الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في التسامح الديني

مجدي علي السماك

2023 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين أي دين وكل دين.. هو مجموعة من العقائد والشعائر والطقوس التي تبنى على أصول وفروع. كل مجتمع يمارس الدين.. في إطار وعي جمعي وفردي يتحدد بشروطه الاجتماعية. وهنا تأتي أهمية الممارسة الاجتماعية للدين.. ورغم هذه الأهمية إلا أنه لا يجوز بأي حال الخلط والمطابقة بين تعاليم الدين بما هو عقيدة وشعائر من جهة.. وبين الممارسة الاجتماعية للدين والعقيدة وشعائرها.. ممارسة المجتمع والأفراد لها.
صوم شهر رمضان هو فرض كونه ركن في الإسلام. إنما الزيارات بين الأقارب وشرب الخروب وتناول القطايف وصنوف الحلويات وموائد الإفطار الجماعي.. كل ذلك ممارسة اجتماعية لركن الصيام التي لا تعني ولا تتطابق مع الركن ذاته.. لا تعني الصيام بذاته. القصد أن شرب الخروب وتناول الحلويات ليست هي صيام شهر رمضان وليست ركنا في الإسلام. وعندما يقوم شخص مسيحي بتهنئة المسلمين بحلول هذا الشهر.. فهو يفعل ذلك كممارسة اجتماعية.. وليس كدين.. بمعنى أن هذا المسيحي لم يترك عقيدته ولم يدخل الإسلام ولم يقتنع به عقائديا.. إنما هو قام بالمجاملة من باب حسن العشرة والمودة والمحبة والتسامح. كذلك أعياد الفطر والأضحى بما يتخللها من ألعاب أطفال وملابس جديدة وملاهي وتوزيع نقود وزيارات.. هذه كلها ممارسة اجتماعية لشعيرة العيد الدينية وليست هي العيد بذاته.. وليست عقيدة بذاتها. وغير المسلم يبرق بالتهاني والتبريكات للمسلمين من باب السلوك الاجتماعي لممارسة اجتماعية للمسلمين وليس من باب أنه أصبح مسلما أو متفقا مع المسلمين في عقيدتهم.
كذلك الحال عندة الأخوة المسيحيين حين يحتفلون بأعيادهم كعيد الميلاد المجيد مثلا.. فهنا أيضا ممارسة اجتماعية للدين التي لا تعني الدين بذاته ولا تعني العقيدة ذاتها.. مثل تناول الأطعمة الخاصة وشجرة الميلاد والذهاب إلى الكنيسة والمطاعم وأماكن الترفيه...الخ هذه كلها ممارسة اجتماعية للعقيدة وليست هي العقيدة. وحين يقوم المسلم بتهنئة المسيحي بعيده فهو هنا يمارس سلوكا اجتماعيا ولا يمارس عقيدة.. وهذا لا يعني أن المسلم تحول إلى مسيحي وصار يؤمن بالثالوث مثلا. وهذا يندرج ضمن الممارسة الاجتماعية والمجاملة التي تنشر وتوطد التسامح والمحبة.. هي ممارسة اجتماعية يقوم بها المسلم وليست ممارسة دينية.
الادعاء بعدم جواز تهنئة المسلم لأخيه المسيحي بأعياده هو قول ساقط ضعيف.. يؤدي إلى نشر البغضاء والنفور بين أبناء المجتمع الواحد. كذلك ساقط الإدعاء والقول بعدم جواز تهنئة المسيحي لأخيه المسلم.
أعيد وأكرر.. الاحتفال بالشعيرة ليس هو الشعيرة.. وليس دينا وليس عقيدة.. إنما هو سلوك اجتماعي.. يتم ممارسته بطرق شتى تبعا للوعي الجمعي والفردي الذي تحدده الشروط الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran