الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟

محمد اسماعيل السراي

2023 / 1 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العراقي دائما ما يرنو الى ماضيه الغابر بحسرة وكانه فقد في هذا الماضي حياة لايمكن ان تعوض وعهدا زاهرا لايمكن احياءه تارة اخرى. ويظل العراقي يقارن حياته ووضعه الحالي بالسابق، والسابق بالاسبق، والاسبق بالذي قبله، وهكذا..
غالبا ماكان الفرد العراقي يفعل ذلك- واغلب العراقيون يفعلون ذلك للان- ويرى العراقي ان حياته المثالية وازدهاره المنشود كان هناك في مكان ما في الماضي، ويرى ان ماكان كان من افضل مايمكن ان يكون.. انه لا ينظر الى المستقبل والقادم من الايام كمنفرج لسوء واقعه وحياته الحالية ابدا، دائما هو يرى ان المستقبل مبهم بل ومظلم ولن يجلب هذا المستقبل له الا السوء والشر. ونحن نسأل، يا ترى لمَ الفرد العراقي يظل متمسكا هكذا بماضيه الذي يعتبره تليدا، ولمَ هذا العراقي عندما يريد ان يطمح بان يكون وضعه افضل واحسن واكثر تطورا فانه يكر بنظره صوب الماضي ويريد استعادة تمثيل هذا الماضي في الحاضر بنفس احداثه وحتى شخوصه ان امكن، وهو لا يفكر قط بان يكون قادمه هو الافضل من واقعه الحالي بل ومن ماضيه حتى، الذي اصبح حلما مستمرا لاينفك يحن اليه ؟ لم لا يكون تحسين الواقع الحالي هو في القادم من الايام من خلال العمل والجد والاجتهاد والتضامن بين افراد الشعب ؟ ا لمَ ماضي العراقي هو حلم ارتدادي لاينفك يداعب روحه وعقله. ماهو سر تمسك العراقي بماضيه دونا عن حاضره ومستقبله؟؟
لو نلاحظ الان، فان الافراد العراقيين الحالين يقارنون واقعهم بين سيء واسوء فهم يقررون ان واقعهم قبل التغيير اي قبل عام ٢٠٠٣ في عهد فترة حكم صدام حسين هو افضل من الان بمطلق الاحوال. ولكن سنرى ان كل عهد اقدم عند العراقيين هو افضل وهكذا يظلون يفاضلون بين الاقدم فالاقدم. فايضا لما كانوا العراقين أنفسهم في الماضي يعيشون تلك الحقبة اي حقبة حكم صدام كانوا يرددون بمرارة ان عهد البكر كان افضل من عهد صدام بما لا يقارن. ولما كانوا في الستينات والسبعينات يعيشون تلك الفترة كانوا يقررون وبجزم ان هذا العهد اي عهد البكر اسوء من عهد العارِفَين(بفتح الفاء) اي عهد الاخوين الرئيسين السابقين عبدالسلام وعبدالرحمن عارف. ولما كان هنالك عراقيين غيرهم عاصروا حقبة الاخوة العارِفَينِ، وربما البعض منهم من المعاصرين لازال حيا، كانوا يقولون ان عهد عبدالكريم افضل بكثير من عهد العارِفَين. والعراقيين الذي عاصروا عهد عبدالكريم قاسم كانوا يلعنونه ويلعنون شكل النظام الجمهوري ويقولون ان عهد الملكية العراقية هو عهد ذهبي وازدهار بالنسبة للعراق بما لا يقارن مع عهد عبدالكريم والجمهورية. والذين كانوا يعيشون عهد الملكية كانوا يترحمون على عهد الدولة العثمانية ويلعنون عهد الملكية..وهكذا يظل العراقي ينظر الى الحقبة السابقة كافضل ما تكون وبمثالية مطلقة ويغض نظره عن عيوبها ويلعن كل الحقبة التي يعيشها حاليا ووينظر اليها كاسوء ماتكون ويغض نظره ربما عن حسناتها، واكيد لكل فترة كانت هناك حسنات، تزيد او تقل. وربما العراقيين في العهود الاقدم كانوا ايضا يفعلون ذلك وكل حقبة ترى الحقبة السالفة هي الأمثل والحالية هي الانكى والاسوء. فما سر ذلك التقهقر الورائي والنظر الى الماضي كابهى صورة فقد معالمها المجتمع العراقي؟
هل ياترى ان هذا الامر، اي تفضيل المواضي ولعن الحاضر، امر متأتي من موجبات واقعية فعلية وسلامة في الحكم العقلي على الواقع والماضي، ام هو خلل ما في شخصية ونظرة العراقي لواقعه وحياته ومستقبله؟
لابد ان هنالك سرا وراء تلك النظرة العراقية المتقهقرة الى الماضي فهل نستطيع سبر غورهذه الاشكالية والوقوع على كهنة هذا السر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب