الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارتعي يا (البوارِي): الاطاري طار .. السلطة شوقار .. وللملكية الحوار !

محمد الصادق

2023 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما وثب الشعب السوداني
في وجه الأنقاذ عام 2013
قابلته السلطة بحوار (الوثبة)
كان هذا هو التكتيك
الذي اعتمدته الحكومة
علي مدي خمس او ست سنوات
كانت كلمة (الحوار) تتردد
في كل مكان وزمان
الحوار ... الحوار ... الحوار
وحتي انهم قالوا
ان الحوار السياسي لا يكفي
وينبغي ان يحدث
حوار (مجتمعي)
ينتظم كل قطاعات المجتمع
فيجب ان يكون الحوار
في البيوت والطرقات
والاسواق والمساجد والمواقف
وداخل المدارس والجامعات
وفي كل مكان !!
فالحوار بدل ان يكون وسيلة
تحول الي غاية في حد ذاته!!
والحوار السياسي استمر سنين عددا
ومعظم الناس اقتنعت به ودخلت فيه
وضم الحوار سياسيين واكاديميين
ورجال اعمال واقتصاديين
ولكن حينما وصل الحوار الي نتائج و مخرجات
ماطلت الحكومة في تنفيذ مخرجاته
واذكر ان هذه النغمة
كانت تردد كثيرا في الاعلام
تنفيذ مخرجات الحوار ...
تنفيذ مخرجات الحوار...
تنفيذ مخرجات الحوار...
وعرف الناس بعد فوات الاوان
انهم اضاعوا زمنهم سدي
----------
عندما جاءت ثورة 19 ديسمبر
عادوا مرة اخري لنفس التكتيك..
الحوار ..
فجري حوار (طويل جدا ) !!
بين العسكريين والمدنيين
تدخلت فيه وساطات من هنا وهناك
من الداخل ومن الخارج
وتدخلت امريكا والترويكا
والامم المتحدة والايقاد
والاتحاد الافريقي
وآخرون !!
وبعد محاورات و مجابدات
توصلوا الي وثيقة دستورية
ثم دارت حوارات اخري
حتي عين رئيس الوزراء وتشكلت حكومة
واتفق ان يتولي العسكريون الرئاسة
في الفترة الاولي من المرحلة الانتقالية
وهي الفترة الاكبر (21 شهرا)
ويليهم المدنيون لفترة عام ونصف
------------
المهم ..
عندما انتهت فترة العسكريين في الرئاسة
اطاح المكون العسكري بالمكون المدني
وزجّ بهم في السجون !!
وكان قبلها بثمانية اشهر
قد قام رئيس لجنة ازالة التمكين
وهو من المكون العسكري
بتقديم استقالته
ومنذ ذلك الانقلاب (العسكري)
قبل حوالي سنة و نصف
ظل يدور حوار
بين المكون المدني و العسكري
تكلل اخيرا بما سمي (الاتفاق الاطاري)
ولكن الجيش لمّح مؤخرا
الي انه لن يمضي في هذا الاتفاق
بحجة ان الفصائل السياسية
لم تتفق كلها
وعادوا من جديد لنغمة
انهم لن يسلموا السلطة
الا لحكومة منتخبة
في الوقت الذي امل فيه الجميع
الوصول لاتفاق نهائي للانتقال
---------
تحدثنا في تدوينة سابقة
ان العسكر منذ الاستقلال
اعتادوا ان تكون السلطة في يدهم
لانهم حكموا البلاد حوالي 60 عاما
فيما لم يتولي المدنيون السلطة
الا سنوات تعد علي الاصابع
لكن نود ان نشير هنا
الي جزئية بسيطة
ان العسكر ضاقوا ذرعا برئيس الوزراء السابق
لأنه ظلّ يؤكد ويلح باستمرار
عي ضرورة
ايلولة المال العام لوزارة المالية
ولذلك نحن كنا نستغرب من الذين
كانوا يرشحون الرجل لتولي المهمة مرة اخري
وكنا نري ان ذلك من رابع المستحيلات
فكل الشعب يعلم ان اسر كبار الضباط
هي اسر رأس مالية
ومرتبطون بعلاقات شديدة التعقيد
برجال المال والاعمال
وبالاقتصاد عموما
اظنطكم قد لاحظتم قبل ايام
ان مطلبيات المعلمين لم تحل
الا بعد الجلوس
الي احد اعضاء المكون العسكري!!
بما يعني ان الوزراء هم مجرد (جوكية)
وان وزير المالية
ما هو الا (صرّاف)!!
---------
رجال الكاكي و البوريه
وصلوا الي الحكم
عن طريق (وضع اليد) = (حيازة)!!
وهم يعتبرون السلطة (شوقارة) لهم
يسرحون و يمرحون
لانهم يملكون القوة المسلحة
التي تنتشر في جميع مدن البلاد
وتضحي
بالنفس والنفيس !!
(هكذا يقولون في بيانات الانقلابات)
اما الملكية (المدنيون)
فلا حق لهم في السلطة
وهم اصلا
(لن يتفقوا) مثل العسكر
فيكونوا علي قلب رجل واحد!!
ولذلك لا مانع من تركهم
يتحاورون و يتحاورون و يتحاورون
من خلال
جوديات تمثل شخصيات عامة وصوفية
ومبادرات للحوار من الداخل و الخارج
وهذا كله بالطبع
لا يضرّ العسكر في شيء
طالما ان السلطة (مؤمّنة)!!
-----------------

مع الاعتذار لأغنية
(بلد الصعيد شوقاره)
https://www.youtube.com/watch?v=irFPIa-MuHc








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل