الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -2

حسام علي

2023 / 1 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تكمن أهمية إجراء البحوث حول أساليب التعبير القرآني في مواجهة سنن الجاهلية، بتبيان دور الآيات القرآنية في مواجهة السنن والعادات القبلية التي أثرت بشكل وبآخر على النمو الحضاري (لعرب جزيرة)، ومن ثم تحقيق تأسيس أركان دولة إسلامية رصينة قادرة على مقارعة الجهل والأمية، اللذان يمكن أن ينجم عنهما تخلخلات ثقافية مجتمعية، تبدأ من الأسرة وتنتهي بكامل مكونات المجتمع وأطيافه. كذلك ما ساهمت به الآيات القرآنية بالحثّ والتشجيع تارة، ونبذ ومحاربة التعصب بكل أشكاله تارة أخرى، وما أرساه الاسلام من مبادئ تربوية سامية وأحكام وقواعد عامة للتعامل بين الأفراد على أسس العدل والمساواة واحترام الغير. لأجل بناء مجتمع قويم سليم خالٍ من شوائب الجاهلية وسننها المتخلفة الهمجية.
كما أن من أهداف أي بحث، أن يكشف عن أهمية العمل بالقرآن وبآياته العظام، فالغاية الأساس هو اتباع ما أمر به سبحانه وتعالى ونهى عنه وما جعله نوراً وهدى للمسلمين، ليتمسكوا به ويحتكموا إليه ويلتزموا بحدوده، قال تعالى في محكم آيته الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)(الأعراف:3).{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155). صدق الله العلي العظيم. كذلك، يهدف أي البحث الى تأكيد دور القرآن في توطيد أواصر المسلمين وترسيخها، فبناء مسلم واعٍ مدركٍ مؤمنٍ يعني بناء مجتمع واعٍ ومدرك ومؤمنٍ أيضاً. وعليه فأن استقراء الحالات المنبوذة اجتماعياً، ومحاولة القضاء عليها ووضع الحلول الملائمة والمناسبة إزاءها، استناداً الى ما أورده القرآن الكريم من قيم ومبادئ جاءت بها آيات عظام، من شأنه أن يؤسس لثقافة متماسكة ووطيدة، تخدم الأفراد مثلما المجتمع ذاته.
فطالما شكّلت العادات والتقاليد القبلية التي كانت ترتبط بسنن الجاهلية، عائقاً معنوياً واجتماعياً وحضارياً، أمام تقدم المجتمعات وتطورها ومواكبتها للركب العالمي. فصار ظهور الاسلام وما صاحبه من انتشار واسع لحالات الإيمان والرسوخ العقائدي لدى المسلمين، بمثابة الأساس في نهضة أفراد الأمة ورسم حدود عزتهم وشموخهم، متباركين متوكلين ببناء أركان دولتهم الجديدة، متجهين بذلك الى تحقيق نصرهم والوصول الى غاياتهم وأهدافهم، بعدما تركوا تلك السنن العقيمة "الجاهلية" وراءهم، تبعاً لما بذرته الآيات القرآنية في نفوسهم فأنبتت أقصى درجات الطاعة والتعبد واتباع السلوكيات الأخلاقية والإنسانية القائمة على مبادئ الاسلام. وهذا ما تحقق فعلاً، حين كانت عرب الجاهلية تعيش الضلالة وتمارس أقبح العادات والتقاليد المجتمعية السيئة، يغزون ويسرقون ويستحلون وينتهكون، حتى ظهر الاسلام، فأنقذهم من واقعهم وكشّف لهم أبواب الرحمة بأفضل السبل التي أحلها الله سبحانه وتعالى.
لكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه، هو ما يتعلق بكيفية معالجة الآيات القرآنية لسنن الجاهلية وعاداتهم القبلية المتجذرة بأصول وطبائع عرب البادية، والتي تمكن القرآن الكريم من القضاء عليها ومحوها الى حد كبير، بل وإنشاء عالم قائم على نظام جديد، عالم متمدن ومتطور اجتماعياً وعقائدياً، ناهيك عما شهدته دول وشعوب عدة في العالم من اعتناقات للإسلام، تمت كلها على يد ذاك العربي البدوي الذي أسلم فيما بعد وتكفل بنشر الرسالة المحمدية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس