الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الكردية ضمن اتحاد كونفيدرالي شرق أوسطي هو الحل الأمثل لمشكلاتنا!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 2 / 19
القضية الكردية


الكرد عالقين في وسط عدد من الشعوب والأمم التي تتصارع على ما يعرف ب”لعنة الجغرافيا” التي ترسم مسارات السياسة والعلاقة بين هذه الأطراف العدة، فيما هي أشبه بعلاقة السيد المالك بالعبيد الأجراء، طبعاً من وجهة نظر تلك الدول ونخبها السياسية والثقافية التي تتسيّد المشهد السياسي في المنطقة حيث نسجت لها ولشعوبها سردية إنهم هم “الأصلاء” بهذه الجغرافيا والكرد ليسوا إلا “مهاجرين دخلاء” إليها وبالتالي لا حقوق وطنية لهم في بلاد وجغرافيا “ليس لهم”، بالرغم أن التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا تؤكد؛ بأن لا شعوب أصيلة أو دخيلة على الأقل منذ قرون عدة وأن آخر الوافدين للمنطقة هم الأتراك والتي لا تقل عن عشرة قرون حيث معركة “ملاذ كرد 26 أغسطس 1071م”. وهكذا باتت كل هذه الشعوب هي جزء أصيل من تاريخ المنطقة وليس فقط الأمم الثلاث؛ العربية والتركية والفارسية، التي أسست دول وإمبراطوريات، بل تلك التي غبنت حقوقها وهمشت نتيجة صراعات وتحالفات خارجية أو لظروفها الذاتية الداخلية المتعلقة بصراعاتها القبلية وعدم قدرتها على امتلاك كاريزما زعاماتية ومشروع جامع يوحد تلك القبائل خلفها كأمة واحدة، كما رأينا العرب مع الدين الإسلامي وكل من الفرس والأتراك بخصوص المذهبية الشيعية والسنية، طبعاً يشاركنا في الجغرافيا والتضعضع الحضاري التاريخي عدد من الشعوب الأخرى بالمنطقة مثل الأرمن والآشوريين حيث نجد انحسار واضمحلال هذه الشعوب حتى ديموغرافياً وليس فقط سياسياً حضارياً بحيث باتوا يشكلون جزر متفرقة في الجغرافيات الواسعة التي خضعت لهم يوماً كأعظم الإمبراطوريات ونقصد بالأخص الآشورية منها!

كتبت ما سبق كمقدمة لنقول؛ بأن كل شعوب المنطقة وأممها هي شعوب أصيلة وبأن لا أحد طارئ على جغرافيتها، نعم ربما هناك من هاجر قبل الآخر إليها ومن تمدد فيها ليشكل إمبراطوريات عظيمة ثم تأتي عليها ظروف لتنحسر في جذر بحيث لا تقدر اليوم حتى تشكيل دويلات بحكم “افتقارها” لعاملي الجغرافيا والديموغرافيا، ولكن بالأخير نحن جميعاً محكومين بالعيش المشترك ضمن هذه البقعة الجغرافية والتي تشكل الشرق الأوسط، فهل سنستمر في صراعاتنا القبلية الشعوبية حروباً واقتتالاً وكل طرف يدعي أحقيته على هذه أو تلك البقعة الجغرافية باسم الوطن أم بات لزاماً علينا إيجاد المخارج والحلول التي تنقذنا وتنقذ الأجيال القادمة والمنطقة من هذه الصراعات والحروب وهذه المرة تحت مفاهيم الانتماء للعرق والثقافة الواحدة والتي بدأت مع انهيار الإمبراطوريات الدينية وآخرها كانت العثمانية، أم سنخرج باتفاق وتوافقات سياسية ديمقراطية على غرار المجموعة الأوربية حيث النظم الليبرالية الديمقراطية الاتحادية، إن كان على صعيد الدولة الواحدة أو الكونفيدرالية على صعيد القارة الأوربية، وهكذا يمكن لشعوب منطقة الشرق الأوسط أن تشكل كونفيدرالية شرق أوسطية شبيهة ب”الاتحاد الأوروبي” بحيث تصبح لدى شعوب المنطقة كونفيدراليتها الشرق أوسطية، ولكن قبلها يجب حل مشكلة القوميات وصراعات نشوء دولها حيث تشكيل تلك الكونفيدرالية ومن دون أن تمتلك تلك الشعوب والأمم الأخرى؛ الكرد، الأرمن والآشوريين كأمثلة تشكيلاتهم السياسية الدولتية وهويتهم الثقافية ضمن إطار سياسي، فإن المشكلة؛ مشكلة الهوية الوطنية الثقافية ستبقى عائقاً أمام تلك الكونفيدرالية وبالتالي لا بد من الاعتراف بالكيانات الدولتية لهذه الأمم والشعوب أولاً ومن ثم الاتحاد ضمن هيكلية كونفيدرالية شرق أوسطية.

طبعاً قد يقول قائل؛ بأننا سنعيد صراعاتنا وحروبنا حول قضية الهوية والامتلاك وأحقية أي طرف بجغرافيا ما حيث الزمن التاريخي المديد في التعايش المجاور لهذه الأمم داخل هيكليات شبيهة بالدولة الفيدرالية؛ الخلافات الإسلامية بمختلف مسمياتها والتي كانت أشبه بالدولة الفيدرالية منها بالدولة المركزية حيث الأمراء كانوا الحكام الحقيقيين في إماراتهم وأمصارهم، جعلت شعوب المنطقة تتمازج ثقافياً وجغرافياً وبالأخص في مناطق التخوم وبالتالي فإن كل أمة تدعي أحقيتها في أن تكون تلك الجغرافيا ضمن حدودها الوطنية وكذلك قضية جغرافيات شبيهة بجزر قومية ضمن محيط أثني عرقي ثقافي لأمة وشعب آخر كوجود بعض المناطق المسيحية الآشورية ضمن محيط إسلامي عربي أو كردي كمثال/ مما قد يخلق المزيد من الأزمات والصراعات وتعقيد الوصول لحلول ترضي كل الأطراف، ولكن وبقناعتي يمكن هذه أيضاً الاتفاق عليها إن أمتلكنا الإرادة الحقيقية في العيش المشترك وذلك بإيجاد حلول مشابهة بتلك التي لجأ إليها الأوروبيين حيث هناك دول هي أشبه فعلاً بجزيرة صغيرة داخل محيط ثقافي جغرافي تحيط بها مثل إمارة موناكو داخل فرنسا، أو سان مارينو في ايطاليا أو إمارة ليخنشتاين بين النمسا وسويسرا وغيرهم من الدول والإمارات المتعددة والتي وضعها شبيهة بوضع الجزر، بل حتى هناك قرى وبلدات تابعة لدولة أخرى داخل دولة جارة حيث سكانها صوتوا ليكونوا مع الدولة الأخرى الجارة؛ يعني يمكن حل هذه المشكلات الحدودية وخاصةً أن كل تلك الجغرافيات سوف تتحد ضمن هيكلية سياسية أوسع وهي كونفيدرالية الشرق الأوسط والتي ستلغى فيها الحدود، كما الحال في الاتحاد الأوربي وبالإضافة أن تكون نظمها؛ نظام الحكم في كل دولة منها هو ديمقراطي اتحادي فيدرالي بحيث تكون شبيهة بما هو الحال في الدول الأوروبية حيث البلدية التي تقيم بها يمكن منحك جنسية البلد الذي تقيم به.. أعتقد ذاك سيكون أفضل حل ومخرج سياسي لشعوبنا في المنطقة وذلك حتى لا نورث صراعاتنا للأجيال القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط