الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حوار أديان أم حوار أفكار؟
سعيد الحمد
2006 / 10 / 13العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحتاج أكثر ما نحتاج إلى حوار أفكار مع الغرب أكثر منه حوار أديان.. وذلك لأن الغرب تحكمه الأفكار ولا تحكمه الأديان في غرب علماني فصل الدين عن الدولة، وذلك أن النظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي والعلمي لا سلطة دينية عليه كما أن الدولة تمنع نفسها من التدخل في الدين. باختصار وكما قال د. شاكر النابلسي »الغرب عبارة عن حزمة أفكار سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية«، وبالتالي إذا ما أردنا أن نتفاهم مع الغرب وان نفهم الغرب ويفهمنا وجب علينا أن نفتح حوار أفكار.. أو حوارا مع أفكاره وأفكارنا، بحيث يحدث تقاطع وتقارب ونقاش وسجال علمي بين الأفكار.. حوار الأفكار هو الخطوة نحو الدخول إلى العقل الغربي.. وبدون هذا الحوار بين أفكارنا وأفكاره سوف تبقى الفواصل والعوازل والبرازخ، وسنبقى نحن في عالم والغرب في عالم آخر.. وسيكون حوارنا عن بعد.. »حوار طرشان« لأننا نتحدث من منطقة والغرب يتحدث من منطقة أخرى بعيدة ولن تقترب المنطقتان »العربية والغربية« مالم نفتح حوار أفكار مع الغرب.. وإذا ما أردنا اليوم ونحن نشتكي من صورتنا المشوهة في الغرب وان نقدم الصورة العربية التي نعتقد أنها الصورة الحقيقية أو الصورة التي تعبر عنا.. فلا بد أن نذهب إلى ما يهتم به والى ما يحكم الغرب وهي الأفكار.. فالغرب كمجتمع مفتوح ومجتمع براغماتي رأسمالي ديمقراطي تلعب الأفكار فيه دورا خطيرا ودورا مهما في كل مجال،، ويهتم بالأفكار على كل صعيد.. سواء كان اقتصاديا أو علميا أو معرفيا أو سياسيا أو تربويا أو علميا.. لأنها »الأفكار« تحكم المجتمع وتحكم حاضره وتبني مستقبله.. ولذلك لها مكانة اكبر مما نتصور ومما نتخيل. والمشكل أن الأفكار لا تلعب هذا الدور في حياتنا العربية، والأفكار ليست لها هذه الأهمية ولا حتى واحد على عشرة من الأهمية التي لها في الغرب. ولن نبالغ إذا ما قلنا أننا مازلنا نعامل الأفكار والنتاج الفكري معاملة الممنوعات والمحظورات الشديدة الحظر.. فنطاردها ونقبض عليها ونودعها في غياهب المجهول بما يعكس حالة حرب عربية ضد الأفكار الجديدة.. فيما الغرب على العكس من ذلك يشجع الأفكار الجديدة ويدفع بها إلى الوجود لان التقدم والتطور الذي يعيشه الغرب انطلق من الأفكار، وتأسس من الأفكار، وتطور وتقدم بالأفكار الجديدة التي لم تعرف الجمود وظلت تجدد نفسها وتتجدد بالأفكار على كل صعيد سياسي أو اقتصادي أو علمي أو معرفي.. الخ. وقبل أن نسأل متى نفتح ومتى نقيم حوار الأفكار مع الغرب فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبقلق وسط هذا المشهد الفكري العربي.. هل نستطيع وهل لدينا الاستعداد الذهني والنفسي لان نفتح حوار أفكار مع الغرب.. ونحن نتخذ هذا الموقف من أفكاره..!!؟؟ بالطبع ليس المطلوب التسليم بأفكار الغرب والأخذ بها كما هي.. لكن المطلوب وبكل تأكيد أن نخفف من غلوائنا وتشددنا وتزمتنا تجاه فكر الآخر، وان نتعاطى معه بروح ثقافية لا بروح عدائية كما هو حاصل الآن في موقفنا الفكري المسيطر من أفكار الغرب. حوار الأفكار اليوم شرط بقاء وشرط حياة.. ولا يمكن لمن أراد بقاءً ولمن أراد حياةً أن يوصد ويغلق نوافذ حوار الأفكار.. فعالم اليوم غير عالم الأمس، والمعادلات القائمة تعتمد أساسا على حوار الأفكار.. ولا يمكن أن نترك للمتعصبين المتوترين منا أن يمنعوا ويلغوا حوار الأفكار بيننا وبين الغرب.. فتقاطع الأفكار هو الأهم الآن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مختلف عليه | المعارك الدينية من وجهة نظر المغلوبين
.. الإسرائيلية الأميركية يهوديت رعنان تتوسل إلى ترمب: -افعل ما
.. 157-Al-araf
.. 157-Al-araf
.. هل هبط رجال من السماء وأسسوا الحضارة البشرية ؟ ومن هم الأنون