الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيه فيه أمل! عن الطفل شنودة

فاطمة ناعوت

2022 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


[email protected]
عامٌ جديدٌ يطرقُ الأبواب، ندعو الله أن يكون حاشدًا بالسلام والمحبة والرحمة والتراحم بيننا. وأدعو الله أن تكون هديةُ العام الجديد من مصرَ والأزهر الشريف للمصريين، المسلمين والمسيحيين، هو حلّ مشكلة "الطفل شنودة فاروق" لكي يعود لأمّه التي يقتلُها الحَزَن كلَّ يوم، وأبيه الذي لا يعرفُ الراحة منذ تركه طفلُه منذ شهور، ليودَع دارًا للأيتام، وما هو بيتيم. الأمومةُ والأبوة ليستا إلا بالرعاية والاحتواء والانتماء والحب، لا بالولادة والهجر. الطفل الصغير ذو الأعوام الأربعة، لا يدري شيئًا مما يجري حوله، ولا يدري لماذا انتُزع من حضن أمّه وأبيه. هذا الطفل لن يُزيد الإسلامَ شيئًا بانتمائه إليه، ولن يزيد المسيحية شيئًا بانتمائه إليه. هو فقط حائرٌ وحزين يريد العودة إلى دفء البيت الذي لم ير غيره منذ وُلِدَ وتُرك وحيدًا منذ يومه الأول في الحياة.
أشجارُ الميلادُ تملأ جوانب مصر والعالم تعدُنا بالأمل والرحمة وعامٍ سيكون أرحم من سابقه بإذن الله الرحمن الرحيم. والآن، دعوني ألقي عليكم أجمل ما دخل مسامعنا من شدو بصوت الجميلة "فيروز" تحكي عن "شجرة الميلاد".
"بدّي خبركم قصة صغيرة/ صغيرة القصة/ وإنتوا صغار/ نحكي وبتصير الليلة قصيرة/ بكرا انشا الله تصيروا كبار/ ليلة عيد/ فرح جديد/ والأطفال انوعدوا/ بالطفل السعيد/ غِنيّات/ لعب وزينات/ وتتزين الشجرة/ للميلاد السعيد./ وكان فيه ولاد/ نسيت الأعياد/ نسيت تزورهم/ بليلة الميلاد/ بيتهم بعيد/ والقرش بعيد/ وما عندهم تا يزينوا/ شجرة الميلاد/ صاروا يصلّوا/ ويركعوا يصلّوا/ يمكن صلاتهم بكّت الدِّني/ وكان فيه برّا/ عندهم شجرة/ شجرة عمرها/ شي مِية سِني/ وفيه رفّ عصافير/ ملوّن حلو كتير/ وبدّو يبيت/ وما بقا بكّير/ غطّ بها الشجرة/ صارت صفرا وحمرا/ وطلّوا الاولاد/ واتزينت الشجرة./ وفرحوا كتير/ بالزينة اللي بتطير/ صاروا يغنوا/ ويغنوا العصافير/ ونزل العيد/ عَيِّد معهم العيد/ ومن عا بكرا سلِّموا/ وطاروا العصافير./ خبرناكم قصة صغيرة/ صغيرة القصة/ وإنتو صغار/ حكينا وصارت الليلة قصيرة/ وبكرا انشا الله/ تصيروا كبار."
زقزقت فيروز بصوتها العذب تلك الكلمات لكي تقول إن السماءَ أبدًا لا تنسى الأطفال، ولا تنسى الفقراء. وهنا أطفالٌ وفقراء. نسيهم العيدُ. فتّشوا في جيوبهم، فلم يجدوا قروشًا ليزينوا شجرة الميلاد. فلم يفرحوا مثلما فرح أطفالُ الأثرياء. صلّوا للسماء، حتى أبكت صلاتُهم الدنيا. فأنصتتِ السماءُ لدعائهم. وبدلاً من أن تمنحهم قروشًا يشترون بها شجرة بلاستيكية خضراء، مزينة بالشرائط الملونة، والزهور والنجوم، قررت أن تمنحهم ما هو أرقى. أمرتِ السماءُ الطبيعةَ أن تمنحهم شجرةً حقيقية، عند باب كوخهم. ثم زينتها لهم بلوحةٍ حيّة من الألوان المتحركة الطائرة. عصافيرُ ملونةٌ حدث أن تأخرت عن موعد رجوها إلى بيتها، ففكرت أن تبيتَ الليلةَ في شجرة الأولاد. فمنحت شجرتهم زينةً وألوانًا، لا تشبه زينةَ شجرات الأولاد الآخرين التي صنعها الإنسان. تلك شجرةُ الله، تلوّنت من باليت ألوانه الغنية. وهل أكثرُ فتنةً وسحرًا من ريشة الله المدهشة!
حكت لنا "فيروز" تلك القصة الصغيرة، الثرية، لتخبرنا أن اللهَ لا ينسانا. أما أنا، فأحكي لكم هذه القصة القصيرة، لأخبركم أن السماء تحبّنا، نحن المعاصرين هذه اللحظة من الزمن. لأن الله منحنا فرح أن نعاصر أيقونةَ جمالٍ فريدة، لا يمنحها الزمانُ لكل عصر، اسمها "فيروز”. في مثل هذه الأيام الخريفية المخاتلة، قررتِ السماءُ أن تمرّ بريشتها الحنون على كوكبنا المحزون بالحروب والطائفية والأحقاد والعنف، ليجرّب السلامَ والفرح، فمنحتنا "فيروز” في أواخر شهر نوفمبر. لكي تهمسَ لنا: "الأرضُ لنا/ وأنتَ أخي/ لماذا إذن/ تخاصمني؟/ فهذي يدي/ وهذي يدك/ هذي يدي/ فهاتِ يدك." أنجب كوكبنا الطيبُ الطفلةَ نهاد حداد، التي ستكبر يومًا بعد يوم لتغيِّر، مع الرحابنة، وجهَ القصيدة، ووجهَ الموسيقى، ووجهَ الغناء، ووجهَ الطفولة، ووجهَ الجمال، ووجه الرحمة والأمل.
في ألبومها الجميل "إيه فيه أمل"، كانت فيروز من الرُّقي، والعلوّ على الخلافات والصغارات وساحات المحاكم، بحيث رحّبت بتغيير كلمات إحدى أغنياتها القديمة "باكتب اسمك يا حبيبي على الحور العتيق"، مع توزيع موسيقي جديد، لتحمل الكلماتُ الجديدة بطاقة عرفان ومحبة للأخوين الراحلين عاصي ومنصور. "ترجع ذكرى يا حبيبي/ عن عاصي ومنصور/ ع أرض إلياس العتيقة/ كل شيء حوله جسور/ بكرا بتشتي الدني/ والطرقات مزيحة/ ويبقى اسمهم قدّ الساحة/ ما عم ينمحَى." هكذا ينتصرُ الجمالُ على القبح، وتنتصرُ الرحمةُ على القسوة، وأهدي هذي الأغنيات الحاشدة بالأمل والرحمة للطفل شنودة الذي أثقُ أن القلوب سوف ترقُّ لحاله، كما رقّت السماءُ لحال أولئك الأطفال الفقراء، فيحتفل بالعام الجديد مع أمّه وأبيه، ويزيّن شجرة الميلاد معهما. آمين.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال فائق الروعة
Magdi ( 2022 / 12 / 28 - 10:19 )

مقال فائق الروعة
المصريون جميعا كانوا ينتظرون منكم هذا المقال الجميل جدا.
تصورا لو أن الرئيس السيسى ذهب بنفسه قبل عيد الميلاد إلى دار الرعاية وأستلم الطفل شنودة أمام وسائل الأعلام المحلية والعالمية وضمه لصدره وسلمه لبابا وماما الذين يموتون من الشجن عليه.
مكالمة تليفونية منه تحل هذه المأساة فورا
شكرا جزيلا وكل عام وأنتم بخير.
مع خالص التحية.
مجدى سامىى زكى
Magdi Sami Zaki


2 - المستشار أحمد عبده و الطفل شنوده
Magdi ( 2022 / 12 / 28 - 10:55 )

ا
المستشار أحمد عبده: طالبنا بالإفراج عن الطفل شنوده يوم 7 يناير للاحتفال يالعيد الميلاد المجيد
https://www.youtube.com/watch?v=sVkxSIIZUVY
-----------------------------
قصة الطفل شنودة تثير الجدل في مصر
https://www.youtube.com/watch?v=RwBB__77TSQ


3 - السيسي و الطفل شنودة و أوهام التقية و البين بين
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 28 - 15:02 )
السيسي ! الذي جادل بأن ‘‘ القيم الدينية - الإسلامية طبعا - أعلى مرتبة من القيم الإنسانية ’’ .
السيسي ! (الرئيس المؤمن رقم 2) ، المتحالف مع جماعة الدعوة السلفية و حزب النور السلفي .
السيسي ! باني القصور الرئاسية و العاصمة المخملية الكومبرادورية ، بقروض صندوق (النكد) الدولي .
هذا السيسي ! تسألونه الرحمة بالبسطاء والارتقاء إلى مستوى الإنسانية ، فيخالف حكم الشريعة الإسلامية بتحريم التبني ، و يعيد الطفل شنودة إلى حضن أمه و أبيه !
إذن فأنتم إما سيساويون (و افهموها كما شئتم) ، و إما طوباويون !
و إلا فستكون علامة على اقتراب عودة المسيح أو قيام الساعة .
سامحونا . و كل عام و أنتم بخير


4 - لو ان المعلق رقم 3 يتفضل على الناس الخيرين ويسحب ت
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 12 / 28 - 17:52 )
ويسحب تعليقه-تفضل يااخي وكن بمستوى انسان-فالاستاة الفاضله بنت مصر واديبتها فاطمه ناعوت اخذت قضية الطفل شنوده ورجاءات ونداءات وتمنيات الملايين في مصر بل وفي العلم كله وبادرت بجعل عيد ميلاد السيد المسيح حيث ولادة السلام والوئام والتسامح بل والتاءخي عند مئات الملايين من البشر السوي لتجعله يوم عودة الطفل شنوده لاحضان والديه وعندئذ تعم فرحة حقيقيه على الطفل والديه مع امتنان من قلوب الملايين العريضه في مصر والعالم وهي تردد- نعم نعم الرحمه لم تنته لازال بعض من نور في نهاية النفق
تحياتي ست فاطمه وامتناني وارجوك ابلاغ كل من يصل صوتك له من اهل القرار رجائي انا ايضا البرفيسور دكتور صادق الكحلاوي-قانون واقتصاد-العمر 88 ومن اقدم الاكاديميين العراقيين والعرب الذين لازالوا على قيد الحياة مع تحياتي من مدينة السلام تورونتو-كندا


5 - تحليل ممتاز من أ.محمد بن زكرى
Magdi ( 2022 / 12 / 28 - 19:31 )

شكرا جزيلا لتحليلكم القوى (فى الصميم ) .
الرئيس الفرنسى ماكرون قام بالرد : لا يوجد ما يعلوا على القيم الإنسانية فى دولة مدنية متمدنة.
لست من السيساويون..فلست من أهل السياسة ولست من الطوباويون أنا شديد التشاؤم مثل ابو العلاء المعرى ومثل ارتور شوبنهاور.
ما يعانية الطفل شنودة جسديا (مسح الصليب من يديه ) ونفسيا (الحرمان من حنان الأبوين ) ..الحنان هو قمة المشاعر.. يهز الضمائر..لذا لا يمكن الصمت على هذه المأساة الأنسانية التى تحث عنها ال
BBC.
اشهر أديب فرنسى مارسيل بروست لا حظ فىى تحفته : البحث عن الوقت الضائع أن هناك بشر لا يستحمون ويصولون ويجولون فى المجتمع ظنا منهم أن أحدا لن يحس برائحتهم الكريه.
لو كان السيسى هو (الرئيس المؤمن رقم 2) - فليتذكر مقولة المنفلوطى : أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء
مكالمة تليفونية منه- لن تكلفه شيئا - سوف تنهى هذه المأساة.
مع أطيب التمنيات وتقديرى ومودتى.
مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


6 - يخافون و لا يستحون
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 29 - 18:04 )
سيدي الفاضل د. مجدي سامي زكي
أعي جيدا ما وددتم إيصاله ، و أقدّر نبل المشاعر الإنسانية في نداءاتكم (حد الاستعطاف) لإعادة الطفل المختطَف شنودة إلى أمه و أبيه .
لكن .. أين هو العقل و الضمير ممن يسمسر في تراب الوطن سلةً سلة ، ثم يطل على (الرعايا) بابتسامته المتلفزة البلهاء .. ليبيعهم الوهم ؟!
مأساة الطفل شنودة تختصر مأساة وطن بأسره . و كلنا مضروبون بنفس العصا .
نعم .. ‘‘ هناك بشر لا يستحمون ويصولون ويجولون فى المجتمع ظنا منهم أن أحدا لن يحس برائحتهم الكريهة ’’ .
و بالمختصر : هؤلاء الحكام (الأقزام المهرجين) الذين رمتنا بهم انعطافة أيامنا الحالكة ، وهُم النكرات الجوف الذين رفعتهم يد خفية إلى قمة هرم السلطة .. ‘‘ يخافون و لا يستحون ’’ .
تحياتي و تقديري


7 - عنصرية الدولة المصرية
Magdi ( 2022 / 12 / 30 - 19:06 )

فيديو هام جدا للأستاذ مجدى خليل .لايفوتكم
أربعة قصص حقيقية تشرح عنصرية الدولة المصرية،الطفل شنودة وحالات أخرى
https://www.youtube.com/watch?v=vFTE6jgjyMw&t=5s
--------------------------------
يرى الناشط الحقوقى الحقوقى الشهير أن مصر تحولت الى دولة متطرفة بسبب توحش الأزهر والمادة الثانية من الدستور(مبادئ الشريعة الأسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع) وذكر قضاة يطبقون هذه الشريعة التى قضت على حضارات سابقة عليها بدون سند فى القانون الوضعى .أمثلة :1- غير المسلم يفتقر إلى الشرف ..2- حرمان الأم المسيحية من حضانة طفلها أذا أسلم زوجها..3-ألغاء وصاية الاب على أولاده أذا أسلمت زوجته ..3- عدم محاكمة المسيحية جمعت بين زوجين.
ثم تطرق إلى مأساة الطفل شنودة :خطفه + أسلمته أجباريا +أهمال الملايين من أطفال +حرمان الأبوين من رؤيته..
الجزء الأخير يتناول حالات عكسية : الطفلة كاريمان + أغتصاب مارينا نشأت + رنا الشاذلى وكيف قامت الدولة العنصرية باستردادهم - ولو بإستعمال خطف ذويهم - واسلمتهم أجاريا
-----------------------------------
تحياتى .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki

اخر الافلام

.. الحرارة تحصد أرواح حجاج بمكة وسياح باليونان.. والصيف المنصرم


.. تنظيم الإخوان المسلمين يحارب أعضاءه السابقين بوسائل وأساليب




.. 86-An-Nisa


.. 87-An-Nisa




.. 88-An-Nisa