الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار هيباتيا والهكسوس ووجوه الفيوم الرومانية ...

عمرو عبد الرحمن

2023 / 1 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


= في البداية سؤال : من هي هيــپاتيا؟ وما علاقتها بالاحتلال الروماني لمصر؟
-
= والإجابة تبدأ كالتالي؛
- اسم "هيــپاتيا" – الفيلسوفة الرومانية الشهيرة، مشتق من (هيــپا Ἥβη) إلهة الشباب الدائم، التركية (الطورانية)؛
-
= قدسها الهكسوس الطورانيين من (الميتانيين والحيثيين)، كما قدسها أحفادهم (الإغريق والرومان) - كإبنة للإله "زيوس" من زوجته الإلهة "هيرا"، وهي زوجة الإله (هرقل | هيراكليس) الشهير بأسطورة قتل التنين (هيدرا)؛
-
= وهي نسخة قديمة لنفس الأسطورة المرتبطة بشخصيات مثل الإله "بعل | ماردوخ" و"ثور" ابن الإله "أودين" عند الجرمان والساكسون والاسكندناف، و(مارجرجس) عند الرومان!
-
= ومن تجسدات "هيــپا" الوثنية؛ إلهة نور القمر الإغريقية المجنحة؛ (إيريس المضيئة | إيلوميناتي Ἶρις Iris) (Iris_Illuminate).
-
= من اسم "هيــپا"؛ اشتق اسم الأميرة "كليوهيــپا" أو "جيلوهيــپا" - بلغة الخوريين الميتانيين - أو [كيرجيبا] بالنقش المصري المقدس، وهي ابنة "شوتارنا الثاني"، ملك "ميتان"، وشقيقة الملك الميتاني "توشراتا" - بينما كانت ابنة شقيقها تسمي: "تادوهيــپا".
-
• جحافل الهكسوس تنهال علي مصر من الأرض الوسطي
-
= "ميتان" كانت من ممالك البدو الرعاة – التي أسستها (قبيلة الخوريين)، ضمن قبائل (الطورانيين | الهكسوس) موطنهم الأصلي : (الأرض الوسطي أو أرض بونتيك-قزوين، ما بين البحر الأسود وبحر قزوين وجبال القوقاز، يتوسطها نهر أوكسوس – أو عاموداريا).
-
= قبل 5000 سنة، تقريبا، هاجر بدو الطورانيون (الغجر الرحل) من موطنهم الأصلي هربا من موجات الجفاف التي دمرت مراعيهم، وانتشروا كالجراد بمئات الألوف واحتلوا أراضي الشرق بسلاحهم الذي انفردوا به وقتها عن بقية الشعوب، وهو سلاح (العربات الحربية تجرها الخيول) – عرف باسم: [الماريانو].. ويقودها سلاح الفرسان، وعرف باسم: [الماريوت]..
- والاسمين مشتقين من لفظ |مار| – باللغة الآرامية السامية العربية - أي: السيد، أو النبيل.
-
- ولما احتلوا بلاد الشرق تعرفوا علي الثقافة المصرية ومنها كلمة [آري]: أي المقدس أو النبيل الملكي، فنهبوا اللقب، كما نهبوا كنوز حضارتنا وحضارات الشرق، وأطلقوا علي أنفسهم : الآريين! – أي: السادة النبلاء!
-
= بينما بقية البلد التي استعمروها اعتبروا شعوبها الأصلية، عبيدا لهم أو مواطنين من الدرجة الثانية!
-
= عقب سقوط الدولة الوسطي احتلت شمال مصر إحدي قبائل الطورانيين وتسمي (قبيلة خور أو الخوريين)، وكان من حكامهم؛
- "قطفير" الذي اشتهر بلقب (العزيز) أي النبيل، وزوجته "زليخة" و"فرعون" و"خيان" و"خامودي"، وتصدت لهم جيوشنا وطردتهم من بلادنا بقيادة الملك [أحمس الأول]: مؤسس [الأسرة الملكية الـ18].
-
= عقب طرد الهكسوس (الخوريين) من مصر وقيام [الدولة الحديثة] – آخر ممالك الحضارة المصرية القديمة بعد الطوفان.. أعادوا تمركزهم بأرض الرافدين التي سبق واحتلوها أيضا وأقاموا بها مملكة (ميتان).
-
= سجلت المراجع أن قبائل الهكسوس عجزوا دائما عن هزيمة مصر أو الاستمرار في استعمارها، ولم يجد الميتانيين سبيلا لاختراق عرش مصر إلا ؛ سلاح النساء.. بعد عجزهم عن هزيمتها بالحروب!
-
= في البداية قدم "توشراتا" شقيقته "جليوهيــپا" كزوجة - هدية للملك [أمنحتب الثالث] عربون السلام الخادع، وبعد 20 عاما ماتت، فقدم "تادوهيــپا" ابنة شقيقه "شوتارنا"، زوجة جديدة لنفس الملك، الذي مات علي فراش القوي الناعمة للهكسوس!
-
= استمر اختراق الهكسوس، لمصر عبر جسر من النساء والمحظيات، قدمهن ملوك ميتان، مثل [شوتارنا الثاني Shuttarna II]، لـ[أمنحوتب الثالث]، وفق رسائل تل العمارنة.. كرسالة "شوتارنا الثاني" عن تزويج ابنته "جيلوهيپا" لملك مصر[أمنحوتب الثالث]، عربونا للصلح بعد حروب عديدة.
-
= كانت "جيلوهيــپا" شقيقة (توشراتا Tušratta) – ابن "شوتارنا الثاني" - وبدوره؛ أهدي ابنته: «تادوهيــپا»، زوجة إضافية لـ[أمنحوتب الثالث]! بعد وفاة "جليوهيــپا".
- بذلك يكون تزوج البنت وعمتها معاَ!!!
-
= بعد موته؛ تزوجت زوجته «تادوهيپا»، من إبنه؛ [إخناتون]، في سياق الاختراق الوثني والسياسي من الهكسوس لعرش مصر، وكانت النتيجة أن فرط [إخناتون] في عقيدة التوحيد لحساب ديانة أنسابه الهكسوس، كما فرط في حدود مصر الكبري بالشام والعراق لمصلحة نفس العدو!
-
• كيف بدأ غزو مصر القديمة!؟
-
= سجل التاريخ المصري بداية من عصر ما قبل الأسرات، ثم [الدولة القديمة] موجات متلاحقة من غزوات قبائل البدو - الترك (الطورانيين) لدرة تاج الأرض ؛ مصر الكبري التي صمدت لأكثر من 3 آلاف عام أمام ضرباتهم الهمجية، إلا أن ضربات المناخ المتزامنة من جفاف وتصحر وقحط النيل، أدي لانهيار مصر أخيرا أمام ممالكهم البدوية..؛
- بداية بالاحتلال الفارسي، ثم البطلمي (الإغريقي) ثم الروماني.. وكلها ممالك بدوية طورانية الأصل.
-
= من ناحية أخري؛ ظلت مصر محتفظة بثبات تركيبتها الجينية رغم الهجرات الاستعمارية الطورانية، حتي عام 30 قبل الميلاد لما أصبحت ولاية رومانية.. إلي أن تحررت بالفتح العربي بعد سبع قرون.
-
= تسبب طول مرحلة الاحتلال الروماني لمصر (ألف عام تقريبا) في تغلغل التأثير الجيني للرومان في دماء المصريين، حيث تزاوج الرومان من المصريين وكانت النتيجة أجيال جديدة حملت ملامح مشتركة.
-
= بهدف احتواء مقاومتهم العنيدة، حاول البطالمة والرومان اكتساب حب المصريين والاختلاط بهم، والتظاهر باحترام عقائدهم! وأقاموا مدنا استعمرتها الجاليات اليونانية والرومانية، كمدينة "بطلمية" التي أسسها بطليموس الأول، فانتشرت ((الجينات اليونانية والرومانية)) بأنحاء البلاد!
-
• وجوه الفيوم الرومانية
-
= أسفر الاختلاط السكاني بين المصريين والمستعمرين، عن تغيير كبير في العناصر الفنية والثقافية في الفن المصري، كما يتضح في " وجوه الفيوم " الشهيرة المكتشفة بأنحاء مصر الوسطي.. وهي توابيت مرسوم عليها وجوه الموتي، بملامح تختلف تماما عن ملامح وجوه المصريين، وهي الملامح التي تجسدها آلاف من الشخصيات التاريخية، مثل ملوكنا العظماء:-
- [مينا – آمنحوتب – أحمس الأول – إخناتون - سنوسرت الثالث – أوسركون – مرنبتاح – رمسيس الثاني والثالث - أبسماتيك الأول – نفرتيتي – نفرتاري – حتشبسوت – ميريت – توت عنخ آمون ...] إلخ.
= الحقيقة أن وجوه الفيوم أو لوحات الفيوم أو مومياوات الفيوم، رسمت علي توابيت الموتي الرومان أثناء الاحتلال اليوناني والروماني لمصر.. وكلها من مدارسهم الفنية المختلفة عن فنون التحنيط العبقرية والنحت المصري القديم المحفور علي الحجر بآلات الليزر المتطورة قديما وألوان الزئبق الأحمر الباقية منذ 7 آلاف سنة.
-
= نظرة واحدة لجداريات مدينة بومبي أو (پُومْپِيِي Pompeii) ومدينة (هيركولانيوم Herculaneum) والمدينتين دمرهما بركان فيزوف سنة 79 م، تثبت أن وجوه مواطنيها، نسخة من وجوه الفيوم.
-
= .. ونقرأ من مقال بعنوان: وجوه الفيوم الحزينة (مرحلة نادرة في تاريخ الفن) للكاتب / صبري منصور، بمجلة الهلال- ديسمبر 1997..؛
- ((أن وجوه الفيوم المدفونة في مصر أقرب في الملامح إلي شكل الوجه الروماني بملامحه المعروفة مثل العيون الواسعة والأتف المستطيل أو المعقوف قليلاً، والشفاه المستديرة، والشعر المجعد.
-
= الصور التي تم التقاطها حديثا بتقنية الـ3D كشفت الفارق بين ملامح المصريين "القدماء".. وبين اليونان والرومان أصحاب وجوه الفيوم الحقيقيين.
-
• العصر القبطي (الروماني)
-
= كانت تلك الفترة المسماة بالعصر القبطي – رغم أنها رومانية وليست قبطية (مصرية) – نشأ منها فن تصوير الوجوه (البورتريه) في أوروبا.
-
= فن الصورة الشخصية بدأ بالفن الروماني، وكان مخصصا لطبقة الأشراف من ملوك ومحاربين (الآريين).
-
= تعود بداية هذا الفن لليونان القديمة، فظهرت فكرة اللوحات الجنائزية واستخدامها في الطقوس الدينية، بتصوير الميت بصنع نسخة مرسومة من وجهه، بأسلوب التصوير الشمعي؛ (شمع المخلوط بأكاسيد الألوان مع استخدام فرشاة أو سكين دهان على الخشب أو على نسيج المومياء نفسها).
- لاحقا؛ نقلها الرومان.. ثم تحولت إلي: (فن الايقونات المسيحية).
-
= البصمات اليونانية والرومانية واضحة، سواء أسلوب تصفيف الشعر واللحية المرتبط بالموضة في روما القديمة.. أو أنواع الحلى والمجوهرات، المرتبطة بنخبة المستعمرين الأثرياء مما نهبوه من أرضنا.. أو الأسماء المكتوبة عليها وكلها يونانية، أو رومانية مثل؛ أرتيمدوس، ديموس، داميانوس، هيرمونه، فيليب، انطونيوس، أغابي، إكليمندس..
-
• هيپاتيا ؛ ضحية الإرهاب الروماني والوثنية الهيرمسية
-
= .. ونعود إلي (هيپاتيا ثيون السكندرية Ὑπᾰτία) .. التي كانت من أشهر الشخصيات الرومانية التي ولدت سنة 370، بالإسكندرية المحتلة وقتها، تربت علي التصوف (الهيرمسي) الوثني .. وفلاسفته أمثال: (هيرموجينيس الطرسوسي Hermogenes of Tarsus) من جنوب الأناضول؛
- فنشأت كفيلسوفة وثنية علي المدرسة الهيرمسية، التي أسسها الفيلسوف اليوناني (أمونيوس ساكاس هيرمياس Ammonius Hermias Saccas) – حين استعمر الإسكندرية، وتفرعت منها نظرية (الأفلاطونية المحدثة) للفيلسوف "أفلوطين" تلميذ "ساكاس".. وأحد أعمدة الهرمسية الوثنية حتي اليوم!
-
= كان أبوها هو الفيلسوف (ثيون Theon Θέων) - آخر مدير لمكتبة الإسكندرية قبل إحراقها سنة 389 حين أحرقها "ثيودوسيوس الأول" آخر حكام الإمبراطورية الرومانية الموحدة (قبل انقسامها عقب وفاته).
-
= عام 415م، بتحريض بابا الإسكندرية (الروماني | كيرلس الأول) اغتالتها حشود من الرومان المسيحيين، قاموا بجرها من شعرها، وسحلوها عارية بشوارع الإسكندرية وسلخوا جلدها بالأصداف وأحرقوها بالنيران؛ بعد وشاية مغرضة، بأنها علي علاقة "خاصة" بحاكم الإسكندرية (أوريستيس Ὀρέστης)، الذي كان يدعمها دينيا ضد البابا.
- سجلت دراسات حديثة أن اغتيالها نتيجة صراع طائفتين مسيحيتين رومانيتين بالإسكندرية؛ بين أوريستيس (المعتدل)، وكيرلس الأول (المتشدد).
-
= اشتهر "كيرلس الأول" بمعاداة الامبراطور الروماني (فلافيوس كلاوديوس يوليان Flavius Claudius Iulianus)‏ و(نسطور Νεστόριος) بطريرك القسطنطينة، الذين دافعوا عن اعتقادهم في أن السيدة العذراء والدة المسيح النبي – وليست أم الإله "الإبن" المولود - من الإله الوالد "الآب"!
-
= الجدير بالذكر؛ أن كلا من أمونيوس ساكاس هيرمياس ||| و"هيپاتيا السكندرية" ||| تم دفنهما بنفس أسلوب الدفن الخاص بالمستعمرين اليونان والرومان في مومياوات الفيوم!
-
-
-
^ مراجع:
- أعمال المؤرخين الرومان؛ "بلينيوس الأصغر" وعمه "بلينيوس الأكبر".
- الموسوعة البيزنطية (سودا Suda) –المؤرخ الكنسي سقراط وموسوعته: «تاريخ الكنيسة».
- المكتبة الوطنية الفرنسية — العنوان : BnF catalogue général — الناشر: المكتبة الوطنية الفرنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو