الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .

أحمد فاروق عباس

2023 / 2 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لدى إيمان عميق بالمقولة الذائعة " من يفت ِفي غير فنه .. يأتى بالعجائب " إلا اننى اليوم انوي مخالفة هذه القاعدة ، والحديث فى غير فنى ، وكل ما أمله ألا ارتكب حماقات كبرى ، وأن تكون الكوارث التى أنوي فعلها من نوع يمكن التسامح معه ، على الأقل اعتباره كلام لا يودى ولا يجيب ..
وكلامى اليوم عن الحب ...
كلام عن الحب فى هذا العصر وفى هذه الأحوال !!
وفى ظروف مصر الإجتماعية والنفسية المعروفة !!
وهل فى ظل سيطرة أقوى الاتجاهات المحافظة على عقول الناس فى مصر هناك مجال لأحد أن يأتى اليوم ويتحدث عن الحب ؟!
مشكلتنا أننا نناقش قضايا مثل الحب إما بابتذال يذهب بها الى حد الإباحية ، أو بتزمت يسدل على واحد من أهم شئون الحياة ستاراً من الصمت والحذر غير المبرر ..
وليس قصدى هنا أن أقدم إجابات ولكن أن أطرح أسئلة ، فلست خبيرا في شئون الحب ، وما أعلمه عنه هو علم سواد الناس به ..
1 - هل معنى الحب وطبيعته يختلف من عصر إلى عصر ، وهل لتطورات المجتمع المادية علاقة بالنظرة إلى الحب ؟
بمعنى هل الحب فى العصر الصناعى وطبيعة العلاقات فيه يختلف عن الحب فى العصر الزراعى ورتابة حياته ، أو الحب فى البوادى وقسوة الحياة فيها ؟
وهل معنى ذلك انه ليس هناك معنى واحد للحب ، بل هو - ككل شئ فى الحياة - يتغير معناه وطبيعته بتغير العصور وأحوال الإنسان ..
كانت البادية ورحابتها واتساعها هى ما أطلق خيال ولسان الشعراء بأجمل قصائد الحب فى الزمن القديم ، وسمع الناس عن الحب العذرى .. حب قيس وليلى ، وجميل وبثينة ، وعنتر وعبلة ..
بينما كانت حياة الريف ببساطتها هى ما أنتجت قصص الحب الشهيرة - بغض النظر عن حقيقة الصدق فيها أو المبالغات - مثل حسن ونعيمة ، وعزيزة ويونس ، شفيقة ومتولى ..
بعكس الحياة فى العصر الصناعى ، التى طبعت كل شئون الحياة بطابعها السريع واللاهث ، ودخلت المادة بصورة أكثر فى كل شئون الحياة ومنها الحب ..
أى أن الحب يختلف مفهومه وطبيعته وممارسة الناس له من زمن إلى زمن آخر ، ومن عصر إلى عصر ..
ولكن بغض النظر عن العصور وتغيرها وتأثيرها في الحب ومعناه ، هناك قضية أخرى :
لماذا يبدأ الحب قويا جامحا ثم تفتر حدته ، ويتحول الشئ غير العادى في حياة الإنسان إلى شئ عادى ، قد يذبل أو يضعف .. أو حتى يموت ؟!
وهل يأتى الحب للإنسان مرة واحدة وفقط ، ام من الممكن أن يتكرر مرة ومرات ، وقد كان نهرو رئيس وزراء الهند صاحب قلب كبير ، فقد تكررت تجارب الحب معه مرات - وكان أشهرها قصة غرامه بزوجة اللورد مونتباتن الحاكم البريطانى للهند وقريب الأسرة المالكة الانجليزية - وفى كل مرة كان يعيش نفس العواطف ونفس الانفعالات !!
2 - الحب والحرية ..

هل الحب قيد على الحرية ؟!
أغلب المتزوجين قد يرونه كذلك ..
بينما يستمتع العزاب بحريتهم لبعض الوقت يملون منها سريعا ويبحثون عن قيود الزواج !!
لكن الحرية تأخذ معانى أعمق مع تقدم العمر ..
وفى رواية إحسان عبد القدوس الشهيرة " أنا حرة " يظهر التناقض بين الحب والحرية ..
فبطلة القصة " أمينة " تبحث طويلا عن الحرية ، وتتمرد على الحياة الهادئة التقليدية ، فترفض الزواج باعتباره قيداً على حريتها ، وترفض نداء الغريزة ، وتصر على تحدى المجتمع وظروفها فيه ، وتظن أن العمل والاستقلال عن الآخرين هو الحرية ، ثم تكتشف مع الوقت زيف ذلك ..
وعندما تتعب من البحث عن الحرية .. لا تجد أمامها إلا الحب !!
ثم تفهم مع مرور العمر والتجارب أن الحرية والحب هما طريق لشئ أكبر ، وليسوا غاية في حد ذاتها ..

3 - الحب والغريزة ..

ما هو دور الرغبة والغريزة في الحب ؟!
هل يمكن القول أنهما شئ واحد أم هما شيئين مختلفين ؟
فى الغرب في العصور الوسطى ، كان العصر هو عصر الفروسية ، وسمى - فى الحب وفى الأدب - بالعصر الرومانسى ، وكان ينظر إلى الحب بصورة افلاطونية ، وهناك فصل واضح بين الحب والغريزة ، وعرف هذا العصر قصص روميو وجولييت وغيرها ..
ومع بداية العصر الحديث ، وتغير طبيعة الحياة قلت الفروق بين الحب والغريزة ، لدرجة أن اختلط الأمر ، وأصبح الحب ممارسة ، ويسمى ممارسة الحب !!
ومن ناحية اخرى .. هل يوجد حب بدون غريزة ؟!
وإذا كان لا يوجد ... فما هو الحب بالضبط ؟!
وهل الحب فى النهاية هو فورة شباب يختلط عنده الخيال مع دواعى الغريزة ومطالب الجسد ، وإذا ذهب ذلك الشباب هدأت الغرائز ، وتحول الحب مع الزمن إلى تعود أو شراكة حياة تنميها غريزة البقاء وتؤكدها المسئوليات المشتركة ..
كما قال جبران خليل جبران في قصيدته الخالدة " المواكب "

ليس فى الغابات خليعٌ ... يدعَّى نبل الغرام
فإذا الثيران خارت .... لم تقل هذا الهيام
إن حب الناس داء ٌ .... بين لحم ٍ وعظام
فإذا ولى شباب ٌ .... يختفى ذاك السقام

وقد كان لى قريب يقول دائماً : إن الحب هو الستار الذى تضعه الغرائز على وجهها ، حتى لا تظهر عارية سوى من الأجساد المتلاصقة ، والأنفاس المتقطعة ..
طبعاً لا أطمع في الوصول إلى إجابة على هذه الأسئلة العويصة ، التى حار فيها الفلاسفة والعلماء على مر العصور ..
ولكن هى مجرد خواطر عن الحب .. فى عيد الحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات