الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12735 ظاهرة حرق الكتب المقدسة في الدول الغربية

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 1 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الإخوة الأعزاء
سلام الذي لافناء لملكه ولا انقضاء لعهده آمين .
أمابعد:
بلغني من أحد الإخوة رابطاً لشريط ٍ مسجلٍ وكعادتي بعد أن استيقظتُ من قيلولتي فتحتُ ذاك الرابط وإذا به أحد أبناء الشرق يعلق على غضب من يعيش في الغرب من المسلمين ويُريد أن يفرض رأيه على الغرب برمته . سمعتُ للأخ العربي ورأيه في ماحدث لكن لنا أن نقول رأينا بكلّ وضوح عبر هذه الرسالة .
فرسالتي مزدوجة وهي موجهة للشرق أولاً ولمن يعيشون في بلاد الغرب من المشرقيين ثانياً.
ياسادتي مهما أوجزنا بشاعة الطعن في مشاعر غيرنا وخاصة المشاعر الدينية منها لايمكن تصور هذا الشعور وبشاعته والألم النفسي الذي يُخلفه مهما كان رأينا في الديانات قاطبة ً ولهذا نحن أبناء الشرق قاطبة بكلّ دياناتنا لابل أقول بمذاهبنا ( اليهودية والمسيحية والإسلام).
علينا أن نقف وقفة حضارية نُثبت للغرب وأعوانه ومفتعلي بوء الشغب فيه وخاصة أولئك الذين يعتبرون حرية الرأي مباحة إلى أنهم يسوقون المجتمعات المشرقيةوالغربية إلى الانتحار الجماعي وهم بالتالي المسؤولين عن هذا الانتحار ونتائجه غير الإنسانية أولاً وغير العادلة ثانياً.
لهذا يجب علينا العمل في اتجاهين .
الأول في الغرب وآلية المطالبة لاتكون بالعنف ولا بأية وسيلة لكن أن يتم تبني قراراً يُكتب ويُسلم لمحام ٍ يُدافع عن حقوق ومشاعر المسلمين والمسيحيين واليهود ضد أي اعتداء أو ازدراء للأديان في الغرب وأخص هنا الدول الاسكندنافية وأوروبا .
كما على الضفة الثانية للمتوسط أن يتم لجم كل من يتطاول على المسيحية أو اليهودية من أيّ شخصية كانت لأنّ الحالة فعلاً وصلت إلى غايتها القذرة من تشويه المشاعر الدينية فلا يمكن القبول بمثل هذه الممارسات تحت غطاء هكذا يقول لي ديني.
يا أخي لستُ لوحدي في هذا العالم وعلينا أن نقرأ أغراض وأهداف من يُساعد على تأجيج الصراعات الدينية لأنّ المجتمعات البشرية غير قادرة على تحمل تبعات هذه السلوكيات غير الإنسانية والأخلاقية .
فما جرى في السويد مؤخراً لحرق نسخ من القرآن الكريم ليس مرفوضا وحسب بل هو مُدان وعمل غير أخلاقي ودنيء وخسيس ولا يُعبر عن حرية الرأي إلا من أجل دمار المجتمعات وأعتقد على أبناء المشرق قاطبة عليهم أن يتحلو بالصبر والحكمة. فالدرس قاس ٍ ونتائجه ستكون أقسى وربما كانت غاية هؤلاء الصعاليك غير المسؤولين والعبثيين الذين يحملون قذارة الحرية الفوضى في أعماقهم . أجل يُريدون تأجيج وإشعال نار في مجتمعاتهم من أجل استصدار قرارات ٍ من قِبل حكوماتهم يتم بموجبها طرد كل من سيُشارك في تلك الاحتجاجات مهما كان نوعها.
وبالمختصر أنا اسحق قومي . المواطن السوري أستنكر وأدين وأشجب بشدة لهذه الأفعال غير الإنسانية وغير الأخلاقية وغير المسؤولة .وعلى الدول الغربية التي استقبلتنا أن تتدبر أمر قوانينها وعليها أن تعلم لم تعد لوحدها بل هناك الملايين اللذين قَبِلتهم كمواطنين ومقيمين على أراضيها وعليها يتوجب أن تُجرم من يقوم بمثل هذه الأفعال الخسيسة والتي تدل على عدم تحمل المسؤولية .إن المشاعر الدينية في جميع بلاد العالم من الحقوق التي يجب برأيي أن توضع فوق قوانين أمن الدولة ذاتها . لا أقول أن تظلم الآخرين ولكن يجب ألا َّ تتعرض المشاعر الدينية والمقدسات لأيّ دين كان ــــ حتى للديانات الوضعية ــــــ .فهي خط أحمر على الدول غربية كانت أم شرقية عليها تقع حماية مشاعر معتنقيها ومعاقبة من يقوم بمثل هذه الأفعال الخسيسة .
خلاص رأيي في الحادثة الأخيرة التي وقعت في السويد .هو إقامة دعوى قضائية على من حرق القرآن الكريم وتقديمه لمحكمة وعلى قرار المحكمة أن يكون قاسياً يوازي الألم النفسي الذي سببته هذه الحالة غير الإنسانية لمعتنقيه ولأحرار العالم فالحرية لايعني أبداً أن تعذب الآخرين نفسياً وروحيا .
وإذا لم يتم استصدار قرار من مجالس البرلمانات عامة بتجريم مثل هذه الأفعال ولكلّ أصحاب الديانات على السواء في الغرب والشرق فأعتقد هذه هي الحالة الأكثر فائدة وواقعية .
أما إن بقيت الأمور بهذا الفلتان تحت رؤية أحادية فنحن على ما أعتقد ضمن تيارات عاصفية وردود فعل ٍ سلبية لايمكن أن نتوقع ما سيحدث إلا أنّ الأبرياء سيدفعون الثمن .
وأقولها هنا إن المسيحية يا إخوتي لايمكن لها تدعو لمثل هذه الأفعال المشينة بل هي التي تقول على لسان فاديها ومخلصها وسيدنا يسوع المسيح ( أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم....كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم هكذا أنتم أفعلوا بهم أيضاً).
فالمسيحية والمسيحيين براء من هذه الأفعال المشينة ومن هذه الفكرة نوجه رسالة إلى أبناء المشرق عامة عليكم بالحكمة والصبر وعدم نقل سيئات الغرب إلى مجتمعاتنا المشرقية وعلى إخوتي الذين يُدينون بالإسلام على مختلف مذاهبه وفرقه لنتفهم أهمية أزدراء معتقدات الديانة المسيحية ومشاعر المسيحيين إخوتكم في المشرق والمغرب . لهذا إن الله واحد ودينه واحد .
((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)).
هناك الكثير لكن خير الكلام ما قل ودل.
الرجاء التحكم بانفعالاتنا .حكمة تفرضها الضرورات والإنسانية .والعالم في الغرب تيارات عدة تريد إشعال الفتن فاحذروها.
# اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان