الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرك الإيجابي من المواطنين المسلمين هو ما سيحميهم من اليمين المتطرف

أحلام أكرم

2023 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقالتي هذه ليست دفاعا عن تصاعد اليمين المتطرف وخطره على المواطنون المسلمون.. وليست تأييدا لتصاعد الإسلام السياسي في أوروبا ..ولكنها رسالة لمسلمي أوروبا بمسؤوليتنا عن الأمن للجميع وبكيفية إخراس كلاهما.....
سيدي القارىء
عمق الإحساس بأننا ضحية.. وترسيخ نظرية المؤامرة في الذهنية العربية.. أعمانا عن الموضوعية في بحث وتحليل الكثير من الأمور التي تمس حياتنا في الغرب بحيث أصبحنا لا نرى الأمور إلا بعين واحدة تحمل همومنا وخوفنا من تصاعد الخطاب اليميني الذي أعماه الخوف على قيمه من هذا القادم ؟؟
هذا الخوف أعمى حتى أكبر الصحفيين .. بحيث لم يُحلل الأمور بموضوعية لا هو ولا تحليل البي بي سي .. التي ومن المفروض بها الموضوعية ...
كلاهما بث الخوف غاضا النظر عن ذكر وتحليل التغيير والظروف التي أجبرت اليمين على تغيير خطابة الشعبوي لإستقطاب الناخب .. حين أعاد بناء هذا الخطاب ليتناسب مع القيم والمبادىء التي أوصلت الغرب للحضارة الثقافية والعلمية .. والتأكيد على خضوع أي حكومة أو حزب للمؤسسات وليس لمزاجات الأحزاب...
كلا التحليلين .. لم يُبين الوجه المعاكس لتصاعد اليمين المتطرف. ألا وهو تصاعد الإسلام السياسي في أوروبا والذي يهدد الغرب وكل الدول العربية.. ممثلا بالوجود القوي للإخوان المُتأسلمين. وتناسوا عدد وضحايا العمليات الإرهابية التي قام بها مسلمون مواطنون في أوروبا؟؟؟؟؟.. تحليلهما وبث الخوف في نفوس أغلبية المسالمين المسلمين.. أعجزهما عن محاولة إيجاد الحلول للأزمة الإقتصادية التي لا تفرق بين المواطنون الأوروبيون سواء مسلمين أم مسيحيين ..
دُعيت في الثمانينات لنقاش حول هل يصلح الإسلام للغرب .. وكان أحد المتحدثين إد حسين .. والذي حض الغرب وبشدة على تحجيم الحريات لمنع وتحجيم سلطة مُروجي الإسلام السياسي على المجتمعات المسلمة .. والرد كان من الصحفيين المتحدثين .. لقد جاهدنا للوصول إلى حرية التعبير .. ولن نسمح بإلغائها مهما كلفنا الأمر .. ألأمر الذي كلفهم الكثير الآن نظرا لسلطة هؤلاء على المجتمعات المسلمة والتي أعموها عن رؤية حقيقتهم وما يصبون إليه ...

طوفان الهجرة الذي شهدته أوروبا .. إضافة إلى الأزمة الإقتصادية الحادة كانت من أهم الأسباب التي دعت كل الحكومات الأوروبية لإعادة النظر في مبادئها الديمقراطية.. كلا الأزمتين الإقتصادية والهجرة المفتوحة ساهمت في تصاعد عامل الخوف.. خاصة في ظل وجود الواقع الحالي من إنعزال المسلمين.. ومحاولاتهم المستمرة في فرض وجودهم برمزيات دينية لا زالت تحت الجدل.. تستفز الشارع الغربي.. إضافة إلى الواقع الذي يؤكد محاولاتهم المستمرة لفرض قوانينهم. وفرض الهوية الإسلامية في مجتمعات الثقافة المنفتحة وحريات لا تخضع إلا لقوانين علمانية موضوعة... ...
جماعات اليمين المتطرف في أوروبا نجحت في أن تصبح جزءا من العملية السياسية.. بعد أن غيّرت خطابها وتخلصت من صورتها التي إرتبطت بالنازيين الجدد. وحرّمت العنصرية في خطابها للناخب وقدّمت نفسها ضمن إطار الهوية.. والديمقراطية.. فضمن إطار الهوية.. إستندت إلى تحدي مسلميها الذي زرعه الإسلام السياسي في موضوع الحجاب.... بما أكد وجود تهديد ثقافي من وجودهم.. وأكدت على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية المنفتحة والليبرالية والتي أكد رفضها المسلمون في إنعزالهم وإستعلائهم... والتي روّج لها الإخوان كرمز للنقاء آملآ في أسلمة المجتمع...
الإسلامافوبيا ولدت من رحم الإسلام السياسي الذي عمل بأجندة خفية مفادها أسلمة العالم.. وإستعمال حجاب المرأة المسلمة لإثبات العفة كمثل آملآ بالإحتذاء به.. وغفل النظر أنه يتحدى القيم الأصيلة في المجتمعات الغربية التي تحترم حقوق المرأة وحريتها في إختيار الملبس وإختيار الشريك وغيره من الحريات..
"الإسلاموفوبيا"، ولدت من رحم إنعزال المسلمين.. ومن رفض الإندماج خوفا على بناتهم من عدوى الحريات؟ ناسيت ومتناسين أن تمكين المرأة بالتعليم أفضل طريقة لحمايتها..
سيدي القارىء.. نحن المسلمون المتنورون والذين هربنا من قمع حكوماتنا والمحسوبية فيها. لضمان إحترام كرامتنا ولضمان لقمة عيش والأهم ضمان مستقبل آمن وزاهر لأولادنا علينا مسؤولية إخراس كلا الطرفين.. التغيير المظهري البسيط.. الإنخراط المجتمعي مع من حولنا والحرص على أمان هذا المجتمع الذي إحتضننا.. كلها أشياء بسيطة لمساعدة الحكومات في قمع وإخراس كلا الطرفان..
لقد دخلت أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة النمساوية وفنلندا وإستونيا وإيطاليا. ومن المحتمل أن تتبعها إسبانيا التي تتجه نحو صناديق الإقتراع هذا العام 2023.. معظمها غيّر خطابه السياسي وإن كان موضوع الهجرة المفتوحة لا زال أحد أهم بنود اجندتهم للفوز تغديه الظروف الإقتصادية التعيسة التي تمر بها..وطبقا للمثل العربي "لا جود إلا من موجود".. ولكن هذه الدول حاربت العنصرية في السابق ولن تتخلى مؤسساتها السياسية عن حقوق الإنسان.. الأمر الذي أجبر هذه الأحزاب على تبني شعارات تتناغم مع المبادىء الأساسية.. الله، الوطن، العائلة،.. فلماذا نُصّر على الإختلاف.. هل نختلف في أن الله واحد.. ألم نتخذ هذه الدول أوطانا لأننا حُرمنا من مبدأ المواطنة في أوطاننا.. هل يختلف إرتباطنا مع عائلاتنا عن ترابط الآخر؟؟؟؟
أسئلة أطرحها على القارىء العربي... وأتمنى التعقل لآن الهدف واحد.. السلام والتعايش والحريات.... المبادىء التي ضربت فيها السعودية المثل الأصح محليا وعالميا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي