الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضاءة .. بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية

يوسف يوسف

2023 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1 . الدين في واد - لأنه معتقد ، والوطن في واد أخر - لأنه أرض وشعب وأنتماء و .. هذين المفهومين ، بالرغم من بساطة تدوالهما العام مجتمعيا ، ولكنهما وفق المفاهيم الأيدولوجية للأحزاب الأسلامية المسيسة ، والحركات أو الجماعات الدينية / كجماعة الأخوان وغيرها ، والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش وغيرها .. فلهم وجهة نظر أخرى . لأن الهوية الوطنية تحكمها دستور وطني دائم / أو مؤقت ، يحكم كل الشعب ، بكل معتقداته وأطيافه وقومياته وأثنياته .. ضمن تلك البقعة المحددة من الأرض وشعبها ، أم الهوية الدينية ، فهي لا تضع للوطن أو للدولة أي وزن ، لأنها لا تعترف فكريا بهذا النهج ، فهي ضد الوطنية ، بمعيارها العام والخاص ، وذلك لأنها تخضع للمعتقد ، وتضعه فوق مفهوم الدولة أو الوطن ، ولأجله / مثلا ، قال المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ، محمد مهدي عاكف " طز بمصر .. " / وهو المصري ( أثار حوار صحافي نشرته صحيفة « روزاليوسف » اليومية قبل أيام مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد مهدي عاكف أزمة عنيفة بين الصحيفة وجماعة الإخوان ، حيث تضمن نص الحوار عبارات على لسان عاكف قال فيها « طز في مصر.. وأبومصر.. واللي في مصر» ، وقابل الإخوان النشر بانتقادات عنيفة وتأكيدات بأن ما نشر " كلام مفبرك " / نقل من موقع دنيا الوطن ) .

2 . أن ألغاء مفهوم الوطنية يقود الى ألغاء الولاء ، وسيؤدي بذات الوقت الى تحطيم القيم الوطنية ، وهذا الأمر يقود الى العمالة والخيانة ! ، وأكبر مثال على ذلك ، ما قام به الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي / 2012 – 2013 ، الأخواني الأنتماء ، بنقل أسرار مصرية أمنية لدولة قطر ( اتهام مرسي بتسريب أسرار لقطر عبر قناة الجزيرة قال مكتب النائب العام المصري إن تحقيقاته السرية كشفت عن تورط الرئيس المعزول مرسي في تسريب أسرار الدولة لقطرعبر قناة الجزيرة . يواجه مرسي تهمة إساءة استغلال منصبه وتسريب وثائق من المؤسسات الأمنية إلى المخابرات القطرية. / نقلا عن وكالة رويترز ) . فالهوية الدينية لا تضع حدا أو فاصلا للمسموح والممنوع ، وهذا الأمر يشكل خطرا على الوطن ! .

3 . أن الأحزاب الأسلامية لا تهتم بالمصلحة الوطنية ، ولا تهتم بالمعيار والقييم الوطنية ، فمثلا حزب الدعوة الأسلامي في العراق ، يخدم دولة أيران ، وكذلك حزبا الله اللبناني والعراقي يخدمان معا - دولة الأمام الولي الفقيه الخامنئي في أيران ، وهذا يشكل دورا كارثيا للهوية الوطنية للعراق ولبنان ! . والمنتسبين لهذه الاحزاب ، وغيرها الكثير ، مغيبين عن حقيقة دور هذه الاحزاب في خدمة الأجندة الأجنبية .

4 . في هذا المقام يحضرني حقبة الحرب العراقية الأيرانية 1980 - 1988 ، بين أيران ولاية الفقيه / الأمام الخميني ، وبين العراق الأشتراكي العلماني ، أيران تحمل هوية دينية / شيعة أثني عشري ، والعراق ذو الطيف المتعدد دينيا ومذهبيا وقوميا وأثنيا .. الجانب المهم ، أن أيران متأكدة ، من أن الجيش العراقي كان جله من الشيعة / أي معظم ضحايا الحرب كانوا من الشيعة - ذات المذهب الأيراني ، ولكن هذا لم يؤثر في قرار وقف الحرب ، التي تعنتت أيران الخميني في قبوله ( ولم يجد «الخميني» ما يصف به مشاعره وهو يعلن الموافقة ، سوى القول بأنه يتخذ قرارا لا يرغب فيه كمن «يتجرع السم» ، وفقا لـ«الشرق الأوسط». / نقل من موقع الخليج الجديد ) .. أن أيران تحمل هوية فارسية ، هذه الهوية طغت على الهوية الدينية وحتى على الهوية الوطنية ، هنا نلحظ أذن أن الهوية القومية تقاطعت مع الوطنية والدينية ، وتجاوزتهما .

أضاءة :
من كل ما سبق ، أرى : أن المعتقد الديني - كهوية و فكر لا يخدمان الوطن ، بحدوده الجغرافية - دستورا وسياسة .. ، ولا تحافظ هذه الهوية / أي الهوية الدينية ، على خيرات وثروات الأوطان ، لأنها عابرة للحدود ، أما الهوية الوطنية ، فهي مشروع للحفاظ على الوطن ، شعبا وثروة وأمنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا