الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2023 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا ارغب ان اثير زوبعة عصبية في نفوس بعض الصغار من أصحاب الدرجات العلمية الغير رصينة او التي تغلب عليها الانتماء الحزبي و العنصرة و التجمهر تجاه جهة دون أخرى مما يجعلها تضرب الثوابت العلمية عرض الحائط وتذهب الى مزاجها و افكارها الخاصة بدل من الذهاب نحو النص و القاعدة العلمية .في الآونة الأخيرة شهدنا حملة على بعض التوجهات و الرؤى التي (لا) اتبناها و لا ادافع عنها بشكل شخصي حتى لا احسب عليهم او من انصارهم , لكن من باب الواقعية لابد لنا ان نتناول طروحاتهم من باب النفع و الضرر ما ينفعنا نأتي به و ما يضرنا نقذفه .
يعتلي أصوات البعض من المحللين الساسة في طروحات مفادها على السياسي ان يتعامل في براغماتية كبيرة يستطيع من خلالها مد جسور التعامل مع أمريكا و إيران و التواصل مع الإمارات والسعودية الى اخر الأسطوانة المعتادة هادفين في نهجهم الى إرساء قواعد اللعبة السياسية و العودة في البلاد الى مربع الإنجازات بعيد عن مسرح الاقتتال و في المقابل هناك معارضين يقفون بالند من هذه الفكرة .نعم في السياسة لا توجد ثوابت فهي ليست نص ديني او تشريع سماوي لا نستطيع الخروج منه والدخول إليه بالشكل الذي نرغب! ان ما يتاح اليك في متناول اليد خذه من أجل المكاسب، فالفرق بين السياسة والتجارة شيء واحد، الامر هنا فردي والسياسة عام. غريب ان تجد متحدث يضع الدال أمام اسمه وينتهي في أستاذ العلوم السياسية و الخبير السياسي الخ و يجرم التعامل مع أمريكا! لان حزبه لا يرغب في التعامل معها أو يحرم ويجرم التعامل مع الدول التي لا تنتمي الى معتقده ومذهبه وفكره او دينه! ويرى في الصين بلد شيوعي كافر لا يعتقد في وجود الله ويجب ان تقطع العلاقات مع الصين! متناسي او متغافل ان محزم لباسه الداخلي كتب عليه صنع في الصين، الفاجعة الكبرى في عصر الديمقراطية و التنوع الفكري و السيادة نحو الإقرار الفردي و التأييد الجمعي تجدهم (أي أصحاب الفكر الضيق) يصبون انعكاساتهم الشخصية على الجميع ويطالبون في التمثيل العام بحجة الاقصاء مع العلم انهم يدركون ان لصوتهم القبيح العدواني المساحة كما لغيره من حيث القانون. الا انه لايزال ضمن نطاق الأقلية وان كان يمثل الأغلبية او يملك التفويض من قبل الأغلبية وبمجرد ان تختلف معه يكفرك ويستبيح دمك ويصفك بالعمالة !! "إن التعامل بالصيغة السياسية والنص والقانون يجب ان يكون مجرد بصيغته العلمية ويصدر الى الناس كما هو منصوص عليه في المناهج والدساتير والأعراف العلمية العالمية الرصينة. وبغير ذلك يمكن لك أن تترك طرح شخصي ومن يرغب ان يتداول او ان يقع عليه النظر ويغادره ".
في الآونة الأخيرة يعيب بعض المحللين من أصحاب الغباء العلمي التعامل مع الدول صاحبة القرار الفعلي و التي لها تركيز مباشر على الواقع العراقي او العالمي منها امريكا او ايران او السعودية او الصين الخ؟ هنا يخطر السؤال الى ذهني مع من يجب علينا أن نتعامل ؟ والعالم كله مرتبط بشكل محوري مع بعضه البعض ؟! فلو اخذنا أمريكا انموذج لغرض وقف التعاملات معها بسبب بعض الاعتبارات العقائدية على انها كافرة و تصدر الشرور و تحارب الإسلام كما تدعي و داعمة الى الكيان الصهيوني , وان لا اختلف معهم في هذا الطرح امريكا مصدر الشر ّ! الا انني لست من انصار الغباء .جيد لك الحق في القطع و اقف مساند الى رايك لكن للتباحث في الامر بشكل أكثر مرونة بعيد عن فوهة بندقيتك وسيفك القاطع وتعال معي الى ارض سواء . هناك مفاصل مهمة لا اعلم كيف يتم التعامل معها منها التعامل التجاري وكيف سيقف على تسعيرة برميل النفط في الدولار الأمريكي ,الين الياباني , الفرانك السويسري او التومان الإيراني ؟ كيف لنا ان نعيش في عزلة عن العالم و كارثتكم تطالبون في عزلة عن اقوى محركات السياسة و الاقتصاد و العسكرة في العالم . ارجوكم اتركونا من هذه الخرافات ورقصة الفالس .ان واقع المشهد العراقي السابق لم يشهد ولادة فجر جديد الا على يد الحلفاء او القوات الصديقة ( الم يكن هذا اسمها ) لا أعلم ما هو السبب الذي جعلكم تنادوها في قوات الاحتلال ,بالمناسبة انا لا اطبل لهمم و لا اقف منهم موقف المدافع عن دين إبراهيم في عصر النمرود, لكن هذه القوة امر فعلي موجود على المشهد الكوني لذلك يجب أن نتعامل وفق المنظور الحقيقي .ما يثير استغرابي هو ان يعيب البعض قدوم الساسة على الدبابة الامريكية نعم هذه الدبابة بمصالحها الاستراتيجية فتحت لك باب الوجود و إزاحة اسم اعتى ديكتاتورية شهدها العراق الحديث .لولا هذه الدبابة لما شهدنا المسرح السياسي و لما وجدنا فرصة في الحديث من على شاشة فضائية و لم تشهد انت جهة او حزب سياسي تنتمي إليه وتجلس تصدر افكارك من على شاشة التلفاز .لكنت تردح الآن الى البعث و صدام .لذلك ارجوكم اتركونا من هذه الأسطوانة و تعالوا الى مشهد حقيقي نتعامل على اثره في بناء الواقع و بناء دولة .
ان التدليس والكذب على العامة أصبح صفة يمتاز بها بعض تجار النهج المتحزب ممن يتقلب كل يوم على لون ومذهب وطائفة ودين ويملك اقنعة بعدد الوان علم المثلية. لك الحق ان تدافع عن توجهاتك ولكن ليقتضي الأمر في رأيك الحزبي ولا تدافع في رأي الأستاذ السياسي او التدريسي في الجامعة سين او صاد. اليوم التوجه الحزبي قادر على التلون والتغير تبع الى المصلحة العامة او التوجه الخاص و المنافع الشخصية من يجد ايران عدو اصبح حليفها بعد حين و من وجد أمريكا حليف اصبح عدو لها بعد تغيير الموجة. لا توجد نبوة سماوية طاهرة في السياسة لذلك وجب عليكم التوقف عن الكذب و خداع الجميع .
" ان الانتهازية العلمية التي يصنعها بعض مروجي الأفكار السحيقة تخلق مجتمع مريض متردد يتيح الى الطبقة الحزبية الفاسدة ان تعتلي شعوبها وبذلك يتحقق مفهوم التجهيل العام "
لذلك نعمد ان نقف مع مصلحة الفرد بغير هوية او قومية. عند الصيف اللاهب لا يهمني من يأتي في تيار الكهرباء الى منزلي هل شركة أمريكية او صينية او إسلامية المهم ان لدي تيار كهربائي ولدي ماء صالح للشرب وشوارع بجودة عالية ومستشفيات فاخره ولا يهمني من هو المعالج ودينه وجنسيته المهم انا المواطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah