الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية النظرية وزيف العلمانية العربية -2

لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)

2023 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


2. حول زيف العلمانية العربية المعاصرة
خلال اية مراجعة لتاريخ مجتمعاتنا الحديث، وخلال القرن العشرين تحديدا، يمكن فرز طورين في دورة الحركة العلمانية فيها:
الأول: طور ادخال وصعود الفكر والتوجه العلماني
بدأ هذا الطور مع نهاية الاحتلال العثماني لمعظم البلاد العربية واستمر قرابة نصف قرن ،أوحتى ربما اقل منه، ويمكن تسميته بطور التنوير حيث نجح رواده في ادخال المفاهيم العلمانية الى الحياة الاجتماعية والثقافية تدريجيا من خلال التعرف على افكار الحضارة الغربية ومناهجها وانجازاتها وساعد ذلك دخول الانكليز والفرنسيين لوراثة سيطرة العثمانيين، الذي استمر لخمسة قرون مظلمة كانت مجتمعاتنا بعيدة كل البعد ومحجوبة عن اي مفهوم للتحضر الذي جري في العالم والتحولات التي شهدها على كافة المستويات الفكرية والحضارية والصناعية ، بل وحتى على مستوى التعليم المبتدئ (كانت نسبة الامية تفوق 95 بالمئة من السكان تقريبا في عشرينات القرن المنصرم ) ، عدا سيطرة الخرافات الدينية والاستبداد العصملي القمعي المشهور. بدأ هذا الطور مع بداية القرن بحركات المطالبة بالمشروطية ( أي الدستورية) وانهاء الاستبداد والتي ابتدأت دعواته من عقر اسطنبول ومن عقر شاه ايران، ومن بعض المتنورين الاسلاميين الذين طالبوا بانهاء الاستبداد مثل الكواكبي ومحمد عبدة ، ومنه الانفتاح على فكر وحضارة الغرب لمجاراة تطورها ونظمها في الحكم . ولكن نقطة البداية للنهوض كانت فعلا منذ سقوط العصملية ودخول الورثة الجدد من الغرب الاوربي ، متمثلة بوعي الذات والهوية الوطنية المستقلة ، كما عبرت عنها ثورة سعد زغلول في مصر عام 1919 او ثورة العشرين في العراق وقبلهما في ثورة الحجاز على العثمانيين. انها لم تكن حركات علمانية بلاشك ، بل كانت وطنية ، وبداية البذر للعلمانية كمنهج لتقوية الوطنية التي قادتها نخبا مثل حزب الوفد وزغلول في مصر والحزب الوطني وجعفر ابو التمن في العراق، وعلى رأس النخب ملوكا متنورين مثل الملك فيصل الأول في العراق والملك فاروق في مصر وما حولهما من نخب تخطط لبناء وادارة الدولة، اسهمت جميعها في انشاء دولا على الطراز الاوربي في مصر والعراق وبعدها في سوريا ولبنان ، شجعت التعليم وفتحت المدارس والجامعات وابعدت مناهجها عن التعليم الديني في الملالي ، وجعلته بمنهج وطني بل وحتى علماني يأخذ بمناهج العلم الحديث ، وارسلت البعثات للغرب للتخصص ، واقامة جامعات على غرار الجامعة الاميركية في بيروت ، ونشأ منهما جيلا جديدا مشبعا بافكار الحضارة الغربية ومنها تشكلت نخبا علمية وثقافية كانت اطروحاتها وحركاتها ونواديها وصحفها تجد لها صدى وقبول في مجتمعاتنا العربية الخارجة للتو من سطوة الدين والتبعية العثمانية . واصبح الشعوب مبهرة ومتفائلة بالتقدم والتحضر الذي ينتظرها مستقبلا من خلال التعلم والتعليم والعلم وهي ترى انجازات وصعودا سريعا على كافة المستويات واصبحت السيارة والسينما والفن والمسرح وقراءة الكتب تنتقل من النخب العليا تدريجيا الى الجمهور ، ويتوسع بشكل عمودي وأفقي ، الذي صار يؤمن بهذه النخب والنظم الملكية ، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي احدثته في حياتها ، خصوصا وإن النظم الملكية الدستورية سمحت بقدر معقول من الحريات لتشكيل الاحزاب والجمعيات ووحريات للصحافة والرأي والمعتقد ووطنية الثقافة . وبصورة ملخصة عاشت مجتمعاتنا عرس العلمانية والتحضر وتقبلتها برحابة صدر لما وفرته لها من فرص تحسين حياتها ومعيشتها ( رغم فقر الدول العربية المدقع وضعف اقتصادها انذاك) من خلال السعي للتعليم وكسب مهارات جديدة تحتاجها الدولة والمجتمع والاقتصاد، الذي كان يسير بشكل متواز ويساهم في تطوير حياتهم وسبل معيشتهم ، فمع نمو قدرات الافراد ومهاراتهم تغتني الدول والمجتمعات .
اني ادعو هذه الفترة بالتنويرية وصعود نجم العلمانية فكرا وممارسة في تطوير الحياة الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية في بلدان المشرق العربي خصوصا. ولم تكن للحركات الاصولية الاسلاموية والايديولوجية امام هذه الحركة الوطنية للامام حضورا او حضوة عند الجمهور، واغلبها اساسا كان ضعيفا أو قيد التشكيل مستفيدة من جو الحريات التي اتاحتها علمانية النظم الملكية والحريات التي وفرتها لمجتمعاتنا لتسير في بداية خطوات التحضر وبناء صرح الدول الوطنية شبه العلمانية.
ومن مراجعة تاريخية ايضا ، يمكن اعتبار نكسة هذه العلمانية الناشئة ، التي بدأت تقف للتو على قدميها ، قد بدأت فعليا عام 1948 وبالتحديد بنكبة فلسطين وتأسيس دولة اسرائيل وحرمان الفلسطينين من دولتهم ، وهو امرا شعر الجمهور العربي بهوله واعتبره أهانة لوطنيته وعروبته الأصيلة ناتج من تخاذل الانظمة العلمانية العربية وتآمر دول الغرب معها عليها . لقد جاءت ردة الفعل المشاعرية هذه لصالح تصاعد الاصوليات بكل انواعها ومقولاتها المعادية للغرب وقيمه ومبادئه وحضارته، ومنه بدأت نكسة العلمانية ونظمها في المنطقة وصعود الاصوليات.
2. طور صعود الاصوليات ونكسة العلمانية
ربطت في الجزء الاول من المقالة مفهوم العلمانية بالتحرر من سطوة الاصوليات ، خصوصا عند وصولها للسلطة ، فهي رغم اختلاف توجهاتها سواء كانت دينية، أو قومية ، أو ماركسية، تؤدي عند وصولها للسلطة لنظم ديكتاتورية وتفرض وتمارس الفكر الواحد واللون الواحد، ومنها تنهي الحريات واسس العلمانية كمنهج يهدف لتحرير الدولة والمجتمع والانسان من التسلط الاصولي ، فمفهوم العلمانية مرتبط وثيقا بمفهوم الحريات ومفهوم نبذ ثقافة التمييز وبث الكراهية بين المواطنين على اساس العقيدة والفكر، فكيف باصوليات تفرض على الدولة والمجتمع والفرد مقولاتها الاحادية التسلطية ، فالعلمانية اساسا تقف بالتضاد مع الاصوليات للاسباب اعلاه.
وعودة لعام 1948 وربطه ببداية الطور الثاني وبداية انتكاسة العلمانية بصعود الاصوليات كان لهذه الاسباب تحديدا. ، وهو مااثبتته الاحداث واقعا خلال ماعاشته مجتمعاتنا العربية في الفترة التي تلتها، فالمسالة ليست فقط اطروحات نظرية من منهج العلمانية ،بل واقعا اثبت اطروحاتها الثلاثة جميعها ( كما تم تلخيصها في الجزء الاول ) ، ومنها فصل الدولة عن جميع الاصوليات وربطها بمبدأ احترام وحياديتها تجاه جميع العقائد ، ممارسة الحريات الفكرية والمساواة بين المواطنين ومنع التمييز وشجب ومنع فكر الكراهية لاسباب دينية او قومية او طبقية او عرقية او جهوية او غيرها من اسباب التمييز.
بدأ هذا الطور النازل للعلمانية باثارة المشاعر والعواطف الشعبوية للجمهور ، سواء الدينية ببروز حركة الاخوان المسلمين في مصر وادعائها ان الدين هو العروة الوثقى لتحرير فلسطين ، وابتعادنا عنه كان سبب نكبة فلسطين. وماثلتها الحركات القومية التي نادت بالوحدة العربية التي ستمكن تجميع طاقات العرب واسترجاع فلسطين ، ومنهم الشق القومي المصري او البعث السوري ، حيث وجد بروزا سريعا ومتناميا ومتعاطفا من العسكر ومن جزء واسع من الجمهور. وفي العراق وجد الطرح السوفيتي المعادي للغرب والاستعمار ارضا خصبة باعتبار انهما وراء قيام اسرائيل والانظمة العربية الملكية هي رجعية وصنيعة الغرب وليست انظمة وطنية تدافع عن مصالح شعوبها من استغلال واستعمار الغرب لها ونهب ثرواتها.
وهكذا ، فالاخونجية يطالبون بنظام ديني، والقوميون بنظام قومي، والماركسيون بنظام موال للسوفيت ، جميعها يسعى لينهي نظم الغرب عملائه في المنطقة. كل يرى انه قادر باطروحاته ان يحرر فلسطين ومعها مجتمعاتنا من سيطرة الغرب ، وكل منهم يكفر الاخر ويعتبره ايضا عميلا للغرب او للشرق في حالة الماركسيين. الاخونجية يكفرون الجميع، والقوميون والبعث يكفرون الماركسيين، والاخيرين يكافحون ضد الاخونجية، بينما الماركسيون يعتبرون ان القوميين ادوات بيد الامبريالية ، فالجميع يكفر الجميع ، يعمل على بث فكره وسيطرته على اوسع جزء من الجمهور وخصوصا على النخب المتوسطة التعليم ، اما نخب الوطنية العلمانية ففقدت جمهورها الذي كان يثق بها يوما ، كونها لم تعد دعواها تجد صدى بالحريات والاصلاحات للانظمة والاخذ بالتحضر الغربي العلماني الذي اصبح عدوا ، ومن عدائه تشفي الجماهير غليلها الغاضب . وهكذا توقفت المعركة الداخلية الوطنية واولها معركة علمنة مجتمعاتنا وادخال مفاهيم الاصلاح لنظمها الحاكمة واقامة دولا علمانية وطنية وديمقراطية واصبحت تتلاشى مع تعاظم شعبوية الاصوليات.
بدأ الهجوم الاول على النظم الملكية الشبه علمانية بانقلاب البكتاشي جمال عبد الناصر المليئ حماسة ووعيدا بالقاء اليهود في البحر لو تم له توحيد الدول العربية ، ومنه تم ضم سوريا،وقام بالغاء الحياة الحزبية والحريات فيها وفي مصر لمتطلبات المعركة المصيرية الكبرى ضد الاستعمار. تلاه انقلاب عسكري وطني في العراق ، سرعان ما دفع ناصر لتحريك اعوانه لضمه لامبراطوريته ، ولكن الوطنية وقفت حاجزا امامه فحرك الضباط القوميين للتآمر وزودهم بالمال والسلاح وتم نقل الصراع للشارع وتم انهاء النظام الوطني الجمهوري على يد اتباعه والبعثيين عام 1963 بشكل فاشي متوحش . وتوالت الانقلابات في ارجاء العالم العربي ولم تسلم سوى الدول الصغيرة مثل تونس ولبنان ومشايخ في أوحول الجزيرة لم تمثل وقتها وزنا او قيمة امام التيارات الفكرية المتصارعة ، وهيمنت الديكتاتوريات خلال خمسين عاما وتفسخت ومنها انحلالها او بقاياها في سوريا ومصر لليوم ، انهارت الدول العربية الكبيرة ومهدت لسيطرة الاصوليات الاسلاموية على مقاليدها او على جمهورها كما نراه اليوم في العراق واليمن ولبنان ، أي عمليا تم دفن العلمانية في حياة المجتمعات العربية بتحويل معاركها الوطنية للبناء الى ايديولوجية وخارجية،
اردت من خلال هذا الاستعراض ان اصل لبعض النتائج . اولها واهمها ربط الوطنية بالعلمانية، كون التيارات الثلاثة الكبيرة تؤمن بفكر عابر للحدود، ومنها فالقضاء على النظم الوطنية سواء الملكية او الجمهورية ، ادى لفشل العلمانية ، وهو ما يمكن اثباته من نفس مقولات الاصوليات ، التي طابقت بين اطروحات مقولاتها وبين الوطنية، والاخيرة لاتلتقي معها ، فمثلا الوقوف ضد حضارة ونظم الغرب ، وهو موقفا مشتركا لها ، لا ولن يلتقي مع الحاجة الحقيقية لمجتمعاتنا ومصالحها الوطنية بتطويرها على اسس علمانية. والاستنتاج الثاني هو ان فشل العلمانية وصعود الاصوليات ادى فعلا لأغتيال الحريات واقامة نظم ديكتاتورية تمارس القمع والعنف لتصفية الخصوم ، وهذا ماشهد عليه نصف القرن الماضي، والثالث ان فشل الايديولوجيات، أي ألأصوليات ، الفكرية يؤدي لصعود ولتنمر الاصوليات الدينية وهيمنتها على المجتمع كما في العراق واليمن ولبنان ، او استمرار الديكتاتوريات العسكرية تحت حجة مقارعة الاصوليات السلفية الدينية كما في سوريا ومصر والجزائر ، وفي كل الاحوال لاعلمنة لمجتمعاتنا وتطويرها حضاريا وفكريا تحت حراب الميليشيات وجزم العسكر ، فهؤلاء كما اظهرت الاحداث متآمرين وبلطجية وطلاب سلطة من كلا الطرفين، والعلمانية تقوم على النخب المتنورة ،وإذ تم تصفية الاخيرة ، بقيت النخب المؤدلجة التي تدعي العلمانية في اطروحاتها ولكنها في الواقع ادعاءا مزيفا لا علاقة لها بنخب التنوير التي كانت تقود الحركة العلمانية الاجتماعية في النصف الاول من القرن الماضي.
ان المقصود بالعلمانية المزورة هو طرح العلمانية بشكل شعارات مؤدلجة انتقائية، وكونها تقوم على مقولات مؤدلجة فهي تنافي اساسا منهج العلمانية واسسها التي تقف ضد المقولة الاصولية بكل انواعها ، فهي تدعو اساسا لتحرير العقل من المقولات، كما وتدعو لمنع التمييز على اساس العقائد ، وصولا لاقامة نظم تقوم على فصل الدولة عن الاصولية الواحدة ، وشجب فكر الكراهية في المجتمع. ساناقش كل منها واوضح نقاط التزوير العلماني من خلال الواقع العملي الذي يجهز بامثلة على التناقض بين رفع شعار والممارسة ضده، واخص هنا تحديدا تيارين مؤدلجين القومي والماركسي العربي ونقاط لقائهما مع السلفي الاسلاموي الذي اساسا يقف ضد العلمانية.
ابدأ من ان كلاهما يرفع شعار العلمانية بفصل الدين عن الدولة، وهو شعار علماني ووطني بلا شك، وبقدر ماهو شعارا ، فالعلمانية ليست جزيرة فكرية قائمة لحالها دون ، أو اكسيرا ذو وصفة لحل مشاكل المجتمعات ،بل منهجا يطال كل اركان المجتمع واسسه تقوم على اقامة نظم الحريات والحقوق والمساواة لتطبيقها، وهذه النظم في ترجمتها العملية في العالم هي نظم الغرب وانتاج تطور الحضارة الغربية على مدى القرون الاخيرة في مجالات نظم الحكم وادارة المجتمع والتحضر والتمدن بصفة عامة. والتناقض هنا للعلمانيين العرب ( إن لم يكن الدجل بعينه) انهم يرفعون شعارا غربي الفكر والتطبيق، بينما يهاجمون الغرب وحضارته يوميا وفي كل اطروحاتهم كأحدى أهم مهامهم . كيف يستقيم هذا الامر بالمنطق السليم ان تجمع الامر ونقيضه بان واحد . والسؤال الحقيقي هو كيف تدعو لنظاما علمانيا وانت تسبه وتشتمه بنفس الوقت ؟ اليست نظم وحضارة الغرب علمانية وقائمة على العلم والعقل والحريات والحقوق ونبذ الكراهية والتمييز، ام ان هذه هي كاذبة ومزورة لان اقتصادها رأسمالي ومنه فهي تخدم الرأسماليين ومصالحهم فقط وليست شعوبهم. وايهما نصدق المقولة المؤدلجة ام الواقع الذي بفضل التطور التكنولوجي للاتصالات والسفر وملايين اللاجئين في هذه البلدان يرون العكس. وكيف يستقيم الامر وان نفس هذه الشتائم يرددها السلفية والاخونجية والولائية ،وهم اعداء العلمانية . ما هو شكل ومحتوى العلمانية التي تقصدون؟ فهي واضحة باصولها واسسها ونظمها ودعواتها، اما نسف العلمانية باسم اقامة الاشتراكية فهي كمن يقتل مريضا تحت باب معالجته، وليس معالجته ليشفيه من الرأسمالية . ولماذا لاتستفيدوا من تجارب الشعوب ، والتجارب أقوى واصح علمانيا من المقولات الجاهزات ، والتي اثبتت ان الاشتراكية يمكن تحقيقها على اسس نظم الحريات واحترام العقائد وحيادية الدولة تجاهها واحترام عقائد مواطنيها وحرياتهم ، وتقام على شكل برامج اجتماعية ، لا بتهديم اسس التحضر العلماني لاقامتها ، بل في البناء فوق اسسها وخصوصا في الحريات،كما اثبته الواقع من تجارب الدول الاوربية الرأسمالية ، وأثبته فشل المقولات السوفياتية المؤدلجة التي حولت الماركسية من منهج للعدالة الى اداة ايديولوجية ضد الغرب وحضارته العلمانية الليبرالية التي تقيم العدالة الاجتماعية ، كما تهدف الماركسية ، ولكن دون معاول سوفياتية تهدم الحريات والحقوق وحيادية الدولة تجاه العقائد والمعتقدات لمواطنيها، ومنها تهدم العلمانية لصالح الايديولوجيا.
الزيف الثاني هو بث فكر الكراهية ويشترك فيه ايضا العلمانيون المزيفون مع السلفيين في وصف حضارة الغرب بشتى الاوصاف تتراوح بين غياب القيم الاخلاقية للمجتمعات الرأسمالية كونها تتفاوت طبقيا، واستغلال الانسان لاخيه الانسان ، وصولا ان جامعاتهم تبث التجهيل ، وعقول مواطنيهم مغسولة ومضللة ، حتى يتراى للمواطن العربي ان الغرب ليس سوى بؤرة للشر والاستغلال ، وليس مركزا للتقدم العلمي والتحضر الانساني والحريات التي لم يحلم بها الانسان حتى قبل مئة عام. انها حالة الازدواجية التي شخصها الدكتور علي الوردي ، ونقلا عنه انه لو خير العربي لصوت لنظام اصولي في بلده ولكنه يفضل العيش في الغرب وحرياته.
والنقطة الاخرى في التزييف العلماني ادعوها دجل التجهيل، فبقدر ماتدعو العلمانية لتحرير العقل ،وتمكينه لجعله قادرا على التعرف على الواقع وتعريفه عليه، نجد ان هناك مشتركا ثالثا بين السلفية والعلمانية العربية المزورة ، وهو تجهيل العقل وحبسه في مقولاتها وجعله اسيرا لها ، وكل مايخالفها هوالكفر عند السلفية ، والتكفير بانه ضد التقدمية عند العلمانية المزورة، فالمقولة المؤدلجة سوفياتيا وحدها صحيحة وليس الواقع كما تراه الأعين والعقول، وواجب العلماني المؤدلج ان يدافع عن المقولة ويكفر ويتهم من يخالفها ، حتى بشكلها البسيط، تحرير العقل من المقولة.
يبدو لي ان ادعاء المؤدلجين العرب بالعلمانية هو مجرد صراع سياسي مع السلفية الاسلاموية وليس للاخذ بالعلمانية كمنهج لتنوير مجتمعاتنا وتطوير دولنا الوطنية على اسس العلم والحريات والحقوق وتطوير الديمقراطية السياسية والاجتماعية، والمشكلة تكمن ان هذه مفاهيم غربية، وهو يتخذها شعارات له، ومنه استدل ان علمانيتنا العربية شعاراتية ، فهي انتقائية ومزورة لصالح تمرير مقولات ايديولوجية لاتمت بصلة لمنهج وجوهر افكار ونظم العلمانية كما يعرفها العالم على واقع الأرض . ان العلمانية تشكل اساسا ومنهجا متينا لبناء الدول وتطويرها نظمها على ممارسة الافراد والمجتمعات لحقوقها وحرياتها وتطوير معيشتها بامان من القمع الفكري والتلسطي لمقولات شعبوية، فهي ليست بشعارات، بلاشك.
د. لبيب سلطان
12/02/ 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اربعة تيارات فكرية سادت عصر النهضة العربية
منير كريم ( 2023 / 2 / 13 - 17:36 )
اشكر الدكتور القدير لبيب سلطان على هذا الموضوع المفيد والذي فيه توضيح لمراحل تطور التعاطي مع فكرة العلمانية في منطقتنا العربية
اسمح لي ان ابين المقطع العرضي للموضوع بعد ان تفضلت حضرتك بتبيان المقطع الطولي
سادت اربعة تيارات فكرية خلال ماعرف بعصر النهضة العربية
التيار الليبرالي الذي مثله المفكر العظيم فرح انطوان
التيار القومي وينقسم هذا الى جزئين , الاول يقدم القومية العلمانية بمعزل عن الاسلام ومثله نجيب عزوري وساطع الحصري والثاني يربط القومية العربية بالاسلام ومثله ميشيل عفلق وجمال عبد الناصر
التيار الماركسي-الشيوعي وهذا كان مفتعلا وطارئا وهو تيار سياسي صرف في خدمة السوفييت وغير معني بالتنوير والنهضة
التيار الرابع الاصولي والسلفي الاسلامي ومثلت هذا التيار مدرسة جمال الدين الافغاني
لقد ابتلع هذا التيار مؤخرا الاتجاه الماركسي والقومي اللاعلماني
الان المواجهة بين العلمانية الليبرالية والاسلام السياسي ونهضتنا ستتوقف على غلبة العلمانية والليبرالية
شكرا لك


2 - صراعنا مع الاسلام السياسي والتجهيل المؤدلج
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 14 - 07:14 )
استاذنا العزيز منير
لعل أهم ما يميز عصر النهضة العربية انها كانت تحت ادارة نخب حاكمة متنورة مثل فيصل وفاروق ونخب اجتماعية متنورة قادت احزابا وطنية ، والوطنية ليست مقولة مؤدلجة، بل اعتبرها مقولة تمثل نصف العلمانية، كونها تقوم على المصالح الوطنية الجمعية للمجتمع ولاتميز بين مواطنيه، بل تدافع عن مصالحهم جميعا، وهذه رغم انها تبدو تختلف عن طرح العلمانية التاريخية، ولكنه في الحقيقة هو جوهرها فالوطنية مثلا تتعارض مع الاسلام الاصولي والطرح القومي
وحتى الماركسي، او اي فكر عابر للحدود ، والنصف الثاني هو الديمقراطية القائمة على المساواة
والحريات ، أي ان الفكر الوطني القائم على الديمقراطية و الحقوق والحريات سيكون بالضرورة علمانينا ..هذا حقيقة ما توصلت اليه وما اريد ان يميزه القارئ عن الطرح المؤدلج للعلمانية انه طرحا ناقصا ومزيفا
اتفق معكم كليا ان المعركة اليوم هي بين الأسلام السياسي و العلمانية الليبرالية ،اي مكافئها مف الوطنية التحررية ، وهي معركة سياسية وفكرية واجتماعية ولابد من توضيح مفاهيم هامة مثل العلمانية والليبرالية وعلاقتهما بالوطنية وطرحها بشكلها الحقيقي وليس المؤدلج
شكرا


3 - استاذ منير نتيجة صراعنا مع الاصولية سيكون دحرها
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 14 - 11:07 )
استاذنا العزيز
لم يتح لي اكمال مداخلتي أعلاه ، ان صراع شعوبنا مع الاصولية السلفية و الاسلام السياسي سينتهي لصالح انتصار كاسح على الظلامية والتجهيل والفساد السياسي تحت عباءة الدين أو حتى ..ومايدعم ذلك هو نهوض مجتمعاتنا من كل مامرت به خلال كل تاريخها من موجات ظلامية ،داخلية او خارجية، وتجاوزتها ، واخرها كانت العصملية ، فما هي الا سنوات قليلة حتى عادت الحيوية لمجتمعاتنا ، وهو ما اعتقده نبض او بذرة التحضر فيها فما أن تتوفر ظروفا لنبتها تخرج من جديد بحيوية ونشاط..انها حضارة 5 الاف عام.
واني اعتقد ايضا ان نهضتها هذه المرة ستكون حاسمة وقاضية وعلى كل الاصوليات لأنها تلقحت من تجاربها الوخيمة ، ومنها ستكون الوطنية والعلم والتحرر حيث اصبحت حاجة وليست ترفا فكريا ،وإذ الشعوب تتعلم من تجاربها دور مثقفيها تنويرهم بها
ولك خالص التمنيات


4 - أين هي وصفتك لحل مشاكل مجتمعاتنا
حميد فكري ( 2023 / 2 / 15 - 01:07 )
تحية للجميع
السيد لبيب سلطان ،تحدثت عن أن العلمانية ليست جزيرة فكرية قائمة لحالها دون ، أو اكسيرا ذو وصفة لحل مشاكل المجتمعات ،بل منهجا يطال كل اركان المجتمع واسسه تقوم على اقامة نظم الحريات والحقوق
والمساواة لتطبيقها، ..)
جميل جدا
سؤالي ،أين هي وصفتك لحل مشاكل مجتمعاتنا؟
ولا تقل لي إنها في نظم الحريات والحقوق والمساواة.فأنت هنا تقدم وصفة جاهزة فقط ،لكن للأسف الشديد دون تشخيص علمي لواقع مجتمعاتنا .
الكل قد يدعي أنه مع الحريات والحقوق والمساواة،حتى الأنظمة الإستبدادية الرجعية ،تنص على هذا في دساتيرها ،من المحيط الى الخليج مع وجود إستثناءات في الخليج طبعا.
ولكن في الواقع لا شيء.السؤال لماذا ؟



5 - ألعلمانية هي الحل ولكن كمنهج وليس كشعار
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 15 - 09:25 )
الاخ حميد
المقصود بعبارة ان العلمانية ليست جزيرة فكرية قائمة لحالها ، أي أنها ليست بدون اركان واسس تقام عليها لتربطها بالارض ،فهي ليست شعارا لوحده مثل - فصل الدين عن الدولة - سيمكن الديمقراطية والمجتمع في بحبوحة العيش، فنظم هتلر مثلا او ستالين او صدام او الاسد جميعها ليست علمانية بهذا المعنى ، والمقالة تشير لذلك ، رغم انها تفصل الدين عن الدولة، وتحدد ان فكر التمييز والكراهية وقمع الحريات كلها تناهض منهج العلمانية
فالعلمانية ترتبط وثيقابحرية العقيدة وحرية التعبير ، اي تؤدي الى اقامة نظم تؤمن وتأخذ بالديمقراطية السياسية والاجتماعية
ان النظم المستبدة والمؤدلجة يمكنها ان تدعي ماتشاء ولكنها جميعا ضد مبادئ العلمانية
وكذلك الاحزاب والحركات المؤدلجة ترفع شعار العلمانية بفصل الدين عن الدولة ولكن ذلك لايعني انها تقصد العلمانية كمنج يقوم على الديمقراطية واحترام العقائد والحريات .. بل شعارا ،سياسيا ، ولو تبنته احزابنا العربية حقيقة وفعلا لما وجدتها تعادي الحضارة الغربية العلمانية مثلا بل ثقفت شعوبنا بحضارة الغرب واركان واسس انظمة حكمها، بل عكسه كل همها مهاجمتها ومنه دعمت الاصوليات


6 - ألعلمانية هي الحل -2
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 15 - 15:50 )
متابعة لتعليقي اعلاه
حول طلبكم لوصفة الحل لمعالجة مشاكل مجتمعاتنا فاني اراها بثلاثة امور اساسية
اولها الاخذ بالوطنية بدل الادلجة اي النظر في حلول لمشاكل مجتمعاتنا من مصالحنا الوطنية وليست من مقولات دينية أو ايديولوجية عابرة للحدود كما الحال الان
ثانيها العلمانية وهي نتيجة للوطنية كونها تقيم اسس فصل الدولة عن الاصوليات أي الايديولوجيات بكل انواعها وتقيم بدلها نظم الديمقراطية والحريات ومساواة المواطنين والعلمانية هي نفسها ضمان لوطنية الدولة ولأرساء مؤسساتها الوطنية وليست الحزبية او المسيسة
وثالثها هي التنمية الاقتصادية والتحول للانتاج من خلال جذب الاستثمار الوطني والاستثمارات من الخارج لتطوير الكفاءات والخبرة الفنية والادارية الوطنية وهذه تأخذ بادارة غير مؤدلجة لادارة الاقتصاد كما فعلت الصين مثلا وبلدان كثيرة اخرى اخذت بالنموذج الغربي ونجحت فيه مثل الهند وتركيا وكوريا وحتى بلدان صغيرة ..وهو موضوع مرتبط ايضا بالعلمانية والوطنية وضرورة ابعاد الاقتصاد عن الايديولوجية ..ولي بحث خاص عن الصين وغيرها سانشره قريبا


7 - مرة آخرى
حميد فكري ( 2023 / 2 / 15 - 16:00 )
السيد د.لبيب سلطان
لنسلم بأن العلمانية لابد وأن تقوم على الديموقراطية واحترام العقائد والحريات..
مرة آخرى أعيد السؤال بصيغة جديدة لماذا لاتتحقق عندنا الديموقراطية؟


8 - الأن بدأنا نخرج من الخطابات الشعراتية
حميد فكري ( 2023 / 2 / 16 - 18:16 )
تحية مجددة للسيد لبيب سلطان
بداية ،أقول إن تعليقي رقم 7 لم يكن ليكون لو ان تعليقك 6 لم يتأخر .
أما عن تعقيبي على تعليقك 6 أقول .
حسنا ،لقد بدأنا نخرج قليلا من الخطاب العمومي الشعراتي ،على الرغم من أنك إعترضت عليه في مقالك ،وإن كنت أنت أيضا لم تسلم منه .
إذن 3 أسس تحددها كحل لمشاكل مجتمعاتنا ،(الوطنية ،العلمانية ،والتنمية الإقتصادية)
1- الوطنية وهي عندك (النظر في حلول لمشاكل مجتمعاتنا من مصالحنا الوطنية)، اتفق معك ،وهذا ما أقوله دوما ،ولكن من يحدد هذه المصالح ؟ ثم ألا ترى أن من إجراءات السياسة الوطنية ،فرض السيادة على الثروات الوطنية ،وهذا يستلزم بالضرورة تأمين القطاعات الحيوية للبلد؟ لماذا إذن يغضب الغرب الراسمالي ومعه أذنابه في الداخل حين يهم بلد ما بنهج سياسة التأميم للدفاع عن مصالحه الوطنية ؟
2-أذا كانت العلمانية هي نتيجة للوطنية ،فالبالمنطق لاتتحقق العلمانية إلا بتحقق الوطنية ،وهذه الآخيرة لاتتحقق إلا بفرض السيادة الوطنية على الثروات المحلية .إذن فلا علمانية بدون دولة وطنية ،مستقلة قوية .ومرة آخرى ما الذي يمنع مجتمعاتنا من تحقيق الدولة الوطنية ،أليس هو علاقة التبعية الكولونيالية؟


9 - الأن بدأنا نخرج من الخطابات الشعراتية 2
حميد فكري ( 2023 / 2 / 16 - 19:10 )
والعلاقة الكولونيالية التبعية ،تعني ببساطة ،أن هناك طبقة حاكمة هي التي لا مصلحة لها في قطع تلك العلاقة . إذن الشرط الموضوعي لوجود إقتصاد وطني ،هو الإنتصار على تلك الطبقة .
3- التنمية الإقتصادية ،والتحول للإنتاج عن طريق تشجيع الإستثمار الداخلي والخارجي .هذه بحد ذاتها مقولة عامة ،وشعار يرفعه الكل ،حتى أنظمتنا تصدع رؤوسنا بها ليل نهار ولكن السؤال المغيب ،هو من يحدد السياسة العامة لهذا الإستثمار (الداخلي والخارجي)؟
والجواب طبعا الذي يحكم . ولكن من يحكم عندنا ؟
خذ مثلا المغرب ،( لأنني مغربي وأعرف ما يجري هنا ،وهو مجرد نموذج) ملك المغرب أكبر رأسمالي في المغرب ،يهرب ثرواته لبانما وسويسرا .
هذا مجرد مثال ،تأمل فيه جيدا .


10 - ألتأميم سياسة خاطئة
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 16 - 21:17 )
الاخ حميد
الوطنية والمصالح الوطنية غير مرتبطة بالتأميم بل بالتنمية المستدامة وتقوية الاقتصاد الاستثماري وتوسيعه وليس بوضع مؤسساته بيد جهاز دولة بيروقراطي فاسد وهاهي الجزائر جيرانكم اغنى من المغرب خمسين مرة بالموارد والبطالة والفقر تفوقه
ان مقولة الطبقات والغرب السارق للثروات ولابد من حكم ثوري يقوم بالتأميم هي مقولات انشائية بدءها قبلكم وتحت تاثير السوفيت عبد الناصر وخذما حل بمصر والعراق وخذ مقابلها الهند وكوريا وتركيا فلاهي اممت ولا احتاجت لهيمنة حكم طبقي ولا قام الغرب الرأسمالي بسرقتها ولاهي بمحاربة الامبريالية شعارا بل ركزت على مصالحها الوطنية وتطوير اقتصادها ونظمها و تقدمت من دول نامية لتحتل اواسط قائمة دول 20،وهذا يدحض جميع مقالاتكم بلاشك ،فرضيات مؤدلجة لو راجعتم معطيات الواقع لوجدتم ان الوطنية والعلمانية وتطويرالاستثمار الرأسمالي في الاقتصاد كان وراء تطورها المضطرد
هل تعقل حقا ان وضع مؤسسة اقتصادية تحت ادارة الدولة جعلها تنجح يوما؟ اين تم ذلك خصوصا حكومات بلداننا يسودها الفساد ولا يصلحها الا الراسمال الذي يحاسب على القرش ويضعف هيمنة سلطات فاسدة على معيشة الناس بل يحررها منه


11 - لماذا لم تتحقق عندنا الديمقراطية ؟
منير كريم ( 2023 / 2 / 16 - 22:44 )
بعد اذن الدكتور لبيب سلطان
الاستاذ حميد فكري
اود ان اجيبك على سؤالك لماذا لم تتحقق الديمقراطية عندنا
تتحقق الديمقراطية الليبرالية اذا وجد الاساس الاجتماعي للديمقراطية
نشات الديمقراطية في اوربا اولا على اساس اجتماعى تمثل انذاك بالطبقة التجارية المنفتحة
اما فبما بعد اصبح الاساس الاجتماعي للديمقراطية هو الطبقة المثقفة المستنيرة الراسخة
كمثال الهند
نحن في البلدان العربية لاتوجد للان طبقة مثقفة مستنيرة قوية وهذا يعود الى التراث الثقافي المتخلف والرجعي السائد وليس للاستعمار من دور في اعاقة الديمقراطية عندنا بل العكس هو الصحيح ان الاستعمار كان يساند الانظمة شبه الديمقراطية بين الحربين الاولى والثانية واجهضت الديمقراطية الوليدة بواسطة الشيوعيين والقوميين والاسلاميين
اما النواحي الاقتصادية فلا زيادة على ماذكره الدكتور لبيب سلطان
شكرا


12 - د .لبيب التأميم إجراء سياسي ضروري نحو إقتصاد وطني1
حميد فكري ( 2023 / 2 / 17 - 20:59 )
حاول أن تقرأء جيدا ما يكتب ،أنا لم أقل إن الإقتصاد الوطني يختزل في سياسة التأميم ،بل قلت إن التأميم يعد واحدا من الإجراءات التي ينبغي أخذها في الحسبان لتقوية السيادة الوطنية والتي بدونها لن يكون تمة إقتصاد وطني .
بخصوص عبد الناصر ،والعراق والجزائر ... سياساتها التأميمية كانت صحيحة 100% بعد الإستقلال،هل كنت ترغب في بقاء قناة السويس تحت سيطرة الإمبريالية الإنجليزية ،تستغلها ماليا ،وجيوستراتيجيا ؟
2- أما المقارنة بين المغرب والجزائر ، فمبدئيا كلاهما دولتان متخلفتان ،ولكن يكفيني أن أنبهك الى ضرورة الإطلاع علىبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD) على إصدار تقارير سنوية ترصد “مؤشر التنمية البشرية” في دول المعمور ،حيث صنف المغرب في الرتبة 123.بينما الجزائر 91 فكيف تزعم أن المغرب أفضل من الجزائر ،واضح جدا أنك تحمل موقف أيديولوجي مسبق ضد كل من يخالفك التوجه السياسي .وهذا دليل على لاموضوعيتك.
أما عن مقارنتك بين مصر والعراق والهند وكوريا وتركيا ، يبدو أنك تبنيها على فرضية خاطئة ،وهي أن مصر والعراق كانتا دولتين إشتراكيتين ،وهذا مضحك .فليس كل من أمم منشأته يعد إشتراكيا .
والمضحك أكثر هو قولك


13 - د .لبيب التأميم إجراء سياسي ضروري نحو إقتصاد وطني2
حميد فكري ( 2023 / 2 / 17 - 21:39 )
والمضحك هو قولك إن الهند وكوريا وتركيا لم تحتاج لهيمنة حكم طبقي ،فكأني بك تقول إن هذه الدول ليست فيها طبقات .
حكم الطبقة في أي مجتمع موجود شأت هذا أم لم تشأه.السؤال هو كيف تحكم ؟وكيف يجري توزيع الثروة داخل المجتمع ؟
تنبهرون كثيرا بنموذج كوريا ،وتنسون كيف ولماذا وفي أي سياق تم تطور هذا البلد؟ الإنبهار لايقدم شيئا.
لا يكفي القول بتشجيع الإستثمار والدعوة الى العلمانية ،والتنمية الإقتصادية ،هكذا في عموميتها . فالكل يغني لنا هذا الموال ،ولكن في الواقع السياسي ،تخضع التنمية الإقتصادية والإستثمار والعلمانية ،لصراع بين طبقات إجتماعية ،بعضها يعمل على سرقة إنجازاتها والبعض الآخر يعمل على المطالبة بحقه فيها .
المسألة أعقد بكثير مما تتخيلونه ،مجرد دعوة للتنوير.
تحياتي


14 - منطق غريب جدا
حميد فكري ( 2023 / 2 / 17 - 22:31 )
الأخ منير كريم
يؤسفني حقا أن أقول إن تعليقك تنقصه الكثير من الدقة والمصداقية .
إذن بحسب هذا التعليق ، لنرحب مجددا بالإستعمار.
لا أعرف كيف يكون الإستعمار (أنت تقر أنه إستعمار) ومع ذلك سيكون سبب وجود الديموقراطية عندنا!!
مرة آخرى لا أعرف أي منطق سليم يجمع في نفس الخط بين الإستعمار والديموقراطية !؟
أصلا الديموقراطية ،تعني حكم الشعب لنفسه،فكيف مع وجود الإستعمار ،تكون الديموقراطية !!
منطق غريب جدا.


15 - المسألة اعقد من الصراع الطبقي
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 18 - 09:44 )
الاخ حميد
من مداخلاتك افهم انك تعرف ومعجب ومقتنع بممقولتين هما الصراع الطبقي وان الغرب ينهب البلدان ويحارب الوطنية وهو مسؤول عن تخلفنا وانا لست بصدد اقناعك بالعدول عنها فمن حقك بما تعتقد ، فهذا حقك وانا احترمه ، ولكني هنا اطرح للمناقشة افكار لمن يريد ان يفكر وليس للمتكلسين و يريد اجترار المقولة بمكانها او دونها فاني اعتذر
اما ان تلعب دور المفكر المثقف بدل المؤدلج المتكلس فتعليقك رقم 8 عن الوطنية والاقتصاد ورقم 13 في مناقشة تركيا والهند وكوريا كأمثلة عن النمو الاقتصادي دون اقامة حكم ثوري وفق نظريتكم في الصراع الطبقي يوضح ذلك عن طريق اعادة التفسير وفق اللعب بالكلمات ومنه تظنون ان القارئ ربما جاهلا ، وهو ليس كذلك، وعليه سأقوم بالحوار معكم مستقبلا فقط عندما اجد لديكم الاستعداد للتفكير وليس باجترار مقولات جاهزات
بالنسبة لاقتصاد الجزائر فهو كالعراقي ريعي ويمثل النفط والغاز 95 المئة من مدخولات الميزانية، بينما في المغرب لاتشكل الفوسفات غير اقل من 5 بالمئة ومنه فالمغرب متفوق اقتصاديا انتاجيا بعشرة اضعاف على الاقتصاد غير الريعي للعراق والجزائر وهما مثالان عن فشل دولها


16 - المشكلة عندك يا أخي ،وليست عندي أنا1
حميد فكري ( 2023 / 2 / 18 - 13:45 )
المشكلة عندك يا أخي ،وليست عندي أنا .
أين المشكلة إذن ؟
أنت تعتقد أنني أحمل الغرب مسؤولية تخلفنا .في حين أن هذا ليس سوى جزء من الحقيقة .
خطؤك جعلك تردد بلاكلل ،أن الماركسي مثله مثل القومي ،والإسلامي ،والسبب يعود الى عدم معرفتك بالماركسية ،اللهم سوى بعض العبارات العامة ،التي يعرفها القاصي والداني.
السؤال أين يختلف الماركسي عن القومي والإسلامي والليبرالي ؟
والجواب ،جميع هذه التيارات الفكرية الأيديولوجية ،تلتقي حول محور واحد هو الإصرار على إخفاء حقيقة الصراع الطبقي داخل المجتمع .
لماذا؟ لأنها أشكال أيديولوجية وسياسية مختلفة تعبر عن طبقات رأسمالية كولونيالية ،مصلحتها الطبقية ،تكمن في نشر خطاب لخداع الشعوب مفاده أن لا وجود لشيء في الواقع إسمه طبقات ،تتصارع في المجتمع على أساس مصالح إقتصادية وسياسية .
فالقومي ،يوهم الناس بأن الصراع هو مجرد صراع بين قوميات مختلفة، ثقافيا وعرقيا ،وهذا ما روجت له مثلا في بلدك العراق على سبيل المثال.(العروبة مقابل الآخر الفارسي أو الاوربي ..)
ونفس النغمة مع الإسلامي،فلاصراع طبقي إجتماعي سياسي،بل صراع ديني غيبي بين المسلم المؤمن ،والآخر غير المسلم الغير المؤمن .


17 - المشكلة عندك يا أخي ،وليست عندي أنا2
حميد فكري ( 2023 / 2 / 18 - 15:19 )
ونفس الشيء مع الليبرالي ،فهو أيضا يصر على تغييب مفهوم الصراع الطبقي،(ملاحظة : للإنصاف هناك ليبراليون عقلاء لاينكرون الصراع الطبقي ،) مدعيا أن جوهر المشكل ،هو مجرد صراع حضاري ثقافي ،بين قيم غربية ليبرالية تنويرية ،وآخرى شرقية إستبدادية متخلفة .
فالإجماع عند الخطابات الثلاث ،هو الإصرار على إخفاء الصراع الطبقي ،فالقومي والإسلامي ،يجعلان الصراع صراعا خارجيا ،بمعنى أن مشكلة تخلفنا هي مشكلة خارجية ،سببها عامل خارجي هو الغرب في عموميته ،والنتيجة رفض هذا الغرب بكل مافيه من إيجابيات .
أما صاحبنا الليبرالي ،فهو يعكس المعادلة ،ويرى أن مشكلة تخلفنا هي محض داخلية ،لا علاقة لأي عامل خارجي فيها .
الأن ماهو تحليل الماركسية لمشكلة والآحرى لإشكالية التخلف؟
هل هي نتاج عامل خارجي(موضوعي) فقط ،كما يزعم القومي والإسلامي ؟ أم هي فقط نتاج عامل داخلي (ذاتي ) كما يزعم الليبرالي؟
الحقيقة أن الماركسي يرى ان إشكالية التخلف ،هي نتاج عوامل داخلية وخارجية متداخلة ومتشابكة فيما بينها.
فتغيير هذا يستدعي إجراء تغيير ذاك،والعكس بالعكس ،فمسؤولية التخلف ليست كما تحاول دائما أن تتهمنا بها على أنها مسؤولية نلقيها برمتها على


18 - المشكلة عندك يا أخي ،وليست عندي أنا3
حميد فكري ( 2023 / 2 / 18 - 15:53 )
فمسؤولية التخلف ليست كما تحاول دائما أن تتهمنا بها على أنها مسؤولية الآخر .
على هذا الأساس نعتبر التخلف ،علاقة .
والمسؤولية نحملها للطبقة المسيطرة الحاكمة بالدرجة الأولى، لأنها هي التي فشلت في تحقيق النهضة ،بسبب طبيعتها كطبقة رأسمالية تبعية طفيلية ،لم تستطع فك إرتباطها بأسيادها.
هذا هو السبب في عدم قدرة هذه الطبقات على تحقيق الإقتصاد الوطني.فإذا تمكنت من تحقيق هذا الهدف ،فلا بأس من الإعتراف بإنجازها .حتى وإن كانت طبقة رأسمالية.أين المشكل ؟
حينها سنعترف بأننا أنجزنا مرحلة الإنتقال الى الرأسمالية الوطنية ،وهذا ما حققته بعض الدول ،كالهند وكوريا مثلا ،لكن بعض الدول فشلت في تحقيقه كالعراق والمغرب
بخصوص دفاعك عن المغرب ،يكفي أن أذكرك وهذا لامحالة سيصدمك،أن الملك الراحل الحسن 2 قبل وفاته بسنتين ،إعترف في خطاب ملكي ،بعد أكثر من 40 عاما من الكذب والتضليل ،بأن المغرب ،وصل مرحلة السكتتة القلبية .وجاء بعده محمد 6 ،ليعترف بعد عشرين عاما من الحكم ،بأن النموذج التنموي في المغرب قد فشل أيضا .
فهل بعد إعتراف أعلى سلطة في البلد ،يبقى لكلامك من معنى ؟
آخيرا، إذا لم يعجبك كلامي فأنت لست ملزم بالرد عليه.


19 - حول الاستعمار الغربي والديمقرطية
منير كريم ( 2023 / 2 / 18 - 17:34 )
الاستاذ حميد فكري المحترم
ردا على اعتراضك في التعليق 14
كلمة الاستعمار ليست ذميمة ( انظر في قواميس اللغة)
للاستعمار الغربي دور ايجابي تقدمي ( راجع موقف ماركس والليبراليين في مسالة استعمار الهند والجزائر والمكسيك مثلا ) ه
الاستعمار الغربي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا انقذنا من الاحتلال العثماني البغيض الذي جعلنا بعد 5 قرون حفاة جياعا ومتخلفين وكون لنا الاستعمار الغربي دولا حديثة لكننا دمرنا هذه الدول وانقدنا الى اللينينة الرجعية والقومية العنصرية والاسلام السياسي وقضينا على التجارب الديمقراطية التي نشات في ظل الاستعمار الغربي
كل دول العالم المتخلف التي تعاملت بايجابية مع الغرب تطورت ونمت وتقدمت في مجال الديمقراطية والعكس كل البلدان التي عادت الغرب وسايرت الروس بقت متخلفة ودكتاتورية وهمجية
هذه هي الحقيقة التي لاتلغيها الشعارات والمقولات
شكرا


20 - أحد أهم أسباب تخلفنا
حميد فكري ( 2023 / 2 / 19 - 16:00 )
تحية لك عزيزي منير
لابد للمثقف أن يدقق في كلامه ،وإلا لصار كلامه كبقية عوام الناس .
لقد غاب عنك ،ضرورة التمييز بين مرحلتين أساسيتين ،في تطور الرأسمالية .المرحلة التقدمية ،حيث كانت الرأسمالية ، تتطور داخليا إعتمادا بالأساس على إستغلال طبقتها المنتجة ( الطبقة العاملة الأوربية ) وعلى ترواثها الداخلية -نسبيا-.
المرحلة الإستعمارية ،حيث لم تعد هذه الرأسمالية قادرة على الإستمرار في الوجود،إلا بالسيطرة على مقدرات الشعوب الآخرى واستغلال قواها المنتجة ،بل واستغلالها كسوق إستهلاكية .
لو أنك تنظر الى الأمور نظرة نقدية جدلية ،لما غابت عنك هذه الحقيقة التي يعترف بها حتى المستعمر ذاته. طبعا إعتراف محتشم ،وأحيانا يكابر حتى لا يقر بمسؤوليته الأخلاقية والسياسية (مثال فرنسا التي ترفض حتى الأن أن تعترف بجرائمها للجزائر )
أجل ،الواقع يقول إننا تطورنا بسبب دخول هذه الرأسمالية الى مجتمعاتنا،لأنها أزاحت نسبيا ،البنى التقليدية المتخلفة .
ولكنها في ذات الوقت ،أفقرتنا ،والأخطر أنها لم تعمل على تحديث مجتمعاتنا كما ينبغي أن يكون. لقد عملت على تكوين طبقات هجينة ،فسمحت في العديد من البلدان ،بوجود تحالف طبقي بين


21 - أحد أهم أسباب تخلفنا 2
حميد فكري ( 2023 / 2 / 19 - 17:30 )
فسمحت في العديد من البلدان ،بوجود تحالف طبقي بين الإقطاع والبورجوازية ،ودعمته.
وهذا ما شوه تطور مجتمعاتنا،على عكس ماقامت به في مجتمعاتها.حيث قضت نهائيا على الإقطاع ،وكل مؤسساته.
هذا ما يفسر لماذا لم نستطع حتى الأن التخلص من الايديولوجيا الدينية، وبالتالي لماذا فشلنا في علمنة مجتمعاتنا وليس كما تروجون بأن الشيوعيين هم سبب هذا الفشل.
تحروا الحقيقة الموضوعية ،وكفاكم دعاية أيديولوحية ،إن كنتم فعلا ترغبون في تنوير وتحديث مجتمعاتكم.
تحياتي



22 - كان دور فرنسا بالجزائر وبريطانيا في العراق تنويريا
المتابع ( 2023 / 2 / 19 - 20:51 )
جدا لو درسنا حالة الجزائر ماذا كانت عليه ثقافيا واجتماعيا وبالخصوص اقتصاديا لوجدنا اننا غير منصفين بعدم شكرنا لفرنسا لانه بدونها لكان الجزائر بهائم حتى الان-في سنة 62 كنت ببلد اوربي مؤيد للعصيان الجزائري الذي كان ردة ضد التحضر وسموه ثوره-اقول كانت احدى مهامي استقبال الجرحى الجزائريين ونقلهم الى المستشفيات وكنت اعمل للتفاهم مع هؤلاء الجرحى لاطلع على اهداف-الثوره- فلم تكن عند هؤلاء المساكين الا بضعة كلمات-هذوله الكفار-يعني الفرنسيين-يردون يعملونا كفار-احنه المسلمين نقوم بذبحهم-حتى كلمة شعب وجزائري واستعمار واي شئ سياسي اجتماعي اقتصادي لم يعرفوا
وفي العراق وصل الانكليز واكملوا الانتشار في العراق وهم يهاجمون المستعمر البربري العصمنلي وليس لهم اي مشكله مع العراقيين هم كانوا يريدون الوصول لمركز دولة البرابره ولكنهم اينما وصلوا وجدوا البلاد بلا مدارس بلا مشافي واطباء بلا اي مصنع فاخذوا ينشئون وهنا ثارت ثائرة رجال الدين حتى غلاة الطائفيين الشيعه اعلنوا انهم مع دولة الاسلام-اي العصمنليه واعلنوا الردة البهائميه التي سميت تزويرا بثورة العشرين واخذ المعممين ينتشرون في القرى لجمع المجاهدين ضد الكف


23 - ثورة العشرين وحرب الاستقلال الجزائري ليست دينية
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 20 - 00:13 )
عزيزنا الدكتور صادق
لاشك ان لفرنسا وبريطانيا دورا اساس في ادخال مفاهيم التنوير والحضارة في مجتمعاتنا العربية وفتح ابواب التحضر والتعليم والنهوض من العصملية
ان الثورات التي قامت للاستقلال هي وطنية ، كما هي الثورة الامريكية للاستقلال عن بريطانيا مثلا، وثورة العشرين ليست دينية بل قادها رجال متنورون ادت لقيام نظام ملكي شبه علماني وفي الجزائر ايضا لم تكن حركات دينية ضد فكر التنوير بل لتكريس الوطنية وحق تقرير المصير بدليل ان العراقيين مثلا قبلوا بحكم الملك فيصل والتفوا حول دولتهم شبه العلمانية الديمقراطية التي انشأها الملك بمساعدة الانكليز ولكن تم فيما بعد استخدامها ايديولوجيا من السوفيت ومردديهم شعارا شعبويا باسم مكافحة الاستعماركدعاية ضد الغرب واستغلها بشكل شعبوي مؤدلج للتجييش ضده
واخفاء مايمثله الغرب لشعوبنا من مفاهيم اقامة دول العلمانية ونظما تقوم على الديمقراطية والحريات طرحه استعمارا وفقط. انا افهم تحفظكم الموجه للتنبيه على خطر ادلجة السوفيت للوطنية وجعلها موجهة ضد الغرب ومفاهيمه في التحضر ومنه افهم مداخلاتكم الوطنية ولكم الشكر ومني تمنياتي بالصحة والعمر المديد

اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah