الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة والعقيدة

كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)

2023 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تجتمع المواطنة مع العقيدة من خلال فكرة الانتماء ، الاولى انتماء إلى الأرض والأخرى انتماء إلى السماء أو إلى فكر انساني ، المواطنة مفهوم سياسي اجتماعي ، العقيدة سماوية أو وضعية ، المواطنة أساسها ثقافي وقد يدخل الدين في صلب تكوينها كونه أحد أعمدة تكوين الحضارات والثقافات للشعوب ، العقيدة افكار و قواعد وسلوك وطقوس أساسها الشرع والاجتهاد ، كلاهما يعتمدان على قانون ، لكن الفرق أن المواطن يعتمد القانون السياسي ، أما صاحب العقيدة يعتمد على الشرع الإلهي ، وتتجسد تلك المفاهيم في فرد واحد ، فكل مواطن يكون له دين وتبعية لأشخاص وافكار ، قد تكون دخل موطنه ، وقد تكون خارج وطنه ، فما كان في الداخل يكون جزءا من ثقافته ، وما كان خارجا فهو إما أن يكون فكرا دينيا أو أيديولوجيا ،ونحن في خضم الحديث عن الديني ، نرى أن المواطنة تعني الانتماء ، وهي على نوعين أما ثقافية واصولية ، وأما سياسية تمنح من خلال الجنسية ، فما كان ثقافيا فهو الذي تتأصل فيه مبدأ المواطنة ، من احترام وصيانة وطنه وافراد شعبه ، أما إذا كان سياسيا فهو الذي يكون مواطنا حيثما تكون مصالحة ، فالمواطنة عقيدة المواطن الحر والأصيل ، والعقيدة لكل المواطنين مهما اختلفت امكان استقرارهم وجنسياتهم ، فالمواطنة السياسية محدودة في أرض معينة ، لكن العقيدة لا تحدها الأمكنة ولا الأزمنة ، اي عابرة للحدود ، والسبب عمومية الفكرة الدينية ، ففي مجتمع الديمقراطية ، متعدد الطوائف نجد أشكالا لمفهومي المواطنة والعقيدة ، فكل فرد يحمل العقيدة بكف والمواطنة بكف ، وتبقى ارجحية احدهما على الأخرى بيد النظام السياسي السائد في البلد يحركهما حيث ما أراد ، فإذا كان ديني اصحبت العقيدة بدل المواطنة ، واذا كان مدني كان القانون هو أساس المواطنة وضمان حاجات الفرد وانتماءه ، فالطائفية هي إحدى وسائل تحريك المواطنة الدينية وإعلان تبعيته للدين بدل الوطن ، وهذا ما نجح فيه الاسلام السياسي في العراق ولبنان واليمن وإيران وحتى دول الخليج العربي ، فالعقيدة الدينية هي من تضمن للفكر السياسي أن يمرر من خلالها ، فلا فرق بين سياسي يتبع مرجعية فكرية في وطن اخر يبني مواقفه السياسية عليها ليحكم بها شعبه ، وبين إرهابي يذهب لتفجير نفسه في موطن آخر ، فالمواطنة أساس المواطن الحر ، وعليها يبني سلوكياته مع الأفراد الآخرين في المجتمع ، لذلك يجب أن تكون الوطنية معيار للفرد وليست الجنسية ، فالمواطنين سواسية في الوطن الواحد ، وأمام القانون ، وتوزيع الثروات ، مهما تعددت طوائفهم ومرجعياتهم ، وعلى هذا الأساس يجب أن تبنى المجتمعات المدنية وتحاكم أفرادها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه.. المفكر وجيه قانصو: الدولة الإسلامية مفهوم غربي


.. رفع الأذان فوق ركام مسجد رغم تدمير الاحتلال له كليًا




.. 21-Ali-Imran


.. 22-Ali-Imran




.. 23-Ali-Imran