الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٦)

محمد ليلو كريم

2023 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أنا الإنسان العاقل؛ محمد ليلو كريم، ولِدتُ في 30 نيسان 1976 في دولة العراق، مدينة المجر الكبير، محافظة ميسان - العمارة، وقد شرعت بكتابة هذه المقالات التي تحمل عنوان "هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه" في أواخر عام 2021، ولا أكترث إن كان جدي الأول خُلِّقَ أو هو جنس ظهر نتيجة عملية تطور، ولا أكترث إن كان ذلك الإنسان الأول مُقدسَاً أو هو طفرة عن حيوان ما، وأن الحقيقة تظل محط اهتمام وجهود العلم، أما الأغلفة الاعتبارية فلن تكون هي تلك الحقيقة التي تمثلت إنسانًا أول، فذلك الإنسان الأول هو؛ وهو فقط تمثّل الحقيقة والمشهد الواقعي الذي بذل العلماء جهود جبارة لاكتشاف كنهه ومكانه وزمانه وتراكيبه، وسيستمر العلماء المتخصصون ببذل جهودهم العلمية التخصصية لاكتشاف عملية تكوّن ذلك الإنسان ومكان وزمان ظهوره، أما النصوص الدينية فلم تسعفنا بالمراد، ولم تضع أمامنا مشهد قطعي الدلالة العلمية لما نطلبه من جواب، وإن عاب الدين على العلم أنه لم يأتِ بجواب قاطع ونهائي فالعلم بدوره يُعيب على الدين ذلك، ولكن الأفضلية للعلم دومًا وبما لا يقبل الجدل.
ليس هناك من معادل معتبر بنفس قوة ايمان المرء الذي هو وليد قناعة أو خدعة حيث يجري هذا في العقل، إذ ليس لهذا معادل معتبر بنفس القوة خارج العقل، فالإنسان المؤمن بوجود خالق يتولد ايمانه في داخل عقله، وهل هناك من ايمان بلا عقل؟ طبعًا لا، وهذا الايمان الذي هو قناعة عقلية لا شيء غيره يدفع العاقل للقول بوجود خالق، أي؛ ليس من دافع آخر فاعل خارج العقل، ولهذا يسعى المؤمنون بوجود خالق لإثبات وجوده وهم يستخدمون العقل، فتُصاغ الحجج والبراهين والمقولات في داخل الذهن، أما إثبات وجود الخالق بدليل قاطع يقع خارج العقل فهذا لم يحدث، فالناس وهم الكائنات العاقلة لم يروا كائنا ضخما في الفضاء يمكن مشاهدته بوضوح رغم بُعده عن الأرض بما يساوي عشر مرات بُعد الشمس عن الأرض وتوجه هذا الكائن بصوت واضح ولغة أو عدة لغات مما يتحدث بها البشر الى مجتمع العلماء ودعاهم ليُثبت لهم وجود خالق، أو أن الموجودات المادية غير الحية كالتراب والماء والشجر والحجر وما الى ذلك تحمل في أصغر تراكيبها نبرة صوتية وجملة مكتوبة تُثبت قطعًا وجود إله.
لا شك أن الخوض في العلوم من فيزياء وكيمياء واحياء وبقية العلوم يُفسّر لنا الكثير مما نجهله من العالم والكون والحياة وهو الذي يوصلنا الى مكامن المنفعة في الدنيا وكيفية تفعيلها واستخراجها وتحويلها لأجل الاستخدام المُيسّر، وليس من تلفاز أو موبايل وجِدَ وأثبِتَ انه خُلِقَ ولم يُصنع، والعلم وتخصصاته تصل بنا الى اكتشاف أصل الحياة ومتى وأين وكيف بدأت، وكيفية تطورها، ولا يختلف اثنان "من العاقلين" على فضل العلم في الاختراع والاكتشاف، فالعلم فتح لنا أبواب المستقبل والماضي، وليس من مجال آخر غير العلم نتمكن به من فتح باب قدّامنا أو فتح نافذة لنرى ما مضى، وألا؛ لا الوحي ولا العرافة ولا النص الديني ولا الكرة البلورية أو المرآة السحرية تطل بنا على الماضي لنستكشفه أو تفتح بابًا لاختراع تقنية، وإن اصحاب العقول البائسة يصدقون بوجود تكنولوجيا اسمها البراق وأن هناك جهازا كونيا للتواصل اسمه الكساء اليماني. ونتساءل: أين ذهب البراق أو الكساء لنصل لهما ونطلّع عليهما كما هو الحال مع التقنيات القديمة التي ظهرت في القرنين أو الثلاثة الماضية، فنحن على يقين من وجود تلفاز بالأسود والأبيض، والراديو حين كان يُنظر له كمعجزة، والمطبعة الأولى، ومع مرور الوقت تطورت الأجهزة القديمة. ولكن البراق والكساء لا أثر لهما ولم نتقين من أنهما تطورا، في حين أن حتى الاقوام القديمة تركت رُقُم وألواح تُظهر اختراعات وامكانيات مُصنّعة للتعامل مع الحياة{1}. إذن؛ أن لم نتيقن من وجود دابة تطير وكساء أكثر تطورًا من الأنترنت كيف لنا أن نتأكد حد اليقين من أن النبي محمد وآله خلقوا من نور وجه الله وليس من المواد التي تكوّن منها سائر البشر؟
للسيد الخميني مقولة مضمونها أن الأئمة المعصومين أخذوا معهم علومهم الى الملأ الأعلى بعد موتهم. وعلى ضوء هذه المقولة، هل يُقبل أن يُذاع بعد موت آينشتاين إنه أخذ معه نظريته النسبية الى قبره؟
يقول السيد الخميني: "نحن نفخر بأن منا باقر العلوم وهو أعظم شخصية تاريخية ما عرفها ولا يستطيع معرفتها إلا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومون عليهم السلام"! بربكم، هل هذا ترويج علمي، أم هل هو مصدر علمي يمكن الرجوع له للأخذ منه، وما الذي ننتفعه من علوم رجل لا يمكن فهمه أو التعرّف على علومه{2}!؟

أنا عاقل.

.............

{1} لماذا انفردت الحضارة السومرية بكونها أول حضارة في التاريخ؟

 يتطرق الماجدي إلى ابتكارات السومريين الفريدة كالكتابة التي جعلت التاريخ يبدأ منذ 3200 سنة قبل الميلاد في بلاد سومر، الحضارة السومرية تختلف عن الحضارات الاخرى في كونها حضارة تأسيس.

مجموعة "الرواية العراقية الجديدة" نت. Asaad Alhelali.

{2} نت.

أهل البيت عليهم السلام في فكر الإمام الخميني.

الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

تاريخ الإصدار: 2015-08

الكاتب: مركز المعارف للتأليف والتحقيق

من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا