الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاة عين الفوارة..نحن..الصهاينة..والديمقراطية هناك وهنا

الطيب طهوري

2023 / 1 / 6
المجتمع المدني


فتاة عين الفوارة
نحن..الصهاينة ..والديمقراطية هناك وهنا..

كتب أمين الزاوي في صفحته الفيسبوكية على إثر ما حدث لتمثال عين الفوارة في سطيف : تحية لزوجة الفوارة من سطيف!
في مجتمع محبط، يستهدف قتل الإناث النساء حتى من الرخام أو الخرسانة.
كتب معلقٌ: الشعب الأصيل يتذوق فنه الأصيل وليس فن الآخرين الذي يتعارض مع ثقافته
كتبت معلقا على تعليقه: الشعب الأصيل شعب متفتح على مختلف الثقافات ومتذوق لمختلف فنونها ،وليس شعبا منغلقا على ذاته متعصبا لها ومعاديا للتعدد والاختلاف..عاهتنا ومصيبتنا هي هذه ..
رد على تعليقي: اذا كانت ثقافة الآخر تتعارض مع ثقافتك فليس بالضرورة ان تتقبلها .. المهم ان لا تحاول فرض ثقافتك على الآخر.. من تدافع عن ثقافتهم وتتقبلها يرفضونك ويرفضون ثقافتك من أساسها.. الاختلاف الثقافي واقع تقره منظمة اليونسكو والمنظرون الغربيون انفسهم وبما ان هناك إختلاف فبالضرورة هناك تعارض... يمكنك الاعتراض لدى هنتنغتون وصراع الحضارات وفوكوياما الذي اعتبر نهاية التاريخ ترتبط بفرض قيم النموذج الغربي على العالم .... فرفض العري لأنه يتعارض مع ثقافتنا وحتى مع الفطرة الانسانية السليمة داخل سياقنا لا يعني أن نرفضه في سياق ومجال الآخر .. هذا ما يعنيه قبول الآخر .. ما تقوله انت يدخل في إطار نكران الذات والتبعية..
ردي عليه كان هكذا: في الدول الديمقراطية تتعايش كل الثقافات والمعتقدات في إطار الاحترام والالتزام بالقوانين المشتركة التي تسير الشأن العام..يعيش المسلم إلى جانب المسيحي واليهودي والبوذي..الخ..هناك متطرفون يمينيون من كل تلك المكونات الدينية وغير الدينية يقومون أحياناً ببعض السلوكات السيئة التي تتنافى وقيم الاحترام وتتبنى قيم العنصرية أو التعصب والاقصاء،هذا الأمر معروف..
في المقابل،لا أعتقد أن جهة ما تفرض علينا ثقافتها ،كل ما في الأمر أننا نعيش في واقع معولم يجعل من الثقافات تتفاعل مع بعضها وتؤثر على الناس عندنا وعند غيرنا..وكل ثقافة وإمكانياتها وقدرتها على الانتشار في هذا العالم..بمعنى ٱخر،المجتمعات الحية منفتحة على ثقافات بعضها وتستفيد من بعضها البعض..في المقابل،المجتمعات المنغلقة مجتمعات خوف من ثقافات الغير،وتعصب مرضي خانق لثقافتها
أسأل. أين هو العري في واقعنا؟..تمثال لامرأة يثير فينا كل هذا الصراخ؟..هناك تماثيل لرجال عراة في أماكن أخرى من بلادنا ولم تثر في نفوس الناس شيئا.. إنها ثقافة الذكور التي ترى كل الخطر في المرأة،فيما تغض النظر عن كل السيئات التي نعيشها في واقعنا،رشوة،محسوبية،غش،احتكار، تحرش.. الخ..الخ..
تساءل معلقا ( حُذف تعليقه قبل أن أرد عليه)، ولم أتذكر من ذلك التعليق إلا أسئلته هذه : عن أي ديمقراطية تتحدث ونحن نرى ما فعله الغرب الديمقراطي في بلادنا العربية..؟..عن أية ديمقراطية تتكلم والغرب الديمقراطي يكيل بمكيالين..يقف مع أوكرانيا ضد روسيا، وفي نفس الوقت لا يقف مع فلسطين المحتلة، كما لم يقف مع الشعب السوري في مواجهة روسيا في سوريا..؟...
هذا ردي عليه: في تعليقي السابق تحدثت عن الديمقراطية في الدول الديمقراطية وكيف يتعايش المختلفون مع بعضهم بعضا..وثمنت ذلك..والدول الديمقراطية ليست أمريكا وفرنسا وبريطانيا فقط..الدول الديمقراطية كثيرة، ومنها حتى دول إسلامية..تركيا دولة ديمقراطية..ما ليزيا..الهند..كوريا الجنوبية..اليابان...إلخ..إلخ.. الديمقراطية ممارسة بشرية تخضع حتما للقوى المتصارعة في الواقع سياسيا، ماليا، إعلاميا..إلخ..وهي ممارسة غير منتهية..إنها تتطور وتتغير تبعا لوعي الناس ونضالهم..هي ممارسة بشرية فيها الإيجابي والسلبي..لكنها أثبتت حتى الآن أنها أفضل نظام تسيير للشأن العام مقارنة بالأنظمة التسييرية الت سبقتها أو عاصرتها.. منطق التاريخ ، شئنا أم أبينا ، مبني على أساس أن كل قوة تسعى إلى الهيمنة..الفرس كانوا كذلك..الروم..المسلمون..الغرب الحديث....مبني أيضا على أساس أن العلاقات بين الدول مبنية على أساس المصالح..القوية منها تحقق مصالحها أكثر..من يمتلك وسائل الهيمنة أكثر يحقق مصالحه أكثر..حتى في علاقات الأنظمة الحاكمة بشعوبها يحدث ذلك..خاصة إذا كانت أنطمة استبدادية، مثلما هو حال أنظمة العرب..
كلما كانت الدولة ديمقراطية كلما كانت أقوى وأكثر قدرة على تحقيق مصالحها..قوتها تكمن أساسا في تفاعل شعبها مع النظام الذي يسير شأنه العام..
كلما كانت الدولة يسير شأنها العام نظام مستبد كلما كان تحقيق مصالحها أقل وكلما كان تفاعل شعبها مع ذلك النظام ضعيفا..
تتقوى الدول بشعوبها أساسا..كلما كان تفاعل شعبها مع ذلك النظام ضعيفا.. كانت الدولة ضعيفة..
نبدأ بالعراق..احتل نظامه الكويت..الكويت لا تمتلك القدرة على المواجهة..استنجدت بالغرب فتدخل..نظام صدام نفسه كان يهدد السعودية..ولو تقوى أكثر لكان احتلها مثل الكويت..وربما احتل بقية دول الخليج الأخرى وأحيا الإمبراطورية العباسية..ربما هكذا كان يفكر..الشيعة في العراق والأكراد كانوا مقموعين من نظام صدام الاستبدادي وجدوها فرصة لإسقاط صدام ونظامه..الجيش العراقي لأنه كان يفتقد كثيرا الروح الوطنية سقط بسرعة..انهزم..وخرج المقموعون يفرحون ويسقطون تماثيل صدام في مختلف مناطقهم..
النظام الذي يقمع شعبه ويفرض عليه ما يريد ويعامله على أنه شعب قاصر لا تكون نتيجة فعله ذاك إلا افقاده أي الشعب الحس الوطني وجعله لا مباليا..نظام صدام حسين مثال بين على ذلك..حيث سرعان ما انهار جيشه وخرج المقموعون محتفلين بسقوط نظامه..
اولئك المقموعون ما إن اتيحت لهم الفرصة حتى خرجوا معبرين عن أنفسهم وربما منتقمين من الذين قمعوهم وغيبوهم..وهكذا ظهرت الصراعات العنفية من أجل الحكم والمصالح..
من المسؤول إذن عما ٱل اليه الوضع في العراق أو في سوريا أو ليبيا أو اليمن ؟..
أنها تلك الأنظمة الديكتاتورية القمعية الديكتاتوريات التي جعلت شعوبها تائهة ضائعة لا تعرف كيف تتصرف بعقلانية ولا كيف تتعايش مع بعضها كعرقيات أو ديانات أو مذاهب في إطار سلمي مبني على الاحترام ومراعاة المصالح المشتركة ومصلحة الوطن عموما،وطنهم كلهم..وصار كل طرف منها يحاول أن يكون المهيمن.. المصيبة الأكبر أن من بين تلك المكونات مكونات دينية ترى نفسها مالكة للحقيقة المطلقة ومطالبة شرعا ببناء دولة الخلافة ،كما ترى في المكونات الأخرى التي لا تتبنى فكرها وسلوكها عدوة لله ودينه ،ومن ثمة تجب مقاتلتها..
من المسؤول عن كل ذلك مرة أخرى ؟..
إنها الديكتاتوريات التي حرمت مجتمعاتها من الحرية وملأت نفوسها باليأس ودفعت بها من ثمة إلى الهروب إلى التدين المفرط أو المخدرات أو..أو..وهي كلها حالات مغيبة للعقل ومسطحة له ،ومضخمة حالات الانفعال وتغليب العواطف المندفعة على العقول المتزنة الواعية والمسؤولة..
سوريا ستة أشهر كاملة والشعب السوري يناضل سلميا..لم يستجب النظام الأسدي لشعب سوريا..سلح ميليشياته ودخل الحرب ضد شعبه..دخلت الحرب أيضا قوى دينية متطرفة تفكر في بناء دولة الخلافة فأساءت إلى المعارضة التي كان الغرب قد ساندها في البداية..تدخلت إيران وروسيا وحزب الله اللبناني لمساندة النظام الأسدي..وهكذا ضاعت سوريا..ماذا لو فتح النظام الأسدي حوارا مسؤولا مع كل أطياف المجتمع السوري وتوصلوا إلى حل توافقي يضع سوريا على سكة بناء الديمقراطية تدريجيا ويجنبها الخراب الذي ٱلت اليه؟..للاسف،النظام الأسدي كما النظام القذافي كما النظام الحاكم في اليمن..الخ اختاروا طريق القمع ،وتعاملوا مع شعوبهم وكأنهم عبيد،ومع أوطانهم وكأنها ملكيات خاصة..
للأسف، الإسلاميون دائما والمتطرفون منهم أساسا كانو السلاح الفتاك الذي تستعمله أنطمة الاستبداد العربية لتكسير المعارضة الحقيقية وتشويهها والقضاء عليها من ثمة..
سوريا بعيدة عن الغرب فلماذا يتدخل لمحاربة روسيا فيها؟ خاصة وأن النظام الأسدي الحاكم هو من استدعاها لمساعدته..
أوكرانيا غير ذلك..النظام فيها ديمقراطي ..وبوتين يفكر بعقلية إحياء الإمبراطورية السوفياتية..احتل القرم وسكت الغرب..وهاهو الآن يحتل 20 في المئة من أوكرانيا ويسعى إلى تنصيب نظام يكون حليفا له، مثلما فعل مع الشيشان..من يضمن أن السكوت عليه لا يدفع به إلى احتلال دول أخرى من أوروبا الشرقية التي كانت تنتمي إلى حلف وارسو سابقا..إنه صراع القوى الكبرى في هذا العالم..
نأتي الآن إلى فلسطين..الفلسطينيون أنفسهم منقسمون..غزة والقوى الإسلامية فيها أساسا في صراع مع الصهاينة..الضفة الغربية غير ذلك، هذا أولا..
ثانيا: اللوبي الصهيوني قوي في العالم، خاصة في الدول الغربية، مهيمن إعلاميا وماليا ويعرف كيف يوجه الرأي العام هناك..بالنسبة لهذا الإعلام الحركات التي تحارب إسرائيل حركات إرهابية تريد القضاء على إسرائيل الدولة المعترف بها دوليا والعضو في هيئة الأمم المتحدة..إسرائيل إذن تدافع عن نفسها..إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لها..هكذا يصور الإعلام الصهيوني الأمر للشعوب الغربية..
ماذا فعل العرب وهم الأكثر عددا في دول الغرب لمواجهة ذلك؟.لا شيء..أموال العرب هناك توجه لشراء العقارات والقمار والمتعة..
من يتحمل مسؤولية ما يجري في فلسطين إذن؟..نحن العرب المسلمين بتطرف بعضنا وبعدم وجود لوبيات عربية إسلامية قوية تواجه اللوبي الصهيوني..دول عربية وإسلامية عديدة تقيم علاقات مع دولة الصهاينة
.. اظهرت دورة كأس العالم لكرة القدم كرها شديدا لإسرائيل من قبل المشعين العرب..ظهر ذلك أيضا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي..بالنسبة لأولئك المشجعين ستنتهي الدورة وينتهي كل شيء.. بالنسبة للوبيات الصهيونية في العالم الأمر لن ينتهي..ستعمل تلك اللوبيات على استغلال ذلك الكره لتقول للشعوب الأخرى بأن دولة إسرائيل وشعبها في خطر،وانه لو وصلت تلك الشعوب المتأسلمة إلى الحكم لقضت على دولة إسرائيل الديمقراطية،هكذا ستقول..
ماذا ستقول تلك الشعوب وانظمتها،وفي الغرب خاصة؟..
ستقول بأن الديمقراطية في بلاد العرب خطر على دولة اسرائيل الديمقراطية وأن بقاء أنظمة الحكم الاستبدادية هو الضامن لبقاء دولة إسرائيل التي هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في محيط أنظمته ديكتاتورية وشعوبه متأسلمة ومؤيدة للإرهاب الذي تمارسه الحركات الإسلامية في غزة..نعم،هكذا ستقول...ويكون الخاسر نحن في نهاية الأمر ،فلسطين والشعوب العربية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوة أممية لزيادة دعم اللاجئين السودانيين مع استمرار الحرب ا


.. هل تنجح المفوضية الأوروبية بإقرار قانون يسرع ترحيل المهاجرين




.. المفوضية الأوروبية: اقتراح قانون جديد لتسهيل عمليات ترحيل ال


.. إيطاليا تشرع بنقل أول مجموعة من المهاجرين إلى مراكز في ألبان




.. استمرار ارتفاع ا?عداد النازحين اللبنانيين ا?لى سوريا بسبب ال