الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سفينة نوح والطوفان تزييف آخر للتاريخ؟!!

عدنان سلمان النصيري

2023 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سنحاول ان نتلمس وجه الحقيقة بمجرد المقارنة بين محاولة اقحام التاريخ في مسألة مهمة مثل حكاية سفينة نوح والطوفان، التي تريد أن تنبئنا ببدأ خلق جديد من خلال حفنة من اولاد نوح، وافراداً من الذين قد آمنوا بدعوة نوح.
وما بين ما تم اكتشافه بالدراسات الحديثة التي تختص في البحث بعلم الاجتماع والتنقيب عبر مراحل التاريخ المتعددة، وما آلت اليه هذه الدراسات والاكتشافات من التوصل الى وجود اكثر من (550) أسطورة سابقة ولاحقة وهي مماثلة لسفينة نوح والطوفان لدى الشعوب المختلفة.
وخصوصا بعد إن جاءت كتب الأديان الإبراهيمية لتدعي، أن الله جعل الماء يطغى على الأرض، ولم ينج منه سوى المؤمنون، وكما حدث فى زمن نوح ، بعدما ظل يدعو قومه، لكن لم يؤمن معه سوى قلة قليلة، فنزل عليه امر الله بأن يبنى سفينة عملاقة، وكما جاء في سفر التكوين (أول أسفار العهد القديم)،الذى يزعمون كتابته بين عامي (1440 و1400) قبل الميلاد، بالرغم من اعتقاد غالبية علماء البحث في الكتاب المقدس، أن جميع نصوصه المكتوبة اعتمدت على مصادر مكتوبة سابقة من جملة الأساطير والحكايا والتقاليد الشفوية، و تم الإقرار عليها بعد التنقيحات النهائية المتفرقة، خلال وبعد فترة المنفى بالاسر البابلي (. القرن الخامس قبل الميلاد).
والسبي البابلي ، هي فترة مهمة من التاريخ اليهودي، التي تمت فيه أسر يهود مملكة يهوذا القديمة على يد الملك (نبوخذ نصر) في بابل القديمة، حيث قام هذا الملك باجلاء اليهود من فلسطين مرتين؛ المرة الاولى عام597 ق. م.،والمرة الثانية في عام 586 ق م.
وقد جاء العهد القديم المتمثل بـ(التوراة) وهو يتطرق: إلى قصة طوفان نوح، كاشفاً فيه حزن الرب، عندما رأى مساوئ الناس تطغى على الأرض. فقرر محو الإنسان والبهائم وطيور السماء عن وجه الأرض. ولأن نوح كان رجلاً باراً، أمره الرب أن يصنع فلكاً من خشب يحمل على متنها امرأته وأبناءه الثلاثة مع نساءهم، ومن كل حى من الطيور والبهائم والوحوش (اثنين) ، ولينجو نوح ومن معه من طوفان هائل. ومن الجدير بالذكر وعلى وجه الدهشة، عندما نصادف بان الحضارات والثقافات القديمة، تطرقت لحدوث العديد من الملاحم عن الطوفان، بعضها يتطابق مع الرواية الدينية عن طوفان النبى نوح، وبعضها يختلف عن القصة الدينية بشكل كبير وغير متطابق، وخصوصا اذا ما أردنا المقارنة بالروايات الموثقة التي سبقت ورودها تاريخيا للعهد القديم. وكما هو موضح بالمعتقدات التالية

الطوفان عند الإغريق:
فى الأسطورة اليونانية التي استمدت رواياتها من فترات قد سبقتها بالتاريخ، تمثل مناطق قريبة منها، مثل (جزيرة كريت) وغيرها، منذ 4000ــ 1200 ق. م. ومفادها: حين قرر الإله (زيوس) القضاء على الجنس البشرى بطوفان ضخم يغمر الأرض، لكن رجلاً وامرأة لم يشاركا فى الجرائم التى ارتكبت على الأرض، فاختارهما (زيوس) لتحذيرهما قبل الطوفان، وقد بنيا صندوقًا يطفو على سطح الماء، وبعد أن انحسرت المياه بعد مرور (تسعة أيام) ، شعر الزوجان بالوحدة، فأخبرهما (هيرميس) أن يذهبا إلى وادى صخري، وأن يلقيا الصخور بأيديهما لتتحول إلى بشر،

الطوفان عند السومريين:
أما قصة الطوفان السومرية، فهي تتحدث عن ملك يسمى (زيوسودا) 2900 ق. م ، كان يوصف بالتقوى، وقد أُخبر بالقرار الذى أعده مجمع الآلهة بارسال الطوفان الذى تصاحبه العواصف والأمطار المستمرة لمدة ( سبعة أيام) و(سبع ليال) ، وليكتسح هذا الفيضان الأرض، حيث يوصف (زيوسودا) بأنه الشخص الذى حافظ على الجنس البشرى من خلال بناء السفينة

الطوفان البابلي :
أما أسطورة الطوفان البابلية، حسب ملحمة جلجامش، حوالي 1600 ق. م ، أنه كان هناك رجل يسمى (جلجامش) قد أمرته الآلهة بان يبنى سفينة، وأن يدع الأملاك، وانه حمل على ظهر الفلك بذور كل شىء حى، والفلك التى بناها كان عرضها مثل طولها وأنه قد نزل مطر مدرار فاغرق الأرض ولم ينجو سوى القلة القليلة

الطوفان عند الحضارة الهندية:
اما فى تراث الهند الثقافى هناك ملحمة أسطورية ورد فيها عن الطوفان، وهو ما يشبه إلى حد ما ملاحم بلاد الرافدين، كذلك تجد في الآداب السنسكريتية أن (مانو) وهو عندهم الإنسان الأول حوالي سنة 3000 ق. م، وقد ذكر بأن الإله عندما كان في صورة سمكة، قد أخبره بأن الأرض لا بد من أن تصفَّى وتنقَّى، فأوحى إليه بأن يبني سفينة عظيمة ويجهزها بحبلٍ طويل، فلما ارتفعت المياه، قادت السمكة السفينة بواسطة الحبل في وسط الخضم المتلاطم الأمواج، وما زالت بها حتى رست على قمة (هيمافات) التي لا تزال تسمى «نوبان» وكان «مانو» مصطحبًا معه سبعة من (الريشي) وهم فقراء الهند وأهل الباطن عندهم من النساك المتعبدين

الطوفان عند الصينيين :
وسجل الصينيون حكايتهم حول الطوفان، منذ حوالي 1900 ق. م وتضمنت ان رجلاً وزوجته وثلاثة أبناء ومثلهم من الإناث، الذين نجوا من طوفان هائل دمر الأرض، وأعادوا تعميرها

حكاية الطوفان فى أفريقيا
وفى التراث الشعبى الأفريقي، تذكر حكاية من (الكاميرون) نصيحة من عنزة لفتاة تحنو عليها بقرب حدوث الطوفان، ونصيحتها لها بمغادرة القرية هى وشقيقها قبل أن تهلك مع الباقين. ويتناقل شعب تنزانيا قصة فيضان الأنهار، ونصيحة الرب لرجلين باستقلال سفينة بصحبة جميع أنواع البذور والحيوانات، لإعادة تعمير الأرض فيما بعد.
وهكذا فإن الحكاية لم تتوقف بالامثلة الواردة في بعض الأساطير التي كانت تسبق المعلومات التي نقلها كتاب العهد القديم . وإنما هناك اكثر من خمسمائة حكاية أخرى تمثل تاريخ الإمم القديمة والتي كانت ومازالت يعتقد فيها الكثير من خارج الديانات الإبراهيمية.. وهي الواقعة ببراثن الخيال الموروث، وتصديق بعضها للبعض الاخر بعد محاولة التنقيح والتصحيح، لغرض الاقتران اكثر بمهمة التسويق والتوافق مع منطق العقل البشري بعيدا عن الاتهام بالخرافة. >>>>>>








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت