الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تأتي اليقظة الفكرية

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2023 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سمعنا جليا في حياتنا بان الله انزل كتبه على بني البشر للاقتداء بها، فخلقت اديان، تصارعت هذه الأديان فيما بينها منذ ان جاءت ووجِدت تباعا والى يومنا هذا.. كل ديانة تدعي بانها الاجود والاكمل من الاخريات.. سئمنا وتعبنا من هذا الاله الذي دفع الناس بمناحٍ شتى، المسيحي لا يتقبل المسلم وبالعكس والأخير لا يتقبل اليهودي وبالعكس، والبوذي يستهزئ بالمسلم وبالعكس وهكذا.. اذن متى تتصالح الآلهات التي جاءت بالكتب السماوية!؟ هذا السؤال البريء يجعلك ملحدا ترجمك كل الأديان! انها مهزلة البشرية حين تتشظى بسبب رسائل خالقها، وترى لكل رسالة دعاة، أصبحوا زعماء في قومهم ثم تنافسوا فيما بينهم، وتنافسوا في الدين الواحد فقهيا وتنازعوا في التفاسير، فانقسمت الرسالة الواحدة الى فِرق ومذاهب، كل منها تدعي بصحة ادعائها وتفسيرها لكلام الإله، ثم باتت الفرق تعبد أولئك الزعماء لتتقرب زلفى الى خالقها..
الكتب المقدسة تدعوا الى تحريم قتل النفس، وتحرم الزنى والسرقة، وتدعوا للألفة والمحبة بين الناس، والأمانة والصدق، والتربية الحسنة للأطفال.. لكننا في الواقع نرى خلاف كل ذلك! نرى زيادة السرقات، والكذب والمراوغة والزنى والانتحار والقتل وخيانة الأمانة وفساد الاجيال، حتى عجزت الأجيال عن إدراك الصح عن الخطأ، قساة انعدمت ضمائرهم وأصبحوا قتلة مجرمين.. من المسؤول عن هذه الحالات؟ ربما، إذا فكرنا في الأمر لفترة طويلة وبجد وبما فيه الكفاية، يمكننا معرفة المسؤول عن ذلك. أعتقد أن لها علاقة كبيرة بالمقولة "الإباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون"، هذه الجرائم تأخذ اشكالا مختلفة عبر العصور، تارة كحروب تقضي على البشر والحجر، وتارة كعنف اجتماعي تؤدي الى جرائم بشعة.. نحن لا نعبد الله، نحن نعبد عبد الله خشية من سطوته الدنيوية ووعده ايانا بجهنم في الاخرة! نعم نحن نعبد الدعاة والشيوخ والمعلمين الدينيين. أولئك اللذين ازاحوا الله وقتلوه ويتوعدوننا بجهنم وبئس المصير! ونحن نظن بان الجحيم لايزال موجودا رغم استبعاد الله من المشهد! لنحصد في النهاية ما زرعناه..
في مواقع التواصل الاجتماعي، نراقب ما يتقبله العموم من البشر وما يستساغ له أكثر من تلك الأفكار التي نشعر بها بحرية ونرغب في طرحها على طاولة النقاش. نحن أكثر قلقا بشأن ما يعتقد الآخرون عنا مما يعتقد الله عنا. ان سطوة "الوعي القسري النافذ" لدى الأكثرية المتخلفة تطغي على عملية التفكير وتكبلها بقيود المألوف المنتهي صلاحيته فيما نعاصر من قضايا مستحدثة لا يمكن مواجهتها بفكر عتيق اكل الدهر عليها وشرب.. وإذ نحاول ان نقف ضد هذا الاعصار الجارف، لإيقاف نزيف جسد المجتمع العليل، نكنى بالكفر ويدعون الى رجمنا!
ومن السخرية ان نرى بان الناس تنتقد ما تتداولها وسائل الاعلام العالمية وتشكك في صحة الاعلام المحلي، وتجادل في مضامينها، وليس لفرد منهم ان يشكك في مضامين التفاسير المتباينة للكتب المقدسة! الناس تقرأ بتمعن ما يتم تداولها من سخافات او طرائف، ويعلقون عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم يسلمون لكلام الشيوخ تسليما دون تمعن، بمجرد ذكر لفظة " يأمرنا الله" من قبل شيخ جاهل، كلام الشيوخ والعارفون في الدين هو الذي يسود ليصيغ الوعي المجتمعي العام المتخلف!!
فمتى تأتي اليقظة الفكرية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل