الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سينقذ دجلة الخالد من سد أليسو؟ قراءة في كتاب -المفاوض العراقي ،سد أليسو للدكتور اسماعيل داود-

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2023 / 1 / 17
المجتمع المدني


عن دار دراسات في بيروت صدر للناشط المدني الدكتور اسماعيل داود كتاب"المفاوض العراقي ، سد أليسو" حيث تناولالدكتور اسماعيل موضوعة سد اليسو الذي تقيمه تركيا على نهر دجلة والذي سيشكل خطرا كبيرا على حوضه ، وقد اعتبره الكتاب مخالفا لاتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الاغراض غير الملاحية لعام 1997 ،لقد ناقش الكتاب عبر فصوله الاربعة مواضيع ذات حساسية كبيرة لارتباطها بأمن العراق المائي ومشاريع السدود الكبيرة واثرها على نهري دجلة والفرات وعلى روافدهما النابعة بعضها من دول الجوار، كما ناقش النزاع الداحلي المتفاقم بين محافظات العراق المختلفة وبين اقليم كردستان وحكومة العراق المركزية ، واخذ الكتاب مبينا تداعيات قطع مياه نهر الزاب الصغير كمثال ،وخطر سد اليسو على نهر دجلة بشكل خاص، ويتساءل الدكتور اسماعيل تساؤلات خطيرةة منها :لماذا يتم التقليل من سد اليسو وخطره على نهر دجلة والعراق بشكل عام؟ وهو يشكل تهديدا للسلم المستدام بين تركيا وبلدان المصب بما فيها العراق، والعراق امام امرين تجاه اليسو ، اما قبول الامر الواقع وبهذا يشرعن موقف تركيا، ببناء هذا السد ،وغض البصر عنمخالفة ذلك للقانون الدولي ، او المطالبة بوقف البناء والجلوس للتفاوض،وهنالك كان يمكن طرح حلول تراعي مخاوف كل طرف، ببناء هذا السد وغض البصر عن مخالفة ذلك للقانون الدولي ، او المطالبة بوقف البناء والجلوس للتفاوض، وهنالك ما يمكن طرح حلول تراعي مخاوف كل طرف، من جهة العراق وامنه المائي وسلامة نهر دجلة ومن يعتاش عليه من بشر واحياء وطبيعة ، الا ان الدكتور اسماعيل يبين ان المفاوض العراقي اختار التغاضي والتهرب من النقاش حول السد ومن تذرعات المفاوض ان هذا السد هو سد كهرومائي يسمح بمرور المياه الى حوض نهر دجلة ويذكر المؤلف عدة اسباب تمثل خطر السد على نهر دجلةوهي:
1- ان بناء السد سيسمح لتركيا بالتحكم الكامل بمياه دجلة .
2- اكمال السد سيسمح يوفتح الباب بالشروع لبناء باقي منظومة السدود على نهر دجلة ومنها سد جزرة وغيرها ، وبالتالي يبرهن ان سد جزرة هو جزء من منظومة اليسو ، فمن الاولى الوقوفضد المنظومة بكاملها.
3- ان سد اليسو يتطلب فترة طويله قد تصل لسنوات لملئه على حساب واردات العراق من المياه ،وقد تنقطع امدادات النهر تماما خلال هذه الفترة، او خلال فترات الشحة.
4- ان السد حاله كحال بقية السدود الضخمة ، وبسبب البحيرة الكبيرة التي ستتجمع خلفه سيزيد من سطح المياه الذي يتعرض للشمس مما سيزيد من نسب التبخر وسيفقد النهر كميات كبيرة من وارداته.
الكتاب يعد بحق وثيقة خطيرة تبين وجهات نظر مهمة جدا تتناول خطورة سد اليسو على حوض دجلة بالمستقبل القريب وعلى البيئة والتنوع الاحيائي بالنهر وعلى الوضع العراقي البيئي عامة ، وبالرغم من اهمية ما طرحه دكتور اسماعيل الا انني اسجل على الكتاب بعض الملاحظات التي وردت فيه :
1- في ص29من الكتاب يذكر دكتور اسماعيل "وسوق الشيوخ في محافظة البصرة" وهذا خطأ قد يكون غير مقصود فسوق الشيوخ قضاء عبارة عن قرية كبيرة يقع في الناصرية .
2- وفي نفس الصفحة "يذكر ان كل قنوات البصرة الست الشهيرة السراجي والخورة والعشار والخندق والرباط وجبيلة ، اصبحت رهينة بما يصلها من مياه دجلة ، عبر قناة صغيرة كانت تعرف بوفاء القائد التي تجري لمسافات طويلة من منطقة البدعة على الغراف الى شمال البصرة" وهذه العبارة ينقلها عن د حسن الجنابي "العراق وملف المياه المشتركة" وعند رجوعنا للمصدر في اعلاه تبين ان دكتور اسماعيل نقلها خطأ عن المصدر خصوصا ان الانهر الست الشهيرة في البصرة انما تعتمد مياهها على ما يصلها من شط العرب وليس قناة البدعة التي توزع عبر مياه الاسالة والمعلومة التي نقلها د اسماعيل خطأ كما اوردنا ، اوردها د حسن الجنابي بالشكل التالي" "قناة الوفاء للقائد" وهي مخصصة لنقل مياه الشرب لسكان مدينة البصرة منذ منتصف التسعينيات!. قد يبدو ذكر هذين المثالين لمياه الشرب في الناصرية والبصرة، طريفا للبعض، لكنه امر محزن، لانه مؤشرعلى هول الكارثة التي حلت بالعراق وخاصة في الجنوب. فمياه الفرات في مدينة الناصرية غير صالحة للاستهلاك البشري حتى بعد معالجتها لأغراض الشرب بسبب ملوحتها العالية . لذلك لجأ سكان المدينة الى الاعتماد على مياه دجلة الواقعة على مسافة (50) كم من أجل الحصول على احتياجاتها من مياه الشرب. اما البصرة، التي كانت تطفو على بحيرات من المياه العذبة، سواء في شط العرب اوفي قنواتها الستة الشهيرة (السراجي والخورة والعشار والخندق والرباط وجبيلة)، فقد أصبحت منذ التسعينات اسيرة "قناة الوفاء للقائد" وهي كما ذكرنا من قبل، قناة صغيرة مفتوحة تجري لمسافات طويلة جدا من منطقة البدعة على الغراف الى شمال مدينة البصرة، وبذلك تكون عرضة للتخريب او الانهيار او التلوث، بعد ان تحولت المياه العذبة في البصرة الى مياه ملوثة ومالحة، وقنواتها الست الى حفر لقذف القمامة، منذ الحرب العراقية الايرانية وما تلاها من حروب". د حسن الجنابي ، وعيارة "اصبحت منذ التسعينات اسيرة "قناة الوفاء للقائد" الواردة لدى دكتور حسن الجنابي يقصد البصرة اصبحت اسيرة لقناة البدعة فاصبحت تعود على البصرة وليست على قنواتها الست كما فهمها الدكتور اسماعيل داود ، وهو فهم خاطئ جدا.
3- كما انني اسجل اعتراضا مهما ، ففي سياق حديثه عن تقصير الحكومة المركزية في ملف الامن المائي وعدم دعمها لبعض المحافظات التي تحدها دول الروافد جعل تلك المحافظات بمواجهات مباشرة مع تلك الدول ، حيث ذكر محافظة ديالى وسعيها لايجاد حلول في قضية نهر الوند، وحلبجة في مواجهة سدداريان ،والسليمانية في مواجهة تاثيرات سد جديد تقوم ايران ببنائه في محافظة سرادشت الايرانية ، ولكنه اغفل مواجهات البصرة وحكوماتها المحلية لمشاريع ايران على نهر الكارون الذي اغلقته ايران كليا عن شط العرب حيث كان الكارون يشكل رافدا مهما لتحلية مياه شط العرب وعندما اغلقته ايران بسدودها زادت نسب ملوحة الشط مما انعكس سلبا على البصرة وبيئتها خصوصا في مواسم شحة المياه. وبالتالي اغفل الدكتور اسماعيل معاناة البصرة في قضية رافد الكارون وكون المحافظة تواجه ايران لوحدها في هذه القضية دون تدخل الحكومة المركزية ، كما اغفل الدكتور اسماعيل معاناة البصرة كليا من تاثيرات سد اليسو كونها مدينة تقع على ذنائب نهر دجلة فبالتالي معاناتها من سد اليسو ستكون الاشد في هذا المجال.
على الرغم مما اشرنا من ملاحظات مهمة ، الا ان الكتاب يعتبر وثيقة مهمة واساسية ورائدة لادانة سد اليسو وسد الجزرة ، فهو يطالب بموقف حازم تجاه هذه السدود وكذلك من سدداريان الذي تقيمه ايران على نهر ديالى الذي يغيب عن اي حوار للمسؤولين العراقيين ، بالرغم من العلاقة المتميزة بين العراق وايران.
وختاما يضع الكتاب توصيات عامة للتحرك باتجاه سد اليسو وانقاذ دجلة وهي:
1- التحرك المبرمج في مواجهة المشاريع التي تسبب ضررا على العراق.
2- المفاوضات المباشرة .
3- الوساطة والمساعي الحميدة .
4- التحكيم الدولي.
5- التحرك غير المباشر " تحرك تجاه الشركات والبنوك العاملة بالمشروع بالمقاطعة والتعويض"
كما تضمن الكتاب رؤية حول صلة العراق بقانون استخدام المجاري المائية ، وتضمن مرفقات ووثائق ذات صلة منها : رسائل عن سد اليسو الذي ينبغي على العراق حكومة وشعبا الوقوف تجاه ما سيفعله بالبيئة العراقية خاصة وبامن العراق المائي عامة ، فمن سينقذ دجلة من سد اليسو ، والحكومة العراقية غارقة ببحر من الفساد الاداري والمالي.
؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا


.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام




.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف


.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة




.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال