الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضيلة 1

جابر شعبان

2023 / 1 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفضيلة 1:
ليست عاطفة زائدة أو تعطيل للعقل و هى ليست شكل من أشكال الخنوع و الإستسلام بدون فحوى أو مضمون .و هى ليست مثالية إنما هى الواقع حينما نغلِّب الجانب الإنسانى على الحيوان الذى بداخلنا.
_قيل عن الفضيلة أنها تفوُّق إخلاقى و لم يعرّفوا أى أخلاق يمكنها أن تكون محلاً للتفوق وصولاً للفضيلة .
-و قيل عنها أنها الخير= كمن عرَّف الماء بعد الجهد بالماء . فليس هناك معياراً واضخاً أو مسطرة نقيس من خلالها العمل السلوكى بحيث تكون النتيجة خير مطلق فيكون فضيلة أو شر مطلق فيكون رزيلة .
_لغوياً الفضيلة تعنى الرُبا أو الرُنوّ فهى فى الأصل الزيادة و من ثم فكان مردود المعنى يعنى الإرتفاع و التضخم كالزبد الطافى , ومن ثم إحتسبت الرزيلة هى نقيض الفضيلة و ليست عكسها لأن عكس الفضيلة = النفيصة . أما الرزيلة فمعناها= الثقيلة التى لا تطفو فلا تربو و لا ترنو على السطح .و هذا ما تعطيه إلينا اللغة العربية .
_فلسفياً :
عرّفها أروسطو بأنها: مهارة تبدو فى العمل فهو هنا يقصد الإتقان و ليس الفضل لأنه كان يقصد الفضيلة العقلية و ليست الإخلاقية .و الفضيلة العقلية فى إعتبار أروسطو وسيلة و ليست غايةللوصول إلى الفضيلة الإخلاقية و التى تختلف طبقاً للإختلاف فى الظروف و الحالات حتى الوصول إلى الضابط النفسى الذى يؤثر فى الخصال الفضلية .إذن أروسطو يتكلم عن الإتقان فى الضبط العقلى و النفسى كمعنى للفضيلة و هى ما تعرف فى اللغة العربية بالإخلاص و الذى يتحقق عند اروسطو بالعقل المحض الذى لا تربطة علاقة قوية من خلال الإدراك الظاهر و إنما هو الفهم المطلق لما وراء الإدراك يتوسط الوعى و اللاوعى.
+يبدو و أننا ما زلنا على المنطق الأرسطى فى تناولنا لمسألة الفضيلة .
_و إنما الفضيلة و مضمونها تجتاز هذه الفلسفة إلى عمق ميتافيزيقى و كمومى فمن الأولى أن نهتدى بالتاريخ لأن الحاضر يسير بسفينة الماضى فى بحر المستقبل .
_فبداية لا نستطيع دراسة الفضيلة من خلال الإنسانية و نجهل التطور الطبيعى لنا من الأصول الحيوانية . فيكون السؤال المطروح هل عرف المجتمع الحيوانى ما هية الفضيلة ؟ أم أنها مكتسب جديد يخص التاريخ البشرى ؟و للإجابة على هذه الأسئلة لابد أن نتحرى ماهية الفضيلة عند الحيوان بلإعتباره الماضى الأقرب للبشرية .
_فنكتشف أن فى عالم الحيوان توجد أيضاً فضيلة و لكن بشكلها البدائى ,فالضوارى تأكل من صيدها و لا تمنع غيرها من فضلها بلإستثناء عن الهدف الآنى إلى هدف الحفاظ المستقبلى على البقاء فى بعض النمازج و هنا يفرض الواقع سؤالاً ألا و هو : هل الحفاظ الوقائى على مقدرات البقاء على قيد الحياة أولى من الخفاظ الآنى على الحياة الأخرى ؟ و أيهما يعد عمل فضيل الوقاية من هلاك مستقبلى لجزء من الحيوات أم الوقاية من هلاك آنى لكل الحيوات .
_الإختيار الإتقانى و إتتخدام المهارة العقلية يقف عاجزاً أمام المسألة المطروحة بل المنطق يعجز أمام ذلك, أما إضافة عنصر الفضيلة نستطيع الحل أن الفضيلة هى الأخرى ليست مثالية و عاطفية و إنما هى الواقع الغير مرئي للحياة التى نعيشها . >> يتبع 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا