الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكامل النقص

رحاب حسين الصائغ

2006 / 10 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- من لديه الجرأة أن يقول للآخر أنت إنسان كامل، وأنا بحاجة إلى إكمال النقص داخلي، وأنت إنسان ناجح وأنا إنسان أحتاج إلى إثبات جدارتي.
يدفعنا هذا الكلام للإحساس آنياً بالذي يحدث ويجب أن يقودنا إلى معرفة تحديد خبرتنا إذا ما قررنا العيش في ظل الإرادة، وليس رهن تأثيرات أخرى.
هكذا فعل نيتشه/ وهو الخلاص من مشاكل الوعي الاجتماعي وتحمل العامل القانوني والديني والحقوقي الذي يؤثر على الإنسان وإرادته.
نيتشه فردرك فلهلم [ 1844-1900 ] فيلسوف ألماني مات والده وعمره خمس سنوات/ تشكلت آراءه وعمره (25 عاماً) في الفترة التي دخلت الرأسمالية مرحلة الإمبريالية.
• قال عنه فرويد: (( إنه يعرف نفسه معرفة ثاقبة أكثر من أي إنسان آخر عاش أو من المحتمل أن يعيش )) .
• ولاحظ فرويد " أن نبوءات نيتشه ولمحاته الثاقبة تتفق على أعجب نحو ممكن مع النتائج التي وصل إليها التحليل النفسي بعد كثير من العناء" . كان نيتشه ابن كاهن بروتستاني وحفيداً لكاهنين درس فقه اللغة الكلاسيكية، وعين أستاذاً في بازل بسويسرا قبل أن ينتهي من إعداد رسالة الدكتوراه وقد منح الدرجة وهي إحدى المؤهلات المطلوبة لذلك المنصب. ذهب فوراً إلى بازل عام 1869 وأصبح من الرعايا السويسريين، وبقي يحاول بشتى أنواع التفسيرات النفسية للظواهر المتباينة إلى أن استرعى انتباهه بقوة ما للسعي من أجل القوة وما للخوف من أهمية ظاهرة، ومن هنا انطلق يبحث عن الأخلاق والإرادة عند المسيحيين في صيغ مغايرة عن المألوف حينها، وتحدث عن المسيحية :(( المسيحية لا تطلب السيطرة على العواطف وإنما تطلب ودها . وأكمل أن المسيحية قد أخفقت في إدراك أن الدافع الجنسي قابلاً للتهذيب.
ويقصد الأخلاق والإرادة ، وندرك فوراً أنه ربط بين مضمونين لو تم معالجتهما في أي مجتمع يراد إصلاحه والتخلص من العوائق المسببة إلى تخلفهِ لتوصل إلى أهمية الخوف وظواهرهِ الناتج عنها ضعف في الأخلاق وانعدام قوة الإرادة عند المسيحيين.
طرح نيتشه سؤالين :
1- كيف تقارن أخلاقياتنا السائدة بغيرها من الأخلاقيات؟
2- ماذا يمكن أن يقال عن أخلاقياتنا عامة؟
وبما أن نيتشه يجد نمطين أساسيين للأخلاق منها للسادة ومنها للعبيد.
أجد أن التقاء النقيضين ينتج عنهما حالة ثالثة /أما تكون جيدة أو رديئة/ وأيً منهما تسود لا تحمل الإرادة أو الأخلاق . لو كانت جيدة وهذا مستحيل كما نلاحظ الآن، ستكون بدون دافع الإرادة أو الأخلاق لأنها ستمارس عادات معروفة لديها. وإذا كانت رديئة فإنها ستحل بالدمار الكامل على كل المفاهيم المتعارف عليها بإدخال الحجج الملفقة والخارجة عن طور السادة أم العبيد، وستكون حالة تسمى فوضى الهمج والتدني بالأخلاق ومسح شيء من الذاكرة اسمه إرادة ، وتتحول الحالة إلى غسل أدمغة وسلطة تلبس ثوب الكسل، الذي يقود إلى الخضوع والانصياع جارفاً معه كل الأخلاق والقيم إلى الهاوية، والاستهانة بكل خصائص ثقافة القوة والإرادة.
وعلى رأي نيتشه: (( بعكس الاستقلال المرتبط بجوهر كل شيء حي.))
لذلك أرى أن نيتشه عندما يقول ( إرادة القوة) لا يقصد القوة الحيوية بقدر ما يقصد القوة العقلية التي تقود الإنسان بإدراكه لقوة إرادته ومقدرته على فهم معالجة المعرفة وتحديد خبراتنا الأخلاقية وإلى أين تصل بنا في حالة انعدام التوازن والإمساك بالعروة الوثقى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي