الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين خالي من المنطق

مهند صباح
كاتب

(Mohanad Sabah)

2023 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من السهل التفكير في أن الدين يقوم على المنطق. لكن في الحقيقة أن الدين لا يقوم على المنطق وإنما يقوم على السيف والقوة، وأن الدين والمنطق متنافيان تماماً ولا يجتمعان. كثير من الناس المتدينون يربطون بين الإيمان والتفكير ، لذلك هم يفترضون أن أي شخص لا يؤمن (غير مؤمن) يجب أن يكون غير مدرك للمنطق، متغافلون تماماً أن المنطق هو من قاد غير المؤمنين إلى عدم الإيمان. بالإضافة إلى ذلك ، على ما يبدو أن الدين عند المؤمنين أنه يعالج الأسئلة الأساسية التي يواجهها البشر. لكن واقعٍ الدين لم يعالج شيء ولم يجيب على أسئلة العقل البشري وإنما ترك البشر يترنحون ويدورون في دائرة مفرغة مفزعة مقنعة. ولكي نفهم أفعال المتدينون يجب دراسة أصول الدين فالعلة في الأصل لا الفعل لأن الفعل جاء من الأصل وليس العكس. لذلك أنا أعتقد أن فهم الفكر الديني يتطلب دراسة عميقة للكتاب المقدس والتوراة والقرآن. غالباً ما تجد المتدينون يشيرون إلى كتبهم الدينية على أنها "محفزة للفكر". مع أنهم لم يقرؤونها و في نقطة القراءة هذه أقف عند نقطة نظام "rule point" وأستثني الأصوليين منهم والرعيل الأول. من ناحية أخرى للإنصاف ، قد يجد الملحدين أيضاً أنفسهم يدافعون عن نفس الأفكار التي تعلموها من دراسة العلوم. فغالباً ما يسمح بشرح هذه الأفكار من خلال المجاز اللغوي للأشخاص المتدينين وغير المتدينين بالتواصل مع بعضهم البعض.

[ “ما أصعب أن تكون حياتك مجموعة استعارات غير حقيقية , قضيت كل هذا الزمن تؤمن بما يريده الآخرون لك أن تؤمن به , اختاروا لك اسماً يجب أن تحبه وتدافع عن وجوده , كما اختاروا لك إلهاً تعبده وتقتل من يخالفك الرأي بجماله, تحمل عصاك , تهشّها بأوامر إلهيّة على رؤوس الذين أسميتهم بالكفرة , فيما بعد يخرج الرصاص جوقات ليصبح الموت حقيقة.” ]
― خالد خليفة, مديح الكراهية


الحقيقة الموجعة هي أنه لا المنطق ولا الدين يعالجان الأسئلة الأساسية للحياة. وعلى سبيل المثال ، كلاهما لا يقدم أي تفسير للموت. لكن هذا لا يعني أن الدين أفضل من المنطق إطلاقا وإنما المنطق يبقى أفضل من الدين في كل الأحوال، فالدين يقدم أجوبة مغلفة معلبة جاهزة بينما المنطق يقدم حلول مؤقتة فإن المنطق هو طريق مهم للوصول إلى حقيقة ادعاءات الأديان بصورة عامة. أن لدى البشر غريزة طبيعية نزعة توسعية لوجودهم أبناء وجودهم من خلال التكاثر والتناسل. ومع ذلك ، لا أحد فيهم يعرف ما إذا كانت أجسادنا أين ستذهب بعد الموت؟ لا أحد البتة. لكن من الناحية المجازية نستطيع القول ، أن الموت عدو يجب محاربته بشجاعة وحكمة عند مواجهتهُ. سواء كنا نتحدث عن العالم المادي أو الروحاني (الديني) ، فعندما نتناول موضوعات جادة مصيرية. لا يوجد لدينا بديل لاستبدال الفكر الحر بالمجاز.

الدين لا يقدم إجابة منطقية

الدين لا يرتكز على المنطق ولا العلم لذلك لا تنتظر من أي دين أن يقدم لك إجابة منطقية. يعتبر الدين من أهم جوانب حياة عند الكثير من الناس. منذ عصور ما قبل التاريخ وإلى يومنا هذا ، استخدم الناس الدين لفهم أعماق مشاعرهم وأفكارهم وحتى التعبير عنها. تدعي معظم الأديان أن لم تكن كلها أنها تقدم حلاً شاملاً لمشاكل البشرية. ومع ذلك ، تجد الأديان تعارض بشراسة المنطق بشكل أساسي ، مما يجعل من الصعب على الإنسان فهم وتفسير الدين على أساس منطقي. لأنه في الأساس الدين بلا منطق، لذلك ، فإن النظر إلى الدين من منظور منطقي يمكن أن يساعدنا على فهم أفضل لمشاعرنا وأفكارنا البشرية والتعبير عنها. لكن النظر إلى المنطق من منظور ديني يمكن أن يكفرنا ويزندقنا ويسحقنا تحت حوافر الدين ولا توجد حرية تعبير في المنظور الديني بتاتاً.

يقول العالم الفلكي كارل ساغان "حاول إقناع نفسك، أن الرب خلق الكون كله"
الحقيقة الغائبة هي حقيقة سامة ، مثل كل الحقائق الأخرى ، لا تصدق أبداً أن الدين الذي يدعو إلى السلام والمحبة هو دين صالح لمجرد أنه يفتقر إلى السيف فيمكننا العثور على السيوف والخناجر السامة الملطخة بدماء الفلاسفة في جميع الأديان بلا استثناء . تقوم العديد من الأديان على معتقدات غير عقلانية ، مما يجعل الأمر شبه مستحيل بل من الصعب العثور على إجابة منطقية من الدين نفسه. فتجد ادعاءات كثيرة مثلاً يدعي الكتاب المقدس ، على سبيل المثال ، أن الله خلق العالم في ستة أيام عندما كان قد خلقه بالفعل في الزمكان بكامله مرة واحدة. لكن هذا يتناقض بوضوح مع قوانين الفيزياء وكذلك مفهوم التطور. علاوة على ذلك ، فإن فكرة أن يسوع المسيح ولد من عذراء تظل فكرة مبهمة غير مفهومة وغير عقلانية على الرغم من أن الكتاب المقدس يدعي أنه من المفترض أن يكون هو الله نفسه. ونأخذ مثال آخر يدعي القرآن، على سبيل المثال أن الله خلق العالم في ستة أيام، لكن الله في القرآن يغير رأيه في آيات أخرى ويغير عملية البناء من ستة أيام ويمددها إلى ثمانية أيام!!! والقرآن أيضاً يتناقض بوضوح مع قوانين الفيزياء وكذلك مفهوم التطور وقوانين حقوق الإنسان. علاوة على ذلك ، فإن فكرة الإسراء والمعراج وأن محمد طار على بغلة تسمى (البراق) وهذه البغلة كما يصفها مسلم في صحيحه هي ليست حصان طائر وإنما فوق الحمار ودون البغل وأن محمد طار بها إلى السماء السابعة هي في الواقع فكرة ساذجة وغبية ومضحكة وأنا أدعو الجميع أن يضحك على هكذا قصص وتبقى هذه القصص وغيرها مثار للسخرية تخيل معي عزيزي القارئ أن محمد وصل إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء السابعة وعاد بعد ذلك في نفس الليلة أمر لا يصدق حتى وكالة ناسا للفضاء لم تفعلها. هذه القصص والحكايات و من على شاكلتها مثل يونس بات في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسليمان كانت عنده خيول طائرة ويتحدث مع الهدهد والنمل، وموسى حول العصا إلى أفعى وشق البحر، وصالح أخرج ناقة من الصخرة، وعلي بن أبي طالب يتحدث مع الأسد، وأن البومة حزنت على الحسين وهذه القصص فيض من غيض. كل هذه العناصر المذكورة آنفا تخلق جداراً فلكياً عازل يعيق فهمنا نحن البشر للدين من أساس منطقي. أنا اتحدث في هذه الجزئية عن المنطق لذلك تجد الدين يحارب المنطق ويزندق المتمنطق ويكفر الناطق بالمنطق.

الدين يقتل المنطق

المنطق هو نظام أثبت أنه مفيد في العديد من المواقف. يساعدنا نحن البشر على اتخاذ قرارات مستنيرة ويمنعنا من تقديم استنتاجات غير منطقية أو بتعبير آخر استنتاجات مجردة من الأدلة. بالإضافة إلى ذلك ، يوفر لنا المنطق الأدوات العقلية التي نحتاجها للتنقل بنجاح في جوانب الحياة. للأسف ، كثير من الناس لديهم تصور منحرف مشوه عن المنطق ويتصورون على أنه بارد وعديم الشعور. يعتقدون أنه لا يتوافق مع إيمانهم في دينهم ولا يمكنهم ممارسة الدين الذي ولدوا فيه أن تبنوا المنطق. المنطق بالنسبة للمؤمنين خطر وخط أحمر. الحقيقة هي أن المنطق ينقذ الناس من اِتباع عقائد دينية غير عقلانية وبما أن الدين يقوم على معتقدات غير عقلانية فالمنطق بإمكانه أن ينسف الدين من أصوله لذلك الناس يخافون المنطق.

كثير من الناس يسيئون فهم ومفهوم المنطق وكيفية ارتباطه بالدين. مع أن الدين والمنطق غير مرتبطان وبينهما منطقة رمادية والحقيقة أن الدين والمنطق متنافيان تماماً ؛ فالمنطق يرجح العقل والتخلص من أغلال العاطفة وعدم الانصياع، بينما الدين يرجح العنف والتخلص من العقل والانصياع للعاطفة الدينية. لذلك ، لا يمكن للأشخاص المتدينين أن يكونوا منطقيين تماماً. ويمكن أن يكونوا منطقيين ويتبنوا المنطق إذا رفضوا الإيمان تماماً فلا يمكن أن تكون مؤمن ومنطقي في آن واحد. فالأشخاص المتدينين بإيمانهم بدينهم وعقائدهم وعقيدتهم هم اختاروا أن يكونوا غير منطقيين تماماً ، وأن أدعو المنطق في بعض الأحيان فهم لا يفهمون حقيقة المنطق وإنما هم يفصلون فقط منطقهم غير المنطقي اللا منطقي عن المنطق الحقيقي لإخفائه عن الغرباء. فتجد العديد من المتدينين يقاومون بشراسة وجهل تغيير أنماط تفكيرهم لأنه سيؤثر على سلامتهم العقلية، فعقولهم معلبة منذ الولادة ولا تتحمل صدمات فكرية منطقية تهز جدرانهم الآيلة للسقوط، فهم يشعرون بأنهم محبوسون في سجن كبير بلا قضبان بسبب ظروفهم. ومع ذلك ، فإن تبني منظور عقلي أكثر منطقية يمكن أن يحسن حياة المرء بشكل كبير جداً.

يسود المنطق الأعمى بين الناس

المنطق هو نظام رياضي للتفكير يستخدم في الحياة اليومية. إنها أيضاً أداة للعثور على الحقيقة وهي ضرورية لاتخاذ القرارات المهمة. المنطق مفهوم وسلس ويمكن للجميع فهمه. ومع ذلك ، يجد بعض الناس صعوبة في فهم المنطق. غالباً ما يتخذ الأشخاص الذين لا يفهمون المنطق قرارات سيئة بناءً على التفكير الخاطئ. هذا لأنهم فشلوا في التعرف على المنطق والاستدلال المنطقي.

غالباً ما يكون للمنطق الأسبقية على الفطرة السليمة في الحياة اليومية. يتخذ الناس القرارات باستخدام المنطق دون إدراك العيوب في تفكيرهم. وهي عملية أشبه بأنك تريد أن تخيط ثوباً من قماش قديم متهرئ لا يصلح للخياطة ثم تتفاجأ من النتيجة. الناس يعتقدون أن منطقهم سليم لأنه فقط يتبع مجموعة من القواعد الدينية. وهذا في الواقع يؤدي غالباً إلى عواقب وخيمة وكارثية ، حيث لا يفكر الناس في حلول بديلة. كما أنهم غير مستعدين للاعتراف بأن قرارتهم خاطئة عند تقديمهم أدلة مخالفة للعقل والمنطق. ولابد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أنه حتى عندما يتخذ الناس قرارات سيئة ، لا يمكن للمنطق دائماً تفسير السبب. النهج المنطقي لحل المشكلات ضروري جداً للبقاء في مجتمع اليوم. لقد طورت التكنولوجيا حياتنا من نواح كثيرة ، ولكنها خلقت أيضاً العديد من التحديات الجديدة. لذلك، التقييم المنطقي للموقف وإيجاد حل بديل أو مؤقت هو أمراً بالغ الأهمية في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين خالي من المنطق 100%
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 1 / 24 - 06:15 )
ااذا كان حقا ان اصحاب الديانات يؤمنون بان الله هو خالق جميع الكآئنات من اصغرها الى اكبرها وهو من خلق عقول البشر حسب ارادته وهذا يعني تمييز بين عقل انسان وانسان وهو القادر على كل شيء فهل هو محتاج للدفاع عنه او يطلب منا ان نتقاتل لاجله ليدخلنا الجنة؟؟. ماذا يستفيد الله من كل هذا وهو الغني المطلق؟؟. لو يريد الله ان يبيد البشرية لابادها في لحضات ولنا في فيروس Covid 19h اكبر شاهد على ما نقول. من هذا يتبين ان الاديان صناعة بشريه لضبط المجتع عند ظهورها اما الان ونحن في عصر التكنولوجيا فالعلم هو وحده القادر على تيسير الحياة وعبادة الله هو احترام جميع مخلوقاته.

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا