الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالحكيم بشار؛ من “حضن غاصب” لأسوأ!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 1 / 19
القضية الكردية


تنويه ومقدمة: إنني وقبل أن أقدم قراءتي التالية، حول رؤية أحد "القياديين الكرد"، وهو القيادي في الديمقراطي الكردستاني؛ عبدالحكيم بشار، عن التغيير الديموغرافي في عفرين والذي يقدمه في مقالة له نشرت على موقع “ولاتي مه – Welaté me” بتاريخ الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023 وتحت عنوان: “التغيير الديمغرافي في عفرين. هل هو مؤقت أم دائم؟ا”، سأحاول جهدي قدر الإمكان الابتعاد عن الشخصنة حيث بيني وبين ذاك الرجل الخلاف الكثير فكرياً وشخصياً وذلك بالرغم مما جمعنا في مرحلة ما وللعلم كنت حينها أيضاً على خلاف فكري وسياسي معه وقد كتبت وقتما كنا داخل حزب واحد -ألا وهو البارتي- عدد من المقالات انتقدت فيه بعض توجهاته السياسية وبالأخص قضية “تحالف وتعاون الكرد مع النظام السوري أثناء صراعه مع الإخوان المسلمين” حيث كان ذاك موقفه من الصراع، بينما أنا رفضت تلك القراءة المغلوطة للواقع وقلت؛ بأن شعبنا والحركة الوطنية الكردية لم يقف مع الطرفين، بل أخذ موقف الحياد! ومن المفارقات الغريبة بات اليوم هو المتحالف مع الإخوان وأنا في صراع مع مشروعهم ب”أسلمة المجتمع”؛ يعني سابقاً واليوم نحن نقف على ضفتين مختلفتين.. أودت أن أكتب هذه المقدمة لأقول: ربما البعض سيفهم موقفي هنا في المقالة نابع من خلاف أو صراع شخصي، فها إنني أقول له؛ بالرغم من كل خلافاتي الشخصية أحياناً مع بعض العاملين في الحقلين السياسي والثقافي ولكنني في قراءاتي أحاول قدر الإمكان أن أكون موضوعياً وابتعد عن الشخصنة والصراعات الشخصية فهي أسوأ ما يمكن أن تقتل المادة الفكرية وقراءات أحدنا لموضوع وقضية يحاول أن يتناولها.. والآن لنترك التنظير وندخل الموضوع مباشرةً ولكي نضعكم بالصورة والرؤية سنقدم مقالة السيد بشار أو بالأحرى سنضع الفقرة التي تستوجب الوقوف عندها، وفق رؤيتنا طبعاً، بين قوسين ومن ثم نقدم قراءتنا لها ولنبدأ مع المقدمة التالية حيث كتب يقول:

((نشر مجلس محافظة حلب الحرة بتاريخ 11-12-2022 إحصائية تحت عنوان” الإحصائية السكانية مع المساحة الجغرافية للمناطق المحررة” ومصدرها في ذلك” وحدة تنسيق الدعم، حيث تظهر الإحصائية أعداد من تبقّى من سكان عفرين، ويبلغ تعدادهم نحو 132 ألف نسمة من أصل حوالي 800 ألف نسمة، ويبلغ عدد الوافدين 415 ألف نسمة، أي أن نسبة الوافدين تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف من تبقى من أهل مدينة عفرين، وهي أعلى نسبة للوافدين في جميع المناطق التي تقع تحت سيطرة الائتلاف، ولو نظرياً، ولكن هل هذا التغيير مؤقت نتيجة الانزياح السكاني، بسبب العمليات العسكرية التي شنّها النظام السوري على المدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وبالتالي اضطرار الناس إلى الهرب والبحث عن مناطق أكثر أمناً)). لاحظوا محاولات كاتب المقال؛ بشار وهو يحاول أن يصف مناطق الاحتلال التركي ب”المحرر”! ويضيف متسائلاً متشككاً؛ ((هذا التغبير الذي حصل اضطرارياً، هل سيصبح دائماً؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال، علينا القول: إن هذا يتوقف على عوامل عدة منها: سياسات المجلس الوطني الكردي، ومدى نجاحه في تجنيب التغيير الدائم، ومدى ارتباط الأخوة الوافدين بأماكن سكناهم الأصلية، وإصرارهم على العودة والتمسك بديارهم الأولى في نهاية المأساة السورية، وهذا يتوقف على مدى قدرة السوريين على التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الانتقال الديمقراطي في سوريا والذي يوفّر البيئة الآمنة لعملية العودة الطوعية، وبالتالي يمنع التغيير الديمغرافي)). طبعاً لا نريد أن نقدم تقييمنا لدور المجلس الوطني الكردي وسياساته خلال كل الفترة الماضية كملحق للمشروع التركي الاخواني وفيما يسمى ب”العثمنة الجديدة”، لكن فقط إن كان يريد فعلاً أن يلعب دوراً وطنياً كردستانياً ويعيد بعض من مكانته السياسية على ساحة روجآفا، فيا ليته أن يساهم في عودة الكرد الذين هم في إقليم كردستان وتركيا؛ فهؤلاء من جهة ليسوا من أتباع الإدارة الذاتية وبالتالي خطر تعرضهم للملاحقة أقل ومن جهة هم أقرب للمجلس وبالتالي يمكن أن يلعب ضمنهم دوراً بهذا الصدد وحينها فعلاً يكون المجلس قام بدور فاعل حقيقي وغير من بعض ملامح التغيير الذي يحصل وجعل للمجلس دور ومكانية سياسية يمكن لرفاقه أن يفتخروا بها ويعيد لهم بعض المكانة اللائقة بكيان سياسي كردي.

وإضافةً لما سبق وبالرغم من معرفة كل مهتم بالشأن الكردي العفريني والسوري عموماً، يدرك جيداً؛ بأن ما جرى في عفرين من تغيير ديموغرافي للهندسة السكانية، بل الإبادة الثقافية لشعبنا ولهوية المنطقة وأن تركيا تقف خلفها وبمساعدة بعض الدول الخليجية؛ مثل قطر وأموالها وبعض المنظمات العاملة تحت مسميات مساعدة اللاجئين في إقامة وانشاء مستوطنات على غرار المستوطنات اليهودية في بعض المناطق من الضفة الغربية بفلسطين -وللمفارقة منظمات فلسطينية تساهم في التغيير الديمغرافي الحاصل في عفرين وكذلك منظمات كويتية وكلها تحت نفوذ جماعات الاخوان المسلمين- وقد مهد أردوغان لعملية التغيير والابادة تلك حتى قبل عدوانه وغزوه للمنطقة حيث قال؛ بأن الكرد في عفرين يشكلون (35)% مع أن أكثر المتطرفين والعنصريين المعادين للكرد، كانوا يعلمون بأن نسبة الكرد حينها الغالبية المطلقة، بل أقول وكأحد أبناء المنطقة والذي قضى خمسة عقود فيها؛ بأن نسبة شعبنا في عفرين كانت بين 95 و97% والخمسة أو الثلاثة البقية كانوا من الأخوة العرب الذين جاؤوا على دفعتين؛ إحداها قديمة في الثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضي نتيجة سلب “لواء أسكندرون” أو منحها لتركيا من قبل فرنسا لابعادها عن التحالف مع ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهؤلاء كانوا باتو كرداً تقريباً أو على الأقل قسم منهم، أما البقية فقد جلبهم نظام البعث تحت مسمى “الإصلاح الزراعي” ليشكلوا حزاماً عروبياً على ضفتي نهر عفرين ويعمل الكثير منهم مخبرين للنظام حينها!

نعم بالرغم من هذه الحقيقة الساطعة عن قيام تركيا وبمساعدة تلك الميليشيات وبعض الدول والمنظمات العربية في عمل تغيير ديموغرافي مبرمج وتندرج تحت مفاهيم جرائم الحرب ضد شعبنا والمنطقة وثقافتها وهويتها، يأتي هذا “القيادي الكردي”؛ عبدالحكيم بشار، ليقول؛ ((برأيي: ثمة سببان رئيسيان، لهذا التغيير” طبعاً هو برأيه تغيير مؤقت حيث يقول: ((ما أسباب هذا التغيير الديمغرافي والذي سنسميه بالمؤقت))، ويجيب على سؤاله بما يلي: ((أولهما: كما ذكرنا اضطرار الكثير من السكان إلى الهرب من جحيم الحرب، والبحث عن مناطق أكثر أمناً، وثانيهما: حزب العمال الكردستاني، إذ إنه بعد هزيمته من عفرين عام 2018 أخرج معه معظم سكان عفرين، وأسكنهم في مخيّمات تشبه مخيمات الاعتقال، إن لم تكن أسوأ)). (أنتهى الاقتباس). والسؤال الذي يجب أن نسأل أنفسنا هو التالي؛ لم “قيادي كردي” يحاول التستر على دور أكبر وأهم فاعل في جريمة التغيير بحق شعبنا والمنطقة؛ ونقصد تركيا طبعاً بحيث يحاول أن يضع اللوم على الآخرين، أو على الأقل أن يختصر الجرم في أسباب ربما تكون مساعدة أو هي على الأقل ليست بحجم وأهمية الدور الحقيقي للحكومة التركية في تشكيل “جدار فصل عنصري” بشري بين روجآفا وباكوري كردستان وبالتالي منع حتى التفكير في الوصول للبحر المتوسط، ناهيكم عن أي مشروع استقلالي لكردستان، أليست هي محاولة فاضحة للتستر على المجرم وبدوافع ارتزاقية، بل خيانية وعميلة للمحتل التركي، نعم لا ننكر بأن الكارثة والمقتلة السورية تسببت بالكثير من الهجرة والانزياحات وكذلك لا نستبعد دور بعض الكوادر العمالية في تشجيع خروج البعض للاستثمار السياسي، لكن أسوأ سياسي وكاتب ومحلل يدرك تماماً؛ بأن تركيا قامت بعمل مبرمج مستهدفاً الإبادة الثقافية في المناطق الكردية وتحديداً عفرين.. فلم التستر عليها إن لم يكن ارتزاقاً وعمالة وخيانة للوطن والقضية؟!

للعلم؛ اختلفت مع كاتب المقال حينما كنا رفاق حزب واحد، كما ذكرت، وذلك عندما حاول القول؛ بأن “الكرد وقفوا مع النظام السوري في صراعه مع الإخوان” واليوم نختلف أيضاً وهو يبرر لتركيا احتلالها وجرائمها بحق شعبنا ومناطقنا؛ يعني على طول الخط كنا على ضفتين مختلفتين وبالتالي القضية هي قضية خلاف فكري سياسي وليس شخصنة للمواضيع. أكدت أكثر من مرة على الموضوع حتى لا يحاول البعض الدخول إليه من خلال هذا الباب؛ فالرجل -عبدالحكيم بشار- يبدو إنه أمتهن الانتقال من حضن نظام غاصب لحضن نظام غاصب أكثر سوءً وإجراماً بحق شعبنا وقضايانا الوطنية الكردستانية. وبالتأكيد لها تبعاته على سياسات الديمقراطي الكردستاني (سوريا)، بحكم كونه قيادي وممثل عنها في المعارضة السورية وكذلك لها تبعاتها على سياسات المجلس الوطني الكردي أيضاً ونترك هذه المواقف العميلة للأنظمة الغاصبة في عهدة رفاقه في كل من الحزب والمجلس الوطني الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم