الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهزة الإعلام ومراكز البحوث الغربية كمضللين. قراء في كتاب - تغطية الاسلام للراحل إدوار سعيد.

محمد عبعوب

2023 / 2 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يقدم المفكر الفلسطيني الراحل الدكتور "إدوارد سعيد" في كتابه "تغطية الإسلام" الذي نشره بداية ثمانينات القرن الماضي و الموجه للأمريكيين و للغرب بصورة شاملة؛ رؤيته في الطرق و المسارات التي تفتقر للمصداقية والدقة في تعاملها مع قضايا العالم الإسلامي، التي تتبعها أجهزة الإعلام و الباحثين و الخبراء في أمريكا و الغرب في إدارة عملية التحكم وصناعة رؤية مضللة عن الإسلام و العالم الإسلامي، مسخرة لخدمة سياسات حكومية و مشاريع شركات لا وجود للحياد والموضوعية و الأمانة في أجنداتها ، بل تقودها رغبة عمياء وجامحة في الكسب والهيمنة بأي وسيلة بل حتى بالتزوير والكذب.
الكتاب الذي كما يبدو ان المؤلف قد جمع مادته خلال أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي، استند في تحليله و توضيحاته لمواكبة وسائل الإعلام ومراكز البحوث الأمريكية والغربية بصورة عامة و تقصيها لخلفيات هذا الحدث و حوادث أخرى لها علاقة بالإسلام، من زوايا محددة تفتقر للموضوعية و الحياد، تعكس الخلل المريع الذي تعانيه هذه المؤسسات في آليات عملها و ما تنتجه من مواد إعلامية أسهمت بشكل كبير في تضليل المواطن الأمريكي والغربي بصورة عامة و تشويه وعيه وقناعته حول الإسلام كدين، من خلال ربط هذا الحدث – احتلال الطلبة الإيرانيين للسفارة الأمريكية في طهران و احتجاز طاقمها لأزيد من عام- وغيرها من حوادث الصراع بين الغرب و المسلمين، ربطها بالمسلمين وبالإسلام كدين والتغاضي عن دور السياسات الغربية المنفلتة تجاه العالم الإسلامي، الأمر الذي خلق قناعات مظللة عن هذا الدين ومعتنقيه في عقول متابعي هذه المؤسسات التي تسيطر على الساحة الإعلامية عبر العالم..
و ينصح الراحل سعيد في كتابه هذا صناع الرأي في أمريكا والغرب، من العاملين و المتخصصين في مراكز الإعلام والبحوث والدراسات المعنية بدراسة الإسلام ، بتوخي الحذر و التنبه لما تخلفه هذه السياسات المضللة من رؤى خاطئة عن الإسلام والمسلمين في وعي المتلقين، و ما يمكن أن تلحقه من حالة عداء غير مبررة بينهم للإسلام و المسلمين، تنتج بالتالي حالة عداء وكراهية لكل ما هو أمريكي أو غربي في وعي ضحايا هذه السياسة من المسلمين في العالم الإسلامي.
في تقديري المتواضع لو أن صناع السياسات و مديري مؤسسات الإعلام و مراكز البحوث في أمريكا والغرب قرءوا ما كتبه إدوار سعيد بعقل متفتح، لما كانوا أغرقوا بلدانهم في حروب عبثية في البلدان العربية والإسلامية، ارتكبت فيها قواتهم جرائم وانتهاكات في حق شعوب هذه البلدان، و ما نعيشه اليوم في البلاد العربية والإسلامية من حروب وفوضى تمولها وتديرها أجهزة المخابرات الأمريكية وحلفائها في حلف الناتو واحدة من نتائج تلك الدراسات على الأرض، ناهيك عما تخلفه من قناعات خاطئة عن الإسلام في عقل المتلقي الغربي ، وعن الغرب في عقول ضحايا هذه السياسات من المسلمين وساكني العالم الإسلامي .
أنصحكم أصدقاء المنتدى، خاصة الصحفيون و الكُتُّاب منكم، بالبحث عن هذا الكتاب وقراءته وذلك لما يقدمه للقارئ من توضيحات عن خلفيات و مسارات ما ترسخه مراكز البحوث و وسائل الإعلام الغربية في وعي المتلقي الغربي من قناعات وصور مزورة ومنافية لواقع العالم الإسلامي و عن الإسلام كدين سماوي، أنتجت ما نعانيه من تدخلات وجرائم لا زالت ترتكبها حكومات أمريكا وحلفائها في حقنا حتى اليوم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة