الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فارابي الفلسفة والتصوف

ديار الهرمزي

2023 / 1 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أفكاره الفلسفية..
لماذا الفلسفة ؟
لان الفلسفة هي عبارة عن أعلى درجة من الوعي والادراك.
ما هي الفلسفة ؟
الفلسفة هي درجة عالية من الثقافة.
هل كل مثقف فيلسوف؟
ليس كل مثقف فيلسوف، لان الثقافة درجات كالآتي:
مثقف كمطالع جيد ومتابع.
مفكر هو المثقف المتفوق،
فيلسوف هو المثقف المتفوق عن المفكر.

مصادر التأثير..
الذين يتفوقون في مجال الفلسفة هم يتابعون الفلاسفة عبر التاريخ
ويتاثرون ببعض من الفلاسفة ، كما تأثر فارابي بفلسفة أرسطو
درس الفارابي العديد من المذاهب الفلسفية لكن أكثر ما تأثر يفلسفة أرسطو وخاصةً بالمذهب الأرسطي المحدث المنتشر في الإسكندرية،
اتسم الفارابي بغزارة كتاباته، ونُسب إليه أكثر من مئة كتاب.
تنوعت بين كتابات تمهيدية عن الفلسفة بصفة عامة وتعليقاته على أعمال أرسطو مثل ...
«علم الأخلاق إلى نيقوماخس»
نسبة إلى ابن أرسطو نيقوماخس بالإضافة إلى أعماله الخاصة،
وكانت كتاباته مُتسقة موصوفة بالترابط والمنطقية على الرغم أنها مكونة من عدة مدارس ومذاهب فلسفية.
وكذلك تأثر الفارابي بنموذج الكواكب والشمس لبطليموس، 
وعناصر الأفلاطونية المحدثة حيث اهتم بموقفها من الميتافيزياء والفلسفة العملية والسياسية التي
هي أقرب إلى «الجمهورية»  لأفلاطون منها إلى «السياسة» لأرسطو.

الفارابي وأرسطو وموسى بن ميمون

لعب الفارابي دورًا حيويًا في انتقال أفكار أرسطو من اليونان القديمة إلى الغرب المسيحي  في العصور الوسطى وذلك ما نراه في ترجمة تعليق الفارابي على «العبارة» لأرسطو إلى اللغات اللاتينية.
تأثر موسى بن ميمون وهو يعد أهم مفكري اليهود في العصور الوسطى بالفارابي لدرجة عظيمة.
فمن بين كتاباته الشهيرة هناك مقالة تُنسب له هي «مقالة في فن المنطق» وفيها أوجز موسى بأسلوب بارع أصول منطق أرسطو في ضوء تعليقات ابن سينا والفارابي.
وأكّد الكاتب ريمي براغ حقيقة أن الفارابي هو المفكر الوحيد الذي تعني به تلك المقالة. إضافة لتأثر ابن ميمون بالتفسير الأفلاطوني المُحدث للنبوة الذي يُعتقد أنّه اشتهر منذ أيام الفارابي.
ويعد كلًا من الفارابي وابن سينا وابن رشد من أتباع المدرسة المشائية أو الاستدلالية. إلا أن الفارابي في كتابه «الجمع بين رأيي الحكيمين»
حاول أن يجمع بين كل من المذهب الأرسطي والأفلاطوني.
وطبقًا لأدامسون، فإن الهدف الواحد الأوحد التي توجهت كتابات الفارابي نحوه هو إعادة إحياء واستحداث  المدرسة الإسكندرية في الفلسفة آنياً، والتي كان ينتمي إليها معلمه المسيحي يوحنا بن حيلان.
ويشهد اللقب التشريفي الذي عرف به (المعلم الثاني) على نجاحه في ذلك.
وذكر أدامسون أيضًا أن الفارابي لم يذكر مطلقًا أي شئ عن أفكار الكندي، أو أبو بكر الرازي الذي عاصره،
مما قد يدل على أن الفارابي لم يعتقد بصحة مناهجهم.

الفارابي والتصوف
كان الفارابي صوفياً في قرارة نفسه، يعيش عيشة الزهد والتقشف ويميل إلى الوحدة والخلوة ، وقد أفاض مؤرخو العرب في وصف تقشفه وإعراضه عن الدنيا ،
ابن خلكان خاصة يضعه في مصاف الزهاد والنساك ، وبالرغم من أنه عاش في بلاط سيف الدولة الحمداني  وجالس العظماء لم يغير شيئاً من عوائده ولم يخرج عن زهده
وتقشفه.
فجليس الملوك هذا وصفي الأمراء كان يرى في أغلب الأحيان بالقرب من الطبيعة يناجيها ويستكشفها أسرارها ويستمليها ما حوت من عظات.
وقد روى أنه كتب الكثير من كتبه على شواطئ المجاري المائية وبين الثمار والأزهار.
فهذا الاستعداد الفطري الذي نشأ عليه، وهذه النزعة الصوفية التي تمكنت منه، أثرت من غير شك
في آرائه وأفكاره، وكانت عاملاً
في تكوين نظرية السعادة الفارابية. وأسلوب الفارابي نفسه يتفق مع
هذا الاستعداد ويتلاءم مع هذه النزعة؛ فهو إلى الغموض أميل، وفي باب التعمق والتركيز أدخل.
كثيراً ما عانى المستشرقون صعوبات في فهم عبارات الفارابي وإدراكها، وشكوا من غموضها وتعقدها.
وتقوم نظرية الفارابي في التصوف على عدة محاور :

قائمة على اساس عقلي وليس على تصوف روحي بحت الذي يقوم على محاربة الجسم بالابتعاد عن اللذات لتطهير النفس ،
بل هو تصوف نظري أيضا يعتمد على الدراسة والتأمل.

٠ طهارة النفس عند الفارابي لا تتم عن طريق الجسم فقط بل عن طريق العقل والأعمال الفكرية قبل كل شيء.

٠ بالعلم وحده يصل الإنسان إلى السعادة أما العمل في المرتبة الثانية، وبذلك نرى أن الفارابي كان عقلي حتى في هذا المجال الروحي.

الفلسفة العملية (الأخلاق والسياسة)

كان التطبيق العملي للفلسفة مصدر قلق كبير عبر عنه الفارابي في العديد من أعماله،
وبينما تأثرت غالبية نتاجه الفلسفي  بالفكر الأرسطي،
كانت فلسفته العملية مبنية بشكل لا لبس فيه على فلسفته أفلاطون.
 أكد الفارابي أن الفلسفة كانت نظامًا نظريًا وعمليًا.
وصف هؤلاء الفلاسفة الذين لا يطبقون سعة الاطلاع على المساعي العملية بأنهم «فلاسفة عقيمون».
لقد كتب أن المجتمع المثالي هو مجتمع موجه نحو تحقيق
«السعادة الحقيقية»
 (والتي يمكن اعتبارها تعني التنوير  الفلسفي)
وعلى هذا النحو، يجب على الفيلسوف المثالي صقل جميع فنون البلاغة والشعرية لإيصال الحقائق المجردة إلى الناس
العاديين،
وكذلك تحقيق التنوير بنفسه.
قارن الفارابي دور الفيلسوف في علاقته بالمجتمع بالطبيب فيما يتعلق بالجسد.
تتأثر صحة الجسد بـ «توازن أخلاطها»
مثلما تتأثر المدينة بالعادات الأخلاقية لأهلها حيث اعتبر الفارابي أن المدينة هي البنية الأساسية للاجتماع السياسي وواجب الفيلسوف فيها هو إقامة مجتمع «فاضل» من خلال شفاء أرواح الناس وإقامة العدل وتوجيههم نحو «السعادة الحقيقية».
بالطبع، أدرك الفارابي أن مثل هذا المجتمع كان نادرًا ويتطلب مجموعة محددة جدًا من الظروف التاريخية ليتم تحقيقها،
مما يعني أن القليل جدًا من المجتمعات يمكنها تحقيق هذا
الهدف.
لقد قسّم تلك المجتمعات «الشريرة»، التي لم ترقَ إلى مستوى المجتمع «الفاضل» المثالي،
والضالة. لقد فشلت المجتمعات الجاهلة،
لأي سبب من الأسباب، في فهم الغرض من الوجود البشري،
وحلت محل السعي وراء السعادة من أجل هدف آخر (أدنى)، سواء كان هذه الثروة أو الإشباع الحسي أو القوة.
يذكر الفارابي «الأعشاب» في المجتمع الفاضل: هؤلاء الذين يحاولون تقويض تقدمه نحو الغاية الإنسانية الحقيقية.
 بطريقة أو بأخرى فقدحاول الفارابي رسم السياسة في المدينة الفاضلة من خلال فكرة الوحدة بين الفكر وبين المجتمع باعتبار أن الوحدة الفكرية ستعطينا النتيجة النهائبة بأن الحقيقية الفلسفية واحدة مهما تعددت المذاهب.
ما إذا كان الفارابي ينوي بالفعل تحديد برنامج سياسي في كتاباته أم لا، يبقى موضوع خلاف بين الأكاديميين. 
هنري كوربين، الذي يعتبر الفارابي شيعيًا مشفرًا، يقول إن أفكاره يجب أن تُفهم على أنها «فلسفة نبوية» بدلاً من تفسيرها سياسيًا.
من ناحية أخرى، يؤكد تشارلز باتروورث  أن الفارابي لا يتحدث في أي مكان في عمله عن نبي مشرع أو وحي
(حتى نادرًا ما تذكر كلمة فلسفة)، والمناقشة الرئيسية التي تدور حول مواقف «الملك» و«رجال دولة». يحتل ديفيد ريزمان موقعًا متوسطًا حيث يعتقد، مثل كوربين، أن الفارابي لم يرغب في شرح عقيدة سياسية
يجادل بأن الفارابي كان يستخدم أنواعًا مختلفة من المجتمع كأمثل، في سياق مناقشة أخلاقية، لإظهار التأثير الذي يمكن أن يحدثه التفكير الصحيح أو غير الصحيح.
أخيرًا، يجادل جوشوا بارينز بأن الفارابي كان يؤكد بمكر أنه لا يمكن إنشاء مجتمع إسلامي شامل، باستخدام العقل لإظهار عدد الشروط (مثل الفضيلة الأخلاقية والتداولية) التي يجب الوفاء بها،
وبالتالي يقود القارئ إلى استنتاج أن البشر غير لائقين لمثل هذا المجتمع. يجادل بعض المؤلفين الآخرين مثل ميخائيلو ميخائيلوفيتش يعقوبوفيتش بأن ديانة الفارابي (مليا) والفلسفة تشكل نفس القيمة العملية (أي أساس العمل الفاضل)، بينما المستوى المعرفي (علم - «المعرفة») كانت مختلفة.

مصادر..
ويكيبيديا..
قاموس التاريخ باللغة الانكليزية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا