الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ فرنسا 13 – شارل الخامس، الحكيم

محمد زكريا توفيق

2023 / 2 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل العشرون

شارل الخامس، 1364-1380.

شارل الخامس، هو ابن جان الثاني ملك فرنسا. ولد عام 1338. أمه من بوهيميا. تزوج جين، من عائلة البوربون، عام 1350، عندما كانا في سن الثانية عشر.

جاء عهده أثناء حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا. استطاعة جيوشه استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي احتلتها إنجلترا من قبل.

بالرغم من مشاكله كوريث للعرش (دوفين)، كان رجلا أكثر قدرة من والده، جان الثاني. رأى أن أفضل طريقة لعلاج مشكلة العدو الإنجليزي، لا بحربهم، ولكن بحصار القلاع وتجويعهم.

الفرسان الفرنسيون، يمكنهم التغلب على كل الفرسان فيما عدا الإنجليز. الآن، لديهم معاهدة سلام مع إدوارد الثالث ملك إنجلترا. لكن كانت هناك حالة حرب بين فرنسا وشارل السيئ، ملك نافارا في إسبانيا. إلى أن قامت بينهما معركة في كوشيريل. بعدها، كان على شارل السيئ أن يرضخ للسلام.

الشاب دي مونتفورت، الذي تمت تربته في إنجلترا، صار في هذا الوقت شابا قادرا على القتال من أجل بريتاني، وهي مقاطعة في فرنسا على الساحل الغربي.

بالرغم من أن ملكي فرنسا وإنجلترا كانا في سلام، أعار أمير ويلز، لمونتفورت فرقة إنجليزية، بقيادة أفضل قبطان في أوروبا، السير جون شاندوس.

وكان دو جوسكلين فارسًا بريتونيًا وقائدًا عسكريًا مهمًا على الجانب الفرنسي، خلال حرب المائة عام. من عام 1370 حتى وفاته، كان شرطيًا لفرنسا للملك شارل الخامس. شارك في سبع معارك ضارية وربح الخمسة التي تولى فيها القيادة.

لكن، في معركة أوري، قتل شارل دي بلوا، الذي كافح طويلا للحصول على لقب دوق، وأسر دو جوسكلين. بعد ذلك، اعترف الملك ب "مونتفورت" كدوق بريتاني، وانتهت الحرب بينهما، وأطلق سراح دو جوسكلين.

بعد سنوات عديدة من القتال بين فرنسا وإنجلترا، كان هناك عدد كبير من الرجال، الذين لم يعرفوا ولا يهتمون بأي شيء اخر. كل ما يريده كل منهم، هو الحصول على حصان ودرع، وشخص لتوظيفهم للقتال. حتى يواصلون النهب والأسر طلبا للفدية.

هؤلاء المحاربون، أطلقوا على أنفسهم اسم "الصحابة الأحرار"، أو "الرماح الحرة". ونجحوا في الحصول على بعض المحاربين المهرة، لكي يكونوا قادتهم.

عندما انتهت الحروب، ولم يعد أحد يرغب في توظيفهم، قاموا بأعمال البلطجة، والاستيلاء على بعض القلاع، والتعيش على قطع الطريق ونهب المسافرين في المدن المجاورة.

لذلك كانوا أكثر فظاعة من الطاعون الذي يصيب البلاد. فسأل الملك شارل الخامس دو جوسكلين، عن كيفية التخلص منهم، وفكر دو جوسكلين في خطة.

قشتالة، في إسبانيا، كان يحكمها واحد من أشرس الملوك الذين عاشوا على الإطلاق، "بيدرو القاسي". الذي قتل زوجته، ابنة عم الملك شارل. وقتل معظم إخوته غير الأشقاء. إلى جانب العديد من الأشخاص الآخرين.

أحد هؤلاء الإخوة، هو هنري من تراستامير، تمكن من الهرب، وجاء إلى فرنسا يطلب المساعدة. فأخبر دو جوسكلين الملك، أنها فرصة ممتازة، للتخلص من "الصحابة الأحرار"، وهي بدفعهم إلى إسبانيا. وافق شارل، ودعا دو جوسكلين قادتهم لمقابلته.

عندما وجدوا أنه سيقودهم، امتثل الجميع، على أمل استمرار القتال والنهب. وبعد أن مروا عبر أفينيون، أخافوا البابا، الذي منحهم مبلغا كبيرا من المال لكي يتقي شرهم.

لكن، بمجرد دخولهم قشتالة، هرب "بيدرو القاسي"، على غير المتوقع. بعد ذلك، توج هنري، أخو شارل، ملكا على البلاد. الذي أبقى دو جوسكلين في خدمته، لكنه طرد الآخرين لكي يعودون إلى فرنسا.

جاء بيدرو القاسي إلى بوردو، وهي مدينة في جنوب غرب فرنسا، وأظهر نفسه للأمير إدوارد (الأمير الأسود)، ابن إدوارد الثالث ملك إنجلترا، وحاكمها. باعتباره ملك محبط، فقد عرشه بسبب الصحابة الأحرار. فتولى إدوارد، قضيته، وتعهد بوضعه على العرش مرة أخرى.

سمع "الصحابة الأحرار"، العائدون من إسبانيا، أن الأمير إدوارد ذاهب إلى هناك، فسارعوا بالانضمام إلى خدمته، لإعادة تنصيب الملك الذي خلعوه للتو.

قامت معركة عظيمة في نافاريتا، انتصر فيها الأمير، ووقع دو جوسكلين في الأسر، وهرب هنري، من تراستامير، للنجاة بحياته. وتم إعادة بيدرو إلى العرش مرة ثانية. لكنه لم يف بوعوده للإنجليز، الذين تبينوا بسرعة، كم هو قاس وشرير بشكل مريع.

ثم اندلع المرض بينهم، فعادوا إلى بوردو، وتركوه لمصيره. وكان الجميع في فرنسا متلهفين للغاية لحصول دو جوسكلين على حريته مرة أخرى. حتى أن عذارى بريتاني، يقال إنهن قمن بالنسج ليلا ونهارا، لكسب المال اللازم للفدية.

وبمجرد جمع المبلغ وإطلاق سراحه، عاد إلى إسبانيا مع هنري، وقاما بمطاردة بيدرو إلى قلعة مونتيل، حيث خرج في الليل وحاول قتل شقيقه، ولكن أثناء القتال قتل هو نفسه، مما أثار ارتياح جميع المعنيين.

كان الأمير إدوارد، في هذه الأثناء، مريضا في بوردو، وفي ورطة كيف يدفع اجور الصحابة الأحرار، لأن بيدرو لم يعطه المبلغ الموعود.

فوجد نفسه ملزما بفرض ضرائب على رعاياه السكسون، مما أغضبهم كثيرا. فقدموا شكواهم لشارل الخامس، الذي كان له سيادة عليهم، فاستدعى الأمير للمثول في باريس، للإجابة على شكواهم.

قال الأمير، إنه سيأتي فقط لابسا خوذته، وستون ألف رجل خلفه، وهكذا بدأت الحرب مرة أخرى. لكن الأمير كان مريضا، فلم يستطع القتال كعادته، ونهى الملك الفرنسي قباطنته من إعطاء إشارة بدء المعركة. حتى دو جوسكلين، الذي جعلوه كونستابل فرنسا، تذمر هو الآخر من عدم بدء لمعركة.

استمرت الحرب من خلال حصار القلاع، التي سقطت واحدة تلو الأخرى في أيدي الفرنسيين، بسبب عدم وجود وسيلة من جانب الأمير الإنجليزي، لنجدتهم.

أخيرا، وبمرارة، تحامل على نفسه، بالرغم من أنه لم يعد بإمكانه ركوب حصانه، إلا أنه قام بمحاصرة مدينة ليموج. وعندما تم الاستيلاء عليها، قام بمذبحة رهيبة انتقاما من جميع سكانها.

أتعس رحلة استكشافية له، كانت الأخيرة. عاد إلى إنجلترا ولم يتعاف أبدا. أرسل المحافظون إلى بوردو، لكنهم لم يتمكنوا من فعل الكثير ضد الفرنسيين، الذين كانوا يتقدمون باستمرار. وأخيرا، لم يترك أي شيء في فرنسا لإدوارد سوى مقاطعة جاسكوني ومدينة كاليه.

بعد ذلك، تم عقد هدنة. وقبل نهايتها، مات إدوارد الثالث ملك إنجلترا، وجاء ريتشارد الثاني تحت وصاية أعمامه، الذين حاولوا مواصلة الحرب. لكن بدون حظ أفضل.

أثناء محاصرة قلعة صغيرة، شاتو راندون، سقط دو جوسكلين مريضا من الحمى وتوفي. كان القبطان الإنجليزي قد وعد بالاستسلام، إذا لم تأت إليه المساعدة في غضون فترة زمنية معينة.

عندما سمع بموت الكونستابل العظيم، دو جوسكلين، رفض الاستسلام لأي شخص آخر. ثم ذهب إلى خيمة الرجل الميت، ووضع على صدره مفاتيح القلعة.

عين الملك صديق دو جوسكلين، أوليفر دي كليسون، في منصب كونستابل، بدلا منه. لقد كان بريتونا هو أيضا، وفارسا شجاعا، وقائدا ماهرا.

لكن أخاه كان سجينا من قبل الإنجليز، وتم إعدامه. فأقسم وأخذ على نفسه العهد بأن لا يبقى على حياة أي رجل إنجليزي يقع بين يديه. لذلك، كان يطلق عليه الجزار.

الملك شارل نفسه لم يعش طويلا. عرف أنه سيموت شابا. لقد أصدر تعليماته بعناية للملكة، جوان دي بوربون، لحماية أبنيه الصغيرين، شارل ولويس.

لكن لحزنه البالغ، ماتت هي أولا، فاضطر إلى ترك الطفلين لرعاية أعمامهما، عند وفاته في 16 سبتمبر 1380، بعد عهد من النجاح الكبير، وكان يعرف باسم شارل الحكيم.

إنه بمساعدة مستشاريه الموهوبين، سمحت إدارته الحكيمة للمملكة بإعادة ملء الخزينة الخاوية من جديد. واستعادت أسرة فالوا المحترمة وضعها مرة أخرى.

وأيضا، استطاع إنشاء أول جيش منظم مدفوع الأجر، الذي حرر الشعب الفرنسي من الجنود قاطعي الطريق، الذين كانوا ينهبون البلاد عندما لا يعملون.

وتمكن بقيادة برتراند دي جوسلين، من تحويل مجرى حرب المائة عام لصالحه. وبحلول، نهاية عهده، تمت استعادة كل الأراضي الفرنسية التي تنازل عنها أسلافه لإنجلترا.

أيضا، تمكن أسطول البحرية الفرنسية بقيادة جان دي فين، من مهاجمة الساحل الإنجليزي لأول مرة منذ حرب المائة عام.

خلفه ابنه شارل السادس، المجنون. الذي كان عهده كارثيا. خلاله، استطاع الإنجليز احتلال أجزاء كبيرة من فرنسا مرة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك