الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الابداع والقهر

شريف حتاتة

2023 / 1 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



حدث لى فى السنين الأخيرة ، ما لم أكن أتوقعه. تضاعفت الأسئلة الحائرة التى تطاردتى، وضاع كثير من المسلمات الت يكنت مؤمنا بها ، متيقنا منها.
أنتمى منذ سنين طويلة إلى ما يسمى باليسار، ولا أحد يعرف أين يقف هذا التيار الآن. لذلك من الصعب أن اقرر هل خرجت عنه ، أو مازلت جزءا منه. لم أعد أتمسك بالتسميات أو الصيغ الجامدة، ولكنى لا احترم الذين يقفزون من سفينة إلى سفينة ، كلما ظنوا أن السفينة التي يركبونها لن تبحر بعد الآن. ففى رأيي أن التاريخ مستمر. ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ، لا شئ يضيع . لكنه يتبدل فربما مازلت فى سذاجة الرعيل الذى فتح عينيه مع الحركة الوطنية فى الأربعينات، قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.
كان تيار اليسار السياسى فى أغلبه ، متغاضيا عن واقع الحياة والمجتمع، مستغرقا في التحارب السابقة ، متشبها في ذلك بالتيارات الدينية المتطرفة ، التى انتشرت منذ أواخر الستينيات.
وكان المجتمع الذي عشت فيه ، لا يفرض قهره وحدوده على إبداع العقل. فطالما أن المجتمع مؤسس على التفرقة بين الناس ، على أساس الطبقة أو اللون أو الدين أو الجنس ، لابد أن يوجد قهر. والقهر معاد للفكر والإبداع ، لأن الإبداع يريد أن يخترق ما هو قائم ، ليصل إلى ما سوف يقوم .
الإبداع الحر لا ينبع إلا من الذات ، من النفس، من الرغبة في الخلق الموجودة فى داخل الإنسان الفرد، وفي كل جماعة تربط بينها أواصر العمل أو المصلحة أو الوطن أو الفكر. لذلك إذا أراد أن يكون حرا من كل قيد ، لا يمكن أن يرتبط بأى رغبة ، غير رغبة الأصل الذى ينبع منه، أى رغبة الذات المبدعة ولاشئ سواها.
فالإبداع الحقيقي ، يتعارض مع الخضوع لأى شئ . هو يريد أن يكتشف ما لم يكتشف بعد ، أن يتجاوز الواقع إلى ما هو أبعد منه ، وإلا لما استحق أن يطلق عليه صفة الإبداع أو الخلق.
الإبداع يتعارض مع كل قيد وكل نص وكل مؤسسة ، هدفها البقاء على ما هو موجود . الإبداع عملية بناء . ولكن الخطوة الأولى فى كل بناء هى الهدم. لذلك المبدع الحقيقي فى تغير مستمر ، وينظر إليه بوصفه خطرا يجب محاصرته والقضاء عليه، بينما الأمل الوحيد فى أن تصبح الحياة أفضل مما نجدها ، هو ألا تتوقف عملية الهدم والبناء في أي وقت.
المبدع بطبيعته يضيق بكل ما يحاصر عقله من أفكار وآراء ، يضيق بقيود الدولة والحزب، بقيود المؤسسات الثقافية والفكرية والسياسية والدينية القائمة، يضيق حتى بالأسرة والزواج والحب. إنه يريد أن يقول ما يؤمن به ، بصرف النظر عما يراه غيره أو يحس به أو يفضله. وفي هذا دائما خطر الإيلام والجرح. إن الإبداع الحقيقي اكثر إيلاما من السيف. يصل إلى القلب ويحطمه ليخلق قلبا جديدا، والى العقل لينسفه ويصنع عقلا جديدا ...
هذه مقدمه تفسر المسار الذى سرت عليه. تفسر ما عانيته وتعلمته خلال سنين المشاركة الطويلة في حياة مصر وفى الفكر الذي صنعته ، أيا كانت هذه المشاركة. حاولت، ودفعت الثمن الذي كان لا مفر منه.
لم أصل إلى هذه الأفكار إلا فى السنين الأخيرة ... فربما نضجت .. فيما مضى كنت أظن أن النضج يعنى المعرفة واليقين اللذين لا يتسلل إليهما الشك .. ولكن تغيرت .. أصبحت أميل إلى التساؤل .. أدركت أن الحياة تتبدل مياهها في كل لحظة .. قال "هيرقليطس " أننا لا تستطيع أن نغطس في نفس النهر مرتين، لأن مياهه تتبدل طوال الوقت لتصنع نهرا آخر غير النهر .. أدركت أن لا شئ يبقى على حاله، وان عملية الهدم والبناء في السماء والأرض مستمرة .. انه لا توجد حقيقة ثابتة . الفارق بين ما يبدو ثابتا وما يبدو متغيرا ، يتعلق بالزمن الذى يستغرقة التغيير. لذلك كلما زادت دائرة المعرفة عندى ، زادالإحساس بالجهل.
صراع للتعبير عن الذات
--------------------------------
1 - مع الأم
................
ولدت من أب مصرى، ومن أم إنجليزية .. علاقتي بأبي ظلت سطحية .. كان غائبا أغلب الوقت .. ربما كان هذا الغياب مفيدا من بعض الوجوه ، فلم يمارس علىَ تلك السلطة الأبوية التي كثيرا ما تعوق نمو القدرات في البنت أو الابن ... ولكن أمى كانت امرأة قوية وصارمة .. تربت على قيم ومثل العهد "الفيكتورى" ، تلك القيم التي صنعت الإمبراطورية البريطانية، والتي قيل عنها "إنها إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس" .. قيم العمل المستمر، والنظام والدقة والاهتمام بتفاصيل الحياة، وهي قيم ليست ضارة لأن الإنجاز والإبداع يعتمدان على الجهد والصبر .. لكن في الوقت نفسه كثيرا ما تتعارض مع الإبداع الفنى .. فالمبدع إنسان حر، يجوب الآفاق بعقله، ويترك لخياله العنان.. ويتأمل، ويسأل . انه يميل إلى الفوضى . ولكنها ليست فوضى حقيقية . إنهما رغبة في البحث ... في عدم قبول الأشياء كما هي. إننا نحيا في عالم ملئ بالفساد والظلم. الأنظمة القائمة في العالم لا تحقق للإنسان ما يحلم به. الدفاع عنها مهمة المستفيدين منها .. مهمة الدولة والقادة، والأحزاب ... ولكنها ليست مهمة المبدع .. ولذلك فالمبدع متهم بالفوضى .. بأنه يريد أن يقلب ما هو قائم رأسا على عقب .. أما الذين يجيدون إدارة الأشياء والناس .. أصحاب الصرامة، والدقة، والقدرة على العمل المستمر، فهم يصلحون في مجالات أخرى غير الفن ... وهم كثيرا ما يكونون أدوات للقهر، أو الحفاظ على الصروح المقامة بالفعل ..
عندما كنت صغيرا تسائلت كثيرا عما يدورحولى، وهذا شيء طبيعي في الطفل .. فالتساؤل والتجربة تقودانه إلى المعرفة .. إلى الخروج من نطاق الاعتماد على الآخر، والجهل ... كنت دائم السؤال عن كل شئ.. لماذا ؟ لماذا؟ ، وكانت تنهرني أمى عن هذه التساؤلات بشيء من الضيق.
كانت أمي أول منْ قهرتنى .. أنا مدين لها ببعض الصفات، لكنها في الوقت نفسه صبغت علىَ صفات أخرى تتعارض مع الفن والتفكير الحر والخيال وكسر الأنماط . كنت أحب الموسيقى حبا كبيرا .. وفى ذلك الوقت لم تكن هناك وسائل للتسلية سوى الراديو، والسينما. كان يوجد فى غرفة المكتب راديو كبير ماركة "جروندج". كنت أغلق على نفسى الباب واستمع للموسيقى الأجنبية والعربية ، التي تذاع من عواصم العالم .... حفظت ساعات الإرسال والبرامج والموجات ... أنتقل من محطة إلى محطة. أتصور نفسى قائد فرقة موسيقية، فاقف أمام المذياع وأحرك ذراعي.
أمي كانت تمسك يدى وتقول: "هذه اليد يد عازف بيانو أو جراح ماهر" .... ولكنى عندما تمكنت من توفير مبلغ من المال ، اشتريت به كمانا ، رفضت أن ترسلني إلى مدرسة للتدريب على العزف ، حتى لا انشغل بمجال الفن لأنه لا يؤدى إلى الربح.
هكذا وأنا لا أزال صبيا ، لم يتعد الأثني عشر عام ، قهرت أمى أول إرهاصات الفن .. ولكن ظللت أقرأ الروايات الأجنبية ..... ففى تلك المرحلة من الحياة ، لم أكن تعلمت اللغة العربية بعد ... كانت لغتى الوحيدة هى الإنجليزية، لغة الأم، ولغة المدرسة التى أرسلت اليها ، في شارع "طومانى باى " بالزيتون ... بالإضافة إلى قليل من الإيطالية تعلمتها وأنا فى "روما" ، عندما عمل أبي ملحقا زراعيا في السفارة المصرية سنتي1929 و 1930.
كان في داخلي عالم مستتر من الخيال لم أعرفه .. وعالم آخر من العواطف المكبوتة ، لم يكن من المستساغ في الجو الإنجليزي أن أعبر عنها .. وكان التحاقى بالمدرسة الإرسالية الإنجليزية، التي كانت تدار وفقا لقواعد الاستعمار في مصرعنصرا جديدا ، أضاف إلى قهر الأم قهر النظام الدراسي . كنت أنال الجائزة تلو الأخرى بسبب التفوق . ولكن هذا التفوق لم يكن من النوع الذى يؤدى إلى الإبداع والفن .. كان نوعا من الإتقان للدروس وحفظ المعلومات، والخضوع لنظام كنائسى صارم يقتل الخيال، والخلق، ويحول التلميذ إلى أداة جيدة تنفذ سياسات ، لا تمت بصلة إلى البلد الذى هو جزء منها.
خرجت من مرحلة الطفولة ثم المدرسة ، بعد أن ُصقلت كأداة طبيعة للقيام بدور لا أعرفه.. شاب جاف العواطف متباعد ، يشعر بالغربة فى مجتمع هو ليس منه .. هكذا أعددت للدخول في كلية الطب ، رغم أن ميولى الأساسية كانت تجنح نحو الفن، وهى حقيقة كنت أشعر بها تتحرك على الأطراف البعيدة للوعي، دون أن أدركها.
خضعت لحلم أبي وأمي في أن يريا ابنهما طبيبا ماهرا .. فلم تكن تكونت لدى حتى ذلك الوقت أسباب المقاومة وأسلحتها .. أو على الأقل لم تكن وصلت إلى درجة النضج.
2- في كلية الطب :
-----------------------------------
إن النظم الدراسية المتبعة عندنا، وفى العالم ، ليست موجهة نحو تنمية المواهب المستقلة للفرد، وحرية الفكر، والقدرة على الخلق. إن المنهج المبدع فى عصر مبنى على الاستغلال والقهرة والتضليل الواسع النطاق مستحيل .. لأنه يؤدى إلى الثورة ، أى إلى تغيير كل شئ . التغيير قد يكون مطلوبا في بعض المجالات ، مثل التكنولوجيا والاكتشافات العلمية . ولكنه ليس مطلوبا في الأمور التي تتعلق بالفن والثقافة والفكر . فالفكر الحر المبدع ، هو أمضى سلاح فى صراع الإنسان ضد الاستغلال والتفرقة والقهر.
وما ينسحب على نظام التعليم عموما ، ينسحب بالذات على الطب الذى يتطلب جهدا مستمرا في التحصيل والحفظ ، والذي بنيت تقاليده على خلق فئة متميزة تستخدم عملها ، ومهارتها للربح .. عليها أن تقنع المرضى والمساكين بان مصيرهم، وحياتهم، معلقان بخيط رفيع .. بإرادة الله فى السماء ، وبإرادة إله آخر على الأرض هو حامل شهادة الدكتوراه في الطب ... وقديما كان الأطباء فى مصر هم الكهنة .. ومازالوا، على الأقل كبارهم. فالصغار فى هذا الزمن مساكين هم أيضا.. يلجأون أحيانا للعمل في الفنادق، أو على سيارات للنقل.
إذا سألني أحدهم "لماذا لم تصقل فيك بذور الفن رغم الميول الدفينة التي ظلت حية في الأعماق؟ . سأجيب عليه ، لأني خضعت لرغبات الآخرين .. للقهر ، في الأسرة، والمدرسة وكلية الطب. لم أستمع إلى الصوت الخفي الذي كان يحدثني عن حقيقتى ، وأن بداخلى شيئا آخر هو الإبداع والفن ، تجاهلتهما جريا وراء الأنماط المتبعة، والقيم السائدة، والعرف .
3 وفى الحزب:
---------------------------
كان انضمامي لليسار سنة 1945 ، دليلا على أنني غير راض عن الطريق الذى سلكته . حتى ذلك الوقت كانت ثورةعلى الاستعمار، والملك والظلم والفقر ، الذي رأيته في عنابرمستشفى فؤاد الأول.. وثورة أيضا على الغربة التي أحس بها.. على الكبت الذى أعانى منه، والذى يبحث عن مخرج من الزنزانة الضيقة للبيت والطب...
لذلك ليس من قبيل الصدف ، أننى ألقيت بنفسي في مضمار الكفاح السياسي بكل كياني، غير عابئ بالمخاطر التي قادتني إلى سنين طويلة من السجن، والهروب، والمطاردة والاضطهاد المستمر من قبل القوى المسيطرة على المجتمع.. ومن هذه الزاوية ، فإن السياسة كانت بالنسبة إلى أداة تحرر .. ووسيلة للفهم.. فمن خلالها ألقيت عن كاهلى بالأنماط والقيم التي سرت حتى تلك اللحظة وفقا لها.. وانفتحت على عالم جديد ونظرة جديدة للمجتمع.. أدركت مدى القهر الواقع على الناس، ومدى الظلم الذى يعانون منه.. ومدى التفرقة التي توجد بينهم على أساس من الدين والعرق، والطبقة، والجنس... ولذلك كانت لهذه المرحلة مثل المراحل التي سبقتها، نواح إيجابية، أفادتني ودخلت فى تكويني وخلقت قدرات في التصرف والفكر ، ما كان لى أن استمتع بها ، لولا التجارب الغنية التي مررت بها.
السياسة لا تنفصل عن الفن، إنها تساعدنا على الفهم. وتجعلنا نربط بين ظواهر الحياة، ونعالجها ككل. إنها جزء لا يتجزأ من تطور الإنسان.. وهذا بصرف النظر عن مدى ممارستنا لها .. فليس المقصود ، هو أن على كل فنان أن يلقى بنفسه في هذا الخضم ، إلا أنها كانت ذات آثار ضارة للغاية على الفنان ، بسبب الطريقة التي تمارس بما حتى الآن.. وقد تجلى هذا الضرر في ممارسات اليسار السياسي، وعلاقته بالفنانين والفن ، رغم أن أغلبية الفنانين في بلادنا ، كانت لهم علاقة باليسار على الأقل في الفكر .. حاول اليسار أن يضع أطراً للفن.. وأن يخضع الفن لمقتضيات الدفاع عن النص وتطبيقاته، أو عن قياداته.. أن يحوله إلى أداة للدعاية.. أن يقضي على استقلاله، ورؤيته الناقدة التي هي جزء من كل إبداع.
والممارسة السياسية فيها قدر "كبير" من الزيف.. من إخفاء الحقيقة.. من التبرير .. ومن التعامل مع المجرداتو التقسيمات والأنماط بدلا من التعامل مع التجربة الحية للفرد.
إن أكبر مشكلة أواجهها حينما اكتب هي هذه التربية السياسية التي أحاول التخلص منها.. والتي تطغى في كثير من الأحيان على الأفكار والصور والكلمات التي اسطرها .... وكأنها غلاف حديدى يقيدني غصبا عني، كما قيدتني أمي من قبل.. وكما قيدنى السجن من بعد، ليضعني في قالب أصارع للتخلص منه .. فانجح أحيانا، وافشل كثير.. وأعيش مأساة التكوين الذي خضعت له، وصعوبة التحرر منه.
4 ثم الخلق:
----------------------
اعتقد أن لولا لقائى مع نوال السعداوى لما كتبت.. فالفنان الذي كان بداخلى ظل يعيش ولكن أنفاسه كانت قد ضعفت إلى حد كبير .. بحيث يستطيع أن يستمتع بالفن، أن يستهلكه، ولكنه عاجز عن إنتاجه .
ولكن"نوال السعداوى" هى التي شجعتني . هي التي قالت: " في داخلك فنان فلماذا لا تحرره.. وتكتب عما عشته وعرفته ؟ ، لماذا لا تعبر عن نفسك وتكسر القيود المحيطة بك. " ففعلت .. وعندما فعلته أول مرة سعدت.. وعندما سعدت أردت أن أكرره..
هكذا تخلصت إلى حد ما من قيود القهر ، على إله الخلق الذي ولد معى.. تخلصت من أمى والأسرة التي ولدت فيها. من الطب.. من الحزب.. ولكن بقيت أشياء، فكلما تخلصت من قيد على حريتي، وعلى شجاعتى ، اكتشفت أني لم أتخلص تماما منه.. واكتشفت أن هناك قيودا لم اكتشفها بعد.. أو أن هناك قيودا جديدة تظهر مع كل انتقال من وضع إلى وضع.
وأنا أعى طبعا مدى القيود المفروضة من الدولة، ومن المؤسسات الدينية، ومن السوق ومن النشر على الكتاب والمبدعين.. إنها واضحة للجميع ولا أستطيع أن أضيف الكثير لما سيقوله غيرى من الكتاب .
ما أردت أن أركز عليه، وأن أقوله بصدق أن القهر الأعظم والأخطر على الكاتب ينبع من مصادر ربما لا تكون مرئية له.. أو تحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والصدق للتخلص منها .. السجن الذي نتحرك خلف جدرانه موجود فى النفس ، خلقته عوامل اجتماعية وثقافية كثيرة، لدرجة أن القهر قد يأتى من أقرب الأشياء إلى قلبنا ، حتى ممنْ تحب.. القهر يبدأ مع الطفولة.. ويمتد طوال الحياة. ينتقل من مرحلة إلى مرحلة .. ليكشف عن صور جديدة لم تألفها.. يبدأ من النظام العالمى الجديد الذي فرضه "بوش".. ويمتد إلى الوطن.. وإلى الأزهر .. وإلى العلاقة بين الرجل والمرأة في الأسرة ... فكم من الأشياء نخفيها باسم الزواج والحب..؟. وكم من الأشياء نخفيها باسم الصداقة ..؟ . وكم من الأشياء نخفيها باسم العرف..؟ . وكم من الأشياء نخفيها باسم القيم..؟ وكم من الأشياء نخفيها باسم الذوق؟ وكم من الأشياء نخفيها باسم الخوف من المواجهة؟ . لأن المواجهة لا تعنى بالضرورة الوصول إلى المصادرة أو السجن . ولكن قد تعنى فقط أن أقرب الناس إلينا ، سيغضون الطرف عندما يمرون بالقرب منا.
في منطقتنا يرفع سيف التقاليد والعرف، والغيبيات والإيمان الذي لا يعرف الجدل أو الخلاف، وسمعة مصر فوق رقاب المبدعين وفى كل لحظة من لحظات العمر.
هذا العدو الأول لكل إبداع.. تسنده أجهزة، وأدوات القمع، وأساليب التجاهل والصمت.. هو أخطر الأعداء لأنه يحيا في نفوسنا.
من كتاب : " تجربتى فى الابداع " 2008
-----------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة