الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ج 2 - الفقهاء يقولون واجبنا إكمال الدين! مع أن القرآن يقول- أكملت لكم دينكم-

علي جواد

2023 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


3- العودة لنظام بيت المال
أي منظومة اجتماعية تحتاج إلى اقتصاد مالي متوافق واحتياجات وإمكانات وأفراد هذا المجتمع، حيث في بداية ظهور المنظومة الإسلامية كان التعامل الاقتصادي ذلك الوقت بالذهب والفضة والغلات الأربعة (التمر، والزبيب، والحنطة، والشعير) وبدينار الذهب والدرهم الفضة المسكوكة في بلاد فارس أو الروم وهي العملات السائدة وتم تنظيم عليها أحكام التعاملات الفقهية كالزكاة والدية والكفارة والمهر و المؤخر..إلخ ، وللمسلم حقوق ينفذها من يسيطر على بيت المال ومن هذه الحقوق استلام عطاء شهري يضمن له حق المعيشة والسكن، لعدم وجود مصادر للدخل سوى الزراعة والتجارة وعدد الايدي العاملة في هذين المجالين قليلا جدا مقارنة بعدد السكان، إذ لا توجد وظائف أو أسواق ضخمة ولا دكاكين أنما أسواق موسمية وهي ملتقيات يعرض الناس فيها البضائع والسلع والبشر لأيام ثم بعدها تفض وترحل القوافل لسوق آخر ولبلد ثان، لا توجد مصانع وحركة عمل ولا رواتب و لا معاشات.
أما الآن في وقتنا الحاضر كل البلدان الإسلامية فيها نسبة بطالة عالية ومئات الملايين من المسلمين بلا عمل ولا أي مصدر دخل ولا يوجد أي تطبيق أو فعل مشابه إلى عمل بيت المال بل على العكس أصبحت اليوم بعض الدول الإسلامية تثقل الناس وخصوصا الطبقات الفقيرة بالضرائب التي ترفع أسعار المنتجات والسلع، كما ان الدول الإسلامية تسير اليوم على مبدأ حماية اقتصاد الدولة من الانهيار مهما كان الثمن الذي يدفعه الفقراء
4- إزالة الزينة عن بيوت الله
على مر التاريخ شهدت الحضارات تغيرا وتطورا في المعمار والأبنية وهذا أول ما يلاحظ في أي بلد إذ لكل زمان ووقت له طراز في المعمار معين يختلف عن غيره، ولدينا في التاريخ الإسلامي أمثلة مثل الطراز العباسي في النقوش أو الأندلسي في تزين سقوف البيوت... إلخ، ولو تابعنا مراحل تطور أهم الشواهد الإسلامية وهي الكعبة والمدينة المنورة نرى مراحل تغير بيت الله- عز وجل- سواء لون الكسوة أو البناء المحيط حول الحرم، ونشاهد اليوم ثورة إعمار وبناء في هذا المكان المقدس نرى الجمالية والحداثة والتطور قد غيرت معالم البيت العتيق وتكاد تقضي على عراقة الأثر الإسلامي المقدس، حيث ممكن بعد مرور 50 عاما من اليوم نجد من يشكك في وجود شخوص الإسلام لعدم توفر الأثر المادي واندثار معالم أحجار البيوت القديمة تحت هيكل المرمر والرخام الحديث الذي يبنى فوقه.
لذا يجب إزالة الزينة المضافة على الأثر الإسلامي في الجوامع والقبور والأضرحة وألا سوف يتحول الدين الإسلامي بعد عقود إلى مجرد روايات وقصص وحكايات لا ترتبط بالواقع ولا يوجد لها أثر في الأرض.

5- فصل الفقه عن الدين
الدين هو نصوص ثابتة لا تتغير ولا يمكن تحديثها أو تبديلها، أما الفقه هو الشروحات والآراء التي تفسر الدين تبعا لاجتهادات فكرية وعقائد مذهبية، لو استطعنا تعليم الناس التفريق بين الدين وهو النصوص الثابتة وبين تفسير النصوص لأمتلكنا حلولا لمشاكل تولدت من اختلافات اتباع المذاهب والمدارس الفقهية
باختصار شديد قد يكون من الصعب تخيل أو استيعاب معنى "فصل الفقه عن الدين" ولتبسيط الفكرة
نذكر ان من مهازل ماوصل حالنا اليه ان البعض من خريجوا الجامعات لايستطيع التفريق بين الايات القرانية وبين الاحاديث واحيانا يحصل خلط، بعدما كان الطالب الجامعي يستطيع معرفة بيت الشعر لاي شاعر، لذا يجب اولا استرجاع البيئة الثقافية الصحيحة ليفهم الناس المادة الاولية واساس الدين وهو النص ثم يأتي بعده الفقه وهو دراسة طرق النقل وشرح وتفسير النص اعتمادا على الفهم والرأي الاجتهادي.
أي بمعادلة رياضية الدين يتكون من عوامل ( الثابت + المتغير ) :-
- (الثابت) ويمثله النص القرآني وبعض من الأحاديث الدارجة.
- (المتغير) ويمثله التفسير والاجتهادات الفقهية وقسم من الأحاديث.
الثابت هو المقدس أما المتغير ليس له أي قداسة وممكن أن يكتسب احتراما وتقديرا لكن لن يبلغ منزلة التقديس إذ المتغير هو مجرد آراء واجتهادات بشرية .

قد يمكن إضافة نقاط وأمثلة أخرى لاسترجاع الدين كما كان عليه وقت النشوء، ومن الأمثلة الملابس السائدة الآن تختلف عما هو متعارف عليه سابقا، حيث اليوم تعتبر السراويل ملابس خاصة بالرجال لذا نرى المتأسلمين يجنبون نساءهم ارتداء السراويل لاعتبارها من مظاهر التشبه بالرجال هذا عن الفقه المضاف في تراثهم الفكري الديني، مع العلم أن اللباس الرسمي للرجال كان الأثواب المسدلة لمنطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية والشام وهذا وارد ومشاهد على الرسوم والآثار الموجودة الآن تظهر شكل الملابس بلا سراويل، وأذكر مثالا آخر على الملابس إذ مؤخرا أصبحت الفكرة النمطية الدارجة عن أن اللون الأبيض هو خاص بالمسلمين في المعارك وفي حياتهم الاعتيادية وغيرها وترسخت هذه الصورة في الأذهان للعقود المتأخرة ارتباطا مع الصورة التي يطرحها صناع الأفلام والمسلسلات العربية أن المسلمين يرتدون دائما الملابس الناصعة البياض، مع أن المعروف أن اللباس الفاقع البياض سابقا في تلك العصور يعتبر من الترف ويعتبر من الصعوبة فنيا نسج وصناعة قماش بهذه الدرجة من البياض والأصعب هو بقاء اللون صاف وبراق تحت أشعة الشمس الحارقة في صحراء الجزيرة، اذ عرف عن ملابس البادية الخشونة وكما ان لبس الأنسجة ذات الألوان البراقة ارتبط بالمنسوجات والبضائع القادمة من مناطق الهند وأعالي آسيا لذا تعبر غالية وترتبط بمظاهر الثراء والترف والحياة الناعمة لهذا لعصور متأخرة كانت مسألة اقتناء الألبسة البراقة من الحرير أو الكشمير هي مظاهر خاصة بالعائلات الغنية وأصحاب الثروات، وهذا خلاف ومناف لمستوى واقع طبقة المسلمين الأوائل حيث الغالب الأعم هم من لا يستطيع اقتناء الملابس الناعمة البراقة
ويمكن أن نورد الكثير من الأمثلة هنا في هذا الباب نظرا لأن الفقه المضاف تدخل في كل جوانب وتفاصيل الحياة لإثبات مفهوم وهو أن الدين الإسلامي هو دين شمولي يصلح لكل زمان ولكل مكان وتحت هذا العنوان ترفع شعارات نصرة الدين والدفاع عن العقيدة الإسلامية وذلك بإثبات أن الإسلام يتضمن ويحمل حكم لكل شيء!! وهذا تجني وتحميل للدين ما ليس فيه ولا يمكن أن يتضمن الدين التدخل والتشعب في كل هذه التفاصيل المعقدة من الحياة، الإسلام خول القاضي ليحكم في الناس بالدستور الذي تعارفت عليه الناس في المجتمعات واتفقوا عليه، كذلك الإسلام أعطى تخويل للطبيب يعالج الناس ويصف لهم الدواء المكتسب من بعد التجربة والبحث، وليس علاج الناس بالخرافة وروايات موضوعة على أنها أحاديث مثل جناحي الذبابة يحمل الداء والدواء، أو رواية حديث (شَاوَرُوهُمْ وَخَالَفُوهُمْ) – يعني النساء وهو حديث باطل، لا أصل له وقد أخذ نبي الله شعيب برأي ابنته حين قالت: يا أبت استأجره إن خيرا من استأجرت القوي الأمين. وحديث (سؤر المؤمن شفاء). فهو لا أصل له

يجب أن نفهم حقيقة وهي أن الإسلام ليس شكلا سياسيا تتشكل على ضوئه الحكومات التي اكتسبت القداسة لأن مجرد عنوانها يتضمن كلمة الدولة الفلانية الإسلامية!!!
والإسلام ليس منهجا لطب الأعشاب أو التداوي بالطلاسم والتعويذات
الإسلام ليس سيفا تذبح الشعوب من أجله لأنها لا تؤمن به أو يضطهد أفراده لمجرد اختلاف الرأي.
الشريعة الإسلامية المضافة يجب أن تراجع وتنقى وتختصرونحافظ على الأصل الأساس الحقيقي ونفرقه عن الإضافات الاجتهادية التراثية، وألا بعد عقود من اليوم وفي المستقبل القريب جدا وللأسف سيتحول الدين الإسلامي إلى مجموعة منظمات وأحزاب وحركات سياسية أو إلى مجرد طلاسم يستعين بها المشعوذون والدجَّالون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة