الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتصبوهن لكي لا يدخلن الجنة !

عادل صوما

2023 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الملياردير المُلحد حاكم إيران علي خامنئي حاول مراوغة "الثورة ضد العمائم" بأساليب التعريض والتقية تارة، وتهديد المتظاهرين بأنهم أعداء الاسلام تارة ثانية، أو أعداء الثورة أو الله كما درجت العادة دائماً، لكن أساليبه كما يبدو لم تعد تنطلي على الثورة الشعبية التي اندلعت بعد اغتيال جينا أو مهسا أميني، كما يقول الاعلام عنها. أصبحت تلفيقات أصحاب العمائم مكشوفة في إيران وغيرها.
هدد الحاكم المُلحد المستقوي بحرسه الثوري والباسيج بحماية الثورة الإسلامية أو نظام الملالي، وصنّف الإيرانيين الناشطين أصحاب النخوة العُزل في الشوارع بالعملاء لجهات أجنبية، وغيرها من كليشيهات إيقاعية هزيلة مكررة لم تعد مقبولة في عصرنا، حيث المعرفة متاحة للجميع وتنوع مصادر الاخبار لا حصر له.
الذين يموتون في شوارع إيران أو يعدمون في سجونها، لا يطلبون سوى الحرية واعتاقهم من الخيم التي تحجب عقول النساء، وسياسة الحاكم الإله القيّم على الاخلاق والمواطنين، الذي لا يعترف بعصر القانون وحقوق الانسان وحريته والدولة الحديثة.
من المؤكد أن الحاكم المُلحد خامنئي الذي تحرسه "الصعاليك" وراء أوامر القتل والاعتقال في شوارع إيران، وأحكام الإعدام للشباب والقاصرين، وكعادة أي حاكم ذي عِمّة صب غطرسة غضبه على النساء، وحسناً قيمّته مجلة "شارلي إيبدو" عندما صورت في أحد رسوم الكاريكاتور امرأة من الركبة حتى كعبها العالي تقف بقدمين متباعدتيّن، وهي تتبول على رأس الحاكم المُلحد تحتها.
أرميتا عباسي
تم توقيف أرميتا عباسي ذات الواحد والعشرين سنة بعد شهر من وفاة مهسا، وتقبع أرميتا والمعتقلات الأربعة عشرة معها في سجن كوتشوي الرهيب، وأوقفت الفتيات المحتجزات إضرابا عن الطعام تحت ضغط هائل من إدارة السجن، بعدما نفّذن اضرابهن احتجاجا على تعسف حاكم إله لا يعترف بحرّية رعاياه وعباده، وظروف احتجازهن غير الإنسانية، وضد التعذيب والاغتصاب الذي تعرضن له، بأوامر مباشرة من المُلحد خامنئي.
جهل 5 نجوم
أرميتا عباسي، سمية معصومي، فاطمة حربي، أنسيه موسوي، فاطمة نزاريني نجاد، إلهام مدريسي، فاطمة مصلح حيدر زاده، نيلوفر شاكري، نيلوفر كاردوني، مرزية قاسمي، شهرزاد دراخشان، فاطمة جمالبور، حميدة زرعي، ياسمين الحاج ميرزا محمدي ومايدة سهرابي، تم عزلهن في سجن كاتشوي، ولم تزل أسباب سجنهن غير واضحة قانونياً، لكنها واضحة لصاحب محاكم التفتيش، وكن ضحايا اعتداءات جنسية تمت بشكل وحشي هجمي، بأوامر من حاكم مُلحد يقدس مع "صعاليكه" فتوى خنفشارية غير قابلة للنقاش من روح الإلحاد الخوميني، تقول بجهل صريح فاضح من فئة خمس نجوم "إن اغتصاب العذارى ضروري لمنع هؤلاء النساء اللاتي يعادين الإسلام من دخول الجنة، لأنه إذا تم إعدامهن وهن عذارى، فسوف يدخلن الجنة. لذا فالاغتصاب مهم للغاية لحرمانهن من دخول الجنة".
ما الذي أوحى للخوميني بهذه الفتوى الخنفشارية؟ هل ورد في القرآن ما يقول ذلك؟ هل ورد في حديث؟ هل غشاء البكارة لمن لا يتزوجن أصبح باسبور دخول الجنة؟ مَن الإله الذي وضع هذا الشرط؟ هل هو إله إبراهيم أو موسى أو المسيح أو محمد؟
اغتصاب نوعي
نُقلت أرميتا عباسي من سجنها إلى مستشفى وهي تعاني "نزيف شرجي" بسبب الاغتصاب المتكرر يومياً، حسب ما قال أحد أعضاء الطاقم الطبي المُعالج، وعندما وصلت عائلتها إلى المستشفى لزيارتها، اختفت أرميتا لأن الحاكم جبان رعديد، رغم صلافته وفتاويه وجبروت وبلطجة صعاليكه، وحسب الرواية الرسمية التي قيلت لأهل أرميتا، كانت تعالج من "مشاكل في الجهاز الهضمي".
تراجع الملحدون ناكرين قدسية اعتقادهم بفتوى آية الإلحاد الخوميني، عن غشاء بكارة غير المتزوجات كجواز سفر لدخول الجنة.
من المؤكد أن اغتصاب أرميتا من الخلف بعد فض بكارتها، بواسطة وحوش آدمية تلبس أقنعة تم تصويره لإذلالها في ما بعد، إذا لم يصدر الاعدام بحقها كمُفسدة في الأرض، وحشر أهلها كأذلاء في بيئة الخيام الإلهية تحت حذاء الحاكم المُلحد.
المطلوب دولياً
لا يكفي شجب الدول لما يحدث في إيران. لا يكفي استدعاء سفراء إيران. لا يكفي كاريكاتور شارلي إيبدو. لا يكفي وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية (بريطانيا لم تزل تدرس وتتروى في اتخاذ قرارها) لا يكفي تجميد أصول آيات الإلحاد وممتلكاتهم في الخارج. المطلوب اصدار مذكرات اعتقال دولية، وملاحقة آيات الإلحاد كمجرمي حرب محترفين ارتكبوا جرائم ضد العُزل والإنسانية وشعبهم وحضارة إيران.
لماذا مُلحد؟
انتقيتُ كلمة مُلحد لأصف الخوميني وخامنئي بها، لأنهما لو كانا مؤمنيّن صادقيّن لما فعلا ما فعلاه وأفتيا ما أفتيا به. كيف سيواجه الخوميني وخامنئي ربهما (إذا وُجد) وكيف سيبرران اجرامهما وهتك عرض العذارى والسيدات وكذبهما عليه؟
هذان الرجلان ملحدان أصيلان، وعلى قناعة تامة بعدم وجود إله. ملحدان متخفيان بثياب دينية ويستخدمان الدين كهراوة لحكم الإيرانيين، فلا يمكن أن يفعل مؤمن حقيقي بأي رب وحياة أخرى ما فعلاه من جرائم وسرقات وأكاذيب وتلفيقات وتعاون مع مخابرات أجنبية واذلال وقتل بحق الشعب الإيراني.
ليل إيران طويل لأن التخلص من السرطان العقائدي الفاشي الذي أصابها صعب للغاية، في بلد يستحيل قيام انقلاب عسكري فيه، ولا رأس واضحا للثورة كما يبدو، علاوة على اختلاف شاه إيران عن الملالي تماماً، لأنه فضّل حقن الدماء في وطنه وترك الحكم، بينما الملالي لا يبالون بالدماء فهم أصحاب الزمان وأولياء الفقيه وظلال الله على الأرض، ويستندون إلى حديث يقول " قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي