الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 3/3

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 2 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ماريا بوبوفا
MARIA POPOVA
ترجمة: نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

و محاكاة لفكرة فان غوغ / Van Gogh الجميلة حول ضرورة الموازاة في منح و تلقي الحب: يضيف هايدغر:

عزيزتي حنة، بالنسبة لي؛كما لو كنت مفضلا في التخلي عن شيء نهائي و عظيم كي أناله، فالمنح و العطاء، كحيازة جديدة، لم أنلها بعد، و أقل بكثير من فهم الأشياء غير المتوقعة التي رأيتها في وجودنا في تلك الساعات.

في أبريل من عام 1928، رددت أرندت أصداء توكيد فرويد الشهير بأن الحب والعمل هما حجر الزاوية لروح الإنسانية، فاختارت في نهاية المطاف الانشغال بالفلسفة على علاقتها الحميمة مع هايدغر. و كتبت إليه متوسلة أن يفهم خيارها؛ و هي على ثقة أيضا بأنه كفيلسوف، يستغرقه بالكامل عمله، لن يكون لديه خيار سوى أن يتفهم:

أحبك كما فعلت في اليوم الأول-أنت تعرف ذلك، و كنت أعرف ذلك دائما، حتى قبل هذا اللقاء. المسار الذي أظهرته لي أطول وأكثر صعوبة مما كنت أعتقد. يتطلب حياة طويلة بكاملها . إن عزلة هذا المسار هي اختيار ذاتي وهي الطريقة الوحيدة للعيش المعطاة لي. لكن الأسى الذي يحتفظ به القدر لم يكن ليأخذ مني فقط القوة للعيش في العالم فحسب، أي ليس في عزلة؛ كان من شأنه أيضا أن يسد طريقي، الذي، من شساعته؛ فليس بقفزة يمر عبره العالم. لديك الحق في معرفة هذا، لأنك تعرف ذلك دائما. وأعتقد أنه حتى عندما أظل أخيرا صامتة، لن أكون أبدا غير صادقة. أنا دائما أمنح ما يريده أي شخص مني، والمسار نفسه ليس سوى التزام حبنا الذي يجعلني مسؤولة عنه. سأفقد حقي في العيش إذا فقدت حبي لك، لكنني سأفقد هذا الحب؛ و واقعه أيضا؛ إذا تهربت من المسؤولية التي يفرضها علي.

في العام التالي، التقت أرندت بصحفي وفيلسوف ألماني شاب في ندوة هايدغر. في هذه الانعطافة؛ تزوجته. و في يوم زفافها راحت كاتبة، و أرسلت إلى هايدغر الصدى الأخير من غرامها؛ بحزن و فخر بالمرة:

لا تنساني، ولا تنس كم أعرف بعمق أن حبنا أصبح نعمة حياتي. لا يمكن أن تهتز هذه المعرفة، و لا في هذا اليوم، في حين و كنهج للخروج من قلقي، وجدت منزلا وشعورا بالانتماء مع شخص؛ عليك تفهمه على الأقل.
[…]
أقبل جبينك وعينيك،
حنة خاصتك

و مثل فرجينيا وولف/ Virginia Woolf وفيتا ساكفيل ويست/ Vita Sackville-West ، اللذان كانا عشقين و صديقين مدى الحياة، ظلت أرندت و هايدغر في حياة بعضهما البعض لمدة نصف قرن، حتى وفاة أرندت المفاجئة. من بعدها عاش هايدغر أكثر من ستة أشهر. و كتاب رسائل: 1925-1975 يبقى السجل الاستثنائي للعلاقة الدائمة هذه؛ الطافحة بفائض الحكمة الخالدة في كل تجليات الحياة والثقافة. [1]
---------------------
[1] المصدر على الرابط:
https://www.themarginalian.org/2016/04/25/hannah-arendt-martin-heidegger-love-letters/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف