الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلامي التي لا تكون

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو كنت مرجعا دينيا سأفتي:.
• أن الدرس الديني والزي الديني والمنزلة عند الناس لا تضمن لأحد القرب من الله، بل العمل الصالح عنوان الصدق والقرب والطهارة، والأصل تزكية النفس عن الرياء والأطهر في العمل هي النية الصالحة.
• أقول وأعمل على أن مال الله ومال رسوله للناس كافة، فالله رب الناس ورسوله أبو الأمة، والناس كلهم شركاء في خلافة الرب وفي إرث أبيهم، وأنا ومن معي على هدى أو في ضلال مبين.
• إشباع جائع عند الله خير من ألف صلاة في محراب لا يأمرك بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه والمسكين واليتيم وأبن السبيل، إذ أن الدين رحمة قبل أن يكون نعمة.
• من أجل أن تكون ربانيا حقا ستأخذ على عاتقي نشر كلمة (أقرأ) بروحها وجوهرها، وأفتي أن أعظم القربات لله بعد الحب أن تجعل الناس تقرأ قبل أن تسمع، وتقرأ قبل أن تتكلم، وأن دور العبادة ليست أطهر من المدارس.
• حتى أستحق كلمة مرجع فلا بد لي أن أراجع حال الناس كل يوم وليلة وأرفع تقريري إلى الله قبل الخلود للنوم، اخبره ما يعرفه هو لكن لأكون صادقا مع الصادق وأقول له بلا تردد (أوزعني هدايتك وخدمة الناس).
• ولأكون صادقا مع الناس أولا سأجعل أول معتقداتي الخاصة محاربة الفقر ليس بالتصدق عليهم بل بإلزام الدولة ومن يتبعني بمحاربة الفقر، ومن لم يمتثل لذلك فقد برأت ذمتي منه وسأكون أول من يتضامن مع الفقراء بإعلان صيامي الدائم عن كل ملذات الدنيا التي يتحسر عليها الفقير والمسكين.
• ولأجل أن يكون لوجودي معنى وأثر سأعلن بكل وضوح وصراحة أن الدين لله فمن أراد الله فليبحث له عن دين، ومن لا يؤمن به فهو حر لأنه علم وعرف والعارف لا يعرف، وما على الناس من سبيل غير الله، فليس من مسئوليتي أن أصنف الناس بقدر ما أحاول أن أشرح لهم دليل إيماني بالله وهم أحرار بما شاءوا وإن شاءوا.
• سأفتي بأن العمل من أجل العيش والكرامة والسلام أولى من التعبد والله أرحم من العبد، فهو يتقبل حتى العبادة القلبية مع العمل ولا يتقبل العبادة الحسية مع الكسل، وهو الذي قال أعملوا ولم يقل تعبدوا.
• ولأخلي مسئوليتي أمام الله والناس وأتبع الحق لن أترك فاسد يعيث في الأرض مطمئنا ولا أدعه في غيه هانئا مهما كان قريبا أو نسيبا ولو كان أبي أو أبني، فعهد الله أعظم وسخط الله على المتقاعسين أوخم.
• وسأفتي حصرا لمن تولى أمر الناس (كن ربانيا سيكون الله والناس معك ولا داع لأن ترم نفسك بالتهلكة وأنت تبيع الوهم وتتخذ السوء مغنما)، فأما أن تكون قادرا عليها فتنجو، أو دع عنك ما لا تتحمل فلن يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت.
• سأقول وأكرر القول أن غاية الله من الدين ليس التعسير على بني آدم بل العمل على تسهيل الحياة وأعمارها بالخير والعمل الصالح الذي تبنى فيه الأوطان، وما الفروض والواجبات إلا راحة للعقل ومحطة توقف لمراقبة النفس وحثها على أن تكون دوما عنصر خير وسلام فقط.
• سأقول وأكرر أولى الناس بالأنبياء وأقربهم منزلة (من عمل على إزالة الظلم ونشر التسامح وألف بين القلوب)، فهذه أولويات الدين ومنهاج الصالحين، فمن أمن بالله كف شره وشر من أراد بالناس شرا خير البرية، وليس المعروف ومنهاج الصلاح يعني أتقاء الضرر الفردي بحجة مراعاة الواقع والتقية من الظالمين.
• سأعلن أن المرجع لا مقدس ولا متقدس بذاته، وإنما هو بشر مثلكم أبتلاه الله بما لا يطيق غيره، فأعينوه على بلائه ولا تكونوا كمن جاور الحداد إن لم تحترق ثيابه أصابه الشرر.
• ليس المهم أن تحصي ما تعبدت به لله ما لم تجرك العبادة إلى نفع غيرك بها، فلا تكن عبدا لها وكن عابدا في محراب الحق وأهله، وأن تكون نبيا برسالة ورسولا بين الناس لدينك وقدوة حسنة لمن أبى وأستكبر.
• في أعتقادي وضميري أن سخط الناس بزول حين يعرفون أن الحق أولى أن يتبع، وحذاري من غضب الله على الظالمين، فألتمسوا ما يرضيه لا ما يرضي أهل الأهواء والبدع، وما أنا عليكم بوكيل ولا كفيل ولا نائب بل أنا مستشار رشيد إن أحسنت وأصدقت الناس قولا.
• سأعلن أن الجهاد في سبيل الله هو جهاد النفس (أولا) في أن تكون للناس عونا وسندا، فخير الناس من نفع الناس وليس من تميز عنهم أو تعالى ظنا منه أن الدين ميزة ترفعه وتحط غيره، فالدين لله، وعامل البشرية معاملة الأب لأبنائه مهما كان أحدهم متفقا معك في ما تحب أو مختلفا فيما لا ترضى.
• ولأضمن أن لا أحد يخدعني من نواب ووكلاء وأئمة يصلون في الناس سأكون أنا الإمام الذي يرقب الأسواق ويزور المستشفيات ويذهب للفقراء في أماكنهم أسمع وأسمع وأسمع وأقرر بعد ذلك.
• سأحرم على كل من يتحمل مسئولية في المجتمع أو الدين أو السياسة أن يتمتع بخلاف المعقول من العادة، وسأفتي أقربكم لله ورسوله أشدكم حرصا على مراعاة الناس في أحوالهم، فالعمل لأجل الله عمل تطوعي ليس مأجورا ولا بثمن فمن أراد القرب أستقرب ومن أراد مغانم الدنيا فعليه بالأسباب الشرعية.
إذا ما يخشى على الدين ليس مما فيه حتى لو كان غير عقلاني لأن الواقع العملي سيمنح المصير لهذا الوصف أو غيره، ولكن ما يثير الحيرة والعجب هو تصرف العقل البشري تجاه القضايا الإشكالية التي يطرحها الدين وطريقة بسطها واقعا حسيا عمليا، بين متمسك أعمى بقراءته وفهمه الخاص لما فيه حتى لو خالف وعارض العقل والمنطق، ومرة حين يغمض عينيه مما فيه جاحدا ومنكرا دون دراية أو فهم لمجرد أن ما عرفه أو ما وصل له من ظلال المتدين لا يتناسب مع طروحاته أو مسلماته، وأحيانا يعرف أن في الموضوع إشكالية قابلة للفهم والنقد والتوضيح والتصحيح وعلينا أن نفعل شيء ما تجاه ما نجد، لكنه لا يفعل ذلك لأن فيه ما يزيد من عبء التعقل أو خشية من ترتيب نتائج لا توازي رغبته في أن يبقى غير مقيد بأصول أو مرتبط بأطر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa