الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام قذر يحرض على الفن والمثليين

منظمة مجتمع الميم في العراق

2023 / 1 / 11
حقوق مثليي الجنس


هل انت مذيع مغمور وسوقي وعديم الثقافة؟ هل تبحث عن الشهرة والنجومية؟ اتعرف اين تركز مواضيعك؟ كل تلك الأسئلة سهلة الإجابة عليها، فأنت تعمل في قناة تلفزيونية غير مشهورة، وهي تطالبك ان تجلب لها مشاهدات كثيرة، المواضيع كثيرة داخل مجتمع مأزوم ومتأزم، قد تلتقي براقصة في ملهى وتتحدث معها عن فيديواتها، او تتحدث مع موديل ما وتتحدث عن تفاصيل جسدها، او تجلب سياسي سارق وناهب وتتحدث معه عن الفساد في البلاد، او تجيء بقائد ميليشيا وتحاوره على انتهاكات الميليشيات؛ كل تلك اللقاءات تأتي بمشاهدات كبيرة، لكن إذا طمعت بمشاهدات وردود فعل أكثر وتفاعل أكبر، فلا يوجد ابدا أفضل من ملف المثليين.
في عرض لأحد مهرجي الاعلام الحاضر، وفي احدى القنوات التجارية السخيفة والهابطة، يقوم هذا "المقدم" بعرض مشهد من مسلسل عراقي أنتج حديثا، في هذا المشهد الفتى يصارح اهله بانه ينوي الزواج من صديقه؛ يقتطع مقدم البرنامج هذا المقطع ويبدأ حملته الهجومية الحادة، وكأن مشاكل الحياة وتعقيدات الوضع كلها جاءت نتيجة هذا المشهد، ويطالب رجال الدين ونقابة الفنانين بموقف حازم وصارم، ويعتب على كيفية مرور هذا المشهد، ويقول بلهجة عراقية "انوخذنا، انشهرنا".
معدلات فقر في البلاد غير مسبوقة؛ عمليات نهب وفساد وسرقة للثروات مهولة ومخيفة؛ وضع صحي وتعليمي منهار؛ بطالة مليونية وبازدياد؛ صعود للأسعار تعجيزي؛ عشوائيات و"حواسم" ملئت البلد؛ ميليشيات وعصابات ومافيات تسرح وتمرح؛ مخدرات وجرائم ومعدلات انتحار تزداد يوميا؛ كل ذلك لم يقل عليه هذا المقدم التافه ومن لف لفه "انوخذنا، انشهرنا"، كل ذلك لم يجرح احاسيسه او يخدش مشاعره؛ لكن مشهد من دقيقتين في مسلسل لم يحصل على نسبة مشاهدات يقلب الدنيا رأسا على عقب، ويكاد يصيح "اغيثونا".
حقا انه زمن التفاهة والرثاثة والوضاعة؛ الشيء الصحيح ان هذا المقدم التافه يجب ان يحاسب ويحاكم بتهمة التحريض على الفنانين؛ فمن يضمن سلامة هذا الفنان الشاب الذي أدى الدور؟ من يضمن سلامة كادر المسلسل كله؟ ونحن نعيش في زمن ميليشيات دينية متطرفة، لا هم لها سوى القتل والنهب؛ فضلا عن سلامة المثليين، الذين هم أصلا دون اية حماية.
على المجتمع الدولي الوقوف بوجه حملات التحريض هذه التي تطال المثليين في هذه المناطق، ورفضها واستنكارها بأشد العبارات، والضغط على الحكومة لمحاسبة هذه الابواق النشاز، التي تستغل المنابر الإعلامية للتشهير والتحريض على شريحة من المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24


.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة




.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط


.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا




.. حملة اعتقالات في إيران لمنتقدي الهجوم على إسرائيل.. ما الاته