الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ح6.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادمتَ منحازا تحت تأثير التبرير الشرطي بالاعتقاد!!)

عدنان سلمان النصيري

2023 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حيث وُلد الإنسان منذ الأزل وهو مرتهن لهيمنة القوى المتسلطة الخارجية أو الداخلية وكما تطرقنا إليها في الحلقات السابقة، وأصبح من غير الممكن التحرر منها دون أن تترك له شروخًا مدمرة واضحة المخاطر والهواجس على المدى البعيد ، بعد أن جعلته أسيرًا لسياستها ، ومتحكمة فيه بطريقة التوجه الفكري والعقائدي. ومن هنا تأتي نزعة المعتقد كسلطة داخلية اكثر منها خارجية في التأثير المشترك، وكما سيتم توضيحه بشكل مفصل..
فنزعة المعتقد اوبما تعرف بـ (تسلط الفكر العقائدي): هي عملية الانقياد والموالاة والتوجس بين الأفكار المختلفة بشكل مشكك، لا يسمح بالاعتراف بوجهات نظر أخرى، ومهما بلغت فيها الرؤيا الثاقبة والصواب لدى الآخرين. مما يؤدي إلى الانحياز الدائم للمعتقد الشخصي، تحت تأثير شامل لمهام التفكر، بما في ذلك التبرير الشرطي في أية علاقة.
والانحياز للمعتقد ، هو ميل منحاز في الحكم إلى قوة الحجج الشخصية القائمة، على أساس معقولية استنتاجها من دون تقديم الحجة لهذا الاستنتاج. ومن المرجح أن يقبل الشخص الحجج التي تدعم استنتاجًا يتوافق مع قيمه ومعتقداته ومعرفته السابقة، بينما قد يرفض الحجج الأخرى المخالفة.
إن وهم حرية الاختيار لأي فكر قبل أن يتبلور إلى عقيدة راسخة ومنهج في التطبيق، نشأ بشكل واقعي مع أول ظهور لوحدة مجتمعية ممثلة في الأسرة الواحدة، ومن بعد ذلك تعددت إلى كيانات في المجتمع الواحد ضمن خارطة سيطرة السلطة الواحدة في العشيرة أو القبيلة. وقد يأخذ الاعتقاد أكثر انعتاقًا في المجتمعات المدنية المتطورة، بعد ابتداع النظم الديمقراطية الحديثة، التي تتكفلها مبادئ حقوق الإنسان وإطلاق الحريات، ومقاومة العنصرية في الدول المتقدمة بأنظمتها الاجتماعية. بالرغم من أن الإنسان يبقى متأثرًا بالرأي الجمعي في عملية اتخاذ القرار، نتيجة عوامل متعددة، ومنها التأثر بالإيحاء الجمعي، والمصالح المتبادلة، ونمطية التفكير في الثقافة الواحدة... الخ. وتبقى المقارنة في عملية التطبيق السياسي جلية ما بين مجتمع وآخر، ومرهون بطبيعة اختياره لموقعه في ريادة التطرف وممارسة التكفير.
وعملية الانحياز للمعتقدات (الأفكار والقناعات) هو تحيز شائع للغاية، ومن ثم فهو يُشكِّل قدرًا كبيرًا من الأخطاء. ومن الممكن بسهولة أن تعمينا معتقداتنا في طريقة الوصول إلى النتائج الخاطئة. فعملية الانفتاح بين الشعوب في ظل وسائل تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات السريعة لا تزال تعاني الكثير من التقوقع الفكري في طبيعة الازدواجية بين التمني والممارسة، كما صار ظاهرة علنية ومشاعة داخل الانسان والأسرة والمجتمع.
ويبقى هناك الغول المتحكم الذي لا يستطيع أحد أن يناصبه التحدي إلا ما ندر، ومن قبل الأشخاص الذين يضعون أنفسهم في دائرة المغامرة بتلبس تهمة التكفير، و اصدار الحكم الجاهز بحقهم بمجرد اتخاذ الخطوة الأولى بالافصاح، عند مخالفة الرأي خارج حدود مجتمعاتهم المتحفظة. وكما هو الحال في التطلع خارج المجتمعات القديمة والتقليدية، بعد أن صار للمتحكم مفتاح رئيسي واحد، فهو الذي يغلق ويفتح باب الجنة والنار متى يشاء. كما في القيصر والملك، نزولًا إلى شيخ العشيرة والقبيلة، وانتهاءً برب الأسرة المتعصب. وأمثال هؤلاء لا يؤمنون بإعلان أي قرار مستقل أو متسامح في ممارسة طريقة حرية التفكير،
ولابد من التطرق أيضا إلى حقيقة مهمة لها صلة وثيقة بنزعة الاعتقاد، ألا وهي (الانحياز الثقافي أو التحيز الثقافي) في عملية التفسير والحكم المسبق على الظواهر أو الأشياء وفقًا للمعايير الملازمة لثقافة الفرد، ويُعتبر الانحياز الثقافي أحيانًا مشكلة مركزية في العلوم الاجتماعية والإنسانية. وقد حاول بعض المنتظرين في هذه المجالات المذكورة، من تطوير أساليب ونظريات للتعويض عن التحيز الثقافي أو القضاء عليه.
البقية في الحلقة القادمة>>>>>








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب