الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب والدولار-6-

شفان شيخ علو

2023 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب والدولار -6-
كما هو معروف لمن يتابع ما يجري في السوق ، يفرح بفرح الناس لأن سعر صرف الدولار تراجع، وفرحُ الناس مشروع، لأنه يتعلق بواقعهم المعيشي، وهذا الفرح أيضاً، يشكل موقفهم من ساستهم وقادتهم ممن يمثّلونهم ويعبّرون عن آلامهم وآمالهم. وهذه نقطة مهمة جداً، ولا يجب نسيانها، عند تناول أي موضوع له علاقة بهموم الناس وتطلعاتهم ووطموحاتها، وربطها بالذين يديرون أمور المجتمع.
ومن ناحية أخرى، فإن الذي جرى هو خطوة نحو الأفضل والأكثر تعبيراً عما ينشدونه، وهو كذلك مشروع. أي ما يكفيهم في تلبية حاجاتهم، ولا بد أن المعنيين بأمور كهذه لديهم القدرة على تحقيق هذا الأمل المطوب. لا بد أن الذين يضعون خططاً للحفاظ على سلامة المجتمع، وأمن المواطن، واستقرار البلاد، لديهم إجراءت مدروسة لمواجهة أي طارىء، وفي مثل هذه الحالات التي جرَت مؤخراً.
إن شعبنا بكل فئاته وشرائحه، بطوائفه وأديانه، في مجتمعنا القائم على التسامح، كما تدل التجارب، يستحق العناية به ودوامها، انطلاقاً من هذه الثقة، ولتحقيق ما يلزم لئلا يكون حجة أو سبباً لمن يريد الإساءة إلى أمن مجتمعنا ووطننا، وشعبنا الطيب، بصغاره وكباره، برجاله ونسائه .
وعندما أتحدث بالطريقة هذه عن واقع حال نعيشه جميعاً ونعاني منه جميعاً، فلأننا نعلم جميعاً كذلك أن ليس هناك ما يقلق الناس، هو التوتر الذي يبعد عنهم الأمان، ويجعلهم أسرى المخاوف.
استقرار المجتمع، ومن خلال خبرتي المتواضعة، في علاقاتي الاجتماعية ومتابعاتي لأمور كهذه، هو الذي يبقي الناس مرتاحين، ومقبلين على الحياة، مجدّين في أعمالهم، ومنفتحين على بعضهم بعضاً، ولديهم الإمكانات النفسية التي تقوّي فيهم روح التعاون الاجتماعي، والمشاركة في حفلات ومناسبات اجتماعية، ووطنية، وقومية، والتقدير الكامل لساستهم ومسؤوليهم، وبناء وطن سعيد .
نعم، أكتب بلغة بسيطة، لأن شعبنا بسيط، أي يكفيه القليل ليعطي الكثير، وهو المعروف به. وأقول: بسيط، بمعنى أنه لا يحمل عُقَداً، يحب الصراحة، ويبقى صريحاً، وثقافته اليومية هي التي تعرّف به، فهو بعيد عن تقليب الأمور والدخول في مناقشات لا أول ولا آخر لها، بشكل عام تقريباً، وهذه البساطة لها علاقة بحياته العميقة التي يعيشها منذ آلاف السنين، وتنوع علاقاته الاجتماعية. ومن يتابع كيف يتعامل أفراد مجتمعنا مع بعضهم بعضاً، كيف يتصافحون، وكيف يديرون أمورهم في أماكن مختلفة، لا بد أن يعرف حقيقة هذه البساطة العظيمة، وروعتها.
لهذا السبب الذي أشدّد عليه هنا، كان حديثي، وفي حلقات، عن هذا الشعب الكريم والمخلص والشجاع والذي لم يستطع أعتى الأعداء النيل من بساطته هذه، إلى يومنا هنا، وسيستمر دائماً دائماً هكذا.
إن كل ما آمله، هو أن يكون الغد القريب أفضل وأجمل من اليوم، وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من استقرار، لأن هناك ما يجب القيام به تعبيراً عن حب الوطن ومن يمثّله من قادتنا ومسؤولينا، وهو المبدأ الثابت، وليس الحديث عما يفعله الدولار، ومن يلعب به، بأناسنا الطيبين، ويسيء إليهم.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية