الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يناير عيد وثني روماني يكرم الإله يانوس

محمد مقنع

2023 / 1 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تحتفل‎ ‎دول شمال افريقيا والشرق الاوسط في الأسبوع الثاني من شهر يناير من كل سنة ببداية ‏السنة ‏الرومانية؛ وهي المناسبة التي دأبت شعوب المنطقة على تخليدها منذ قرون طويلة، تعود ‏لفترة الاختلال ‏الروماني. ففي مدن وقرى الساحل السوري يحتفل بهذه المناسبة في 14 يناير/ ‏كانون الثاني من كل عام، ‏ويطلق علىها اسم عيد القوزلي، الذي يرتبط بطقوس اجتماعية مميزة ‏وممارسات فريدة‎.‎

القوزلي هي مناسبة تعود لحقبة ما قبل الاسلام والمسيحية، حيث كانت الشعوب الخاضعة لروما ‏‏تحي ليلة رأس السنة على التقويم اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر)، الذي كان معمولا به منذ سنة ‏‏45 ‏قبل الميلاد، إلى أن تم تعديله من قبل البابا غريغوريس الثالث. وقد ظلت أهالي المنطقة تخلد ‏هذا العيد ‏بسبب قدمه وارتباطه في الوعي الجمعي بطقوس مغرقة في القدم.‏

يبدأ التحضير في سوريا لهذه المناسبة في 13 يناير/ كانون الثاني، الذي تذبح فيه الاضاحي ‏وتحضر فيه ‏اطباق من الحبوب كالكبة والبرغل والفطائر والكعك والمعجنات المحشوة وغيرها. ‏وكما في كل الاحتفالات ‏التي تحمل بعدا دينيا وثنيا، تشعل النيران وتقام طقوس التطهير بالماء. ‏يقول الباحث جورج كدر: "عادة ما ‏يكون لإضرام النار بعد تطهيري، فهي تضرم، وفي بعض ‏الأحيان يقفز الأشخاص فوقها، كممارسة رمزية ‏لطرد الأرواح الشريرة".‏

وبقي هذا التقليد الوثني عرفا سائرا بين جميع مكونات سكان شمال افريقيا والشرق الاوسط إلى ‏غاية ‏‏1980. السنة التي شهدت أحداث ما يعرف بالربيع البربري،‎ ‎وهي حركة احتجاجية ذات بعد ‏ثقافي شهدتها ‏منطقة القبائل بين مارس وأبريل 1980، رفعت خلالها مطالب سياسية عديدة؛ من ‏بينها ترسيم ما يسمى ‏زورا وبهتانا ب"رأس السنة الاماسيخية" التي لم تكن تعرف من قبل سوى ‏برأس السنة الفلاحية او العجمية ‏او الرومانية.‏

وكان البربري المزور البئيس عمار نقادي، المنحدر من منطقة الشاوية، هو أول‎ ‎من وضع هذا ‏التقويم ‏الصبياني الخرافي المسروق من الرومان، حين نشر بحثا عن طريق جمعيته "ثديوت ‏ناغريف اماسيخ" ‏اعلن فيه إطلاق التقويم الاضحوكة لتخليد الانتصار الوهمي لشيشنق على ‏رمسيس الثالث سنة 950 قبل ‏الميلاد. الرواية الغير المتماسكة تاريخيا، كون وفاة الملك الفرعوني ‏رمسيس الثالث وقعت سنة 1155 قبل ‏الميلاد، أي قبل قرنين من جلوس شيشنق على عرش ‏مصر. ‏

ويأتي هذا ليؤكد أن ما يروجه مجهولي الهوية مخلفات شعوب الأرض ليس راسخا في التاريخ، ‏وانما مجرد ‏أوهام واضغاث أحلام يتمتمونها كالمراة المسكونة بالجن للتنفيس عن الامهم ‏وامراضهم النفسية.‏

سمي شهر يناير تكريما ليانوس، إله سماوي كان يعبد قبل تأسيس روما. نقل الشاعر الروماني ‏أوفيد ‏‏(‏Publius Ovidius Naso‏) عن يانوس قوله: "لقد وصفني القدماء بالفوضى، لأنني ‏مغرق في القدم." ‏بعد وصف خلق العالم ، اقتبس مرة أخرى من يانوس قائلا: "عندها، كنت، في ‏ذلك الزمان، مجرد كرة، ‏كتلة عديمة الشكل، أتخذت وجه وأعضاء إله." وصف يوانيس ‏‏(‏Ioannes Laurentius Lydus‏) الاله ‏يانوس بالكوكب عندما كتب: "مدننا لا تزال تحتفظ بأثار ‏الايمان/الاعتقاد القديم. في اليوم الأول من الشهر، ‏يسير موكب تكريما ليانوس، مرتديا ملابسه ‏وقناعًا ذا وجهين، ويسميه الناس ساتورنوس، وعرفوه بـ ‏كرونوس". اعتقد الرومان الأوائل أن ‏بداية كل يوم وشهر وسنة مقدسة ليانوس. ظنا منهم أنه فتح أبواب ‏الجنة عند الفجر لإخراج ‏الشمس، ثم أغلقها عند الغسق. أدى هذا في النهاية إلى عبادته كإله لجميع الأبواب ‏والبوابات ‏والمداخل.‏

وطوال شهر يناير كان الرومان يقيمون طقوسا لتمجيد يانوس او الهة أخرى ك (‏Aesculapius, ‎‎Vēiovis, Lares, Vica Pota, etc‏) عبر تقديم الاضاحي وإقامة المهرجانات والاحتفالات.‏

اذا لم تواجهوا مجهولي الهوية شتات شعوب الأرض البدائية سراق التاريخ والحضارات، الذين قال ‏عنهم ‏من صنع لهم تخاريفهم:‏

اساس اللغة البربرية ليس سوى رطانة شعب متوحش، اذ ليس لديها أي مصطلحات للتعبير عن ‏الافكار المجردة، وهي ملزمة باستعارتها من اللغة العربية‎.‎‏ الانسان لا يخضع للكسل أو الموت. هو ‏كسلان، هو ميت‎.‎‏ الخبز ليس‎ ‎له استدارة، إنه دائري‎.‎‏ لغة هؤلاء الشعوب لا تؤمن لهم سوى ‏مصطلحات عملية للتعبير عن الصفات الموحدة لمواضيعهم، وهي كافية لأناس تجبرهم طغيان ‏السهول على العيش معزولين في جبالهم، والحسد والمصلحة تدفعهم دائما الى الدخول في حروب ‏مع سكان الجبال المجاورة. ‏
البربر ليس لديهم أي حروف عطف تستجيب للخاصة بنا، وأجزاء الكلمات غير مترابطة. لقول꞉‏ ‏يأكل ويشرب، يقولون꞉‏ يأكل، يشرب. العادة علمتهم تركيب جمل قصيرة للتعبير عن احاسيسهم ‏المحصورة تقريبا باحتياجات الحيوانات.‏

Jean-Michel Venture de Paradis: Grammaire et dictionnaire abrégés ‎de la langue berbère ‎
Le fond de la langue berbère n est que le jargon d un peuple sauvage, elle ‎n a pas de termes pour exprimer les idées abstraites, et elle est obligée de ‎les emprunter aux Arabes. L homme n est pas sujet à la paresse, à la mort ‎il est paresseux, il est mort le pain n a pas de rondeur, il est rond. La ‎langue de ces peuples ne leur fournit que des termes concrets pour ‎exprimer des qualités unies à leurs sujets, et c est autant qu il en faut à des ‎Hommes que la tyrannie des plaines oblige à vivre isolés dans leurs ‎montagnes, et que la jalousie et l intérêt mettent toujours en guerre avec ‎les habitants des montagnes voisines.‎
Les Berbères n ont aucune conjonction qui réponde à notre, et les parties ‎de l’oraison ne sont pas liées. Pour -dir-e : il boit et il mange, ils disent: il ‎boit, il mange. L habitude leur apprend à faire des phrases courtes pour ‎exprimer leurs sensations, bornées presque aux seuls besoins des ‎animaux.‎

وأضاف عنهم:‏
هذه الشعوب لا تعرف استخدام الاقفال، ولا حتى تلك الخشبية المستعملة في مصر وسوريا. ابوابهم ‏لا يمكن غلقها الا من الداخل، عن طريق عارضة خشبية، حيث يبقى دائما شخص في المنزل من ‏اجل حراسته. هناك أيضا الكثير في هذه الجبال من لا يعرف الولاعات ولا حتى الامادو (فطر قابل ‏للاشتعال يستعمل لإضرام النار منذ عصور ما قبل التاريخ). يحتفظون بالنار وعندما تنطفئ، ‏يذهبون للبحث عنها في المنزل المجاور، وفي بعض الأحيان في أقرب قرية. يستعملون فقط ‏الخشب للإضاءة في الليل، ولا يملكون لا مصابيح، ولا شموع.‏‎ ‎

Jean-Michel Venture de Paradis: Grammaire et dictionnaire abrégés ‎de la langue berbère
Ces peuples ne connaissent pas l usage des serrures, pas même de celles en ‎bois dont on se sert en Egypte et en Syrie. Leurs portes ne peuvent se ‎fermer qu en dedans, par le moyen d une barre de bois, de sorte qu il reste ‎toujours quelqu’un a la maison pour la garder. Il y a aussi beaucoup de de ‎ces montagnes ou l’on ne connait pas les briquets ni l’amadou. Ils ‎conservent du feu, et, lorsqu’il s’éteint, ils vont en chercher à la maison ‎voisine, et quelquefois au plus prochain village. Ils ne s’éclairent, ‎pendant la nuit, qu’avec du bois allumé, et ils n’ont ni lampe, ni ‎chandelle.‎

بالعلم وحقائق التاريخ فسيقودونكم يوما للوثينة، عبادة الظواهر الطبيعية، والخروج للشوارع حفاة ‏عراة ‏كالبهائم ‏تكريما لالهة المطر الشمس القمر الجن الماعز الخ.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو