الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة في مواجهة الإديولوجيا

محسن وحي

2023 / 2 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما نفكر في كل من الفلسفة والإيديولوجيا نجد أنهما مجالين مختلفين كليا، إذ يصلان إلى حد التناقض والمواجهة، فهناك الفكر الفلسفي العقلاني القائم على سلطة الحجة والبرهان، وهناك الفكر الإيديولوجي القائم على حجة السلطة واستمالة العاطفة بدل العقل. تدفعنا هذه المفارقة إلى طرح مجموعة من التساؤلات:
لماذا الاهتمام بهذا الموضوع في وقتنا الراهن؟ وما هي الإيديولوجيا؟ وما هي الفلسفة؟ وماهي أبرز الاختلافات بينهما؟ ولماذا المراهنة على الفلسفة في التصدي للإيديولوجيا؟ وهل يستطيع البشر العيش بدون إيديولوجيا أم أنها تبقى حاضرة في جميع المجتمعات الإنسانية؟
عرف السياق العالمي منذ الألفية الثانية عدة تغيرات عديدة مست مختلف مجالات الحياة، منها تغيرات اجتماعية وثقافية وتكنولوجية وعلمية، إضافة لسيادة قيم العقلانية في العالم الغربي. ولكن في نفس الوقت هناك صعود خطير جدا لخطاب الكراهية والعنف ضد الآخر، خاصة في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهي المفارقة التي نعيش فيها اليوم، بين الحداثة الغربية التي تتأسس على مختلف قيم حقوق الإنسان، وبين صعود كل أشكال الخطابات العنيفة المعادية للاختلاف وشيطنة الغير، ونقصد بالضبط الخطابات السياسية والدينية التي تؤدي إلى العنف باسم امتلاك الحقيقة. وهي الثلاثية التي تحدث عنها المفكر محمد أركون، وهي ثلاثية المقدس والحقيقة والعنف، بحيث أن الاعتقاد بوجود حقيقة واحدة يؤدي غالبا إلى الدفاع عنها، وبالتالي توظيف العنف لحمايتها. يدفعنا هذا الأمر إلى الحديث مباشرة عن دلالة كل من الإيديولوجيا والفلسفة.
دلالة الإيديولوجيا:
تعني الإيديولوجيا في معناها العام علم الأفكار، أما من الناحية الفلسفية فهي جملة من الآراء والتمثلات والمعتقدات الشاسعة، سواء كانت سياسية أو دينية أو فكرية، وهي لا تعبر عن الحقيقة والواقع لأنها مجرد وعي زائف يقوم بإنتاج الوهم الذي يمنع العقل من رؤية الواقع والحقيقة. وهو المعنى الذي ارتبط بكتابات الفيلسوف الألماني كارل ماركس خلال القرن التاسع عشرة.
يمكن أن نقدم في هذا السياق مجموعة من الأمثلة لفهم معنى الإيديولوجيا، كمثال الأحزاب السياسية التي تقدم برامج ووعود قبل الانتخابات، عندما يسمعها المواطنون يتخيلون جنة فوق الأرض، ولكن بمجرد نجاح هذه الأحزاب ووصولها للسلطة تتبخر هذه الوعود وتصبح مجرد حبر على ورق، وهنا تقوم الإيديولوجيا بإنتاج الوهم. ولكي تفهموا معنى الإيديولوجيا اضرب لكم مثال الجماعات الدينية المتطرفة التي تدعو إلى تطبيق الشريعة، وهي تخفي ورائها الرغبة في الوصول إلى السلطة، مثل جماعة داعش وبوكو حرام التي توظف الخطاب الديني لتقديم تبريرات معينة لتصرفاتها، كمنع النساء من العمل وفرض النقاب عليهن تحت دريعة أن المكان الطبيعي للمرأة هو البيت، مستدلين بآية "وقرن في بيوتكن" وهي آية موجهة لنساء النبي وليست لجميع نساء المسلمين. ويمكن أن نقدم أيضا مثال الإيديولوجيا الألمانية التي كانت منتشرة أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي مثال النازية الألمانية بزعامة هتلر، بحيث أن النظام الفاشي الألماني كان يقوم بحملة إعلامية موسعة لإظهار أن الشعب الألماني هو عرق متفوق على جميع الأعراق الأخرى مما يسمح له بإبادة جميع الأعراق، خاصة اليهود الذين تعرضوا للحرق في محرقة الهولوكوست الشهيرة. وهنا تصبح الإيديولوجيا خطر كبير جدا على المجتمعات الإنسانية، خاصة عندما تتغدى على العنف تجاه الغير المختلف من حيث العرق أو الدين أو الثقافة.
هذا لا يعني أن الإيديولوجيا ترتبط فقط بالجماعات الدينية أو السياسية والأنظمة الشمولية، إذ يمكن للإيديولوجيا أن ترتبط بالدولة كمؤسسة، وهنا تصبح استراتيجية للهيمنة والحكم، وهذا الأمر يظهر بشكل واضح في أجهزتها الإيديولوجية، كالإعلام والمدرسة والمساجد، وهو التصور الذي نجده عند الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو الذي بين أن كل دولة إلا وتعتمد على نوعين من الأجهزة الإيديولوجية، فهناك من جهة أولى القوة العمومية التي تتجلى في الشرطة والسجون والجيش، ووظيفتها هو الحفاظ على الأمن أو القمع. ومن جهة ثانية هناك أجهزة خفية وناعمة تمرر مجموعة من الأفكار والتصورات حول الواقع، وبدون أن تجد مقاومة من طرف الأفراد، لأنها تشتغل في مجال اللاوعي الفردي والجماعي. تتجلى هذه الأجهزة في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، والمدرسة التي تقوم بتربية نموذج معين للمواطن الذي تريده الدولة. إضافة لمؤسسة الكنيسة في الغرب أو المسجد في المجتمعات الإسلامية، وفيها يجتمع ما هو سياسي بما هو ديني، وهذا الأمر يظهر بشكل واضح في خطبة الجمعة.
دلالة الفلسفة:
إذا طرحنا سؤال ما هي الفلسفة؟ سنجد أن هناك مجموعة من التعاريف لعل أشهرها هو حب الحكمة، وهو المعنى الذي ارتبط بالفلاسفة اليونان، وهو معنى كلمة الفلسفة من حيث الاشتقاق اللغوي، فهي مكونة من كلمتينphilia وتعني صداقة، وSophia وتعني الحكمة، بمعنى صداقة الحكمة. وتدل أيضا على التفكير العقلاني والمنطقي والبرهاني القائم على التحليل والنقد حول موضوعات معينة. وإذا اتجهنا نحو تعريف الفلاسفة لماهية الفلسفة نجد الفيلسوف سقراط يعرفها بأنها البحث العقلي عن حقائق الأشياء المؤدي إلى الخير. والفلسفة حسب أرسطو هي العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى للوجود والموجودات. أما الكندي فيعرفها أنها علم الأشياء بحقائقها الكلية. أما الفيلسوف الألماني كانط فيعرفها على أنها المعرفة الصادرة من العقل. أما الفيلسوف الألماني نتشه فيعرفها على أنها بحث وحفر في أصل الأخلاق لمعرفة كيف تكونت أحكامنا الأخلاقية. ويعرفها الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز على أنها إبداع للمفاهيم. ولكن كل هذه التعريفات للفلسفة لا تعبر عن حقيقتها، لأنها مجرد نظرة خارجية للفلسفة، وهي تشبه تلك النظرة التي نلقيها على الغابة من بعيد فنحصل على تصور عام للغابة في شمولها، ولكنا نعجز عن معرفة الشجرة الواحدة. وهو التشبيه الذي قدمه هيجل ليعبر عن تلك الرؤية الناقصة للفلسفة، إذن لابد من إعادة النظر في هيكلة السؤال المطروح، إذ أن الأسئلة السيئة الطرح تؤدي إلى إجابات خاطئة، فالمسكوت عنه في سؤال ما هي الفلسفة؟ هو أن هناك فلسفة قائمة بذاتها ويكفي فقط أن نقدم تعريفا واحدا لها، لكن مثل هذه الإجابة الواحدة تكون دائما متسرعة نظرا لمجموعة من الاعتبارات:
الاعتبار الأول: إن كل تعريف للفلسفة إلا ويرتبط بسياق معين، أهمها السياق الزماني والمكاني لصاحبه، إذ لا يمكن أن تكون تعريفات الفلسفة خارج إطار الزمان والمكان، لأن كل فلسفة إلا وترتبط بسياق تاريخي وفكري وعلمي أفرز هذه الفلسفة، وكما يقال تبقى كل فلسفة بنت زمناها، إذ لا يمكن أن نبحث عن حلول لمشاكلنا المعاصرة في ظل فلسفة أفلاطون التي ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد. ولكي تفهموا هذا الأمر سأقدم لكم قضية المساواة والعدل كمثال على ذلك.
كان تصور أفلاطون للمساواة والعدالة ينبني بشكل كبير جدا على فكرة أن الناس خلقوا غير متساويين بشكل طبيعي، فالطبيعة جعلت العبد عبدا والسيد سيدا، ولا يمكن تغيير هذا الأمر في نظره، والعدالة حسبه هو أن يكون كل شخص في المكان الاجتماعي الذي وهبته الطبيعة. لكن التصور المعاصر لقضية المساواة والعدالة يختلف كليا عن هذا التصور الأفلاطوني، إذ نجد مثلا الفيلسوف الأمريكي جون راولز يرفض بشدة أن تكون العدالة والمساواة مبنية على اللامساواة الطبيعية، اللهم إلا في إطار تحسين وضعية الفئات الاجتماعية الهشة داخل المجتمع.
الاعتبار الثاني: هو أن الفلاسفة كثيرا ما يختلفون في الاهتمامات الفكرية والأسئلة التي تشغل بالهم، فهناك من يهتم بسؤال الوجود، وهناك من يهتم بسؤال الأخلاق أو السياسية، وهذا الأمر ينعكس بشكل كبير على تعريفهم للفلسفة. لكن رغم هذه الاعتبارات يمكن القول إجمالا أن الفلسفة هي نمط من الفكر الإنساني الذي يهتم بدراسة مختلف القضايا التي تهم الإنسان، مثل القضايا السياسية والأخلاقية والاجتماعية... ووسيلتها في ذلك هو العقل والنقد.
أوجه الاختلاف بين الفلسفة والإيديولوجيا:
لعل أهم خاصية تميز الفلسفة عن الإيديولوجيا هو أن التفكير الفلسفي يتأسس على القدرة على طرح المواضيع في تساؤلات إشكالية، فماذا نعني بالإشكالية؟
الإشكالية من أشكل إشكالا الأمر، أي صعب والتبس، الإشكالية مجموعة من المشكلات، من الصعوبات، لا يمكن حل الواحدة منها بمعزل عن الأخرى. الطرح الإشكالي لمسألة من المسائل يتمثل أساسا في محاولة إثارة الصعوبات الممكنة. ماذا يمكن أن نستنتج في الطرح الإشكالي؟
نستنتج عدم التسرع في الإجابة وعدم الانسياق أمام الأجوبة المتداولة، لأن التفلسف يقتضي استعمال العقل الخاص للفرد بعيدا عن كل أشكال الوصاية التي تفرضها الإيديولوجيا. وهذا هو الاختلاف الأول بينهما، فالفلسفة تعني القدرة على طرح الأسئلة، وتعني القدرة على نقد ما هو رائج، بينما الإيديولوجيا تعمل على توحيد الأفراد داخل جماعة واحدة، وتريد أن تذيب الاختلاف بين الأفراد، وكأنهم مجرد نسخ متشابهة، وهو الأمر الذي أكده الفيلسوف بول ريكور مبينا أن أخطر وظيفة للإيديولوجيا هي إدماج الأفراد داخل هوية جماعية واحدة. مثلا تقوم الإيديولوجيا بزرع فكرة وجود حقيقة واحدة لهذا الوجود والعالم، وكل من خرج عنها ورفضها فهو يستحق القتل. ويمكن أن نقدم هنا مجموعة من المفكرين والعلماء والفلاسفة الذين كانوا ضحية للإيديولوجيا، مثل ما وقع للفيلسوف سقراط الذي تم الحكم عليه بشرب السم لأنه كان مزعجا في نظر رجال السياسة في اليونان القديمة، إذ كان يقوم بتنوير الشباب الأثيني ودعوتهم للبحث عن الحقيقة بعيدا عن التقاليد والثقافة اليونانية آنذاك. والعالم غاليلي الذي تم الحكم عليه بالسجن لأنه أسس نموذجا فلكيا جديدا وضع الشمس في مركزه بدل الأرض التي كان يعتقد في القديم أنها تقع في مركز الكون، وتبين فيما بعد أنها مجرد كوكب صغير جدا يدور حول نفسه وحول الشمس. وجوردانو برونو الذي تم حرقه في إيطاليا من طرف الكنيسة الكاثوليكية لأنه طرح فكرة جديدة مخالفة لكل الاعتقادات الشائعة آنذاك وهي فكرة اللامتناهي، بمعنى أن هذا الكون الذي نعيش فيه ما هو إلا كون واحد ضمن عوالم لامتناهية مثل حبات الرمل في بحر لانهائي.
إضافة لذلك فإن الإيديولوجيا لا تقدم قراءة موضوعية للواقع، بل تعمل على تقديم تبريرات معينة للظروف القائمة، فقد تفسر مثلا الإيديولوجيا الدينية سبب عدم نزول المطر في غضب الله على الإنسان، في حين أن العلم أثبت أن هناك عوامل مناخية وبيئية هي المسؤولة عن نزول المطر من عدمه، ولا علاقة لها بغضب الله. زد على ذلك أن الإيديولوجيا غالبا ما تؤدي إلى الصراع بين البشر، واللجوء إلى العنف والاقتتال بدل الاستماع لصوت العقل والحكمة ونبذ العنف، وهو ما تدافع عليه الفلسفة بشكل كبيرا جدا، لأن ما يؤسس للوجود الاجتماعي للبشر ليس هو وجود حقيقة واحدة وهوية واحدة، بل ما يؤسس هذا الوجود هو الاختلاف، لأن طبيعة البشر أنهم كائنات مختلفة من حيث اللغة والثقافة والعرق والدين، وجميع المحاولات التي أرادت جعل الناس داخل هوية واحدة باءت بالفشل والتاريخ الإنساني شاهد على ذلك.
ولعل أيضا أهم اختلاف بين الفلسفة والإيديولوجيا هو أن الفيلسوف شخص يبحث عن الحقيقة ولا يدعي امتلاكها النهائي، وإذا تبين له أن هناك دلائل جديدة تكذب أفكاره فإنه يقوم مباشرة بتغيرها بناء على هذه الوقائع، فالفيلسوف شخص يشبه الثعبان الذي يغير جلده، والفيلسوف نجده دائما ما يغير أفكاره وقناعاته، عكس الشخص الإيديولوجي الذي يبقى متشبثا بأفكاره ومعتقداته حتى وإن تبين له أنها خاطئة ولا تلائم الواقع. إنه شخص دغمائي بلغة الفلسفة لأنه يبقى وفيا لهذه الأفكار ولا يريد أن يغيرها بأفكار جديدة، وهو عادة ما يتسلح بالكذب والتضليل، بخلاف الفيلسوف الذي يتوخى الصدق والصراحة مع ذاته والاخرين.
في ماذا تفيدنا الفلسفة؟
هو السؤال الذي يتم طرحه دائما من قبل الجميع، في ماذا تفيدنا الفلسفة في ظل هذا التقدم العلمي والتقني الذي وصلت له البشرية؟ أو ما الجدوى من الفلسفة في ظل مجتمع إنساني طغت فيه الصورة والهاتف النقال؟
لعل أهم وظيفة للفلسفة هو أنها تساعدنا على فهم ذاتنا والعالم من حولنا، لأنها تدل على القدرة على توظيف العقل من خلال التساؤل والمسائلة، والقدرة على وضع مسافة بيننا وبين ما هو رائج ومتداول داخل المجتمع، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التي قد تضلل الوعي وتجعله حبيسا لأفكار ومعتقدات واهية قد تكون سببا في تعاسة وشقاء الفرد من جهة، ومن جهة ثانية تكون سببا في التخلف الاجتماعي والثقافي الذي يعاني منه مجتمعنا. ولهذا ضرورة التسلح بالوعي النقدي من أجل مواجهة خطر الإيديولوجيا، إذ تبين أن المجتمعات الإنسانية لا يمكن أن تخلو من الإيديولوجيا، وهي ستظل قائمة ما دام هناك بشر على هذه الأرض. والوعي النقدي هنا يدل على الجرأة في استعمال العقل الخاص لكل فرد بعيدا عن كل أشكال الوصاية التي يتأثر بها الفرد من منابع مختلفة، من أهمها الأسرة والإعلام والمدرسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفلسفات الميتافيزيقية تنتج الايديولوجيات
منير كريم ( 2023 / 2 / 12 - 21:53 )
الاستاذ المحترم محسن وحي
الفلسفات الميتافيزيقية تبني نظما فلسفية كلية شاملة عن الانسان والكون مبنية على الافتراضات والتخمينات كفلسفة ديكارت وهيجل وفيورياخ , فتولد هذه الفلسفات او تدعم الايديولوجيات الدينية والماركسية والعنصرية وتشوه العلوم كما يعرض العنصريون البايلوجيا العنصرية مثلا بتفريق المجتمعات جينيا وكما يبرر الاقتصاد الماركسي الدارونية الاجتماعية بتصفية طبقات واعلاء اخرى
الفلسفات التجريبية والوضعية تكافح الميتافيزياء والايديولوجيا لان معيار الحقيقة هنا التجربة
العملية
اللاايديولوجيا تنسجم مع الفكر الحر الليبرالي
شكرا لك

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -