الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوجلان: الكرة في ملعب أنقرة مجدداً!

زوهات كوباني

2006 / 10 / 14
القضية الكردية


تتسارع الاحداث في الاونة الاخيرة في المنطقة عموماً وفي تركيا خاصة. فمن ناحية تعيين ممثل خاص من قبل امريكا (الجنرال رايلسون) وبعده ممثل خاص تركي من قبل تركيا لمتابعة ملف حزب العمال الكردستاني ، وهما جنرالان متقاعدان وناجحان في الفترة الماضية، ومن ثم تعيين ممثل خاص بالعراق وبهذا سيكون الثلاثي العراقي التركي الامريكي قد اكتمل ولكن ينقصه الممثل الكردي، لان حل المشكلة لا بد ان تكون مع اصحاب العلاقة وهم هنا حزب العمال الكردستاني، ففي البداية ربما يكون من الصعب بشكل مباشر ولكن مع مرور الزمن سيصبح هذا ايضاً طبيعياً، لان منحى التطورات يتجه صوب القبول والأعتراف.

ومن ناحية اخرى مجيء رايلسون الى المنطقة ولقاءه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومن ثم اللقاء بالسيد مسعود البرزاني ومناقشة قضية حزب العمال الكردستاني، وفي امريكا مناقشات السيد جلال طالباني مع الامريكان والتصريح بصدد حزب العمال الكردستاني: "اننا عملنا على اقناع الحزب بوقف اطلاق النار"، ومن ثم تصريح اخر "ان الصبر له حدود، فان تدخل اية دولة في شؤون العراق سيرد بالمثل، وذلك في دعم المعارضة الموجودة في تلك الدول ". وفي هذا اشارة واضحة الى تهديد كل من سورية وايران وتركيا عن طريق دعم المعارضة الموجودة في تلك الدول، ويفهم المراقبون من هذا دعم نضال حزب العمال الكردستاني الذي يمتلك قاعدة كبيرة واحزاب فعالة مؤيدة وحليفة له في تلك الدول ويمكن لهؤلاء ان يفعلوا الكثير اذا كان هناك تنسيق بين القيادة العراقية وحكومة اقليم كردستان من جهة وحزب العمال الكردستاني من جهة اخرى.

من جانب اخر نوقش في البرلمان الاوربي التقرير الموسع المتعلق بتركيا، وبين التقرير بان تركيا مازالت بعيدة عن حل القضية الكردية، كما قيم التقرير نداء حزب المجتمع الديمقراطي بوقف اطلاق النار، بانه خطوة مناسبة وايجابية، وقد كان في التقرير انتقادات حادة طالت تركيا بصدد ملف القضية الكردية، وقد صرح البرلماني الاوربي جامييل اورلينكس بان تركيا لا بد لها من حل القضية الكردية بالاسلوب الديمقراطي ووقف العمليات العسكرية في المنطقة الكردية وقبول معاهدة اوربا المتعلقة باللغات المحلية والاقليمية، وقبل هذا كانت امريكا قد طالبت الحزب بوقف اعماله الحربية، وتركيا بان تحل القضية بالسبل السلمية البعيدة عن العنف.

ومن جانب تركيا وكردستان ، فقد طالب رئيس حزب المجتمع الديمقراطي احمد تورك ونائبته ايسل توغلك حزب العمال الكردستاني بوقف الحرب وحل القضية باسلوب الحوار، وفي معرض رده على اسئلة الصحفيين قال تورك : بان النداء ينبع من مطالب قاعدتنا الجماهيرية، اضافة الى تاييد المؤسسات الديمقراطية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني والكثير من المثقفين والكتاب الاتراك. وكان رئيس حزب الطريق الصحيح محمد أغار قال "ان الجميع يريدون السلام والحوار ولكن الدولة لا تعرف ماذا تعمل"، وأضاف آغار"أفضل من ان يكون المقاتلون في الجبال حاملين السلاح ، ان ينزلوا الى الشارع ويعملموا في السياسة". وهذا ما فتح الباب امام نقاشات واسعة بين المثقفين الاتراك والاحزاب من بين معارض ومؤيد لاغار واخذت النقاشات ابعادا اعمق بان تركيا على ابواب مرحلة جديدة تختلف عن الماضي ولا بد لها التعامل مع المتطلبات الجديدة وفق منطق العصر . لانه لاول مرة يصرح فيها رئيس حزب معارض ويطلب العفو العام ، وله ماض معروف في الصراع مع حزب العمال الكردستاني حيث كان على راس الاجهزة الامنية في المراحل السابقة ، وحتى عبدالله كول وزير الخارجية التركي وفي معرض رده على الصحفيين قال اذا وقف الاشتبكات فان هناك مهاماً كثيرة لا بد ان نقوم بها، وكل هذه مؤشرات الى الميل بإتجاه حل القضية الكردية في تركيا وذلك بالطرق الديمقراطية والحضارية.

اضافة الى ذلك النداءات المتكررة من عائلات وذوي الجنود القتلى، والذين صرخوا في وجه اردوغان "ان ابنائنا ليسوا بشهداء، لانهم لم يقتلوا في حرب شريفة ضد اعداء خارجيين" و" لماذا لايرسل المسؤولون أبنائهم للجبهات". كما ازدادت زيارة قوى المعارضة التركية الى اوربا، وقد كان زيارة اردوغان الى امريكا ولقاءه بجورج دبليو بوش الرئيس الأميركي، وإطلاقه تصريحات تنحو منح العقلانية ومتابعة الموضوع ومراقبة التطورات، كذلك دلالاتها. ويقول بعض المراقبين ان الزيارة فشلت وأن بوش رفض منح اردوغان وعوداً بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، بل كانت التصريحات تتحدث عن التعاون إزاء قضية دارفور في السودان!!.



بقي الطرف الكردي. فقبل مدة صرح ديوان الرئاسة في اقليم كردستان بانه لا يجوز وصف الحركة الكردية في تركيا بالارهابية، وإنه يجب حل القضية بالحوار الديمقراطي. واصدر البرلمان الكردستاني قرارا حول اللجوء السياسي يشمل مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وهو ما علق الكثيرون بانه الأرضية من اجل منح اللجوء للذين لايستطيعون العودة لتركيا، وليس من ضمان أوامان على حياتهم، حتى ان الكثيرين من الكتاب الاتراك بينوا في كتاباتهم ان هذا القانون هو من اجل اعطاء المشروعية لحزب العمال الكردستاني. بالاضافة الى ان السياسيين الكرد الجنوبيين كانوا قد صرحوا مرات عديدة بأنهم جاهزون للعب دور الوساطة من اجل حل القضية بالحوار الديمقراطي الكردي.

وبقي العمال الكردستاني، وكل الانظار كانت متجهة الى الحزب وخاصة الى جزيرة ايمرالي حيث زعيم حزب العمال الكردستاني الأسير منذ ثمانية سنوات والحزب لا بد من اجل اصدار مثل هكذا قرار ان يرفع الأمر الى الزعيم عبدالله اوجلان ليبت فيه. وأوجلان هو اللاعب الاساسي في مسألة إنهاء الصراع الدائر بين الدولة التركية والاكراد منذ اكثر من ربع قرن، وبدونه لاتحل هذه القضية، هذا طبعاً أذا اسجابت الدولة التركية لطلباته المتكررة في السلام .

وجاء يوم الاربعاء، حيث سمحت السلطات بزيارة محامي اوجلان له، وقد اعلن السيد اوجلان وقف اطلاق النار وبين للمحامين ان وقف اطلاق النار يعود لقوة الحزب وليس لضعفه. وقد صرح أوجلان بانه منذ سنة 1993 والحزب اعلن خمس مرات وقفاً لإطلاق النار، لكن الدولة التركية لم تستمع واصرت على الحل العسكري، كما دعى مقاتلي العمال الكردستاني إلى توخي الحيطة والحذر، وعدم الإنجرار لإستفزازات الجيش التركي، لكنه في الوقت نفسه دعاهم للدفاع عن انفسهم بكل قوة حين تعرضهم لأي حملات عسكرية تركية تستهدف القضاء عليهم.


تركيا تعيش ازمة وتناقضات حادة بين من هم على سدة الحكم وبين العسكر وبين المعارضة، وخلال هذه الحرب الطويلة تشكلت في تركيا طبقة من تجار الحروب كل مصلحتهم في خوض الحرب القذرة وإستمرارها ، ولذلك ستعمل هذه الطبقة من اجل احباط هذه المحاولة وإفشالها ، وقد ظهر هذا جليا في الفترة الاخيرة، فرغم اتهام الجنرال يشار بيوك آنط قائد الجيش التركي الحالي، بتورطه المباشر في جريمة "شمدنلي" وذلك بدفعه ضباط لقتل معارضين كرد، تم تعيينه في رئاسة اركان الجيش التركي اضافة الى ذلك قيام فرقة "انتقام ترك" بتنفيذ مجزرة في امد في حي باغلر حيث الموالين للحزب، الأمر الذي ادى لمقتل عدد كبير من أبناء الشعب الكردي بينهم سبعة أطفال. هذا ناهيك عن الحملات التي تقام يومياً ضد نشطاء وأعضاء حزب المجتمع الديمقراطي، وتقديم رؤساء 56 بلدية كردية للمحاكمة بتهمة تأييد الفضائية الكردية روج تيفي. هناك بإختصار حرب شعواء تشنها الدولة التركية ومؤسساتها الأمنية ضد الكرد، مدنيين ومقاتلين في حزب العمال الكردستاني.


من جهة الأوروبيين هناك تحسن كذلك، فالدعوة التي رفعها الحزب في البرلمان الاوربي في سنة 2002 من اجل ازالة اسم الحزب من خانة المنظمات الإرهابية تم قبولها. وسيتم التناقش مرة اخرى في الأمر من الجانب الأوروبي. كما التقى الأميركان باحمد تورك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي وتباحثوا في كيفية حل القضية الكردية.

كل الأشارات تدل على ان المسالة تطبخ على نار هادئة، والكرد موقفهم اقوى هذه المرة، فحزب العمال الكردستاني عاد لقوته التي كان يتمتع بها اواسط التسعينيات، والطرف الكردي المدني قوي كذلك، وكانت كردستان شهدت إنتفاضات كبيرة ايد فيها مئات الألاف حزب العمال وزعيمه اوجلان، هذا ناهيك عن الدعم الأوربي والأميركي البادي حالياً، والمساندة القوية من لدن الحكومة الكردستانية في الجنوب. كل هذه المؤشرات تدفعنا للقول بأن القضية قد تجد طريقها للحل هذه المرة، لكننا نكون حذرين في قولنا هذا.

تركيا لو حلت القضية الكردية فسوف تصبح دولة قوية ورئيسية في المنطقة، هذا ما يقوله اوجلان مراراً، فهل تختار تركيا طريق الرقي، أم تستمر في طريق العنف والدماء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا