الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخبرني الخيميائي … عن الماكياج

فاطمة ناعوت

2023 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غدًا ١٤ فبراير، عيدُ الحبِّ، Valentine s Day حيثُ يتبادلُ الأصدقاءُ والأحباءُ الهدايا مصحوبةً بالأمنيات الطيّبة. وعلى رأسها عبارتنا الجميلة: “كل سنة وأنتَِ طيّب/ـة". و"طيّب" في اللغة العربية كلمة شديدة الثراء لها معان كثيرة منها: الحياة الرغدة، الصحة الجيدة، فنقول: “طيّبَ الطبيبُ مريضَه"، أي طبَّبه وعالجَه. وفي ريفنا المصري نقول إن المريض"طاب"، أي شُفي. و"الطِيْبُ" هو "العِطر"، و"طيّب القلب" هو الإنسانُ الصالح غير المدنس بالأحقاد، وغيرها من المعاني الجميلة. أما كلمة "طيّب" في لغتنا المصرية القديمة فتعني "الحياة". فكان الجدُّ القديم يقول في الأعياد: “وبت رنبت نفرت"، أي "سنة جديدة سعيدة"، ويعقبها بـ: “كل سنة وأنت طيب"، وهي التمني باستمرار الحياة بالصحة الجسدية والسلامة البدنية. ولهذا مقالي اليوم حول أحد اللصوص التي تسرقُ صحّتنا في غفلة منّا.
في عيد الحب تكثر هدايا مستحضرات التجميل، فعلينا الحذر حال شرائها أو استخدامها. وهذا مقالٌ جديد في سلسلة: “أخبرني الخيميائي" التي أنقلُ لكم فيها نصائحَ خبير الكيمياء الحيوية وتحليل المعادن في كندا “رامز سعد"، الذي يقوم بتحليل أنسجة شَعر الإنسان لتحديد نسب المعادن الثقيلة والسموم في جسمه، ومن ثم التخلص منها عن طريق الغذاء السليم المناسب لكل حالة.
في الحديث عن مساحيق التجميل والأصباغ علينا أن نعرف أن الرخيص منها، غير المعتمد من الشركات العالمية العريقة، قد يحتوي على العديد من المعادن الثقيلة السامة التي تتسرب من مسام البشرة وتُمتصُّ داخل الخلايا فتسبب العديد من المشاكل الصحية الخطرة. منها: "الرصاص"، الذي يُسبب تراكمه ضعف الذاكرة وآلام العضلات وإجهاض الحوامل أو الإضرار بالأجنّة. “الزرنيخ" بمساحيق تجميل العيون وكريم الأساس، ويتسبب في آلام البطن وأحيانًا السكتة الدماغية. “الزئبق" يدخل في تصنيع "الماسكرا" ويؤدي تراكمه في الجسم إلى تضرر الدماغ والقلب والرئة وضعف المناعة، والصداع وتراجع الرؤية، وأحيانا الفشل الكلوي. “الألومنيوم" ويدخل في تركيب مزيلات العرق ويؤدي إلى انسداد المسام والصداع وضعف الذاكرة وآلآم العظام، ويُرجّح بعض الأطباء أن سرطان الثدي يعود إلى تلك المستحضرات. “الكادميوم" أكدت الدراسات التي أجريت على هذا المعدن تأثيره السلبي على أداء الكلى، وأمراض العظام والسرطان، وأنّه سامٌّ حتى في نسب تركيزه المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وللأسف وُجِد في مكونات أرقى منتجات التجميل العالمية! "مشتقات البارابن” تدخل في معظم مستحضرات التجميل كمواد حافظة مضادة للبكتريا. وأظهرت بعض الدراسات أنها قد تكون سببا في خلل الغدد الصماء، ووجود آثارها في نسيج سرطان الثدي. “التولوين" يدخل في تركيب الكثير من طلاء الأظافر وصبغات الشعر كمذيب، وله أثر ضارٌّ على الجهاز العصبيّ، شأنه شأن المواد النفطية. "البنزوفينون" ويدخل في تراكيب بعض الواقيات الشمسية، ومرطبات الشفاه، وكريمات الأساس، ويتسبب في بعض أنواع الحساسية الجلدية.
وجدت دراسة جديدة أن نسبة 52% من أصل 231 منتجًا من مستحضرات تجميل تُباع في أمريكا وكندا، تحتوي على مستويات عالية من مواد كيميائية سامة ومعروفة باسم "بولي فلورو ألكيل" (PFAS)، وقُدم في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي مشروعُ "قانون حظر استخدام مواد PFAS في مستحضرات التجميل". وعُثر على مستويات عالية منها في كريم الأساس، والماسكارا المقاومة للماء، وأحمر الشفاه طويل الأمد، وفقًا للدراسة التي نُشرت في "مجلة العلوم البيئية والتكنولوجية”. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن حوالي نسبة 88% من المنتجات المختبرة لم تكشف عن وجود تلك المواد الكيميائية على ملصقاتها، بالرغم من وجوب ذلك بحكم القانون، كما تُقرّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وقال "ديفيد أندروز"، كبير العلماء في مجموعة العمل البيئية، وهي منظمة تحتفظ بقاعدة بيانات عن منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على سموم: "الأمر صادم، ونأمل أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ، لمراقبة صناعة مستحضرات التجميل، فيما يتعلق بمدى انتشار مواد PFAS في تصنيع المكياج".
وهناك العديد من الضوابط العلمية والتصنيعية التي يجب على شركات تصنيع مستحضرات التجميل الالتزام بها قبل طرح منتجاتها، منها: الكشف عن المعادن الثقيلة، درجة الحموضة، قياس الكثافة، تحديد اللزوجة، تعيين نقطة الوميض، تحديد المواد الجافة، تحديد نسبة المواد الفعالة سطحيًّا، ومحتوى الجسيمات النانوية، وتحديد مخلفات المذيبات المتطايرة. ولأن تنفيذ ذلك عمليًّا باهظُ التكلفة، كان الشكُّ أرجحَ، ومن ثم علينا توخي الحظر وتجنب الماكياج، والعودة إلى الطبيعة، كما كانت تفعل جدّاتنا الجميلاتُ ملكاتُ مصر القديمة، في التجمّل بزيت جوز الهند وزيت الزيتون والأفوكادو والعسل والصبار واللبن وزيت اللوز وغيرها، والأهم من كل ذلك اتباع الأسلوب الصحي في التغذية. كلُّ عام وكلُّ امرأة جميلةٌ بطبيعتها. وكيف لا وهي أثمنُ زهور الطبيعة!

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله