا ‏‏بالملايين لقرون، او الموريسكيون الأوروبيون المطرودون من الاندلس.‏

قال دييغو دي هايدو الذي استعبده اتراك الجزائر خلال القرن السادس عشر في كتاب طبوغرافيا والتاريخ ‏‏العام لمدينة الجزائر، بان ‏عدد العبيد الاوروبيين في مدينة الجزائر العاصمة لوحدها يتجاوز 25000 ‏‏شخص، وهو ما يمثل نصف سكان المدينة انداك. اذ خط ‏قائلا:‏

‏"ينقسم سكان هذه المدينة عموما إلى ثلاثة أجناس، هم المور الأتراك واليهود؛ لا نتحدث عن المسيحيين، ‏رغم وجود عدد غير محدود ‏منهم من كل نوع وأمة، لأن العبيد الذين يصلون عادة، بحساب أولئك الذين ‏يبحرون في السفن والذين يبقون على اليابسة، يشكلون ‏أكثر من 25000 شخص، هم عبيد وليسوا سكان او ‏جيران لمدينة الجزائر"‏‎.‎

Diego de Haedo, Topografía e historia general de Argel ‎
Las gentes‏ ‏habitadores desta ciudad se dividen, generalmente, en tres géneros o ‎maneras de ‎personas, es a saber: moros, turcos y judíos no hablamos de ‎cristianos, aunque hay una infinidad ‎dellos de toda suerte y nación, porque los ‎captivos que llegaran de ordinario, contando los que bogan ‎en las galeras y los ‎que quedan en tierra, a más de 25000, son esclavos y no pobladores o vecinos ‎en ‎Argel,”‎

وقال هذا العبد الإنجليزي الذي استرق في المغرب خلال القرن السابع عشر: ‏

‏"نحن المسيحيين الذين وصلنا متأخرا تم إعفاؤنا من العمل لمدة يومين، فقط تلقينا تعليمات حول ترحيلنا ‏للمشرفين الزنوج علينا، الذين ‏وبخونا لاحقا بشدة على أخطائنا وهفواتنا. كان يقتصر عملنا اليومي على ‏بناء المنازل والجدران بشكل مستمر..."‏

Thomas Phelps - A true account of the captivity of Thomas Phelps‏ ‏at ‎Machaness ‎
We Christians who arrived last, were excused for two days from labor, only ‎we were instructed in our ‎deportments to our Negro-taskmasters, who ‎afterwards gave us severe chastisement for our ‎mistakes and lapse: our work ‎and daily labor was continually building of houses and walls‎
‎.‎
بينما جاء في هذا الكتاب الذي يحكي كاتبه عن معاناة العبيد البيض الأوروبيين في المغرب‏: ‏

‏"أبقاهم الزنوج تحت العبودية القاسية، وكانوا يضربونهم ويجلدونهم طوال اليوم؛ وفي الليل يضعونهم تحت ‏الأرض ويعطونهم القليل من ‏‏الخبز والماء كغيرهم من الأسرى الفقراء لإبقائهم على قيد الحياة. بعد أن ‏قضى المسيحيون المساكين خمسة أشهر في اتمام الاعمال ‏‏الشاقة، مرض الكثير منهم وماتوا: ثم جاء هذا ‏الطاغية واستفسر عن مصيرهم؟ قالوا له ان 700 منهم تحولوا للإسلام و500 ماتوا. بعد ‏‏ذلك، اتفق ‏النصارى على كتابة التماس لملك إسبانيا وعرض حالتهم البائسة عليه في ظل حكم هذا الإمبراطور ‏المستبد".‏

‏Barbarian cruelty, by Francis Brooks ‎ ‎
The Negroes kept them at hard slavery, beating and whipping them all day ‎long and at night they ‎were to lodge under-ground allowing them such his ‎other poor captives have, and water to sustain ‎them alive. After the poor ‎Christians had undergone their hard labor and cruel stripes, for the space of ‎‎five months’ time, many of them fell sick and died: then this tyrant came and ‎enquired what was ‎become of them? They gave him account, that seven ‎hundreds of them were turned Moors, and five ‎hundred were dead. After that ‎the poor Christians concluded to draw a petition to the King of Spain, ‎and lay ‎before him their miserable condition under this Tyrannical Emperor,‎

وأضاف:‏
‏"في سنة 1688، أرسل إمبراطور المغرب برقية إلى الجزائريين يخبرهم فيها أنه سمع بأن لديهم عدد ‏كبيرا من العبيد المسيحيين؛ ‏‏ولأن لديه منشآت كبيرة لإنجازها طلب منهم ببيعه 500 منهم مقابل 150 ‏دولارا للرأس. جمعوا ثلاثمائة رجل فرنسي، وأتوا بهم إلى ‏‏تطوان؛ وبعد أن رست السفينة طلب الحاكم ‏منهم نقلهم لمكناس ليراهم الإمبراطور، ويسالوه ان أعجبوه؟ الذي أجاب نعم. مباشرة وبأمر ‏‏من الإمبراطور ‏اخرجهم الزنوج بطريقة همجية. توقع الجزائريون ان يحصلوا على أموالهم من الإمبراطور، وبعد أن ‏انتظروا وقتا ‏‏طويلا، قرروا في الحال أن يطالبوه بها. عندما سألوه عن ذلك، أجاب بانه لم يعطي قط اموالا ‏مقابل مسيحيين تم إحضارهم لأرضه. ثم ‏‏اتهموه بخرق الوعد، قائلين إنهم يأملون ألا يخذلهم. اجابهم، انه في ‏حالة لم يغادروا بلده فورا فانه سيقطع رؤوسهم. لذلك عادوا إلى ‏‏الجزائر بسرعة".‏

Barbarian cruelty, by Francis Brooks ‎ ‎
In the Year 1688, the Emperor of Morocco sent a Letter to the Algerines, ‎acquainting them that he ‎heard they had a great many Christian Slaves and ‎since he had a great deal of Work to do, if they ‎would sell him any of them, he ‎would give them 150 Dollars a Head for five hundred of them, and send ‎them ‎away with all speed. They gathered three hundred French Men, and brought ‎them to Tittivan ‎being landed there, the Governour had them to Macqueness ‎to the Emperor, to see them, and asked ‎him if he liked them? who answered, ‎Yes. Immediately by the Emperor s Order they were driven away ‎by the ‎Negroes in a barbarous manner. The Algerines expecting their Money from the ‎Emperor, ‎having waited a long time for Payment, they resolved at once to ‎demand it from him. When they ‎asked him for it, he answered, he did not use ‎to give Money for Christians that were brought into his ‎Land. Then they ‎charged him with breach of Promise, saying, they hoped he would not serve ‎them so. ‎He said, if they did not retire out of his Country, he would cut off all ‎their Heads. So they retiring to ‎Algier with speed,‎

تاريخ استعباد اجدادكم الصقالبة يا مصفري الريف يعود للقرن التاسع الميلادي، حيث كتب أبو عبيد عبد ‏الله بن عبد ‏العزيز بن محمد البكري الأندلسي في المسالك والممالكː‏ ‏
‏"خاطب أمير امارة نكور سعيد بن صالح، في نهاية القرن 3هـ/9م، عبيده الصقالبة حين قاموا عليه ‏مطالبين بالعتق. فقال لهم: "أنتم جندنا وعبيدنا وأنتم كالأحرار، لا تدخلون في المواريث ولا تجري عليكم ‏المقاسم، فما طلبكم للعتق؟ فألحّوا عليه في ذلك فأبى، فناله منهم جفاء وغلظة، وقدّموا أخاه عبيد الله وعمّه ‏الرضى المكنّى بأبي علي وزحفوا بهما إلى القصر، فحاربهم سعيد من أعلى القصر بالفتيان والنساء حتّى ‏انهزموا. وقامت عليهم العامّة فأخرجوهم إلى قرية فوق المدينة تعرف بقرية الصقالبة، فتحصّنوا بها سبعة ‏أيّام، وحشر سعيد وخرج إليهم وظفر بهم بعد حرب شديدة".‏

سكان شمال افريقيا الاصليون هم السود ولو كره بقايا العلوج، الصقالبة الخصيان والجواري الروقة.‏ ‏
نحن لسنا باماعيز بل سود مور اشاوس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة