الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصنم العقل الإشكالية . . ومعالجات الخروج / الجزء الثاني : لمؤلف مدخل . . الى العقل المتصنم

أمين أحمد ثابت

2023 / 1 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المدخـــل :
يبحث هذا الجزء منظورنا الخاص لبنية المعالجات التي نفترضها لفتح الاشكالية التاريخية لبنى الانغلاق ( عربيا ) وفي طابع – شبه ثابت – متكرر فيه اعادة انتاج التشوه عبر مراحل طويلة من مسار تاريخ مجتمعاتنا العربية بإنسانها وواقعها وحياتها – من الماضي الى راهن الوقت ومستقبله المنظور – حيث وقد حظى الجزء الأول على عرض تشريحي تحليلي لحقيقة اعاقتنا التاريخية البنيوية متعددة الابعاد والجوانب ، وغير المدركة في ذاتها – كيف نشأت ، وتنامت بطبيعة تفريخية لفروعها متعددة الاوجه لتصبح بنية واحدة كلية لمعبر الاشكالية التاريخية ، هذا الى جانب ذلك فقدان بوصلة الادراك لمعرفة الاسباب وراء ذلك النشوء والتنامي للظاهرة المتحركة باكتمال تاريخي لتطبع وجودنا المجتمعي الانساني بما هو مغاير لأصل حقيقة نوعنا الحي لكائن غائي مجتمعي ( انساني ) مغاير لسائر الكائنات الحية على كوكب الارض – حيث اقصى ما وصلت إليه خلال الخمسة العقود الاخيرة من العقول النابغة المفكرة المتقدمة المحدودة عددا – عربيا وغير عربية مهتمة اختصاصا – تلمس بعضا من الاوجه المتعددة تلك كاستنطاق نظري مجرد ( كبنى تمثل كل واحدة منها بنية اشكالية في ذاتها ) ، وجميعهم حين يبحثون وجه اشكالية واحدة او وجهين او ثلاثة ويكون كل منهم يمثل بنية اشكالية تاريخية خاصة بذلك الوجه ، نجدهم يستعيرون اوجه اخرى – التي تعد بالنسبة لهم بنى خاصة مثل سابقاتها – يستعيرون منها او حتى تلك المختارة لتكون ممثلة الاسباب الرئيسية لنشوء – وجه – الاشكالية التاريخية المدروسة من قبلهم كموضع بحث .
وتقع تلك العقول النوعية المفكرة – رغم اعتقادها بعلمية النهج الذي يتبعوه – في خانة اللاعلمية تماما ، كون النهج التي يعتمدونه ليس ابعد ما يمكن أن يطلق عليه ب ( العلمية الانتقائية نهجا ) – كونهم يختلط عليهم الفرق بين الاسلوب والنهج العلمي مفهوما ، وهي الاشكالية المورثة جذريا من نهج الفكر البرجوازي الحديث - فعندما يوقفون وجه اشكالية واحدة ك . . ( متغير تابع ) فإنهم يأخذون وجه اشكالية اخرى او اكثر ك . . ( متغير ثابت ) واحد او متعدد كأسباب وراء تخلق وجه تلك الاشكالية المبحوثة ، بينما الاصل الفكري – النظري للمنهج العلمي لا يقبل الخلط في الظواهر بين تلك المتشكلة كبنية ظاهرة وبين تلك التي تمثل عواملا سببية وليست بنى وراء هذه البنية او غيرها المتشكلة والطابعة نفسها على المجتمع ، ومن جانب ثاني حين نجدهم في مؤلفات كتب او دراسات اخرى تبحث في وجه اشكالية او اكثر اخرى – كبنية او بنى اشكاليات كل واحدة خاصة في ذاتها – نجدهم يستحضرون بنية وجه اشكالية او اكثر تصدرت بحث مؤلفاتهم السابقة لتطرح كأسباب وراء نشوء ونمو الاشكالية موضع دراستهم الجديدة ، أما ثالثا فيما يؤكد صحة حكمنا – وفق ما نعتقد به – هو ضيق افق التفكير المجرد لديهم في عدم تمييز مفهوم ( الاشكالية التاريخية ) والتفريق بينها ومفهوم ( المشكلة التاريخية ) - وهو الامر الذي ورد ذكره من قبلنا بتحليل نقدي علمي لنهج طروحاتهم التصورية في الجزء الاول – فإشكالية الاعاقة التاريخية لوجودنا المجتمعي العربي من القديم الراهن والمستقبل المنظور هي (بنية اعاقة كلية تاريخية واحدة ) وليست – وفق ما صورت لها اهوائهم - بكونها بنى اشكاليات متعددة خاصة الجانب بكل واحدة ، تجاورت مع بعضها خلال مسار التاريخ العربي الخاص بنا ، وهو تجاور حيوي طالما وانها متصلة بوجود حي لإنسان مجتمعي – هذه البنية الواحدة لظاهرة اشكاليتنا المجتمعية تاريخيا ، كان لمتحركها التشكلي من بعد نشوئها التخلقي بوجهها الاول عبر مسار التاريخ أن تتولد الاوجه الاخرى كأبعاد تكوينية مكملة داخل إطار البنية التاريخية الواحدة لمعرف الاشكالية التاريخية الخاصة بنا – وإلا بماذا سيعللون إذا ما وضعنا عددا من تلك الاشكاليات التاريخية – التي يطرحون منها بنى اشكالية والاخرى اسبابا وراء نشوء تلك الاولى أو بالعكس – وبينا بوضوح لا يقبل الدحض انها كلها رغم تنوعها نشأت لأسباب – عامة وتمظهر خاص لمتنوع السبب – وتكون من خارج اصل مكون تلك البنى – وبمعنى اخر نستعيره بتوضيح مجازي من المنهج العلمي في الطبيعيات : ليس لظاهرة بنيوية أن توجد بدون وجود عوامل مسببة لتكونها ، ولذا لا يمكن لظاهرة بنيوية في ذاتها أن تكون سببا لتكون ظاهرة بنيوية اخرى ، التي لها اسبابها الماورائية الخاصة لتخلق هذه الاخيرة ، ولكن لضيق فضاءاتنا الضيقة في تفكيرنا المجرد المتوازي مع محدودية وقصور نظامياتنا الحسية الادراكية للحقائق ، يجعلنا نتصور توهما تخلق ونمو ظاهرة اخرى تعلم المجتمع بها . . كما لو ان سابقتها الاولى قد اصبحت من كونها اشكالية بنيوية تاريخية اسبق . . أن تعد سببا لتكون الظاهرة الاشكالية التاريخية في زمن لاحق . . وهكذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية