الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والسياسة

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)

2023 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيد: يعتبر الدين من القواعد المعيارية المحددة لطبيعة سلوك الفرد داخل الجماعة البشرية، والدين ظاهرة مميزة لكل المجتمعات الانسانية السابقة والحاضرة واللاحقة.

ولقد احدث تطور علم الاجتماع والانتروبولوجيا عدة اثار على الدراسات الدينية اهمها اضفاء النسبية على الظاهرة الدينية، وتسفيه النبوة العلمانية التي كانت تبشر بزوال الدين.
وتقوم اهم الدراسات الانتروبولوجية على الانطلاق من المقارنة بين الدين وغيره من الظواهر الثقافية مثل السحر و الطقوس والاسطورة، والدين كنظام معياري قائم على فكرة كونه جزء من ظاهرة المعتقدات العامة من الصعب تمييزها عن المعتقدات الاخرى، لذلك فان نظريةpareto عن الاشتقاقات تشمل المعتقدات الدينية ،والاديولوجية على السواء وقد اكد اغلب الباحثين في ميدان الانتروبولوجيا على كون الدين جزء لايتجزأ من القواعد المعيارية المحددة لسلوك الفرد داخل جماعة اجتماعية محددة .ولهذا عندما تكون القيم وبصورة عامة كل المعتقدات مندمجة في نظام تكون عناصره مترابطة بعضها ببعض بطريقة غامضة الى حد ما فاننا نتحدث عن رؤية للعالم ، ونتحدث عن الدين اذا كان النظام يتضمن مفاهيم اما مقدسة واما متسامية.
ومن هذا المنطلق اقام العديد من الانتروبولوجيين وعلى راسهم دوركايم في بعض نصوصه علاقة وثيقة جدا بين الدين والحياة الاجتماعية على اعتبار ان الله والمجتمع ليس سوى شيء واحد.
-- الدين عقيدة ومعتقد --
الدين اذن يرتكز على عقائد محددة تنتقل من السلف الى الخلف وتترسخ بالايمان والتسليم، وتزداد رسوخا بممارسة العبادات والعمل بموجب ما تاخذ به العقائد.
لذلك فان مقاربة الدين تتمثل في مقاربة انساق من العلائق والتطبيقات توجه نحو معبودات لا يخضع وجودها للملاحظة.
ورغم ان التفكير الديني قائم على ما ينبغي ان يكون اي انه نظام معياري فانه مع ذلك يعتبر صورة منظمة للكون حيث يقيم علاقة انتظام بين الانسان والبيئة.
وهكذا فان الدين يقلل من المخاوف وانواع القلق ويعطي الانسان شعورا اكبر بالطمانينة في حاضر غير جدير بالثقة فحسب، بل يعطيه ايضا الامل في مستقبل محتمل.
وهذا يدفعنا الى التساؤل عن الدور الذي يلعبه الدين داخل المجتمع وعلاقته بباقي الانساق المعيارية المرتبطة بنظام المعتقدات كالسحر والايديولوجيا.
الدين والمجتمع
يعتبر اميل دوركايم من اهم الباحثين الانتروبولوجيين الذين اهتموا بدراسة العلاقة بين الدين والمجتمع، اي مكان الدين في الحياة الاجتماعية والعلاقة بين الدين والمبادئ الاخلاقية، ومن هذا المنطلق رفض دوركايم تفسير الدين كجواب على تأملات حول العالم الميتافزيقية، وركز على العلاقة بين الفعاليات الدينية اي الطقوس، ونظم اجتماعية اخرى، وكان الدين بالنسبة لدور كايم تعبير مجازي عن المجتمع نفسه اي انه تعبير مجازي عن ظروف الحياة التي لا مفر منها في المجتمع.
ويرى دوركايم ان الاشياء المقدسة لاي نسق ديني هي في الحقيقة رموز للمجتمع الذي يمارس هذا الدين.
وقد تبنى دوركايم تعريفا يميز بين الجوانب الدينية والجوانب المعيارية الاخرى من الحياة الاجتماعية هذه المعتقدات ليست في مرتبة الدين وهكذا يرى ان الدين هو نسق موحد من المعتقدات والتطبيقات متصل باشياء مقدسة ، وان هذه المعتقدات والتطبيقات توجد في مجتمع اخلاقي واحد ، يدعى طائفة دينية.
و وجهة نظر دوركايم قائمة على معيار يتمثل في انه لا وجود للدين الا بوجود طائفة دينية هي جزء متمم لتفسيره للدين كاسلوب لتاكيد اهميته العضوية في الجماعات الاجتماعية.
ويرى دوركايم ان روح الدين في كل المجتماعات ترجع الى التمييز الصارم بين ما هو مقدس وما هو علماني، ويتمثل المقدس في اي شيء عرف اجتماعيا على انه يتطلب معالجة دينية خالصة، ويتكون المقدس كذلك من التصورات الجمعية التي تعبر عن الحقائق الجمعية ، والاشياء المقدسة لا يمكن ان تتخذ صورة قاطعة في كل زمان ومكان ذلك انها تختلف طبقا لاختلاف الديانات.
ويحدد دوركايم وظيفة الدين في خلق وتحقيق التضامن الاجتماعي وتدعيم وزيادة تماسك المجتمع والمحافظة عليه ،كما ذهب نفس الباحث الى ان الدين يؤدي وظيفة اخرى اساسية تتمثل في الضبط الاجتماعي داخل المجتمع، فكل ديانة انما ترتكز على عدد من السلوكيات، المباحة وعدد اخر من السلوكيات المحرمة، وراى دوركايم ان نظام التحريم tabo الذي نشا عن الديانة الطوطمية يعتبر الاساس في الضبط الاجتماعي فهو نوع من التحريم الاجتماعي الذي يستند الى اساس ديني، فالوظيفة الاساسية للدين عند دوركايم هي خلق وتدعيم الاحتفاظ بالتضامن الاجتماعي.

--الدين والسحر--
اذا كان دوركايم يستبعد السحر من ميدان المقدس استبعادا تاما ، فان مالينوفسكي يعتقد ان السحر يلتقي بالدين في امور عديدة اكثر من التقائه بعالم الحياة اليومية التي نستطيع ان نشق طريقنا فيها بمعلوماتنا العامة عن خصائص الاشياء التي نستعملها . وينكر مالينوفسكي نشوء كل من الدين والسحر والتاملات ، ويعتقد ان كلا من السحر والدين قد ظهر من الاحتياجات العاطفية، اي طريق الانسان لمواجهة الحالات التي لا يستطيع السيطرة عليها.
فالسحر اذن يوجه لتحقيق اغراض معينة. اما الدين فعلى العكس من ذلك انه يحقق اهدافه الخاصة به في العمل الديني، اي انه يعيد للانسان طمانينته في مواجهة الكون الذي لايستطيع السيطرة عليه.
ويرى كلود ليفي شتراوس في كتابه الانتروبولوجيا البنيوية انه لا يوجد سبب لانكار حقيقة بعض الممارسات السحرية، غير انه ركز على ان نجاعة السحر تنطوي في ذات الوقت على الاعتقاد بالسحر وظهوره بثلاثة مظاهر متممة ، اعتقاد الساحر بنجاعة تقنياته، ثم اعتقاد المريض الذي يعالجه او الضحية التي يعذبها الساحر نفسه، واخيرا تقة الراي الجماعي التي تشكل نوعا من حقل جاذبية تتحدد داخله علاقات الساحر بالذين يسحرهم وتحتل مكانها فيهم.
ويرى فريزر ان السحر مرحلة سابقة على اي شكل من اشكال الدين ويذهب ايضا الى ان مناقشات الانسان التي استخدم فيها القياس ادت الى وجود افتراضين مؤداهما ان ما يحدث للجزء لا بد ان يكون له تاثير مماثل على الكل. وان ما يحدث لشئ سوف يحدث للاشياء الاخرى التي يكون لها احتكاك به، وهذه الاعتقادات في السحر دليل على محاولة الانسان المستمرة للتحكم في الطبيعة.
ذلك ان الانسان البدائي وجد نفسه يقوى بالطبيعة التي يعتمد عليها في استمراره، ولكنه لايمكنه التحكم فيها.
حقيقة ان هناك انتظامات معينة تابتة مثل دورة النهار والليل ودورة الفصول والعادات المرتبطة بسلوك الحيوانات .الخ.
ولكن الى جانب ذلك فهناك العديد من الامور غير المتوقعة تثير الرعب والخوف، فالسماء قد لا تمطر وتموت المحاصيل،كذلك الرياح والعواصف والجبال كلها تثير القلق والرعب وخوفا جماعيا يقابلها الانسان البدائي بشعائر جمعية، فيحاول بذلك الانسان ان يستخدم وسائل مختلفة للتحكم في هذا العالم.
وفي الاخير يرى J.Rigoody ان تمييز دوركايم بين الدين بصفته سلوكا اجتماعيا، وبين السحر بصفته سلوكا فرديا، لا يمكن دائما ان يستقيم، فمن الصحيح اننا اعتدنا وصف الطقوس التي نمارسها بالسر وليس امام جمهو من الناس انها طقوس سحرية،لكن لان الاعتقادات بفاعلية السحر في اي مجتمع هي تصور جمعي يشمل كل اعضاء المجتمع ، فانه يمكن ان يقال،كذلك ان للسحر جمهوره ويستطيع المرء ان يضيف ان المعتقدات المرتبطة التي سميت سحرية، وكذلك التي سميت دينية دائما تكون كلا، ولا يتضارب بعضها مع بعض.
وفي الاخير يمكن القول مع دوركايم في تمييزه بين السحر والدين، ان السحر كما يقال لا طائفة له، بل يجريه اشخاص لمنفعة اشخاص اخرين، في حين ان الدين قوة اجتماعية يحافظ في المشاركين في اداء طقوسه على مشاعر يجب عليهم الاحساس بها ان ارادوا ان يتقبلوا الالتزامات التي يفرضها عليهم المجتمع بالاكراه وهذا ما يتجسد من جهة اخرى في مفهوم الايديولوجية.

- الدين والايديولوجيا---
تتجلى علاقة الدين يالايديولوجيا في اعتبارهما جزء من المعتقدات هذه الاخيرة التي تختلف من نظام اجتماعي الى آخر وهي قائمة على اقترحات معيارية غير قابلة للبرهنة واقترحات وضعية غير قابلة للبرهنة، واما غير مبرهنة واما خاطئة،وتسمى هذه المعتقدات قيم عندما تكون ذات صفة معيارية.
وهكذا فاننا نتحدث عن الدين اذا كان نظام المعتقدات متضمنا لمفاهيم اما مقدسة واما متسامية ونتحدث عن الاديولوجيا عندما يكون نظام المعتقدات لا يستدعي من جهة مفاهيم مقدسة او متسامية، ومن جهة اخرى يعالج مشكل خاص بالتنظيم الاجتماعي والسياسي للمجتمعات او بصورة اعم مستقبلها ، ويتحاشى علماء الاجتماع الكلاسيكيون مفهوم الايديولوجيا على اعتبار ان هذه الاخيرة ليست الا حالة خاصة لظاهرة المعتقدات العامة يصعب تمييزها عن الحالا ت الاخرى كالدين بدقة كاملة حيث ان تفسيرها وتحليلها له نفس الطبيعة بخصوص تفسير الظواهر الاخرى للمعتقدات.
والتمييز بين الدين والايديولوجية قائم على الدرجة، ذلك ان مفهوم الدين اسبق من مفهوم الايديولوجية والدين معتقد مرتبط بالمقدس في حين ان الايديولوجية تقتصر على تبني الانسان في بعده الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.اي ان الايديولوجية مفهوم سياسي عكس الدين المتضمن لمعاني تتجاوز الشئ السياسي وتستوعبه.
وهذا ما يدفعنا الى طرح السؤال الاشكالي المتمثل في العلاقة بين الدين والسياسة.
- الدين السياسة اية علاقة؟-
تظهر العلاقة بين الدين والسياسة في الكثير من المظاهر الحياتية و هناك عدة اعتبارات تحدد ارتباط الدين بالسياسة.
واهم هذه الاعتبارات تلك المتعلقة بالشرعية السياسية حيث هناك حكومات تسمى بالحكومات الدينية الخالصة وهي القائمة على فكرة حكم الاله او الاله الحاكم
حيث عرفت المجتمعات البدائية هذا الشكل من الحكومات فنجد ان الملوك والاباطرة ليسو مجرد حكام يملكون السلطة الزمنية فقط، وانما هم يجمعون اليها كثيرا من السطات الروحية المتواثرة ويستمدون سلطتهم السياسية مما اتفقوا عليه من اوضاع دينية لديهم.
وهكذا فبين الحكومة الدينية الخالصة والحكومة الديكتاتورية يوجد انفصال تام بين الدين والسياسة ، ولا يوجد تداخل بينهما ، وفي هذا الوضع يكون الدين مسؤولا عن الجانب الروحي، والدولة مسؤولة عن الجانب الجسدي، وينظر الى الدين على انه شئ فردي ذاتي في حين ان السياسة والدولة تتناول الجوانب الخارجية المتعلقة بالبقاء وهي علمانية كليا، ويعتبر هذا الفصل التام بين الدين والسياسة مقبول على المستوى النظري ولكنه غير محقق في كل الدول والمجتمعات على المستوى الواقعي لعدة اسباب تتجلى اهمها في الاسس المقدسة للسلطة والدين على السواء .
- العلاقة بين السياسة والدين من خلال المقدس-
ان التداخل بين المقدس والسياسي هو تداخل لا يزال واضح حتى في المجتمعات الحديثة الاكثر علمانية، فالسلطة في هذه الاخيرة غير مفرغة ابدا بصورة كلية من محتواها الديني الذي يبقى حاضرا ظاهريا وخافيا، فعندما نشا المجتمع المدني حسب هربرت سبنسر احتفظت الدولة دائما بشئ من طابع الكنيسة، ذلك ان من طبيعة السلطة ان تصور وتحافظ بشكل ظاهر او خفي على دين سياسي حقيقي لذلك فان علاقة السياسة بالمجتمع شبيهة بالعلاقة القائمة بين الطوطم الاسترالي والعشيرة حسب دوركايم الذي يرى ان هذه العلاقة معبأة اساسا بالقداسة أي ان السلطة مقدسة لان كل مجتمع يؤكد رغبته في الخلود وتجنب الفوضى المؤدية للموت والفناء
فالمقدس والسياسي يساهمان معا في الحفاظ على النظام القائم وجدليتهما المتبادلة مماثلة لتلك التي تؤلف هذا الاخير، وهما يعكسان معا الجدلية الخاصة بكل نظام حقيقي او تخيلي، فامكانية تكوين كل منظم، وثقافة، ومجتمع هي التي يبجلها الناس عبر حراس المقدس والمؤتمنين على السلطة.
وعلى اعتبار ان المقدس هو احد ابعاد الحقل السياسي، لذلك يمكن ان يكون الدين اداة في يد السلطة وضمانا لشرعيتها واحدى الوسائل المستخدمة في اطار المنافسات السياسية.
وهكذا يرى ج ميديلتون في كتابه الصادر سنة 1960 حول الاغندية Lbgara ان علاقة الطقوس بالسلطة مرتبطة ارتباطا وثيقا .وفي هذا المجتمع النسبي يرى ان عبادة الاسلاف تشكل الركيزة التي تعتمد عليها السلطة ، فالمسنون يستعملونها بهدف احتواء المطالب الاستقلالية للاشخاص الاصغر سنا وهذا يعبر عن الصراعات بين الاجيال بعبارات روحانية وطقسية مقدسة خاصة. ذلك ان ابناء لوغبارا الابوية تتحدد نسبيا وطقسيا، فهي بان معا جماعة تحديرية ومجموعة من الناس المرتبطون بروح سلفية، ان الوجهاء الموجودين على راس هذه المجموعة يبررون سلطتهم وامتيازاتهم باقترابهم من روح الاسلاف كما بموقعهم النسبي الى حد انه يمكن اعتبار الرجل القادر على التضرع الى الاسلاف بفعالية بكرا حقيقيا تظهر استراتيجية المقدس،المتبعة لاغراض سياسية، بمظهرين متناقضين شكليا. اذ يمكن ان توضع هذه الاستراتيجية في خدمة النظام الاجتماعي القائم والمواقع المكتسبة وان تخدم طموح الذين يريدون الاستيلاء على السلطة وشرعنتها، وتلجا المنافسة السياسية الى لغة التضرع الى الارواح كما الى لغة السحر، اللغة الاولى هي سلاح مستلمي السلطة، والثانية هي اداة الذين يرفضون هؤلاء ويشبهون عجزهم او اخطاءهم بتصرفات السحرة السيئة. ان ابناء جماعة لوغبارا واعون جدا لهذا التلاعب بالمقدس وتعبر تناقضاتهم الطقسية عن تناقضات حياتهم الواقعية ويؤكد ج ميديلتون بقوة العلاقة القائمة على هذا النحو بين مختلف عناصر الاستراتيجية السياسية.فالله والاموات والسحرة يدخلون في نظام السلطة مثلما يدخل فيه الاحياء من الناس.

- وظيفة الدين في المجتمع السياسي الانقسامي-
- ضمان الاستقرار -
يرى ارنست كلنير بان النسق السياسي الذي يحدد تقسيم الادوار بين الاولياء والذين يمارسون مهامهم على مدى الحياة في المجتمع الانقسامي. وبين رؤساء القبائل المنتخبين الذين لا يتورعون عن اخد الثار نسق متكامل وقائم بذاته.
ومن الناحية الروحية يشكل الاولياء اداة الوصل بين القبائل وبين النسق الديني السائد، ويفهمون اندماجها داخل المجتمع الاسلامي انهم يمدون القبائل بالاستمرارية والاستقرار المنعدمين داخل نظام يفتقر الى قيادة سياسية قوية، ويقونها من السقوط تحت سيطرة قادة عسكريين. ان الاولوياء يمارسون بفضل سلطتهم الروحية وظيفة تجعل منهم سادة الحدود.
وهكذا فان الصلحاء يمدون قبائل العوام بالاستمرار وبالهيكل القار الذي يفتقر اليه النظام السياسي انهم يوفرون المكان"الضريح" والضمانة الاخلاقية التي تنتهي بالانتخابات الى نتائج يقبلها الجميع. يقوم الاولياء الدينيون اذن بدورهام على مستوى البنية السوسيو-سياسية المحلية الا انهم يضطلعون كذلك بوظيفة اضافية على نطاق اوسع تتمثل في ادماج المجتمع المحلي داخل النسق الاسلامي العام ذلك ان جميع الاولياءاشراف في الاعتقاد المحلي ويعني ذلك انهم ينحذرون من ال البيت .
لذلك فان ما يقرره الوالي يعكس الارادة الالهية. اما ما تقرره جماعة القبيلة فحتى لو كان يستلزم الاحترام حفاظا على عرف الاجداد فانه صادر عن البشر وقابل للتغيير بصفة ارادية ومقصودة اذا دعت الضرورة واتفقت الجماعة.

خلاصة: ان الدراسات الانتروبولوجية السياسية لا تشدد على وجود نظام معين بالقدر الذي تشد فيه على الاداة الاساسية الموضوعة في خدمة النظام.
ويعتبر الدين من اهم الادوات التي تحدد شرعية النظام السياسي وقد شرعت انظمة الحكم على مر العصور واعطى للحكام المظلة المعيارية التي تبرر وجودهم في السلطة. وحتى في المجتمعات الاكثر تمدنا لازالت للدين المدني القدسية اللازمة لتمرير الخطاب السياسي والدفاع عنه.

المراجــــــــــــــــــع

ابودون وف.بوريكو: المعجم النقدي لعلم الاجتماع.
جورج بلاندييه: الانتروبولوجيا السياسية.
لوسي مير: مقدمة في الانتروبولوجيا الاجتماعية.
ارنست كلينر: السلطة السياسية والوظيفة الدينية في البوادي المغربية.
عبدالله حمودي: الانقسامية والتراتب الاجتماعي والسلطة السياسية و القداسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي